الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خَلَفٍ، وَفِيهَا نَزَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ الْكُوفَةِ، وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. قَالَ:
وَكَانَ بِمَكَّةَ عَتَّابُ بْنُ أَسِيدٍ، وَبِالشَّامِ أَبُو عُبَيْدَةَ، وَبِالْبَحْرَيْنِ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ وَقِيلَ الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ، وَعَلَى الْعِرَاقِ سَعْدٌ، وَعَلَى عُمَانَ حُذَيْفَةُ بْنُ مِحْصَنٍ.
ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّيَ فِي هَذَا الْعَامِ مِنَ الْمَشَاهِيرِ وَالْأَعْيَانِ
فَفِيهَا تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فِي قَوْلٍ وَالصَّحِيحُ فِي الَّتِي قَبْلَهَا وَاللَّهُ أعلم عتبة بن غزوان بن جابر بن هيب الْمَازِنِيُّ، حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ صَحَابِيٌّ بَدْرِيٌّ، وَأَسْلَمَ قَدِيمًا بَعْدَ سَنَةٍ [1] وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَهُوَ أَوَّلُ مَنِ اخْتَطَّ الْبَصْرَةَ عَنْ أمر عمر في إمرته لَهُ عَلَى ذَلِكَ كَمَا تَقَدَّمَ، وَلَهُ فَضَائِلُ وَمَآثِرُ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَقِيلَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَقِيلَ سَنَةَ عِشْرِينَ فاللَّه أَعْلَمُ. وَقَدْ جَاوَزَ الْخَمْسِينَ، وَقِيلَ بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً رضي الله عنه عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى، وَيُقَالُ اسْمُهُ عبد الله، صحابى مهاجري، هَاجَرَ بَعْدَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَبْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ يُقْرِئُ النَّاسَ الْقُرْآنَ، وَقَدِ اسْتَخْلَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمَدِينَةِ غَيْرَ مَرَّةٍ، فَيُقَالُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَشَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ مَعَ سَعْدٍ زَمَنَ عُمَرَ فَيُقَالُ إِنَّهُ قُتِلَ بِهَا شَهِيدًا وَيُقَالُ إِنَّهُ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَتُوفِي بِهَا والله أَعْلَمُ الْمُثَنَّى بْنُ حَارِثَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ ذُهْلِ بْنِ شَيْبَانَ الشَّيْبَانِيُّ نَائِبُ خَالِدٍ عَلَى الْعِرَاقِ، وَهُوَ الَّذِي صَارَتْ إِلَيْهِ الْإِمْرَةُ بَعْدَ أَبِي عُبَيْدٍ يَوْمَ الْجِسْرِ، فَدَارَى بِالْمُسْلِمِينَ حَتَّى خَلَّصَهُمْ مِنَ الْفُرْسِ يَوْمَئِذٍ، وَكَانَ أَحَدَ الْفُرْسَانِ الْأَبْطَالِ، وَهُوَ الَّذِي رَكِبَ إِلَى الصِّدِّيقِ فَحَرَّضَهُ عَلَى غَزْوِ الْعِرَاقِ، وَلَمَّا تُوُفِّيَ تَزَوَّجَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ بِامْرَأَتِهِ سَلْمَى بِنْتِ حَفْصٍ رضي الله عنهما وَأَرْضَاهُمَا. وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ الْأَثِيرِ فِي كِتَابِهِ الْغَابَةِ فِي أَسْمَاءِ الصَّحَابَةِ أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ النَّجَّارِيُّ أَحَدُ الْقُرَّاءِ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ حَفِظُوا الْقُرْآنَ مَنِ الْأَنْصَارِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَهُمْ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ. قَالَ أَنَسٌ أَحَدُ عُمُومَتِي. قَالَ الْكَلْبِيُّ وَاسْمُ أَبِي زَيْدٍ هَذَا قَيْسُ بْنُ السَّكَنِ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَعُورَاءَ بن حزم بْنِ جُنْدُبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ شَهِدَ بَدْرًا. قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ وَهِيَ عِنْدَهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ أبو زيد الّذي يجمع الْقُرْآنَ سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَرَدُّوا هَذَا بِرِوَايَةِ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
افْتَخَرَتِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ فَقَالَتِ الْأَوْسُ: مِنَّا غَسِيلُ الْمَلَائِكَةِ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ، وَمِنَّا الَّذِي حَمَتْهُ الدبر عاصم بن ثابت بن أبى الأفلح، وَمِنَّا الَّذِي اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، وَمِنَّا الَّذِي جُعِلَتْ شَهَادَتُهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، فَقَالَتِ الْخَزْرَجُ مِنَّا أَرْبَعَةٌ جَمَعُوا الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُبَيٌّ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَمُعَاذٌ، وَأَبُو زَيْدٍ رضي الله عنهم أجمعين أبو عبيد بن
[1] كذا في الأصلين ولعله يريد بعد سنة من البعثة لانه من السابقين الأولين.
