الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبيه وعمه عبد الله بن الزبير وأخويه عبد الله وعثمان، وابن عمه عباد بن عبد الله وابنه يحيى بن عباد وابن عمه عباد بن حمزة بن عبد الله وزوجه فاطمة بنت المنذر بن الزبير، وعنه أيوب السختياني -ومات قبله- وعبيد الله بن عمر ومعمر وابن جريج وابن إسحاق وابن عجلان ومالك بن أنس والسفيانان والحمَّادان وخلائق يطول ذكرهم. وثقه ابن سعد والعجلي وقال:"ثبت لم ينكر عليه شيء إلا بعدما صار في العراق، فإنه انبسط في الرواية عن أبيه فأنكر ذلك عليه أهل بلده. والذي أرى أن هشامًا تساهل لأهل العراق لأنه كان لا يحدث عن أبيه إلَّا بما سمع منه، فكان تساهله أنه أرسل عن أبيه بما كان يسمعه من غير أبيه". قال ابن خراش: كان صدوقًا تدخل أخباره في الصحيح، بلغني أن مالكًا نقم عليه حديثه لأهل العراق. وقال له المنصور: أتذكر يوم دخلنا عليك فقال لنا أبي: اعرفوا لهذا الشيخ حقه، فقال: ما أذكر ذلك، فعوتب في ذلك فقال: لم يعودني الله في الصدق إلَّا خيرًا. قال ابن حبان في الثقات: كان متقنًا ورعًا فاضلًا حافظًا. سمع منه بآخرة: وكيع وابن نمير ومحاضر. وذكر ابن حجر عن أبي الحسن بن القطان أنه تغير بآخرة، قال: ولم نر له في ذلك سلفًا. وقيل: إنه ولد هو والأعمش في يوم واحد سنة 61، وهي سنة مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما، وتوفي 145 وقيل: 146 وقيل: 147، وقد بلغ 87 سنة رحمه الله.
4 -
عروة بن الزبير: تقدم 44.
5 -
أم المؤمنين عائشة: تقدم 5.
تقدم شرحه في الذي قبله.
50 - باب الْوُضُوءِ بِالْبَرَدِ
62 -
أَخْبَرَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: شَهِدْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى مَيِّتٍ فَسَمِعْتُ مِنْ دُعَائِهِ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ وَأَوْسِعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ.
• [رواته: 6]
1 -
هارون بن عبد الله بن مروان البغدادي أبو موسى البزاز الحافظ المعروف بالحمّال، روى عن ابن عيينة وحسين بن علي الجعفي وجعفر بن عون وأسود بن عامر وخلق كثير غيرهم، وعنه الجماعة سوى البخاري، وابنه موسى بن هارون وأبو حاتم وأبو زرعة وخلائق غيرهم. قال أبو حاتم وإبراهيم الحربي: صدوق، زاد الحربي:"لو كان الكذب حلالًا تركه تنزهًا". ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مات سنة 243، وقيل: إن مولده سنة 171 أو 172، وقيل: مات 249. وقيل: إنما سمي حَمَّالًا؛ لأنه كان بزازًا فتزهد، فصار يحمل الشيء بالأجرة فيأكل منها، والله أعلم.
2 -
معن بن عيسى بن يحيى بن دينار الأشجعي مولاهم القزاز، أبو يحيى المدني أحد أئمة الحديث، روى عن مالك وابن أبي ذئب وهشام بن سعد وإبراهيم بن طهمان وجماعة، وعنه ابن المديني ويحيى بن معين والحميدي وأبو بكر بن أبي شيبة وجماعة آخرون. قال أبو حاتم: أثبت أصحاب مالك وأتقنهم معن بن عيسى، وقال ابن سعد: كان يعالج القز يشتريه مات بالمدينة سنة 198، وكان ثقة كثير الحديث ثبتًا مأمونًا، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الخليلي: متفق عليه، والله أعلم.
