الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
18 - الْقَوْلِ عِنْدَ دُخُولِ الْخَلَاءِ
19 -
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ".
• [رجاله: 4]
1 -
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي: تقدم 2.
2 -
إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي مولاهم أبو بشر المعروف بابن عُلية البصري، روى عن عبد العزيز بن صهيب وسليمان التيمي وحميد الطويل وعاصم الأحول وابن عون وغيرهم، وعثه شعبة وابن جريج -وهما من شيوخه- وبقية وحماد بن زيد -وهما من أقرانه- وإبراهيم بن طهمان -وهو أكبر منه- والشافعي وأحمد ويحيى وخلق كثير. قال شعبة: إسماعيل بن عُليّة ريحانة الفقهاء، وقال يونس بن بكير: ابن علية سيد المحدثين، وقال أحمد: إليه المنتهى في الثبت بالبصرة، وقال أيضًا: فاتني مالك فأخلف الله عليَّ سفيان، وفاتني حماد بن زيد فأخلف الله علي ابن عُلية. قال ابن معين: كان ثقة مأمونا صدوقا مسلمًا ورعًا تقيًا، قال أبو داود السجستاني: ما أحد من المحدثين إلا قد أخطأ إلَّا إسماعيل بن عُلية وبشر بن المفضل، وقال النسائي وابن سعد: ثقة ثبت في الحديث حجة، وعُلية اسم جدته أم أمه، على قول ابن حجر. قال أحمد والفلاس: ولد سنة 110 وتوفي 193، قال ابن حجر: قال أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي: لا يعرف لابن عُلية غلط إلا في حديث المدبَّر، جعل اسم الغلام المولى واسم المولى اسم الغلام، وثناء الأئمة عليه كثير، وله مع ابن المبارك قصة في اتصاله بالسلطان وإنكار ابن المبارك عليه.
3 -
عبد العزيز بن صهيب البُناني مولاهم البصري الأعمى، روى عن أنس بن مالك وأبي نضرة العبدي ومحمد بن زياد الجمحي وغيرهم، وعنه إبراهيم بن طهمان وشعبة ووهيب وحماد بن سلمة وزكريا بن يحيى وعلي بن المبارك وابن عُلية وهُشيم وأبو عَوانة وآخرون. قال القطان عن شعبة: هو أثبت
من قتادة، وقال أحمد: ثقة ثقة وهو أوثق من يحيى بن أبي إسحاق، قال: وأخطأ فيه معمر فقال: عبد العزيز مولى أنس، وإنما هو مولى بُنانة. وقال ابن معين: ثقة، مات سنة 130 ووثقه النسائي والعجلي وابن سعد رحمهم الله.
4 -
أنس بن مالك رضي الله عنه: تقدم 6.
• التخريج
أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي وسعيد بن منصور في سننه بزيادة: (بسم الله اللهم إلخ). وفي مسند الطيالسي عن زيد بن أرقم: "إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: اللهم" الحديث، وأخرجه الدارمي بدون لفظ البسملة. قال ابن حجر في الفتح: وقد روى العمري الحديث من طريق عبد العزيز بن المختار عن عبد العزيز بن صهيب بلفظ: وإذا دخلتم الخلاء فقولوا بسم الله أعوذ بالله إلخ، قال: وإسناده على شرط مسلم، وفيه زيادة البسملة ولم أرها في غير هذه الرواية.
• اللغة والإعراب والمعنى
قوله: (أعوذ) أي ألوذ وألتجئ، من العوذ: وهو عود يلتجئ إليه الحشيش عند مهب الريح، يقال: عذت به أعوذ به عوذًا وعياذًا أو معاذًا: لجأت إليه، والمصدر والزمان والمكان: المعاذ. وتقدم أن (الخلاء) بالمد أصله المكان الخالي كنّوا به عن قضاء الحاجة، و (الخبث) بضم الخاء والباء جمع خبيث، والخبائث جمع خبيثة، قال الخطابي:"ذكران الجن وإناثهم، وعامة أصحاب الحديث يقولون "الخُبْثِ" وهو غلط والصواب بضم الباء"، وتعقبه البدر العيني بأن أبا عبيد القاسم بن سلام حكى تسكين الباء وكذا الفارابي والفارسي؛ لأن فعلًا بضم العين قد تسكن عينه قياسًا كَكُتْب وكُتُب، قال التوربشتي: هذا مستفيض لا يسع أحدًا مخالفته إلا أن يزعم أن ترك التخفيف -وهو التسكين- فيه أولى، لئلا يشتبه بالخبث الذي هو المصدر.
وفي شرح السنة: الخبث بضم الباء وبعضهم يرويه بالسكون، والخبث: الكفر، والخبائث: الشياطين. اهـ.
وقال ابن بطال: إنه بالضم يعم الشر، وبالسكون مصدر خبث الشيء.
وقوله: (إذا دخل) تقدم الكلام على إذا في أول شرح الآية، وأنها ظرف مضمن معنى الشرط غير أنه لا يجزم إلا في ضرورة الشعر كما تقدم، وهو مقصور على السماع، وتقدم أيضًا أن التعبير بالماضي في مثل هذا يأتي كثيرًا بمعنى القصد والإرادة، أي: إذا أراد أحدكم دخول الخلاء، كما قدمنا في قوله تعالى:{إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} ومثله: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} . فالذكر المطلوب يكون قبل الدخول، والغالب على مكان قضاء الحاجة الاستقذار، وسيأتي أن الأكثرين على كراهة ذكر الله في المكان القذر، وجوّز بعضهم أن يكون بعد الدخول إذا كان المكان طاهرًا، وغير الطاهر يكون الذكر فيه بالقلب، ونظير هذا: الحديث الذي سيأتي إن شاء الله "لو أن أحدكم إذا أتى أهله" الحديث أي أراد أن يأتي أهله. وقد صرح البخاري به في الصحيح تعليقًا، ووصله في الأدب المفرد من رواية سعيد بن زيد الجهضمي أخي حماد بن زيد فقال: حدثنا أبو النعمان حدثنا سعيد بن زيد حدثنا عبد العزيز بن صهيب قال: حدثنا أنس بن مالك قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يدخل الخلاء".
فبيّنت هذه الرواية المراد بقوله: إذا دخل أحدكم الخلاء، والتعبير بقوله (دخل) قد يدل على أن المراد المكان المعد لذلك، وهو المتفق على هذا التأويل فيه عند أكثر أهل العلم، وأما غير المعد فقد اختلفوا فيه: فمنهم من قال: يقول ذلك عند إرادة نزع الثوب، ومنهم من قال: عند الدخول في نفس المكان الذي يقصده لذلك، أي: الوصول إلى محله، ورواية "إذا أتى" أعم لشمولها المعد وغيره، وخلوها من القرينة السابقة وهي لفظ الدخول.
• الأحكام والفوائد
الحديث دليل على استحباب هذا الذكر في هذه الحالة ويزيد: بسم الله، كما تقدم في رواية العمري من طريق عبد العزيز بن المختار عن عبد العزيز بن صهيب:(إذا دخلتم الخلاء فقولوا بسم الله)، وذكر الحافظ أنه على شرط مسلم. وفيه حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم الأمة، واستحباب البداءة بالبسملة في كل شيء، كما سيأتي ذلك في مواضع من الكتاب إن شاء الله. وصيغة الأمر تقتضي الوجوب، ولعل القرينة الصارفة عنه ذكر العلة كما في الرواية الأخرى:(إن هذه الحشوش محتضرة) أي يحضرها الشياطين، وعلى حمله على السنة