مَسْعُودِ بْنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيُّ وَالِدُ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ أَمِيرِ الْعِرَاقِ، وَوَالِدُ صَفِيَّةَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
أَسْلَمَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرَهُ الشَّيْخُ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي الصَّحَابَةِ.
قَالَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيُّ: وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ لَهُ رِوَايَةٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَبُو قُحَافَةَ وَالِدُ الصِّدِّيقِ وَاسْمُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَخْرِ ابن كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ، أَسْلَمَ أَبُو قُحَافَةَ عَامَ الْفَتْحِ فَجَاءَ بِهِ الصِّدِّيقُ يَقُودُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ «هَلَّا أَقْرَرْتُمُ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى كُنَّا نَحْنُ نَأْتِيهِ» تَكْرِمَةً لِأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فَقَالَ: بَلْ هُوَ أَحَقُّ بِالسَّعْيِ إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ وَرَأْسُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا وَدَعَا لَهُ، وَقَالَ:«غَيِّرُوا هَذَا الشَّيْبَ بِشَيْءٍ وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ» . وَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَارَتِ الْخِلَافَةُ إِلَى الصِّدِّيقِ أَخْبَرَهُ الْمُسْلِمُونَ بِذَلِكَ وَهُوَ بِمَكَّةَ، فقال: أو أقرت بِذَلِكَ بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو مَخْزُومٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ! قَالَ: ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ. ثُمَّ أُصِيبَ بِابْنِهِ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه. ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو قُحَافَةَ فِي مُحَرَّمٍ وَقِيلَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ بِمَكَّةَ، عَنْ أربع وسبعين سَنَةً رحمه الله وَأَكْرَمَ مَثْوَاهُ.
وَمِمَّنْ ذَكَرَ شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيُّ مِنَ الْمُسْتَشْهَدِينَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مُرَتَّبِينَ عَلَى الْحُرُوفِ أَوْسُ بْنُ أَوْسِ بْنِ عَتِيكٍ قُتِلَ يَوْمَ الْجِسْرِ بَشِيرُ بْنُ عَنْبَسِ بْنِ يَزِيدَ الظُّفَرِيُّ أُحُدِيٌّ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ وَيُعْرَفُ بِفَارِسِ الْحَوَّاءِ اسْمِ فَرَسِهِ ثَابِتُ بْنُ عَتِيكٍ، مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ، صَحَابِيٌّ قُتِلَ يَوْمَ الْجِسْرِ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مِحْصَنٍ النَّجَّارِيُّ بَدْرِيٌّ قَتِلَ يَوْمَئِذٍ الْحَارِثُ بْنُ عَتِيكِ ابن النُّعْمَانِ النَّجَّارِيُّ شَهِدَ أُحُدًا قُتِلَ يَوْمَئِذٍ الْحَارِثُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدَةَ صَحَابِيٌّ أَنْصَارِيٌّ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ، الْحَارِثُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ مَالِكٍ أَنْصَارِيُّ أُحُدِيُّ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قِيلَ إِنَّهُ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ مَرْجِ الصُّفَّرِ، وَكَانَ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فِي قَوْلٍ خُزَيْمَةُ بْنُ أَوْسٍ الْأَشْهَلِيُّ قُتِلَ يَوْمَ الْجِسْرِ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَرَّخَ وَفَاتَهُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ ابْنُ قَانِعٍ زَيْدُ بْنُ سُرَاقَةَ يَوْمَ الْجِسْرِ سَعْدُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ الْأَشْهَلِيُّ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فِي قَوْلٍ سَلَمَةُ بْنُ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيشٍ يَوْمَ الْجِسْرِ ضَمْرَةُ بْنُ غَزِيَّةَ يَوْمَ الْجِسْرِ عَبَّادٌ وعبد الله وعبد الرحمن بنو مريع بْنِ قَيْظِيِّ قُتِلُوا يَوْمَئِذٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَعْصَعَةَ بْنِ وَهْبٍ الْأَنْصَارِيُّ النَّجَّارِيُّ، شَهِدَ أُحُدًا وَمَا بَعْدَهَا. قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ فِي الْغَابَةِ: وَقُتِلَ يَوْمَ الْجِسْرِ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ تَقَدَّمَ عُقْبَةُ وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ حَضَرَا الْجِسْرَ مَعَ أَبِيهِمَا قِيظِيِّ بْنِ قَيْسٍ وَقُتِلَا يَوْمَئِذٍ الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي قول وقيل بعدها وسيأتي عمرو بْنُ أَبِي الْيَسَرِ قُتِلَ يَوْمَ الْجِسْرِ قَيْسُ بْنُ السَّكَنِ أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ رضي الله عنه تَقَدَّمَ الْمُثَنَّى بْنُ حَارِثَةَ الشَّيْبَانِيُّ، تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ رحمه الله وَقَدْ تَقَدَّمَ نَافِعُ بْنُ غَيْلَانَ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