3 -
معاوية بن صالح بن حدير بن سعد بن فهد الحضرمي أبو عمرو -ويقال أبو عبد الرحمن- الحمصي، أحد الأعلام قاضي الأندلس، وقيل في نسبه غير ما ذكر. روى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ويحيى بن سعيد الأنصاري وعبد الرحمن بن جبير بن نفير ومكحول الشامي وجماعة كثيرة، وعنه الثوري والليث بن سعد وابن وهب ومعن بن عيسى وزيد بن الحباب وغيرهم. وثقه أحمد وابن معين -كما ذكره الطيالسي، ووثقه العجلي والنسائي وابن مهدي وأبو زرعة وابن سعد. يقال: إنه خرج من حمص سنة 125 إلى المغرب فولي قضاءهم، ويقال: إنه مرّ بمصر سنة 154 فكتب عنه أهلها. وذكره ابن حبان في الثقات.
4 -
حبيب بن عبيد الرحبي أبو حفص الحمصي، روى عن العرباض بن سارية والمقدام بن معدي كرب وأبي أمامة وعتبة بن عبد السلمي وحبيب بن
مسلمة الفهري وجبير بن نفير وغيرهم، وعنه حُريز بن عثمان وثور بن يزيد ومعاوية بن صالح وآخرون، أدرك ولاية عمير بن سعد على حمص. وثقه النسائي والعجلي وذكره ابن حبان في الثقات. ويروى عنه أنه قال: أدركت سبعين من الصحابة.
5 -
جبير بن نفير بن مالك بن عامر الحضرمي أبو عبد الرحمن أو عبد الله الحمصي، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه وعن أبي بكر رضي الله عنه مرسلًا، وقيل: عن عمر وعن أبيه وأبي ذر وأبي الدرداء وجماعة كثيرة من الصحابة، وعنه ابنه عبد الرحمن ومكحول وخالد ابن معدان وأبو الزاهدية وغيرهم. وثقه أبو حاتم، وقال النسائي:"ليس من كبار التابعين أحسن رواية عن الصحابي من ثلاثة: قيس بن أبي حازم وأبي عثمان النهدي وجبير بن نفير". قال الزيادي: مات سنة 75، وكان جاهليًا أسلم في خلافة أبي بكر، وقيل: مات سنة 80. ووثقه العجلي وابن سعد وأثنى عليه غير واحد، ويقال: إنه أدرك إمارة الوليد، وعلى ذلك يكون عاش بعد الثمانين لأن الوليد تولى سنة 86، والله أعلم.
6 -
عوف بن مالك بن أبي عوف الأشجعي الغطفاني، أبو عبد الرحمن أو أبو عبد الله أو أبو محمَّد أو أبو حماد أو أبو عمرو شهد فتح مكة ويقال كانت معه راية أشجع، ثم سكن دمشق. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عبد الله بن سلام، وعنه أبو مسلم الخولاني وجبير بن نفير وعاصم بن حميد الكوفي وكثير بن مرة وخلق غيرهم. قال الواقدي: شهد فتح مكة وخيبر، ونزل حمص وبقي إلى خلافة عبد الملك ومات سنة 73، وفيها أرّخه غير واحد. قال ابن حجر: ذكر ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بينه وبين أبي الدرداء.
• التخريج
أخرجه مسلم، وأخرجه الترمذي مختصرًا، وأخرجه ابن ماجه بأطول من رواية المصنف وفي أوله زيادة:(اللهم صل عليه)، وأخرجه ابن الجارود في المنتقى كرواية المصنف، وأخرجه الإِمام أحمد في المسند بلفظ:"ففهمت" بدل "فحفظت" أو "فسمعت" لأن كلا من اللفظين في هذه الروايات.
• اللغة والإعراب والمعنى
قوله: (يصلي على ميت) جملة حالية، والميْت والميّت -بالتخفيف والتشديد- كهيْن وهيّن، وقوله:(فسمعت من دعائه) الفاء عاطفة و (من دعائه): من بيانية وتحتمل التبعيض، والهاء راجعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيحتمل أنه جهر بالدعاء على خلاف عادته ليسمعهم، ويحتمل أنه لم يجهر به ولكن عوفًا كان قريبًا منه فسمع كلامه، وذكر النووي أنه يحتمل أنه علّمه إياه بعد الصلاة، وفيه بُعد والله أعلم، لأن الصيغة لا تعطي ذلك، والحامل على هذا التأويل كون الدعاء على الجنازة عند أغلب العلماء سرًا لا جهرًا، كما سيأتي في بابه إن شاء الله تعالى.
وقوله: (اللهم اغفر له) المغفرة: ستر الذنب وعدم المؤاخذة به، والعفو: المحو والخلو من الشيء، ومنه قول لبيد في خلو الديار من ساكنها:
عفت الديار محلها فمقامها
…
بمنى تأبد غولها فرجامها
وقال عباس السلمي:
عفا مجدل من أهله فمتالع
…
فمطلا أريك قد خلا فالمصانع
أو: محوه وعدم المؤاخذة به، من قولهم: عفى الأثر؛ إذا محته الريح ونحوها، ومنه قول حسان:
عفت ذات الأصابع فالجواء
…
إلى عذراء منزلها خلاء
ديار من بني الحسحاس قفر
…
تعفيها الروامس والسماء
الروامس: هي الرياح، وتعفيها: تمحو معالمها وآثار أهلها.
قال في القاموس: العفو عَفْوُ الله عز وجل عن خلقه والصفح، وترك عقوبة المستحق: عفا عنه وعفا له وعن ذنبه، والمحو والامتحاء، قال الزبيدي: قال شيخنا: كون العفو لا يكون إلَّا عن ذنب، وإن اشتهر في التعارف غير صحيح؛ فإنه يكون بمعنى عدم اللزوم، وأصل معناه: الترك، وعليه تدور معانيه؛ فيفسّر في كل مقام بما يناسبه من عدم عقاب وترك إلزام. اهـ.
وقوله: (وأكرم نزله) النزل: ما يقدم للضيف عند قدومه، والمراد: كرامة الله لعباده المؤمنين عند قدومهم عليه، ومنه قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا مَا
تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} ومنه ما جاء في الحديث من سؤال يهود للنبي صلى الله عليه وسلم عن أول نزل أهل الجنة.
وقوله: (وأوسع مدخله) المدخل بضم الميم: الإدخال، وبفتحها: بمعنى الدخول، يقال: دخل يدخل دخولًا ومدخلًا، وأدخله إدخالًا ومُدخلًا بالضم، وهكذا في الإخراج، وكلاهما يكون مصدرًا أو اسمًا لمكان الدخول أو الإدخال في المضموم، وهذا هو المناسب هنا للتوسيع والله أعلم. وقوله:(واغسله بالماء والثلج والبرد) مبالغة في التنظيف كما تقدم في حديث الاستفتاح، وفيه دليل على جواز التوكيد، على ما تقدم في الذي قبله.
وقوله: (اغسله بالماء والثلج والبرد) المبالغة في التنظيف هنا المراد بها التنظيف المعنوي؛ لأنه تنظيف من الذنوب، فذكر الماء والثلج والبرد على سبيل التمثيل والتشبيه بالتنظيف الحسين الذي يحصل بهذه الأشياء، وتقدم في حديث الاستفتاح.
وفيه دليل على استحباب هذه الصيغة في دعاء الجنازة، ولا ينافي ذلك استحباب غيرها، وسيأتي ذلك في باب الجنائز إن شاء الله. وفيه أيضًا استحباب المبالغة في الدعاء للميت، وسيأتي إن شاء الله.
آخر الجزء الأول تمت مراجعته صبيحة الخميس الموافق 29 رجب سنة 1400 أعان الله على الباقي
وتم تصحيحه في السابع عشر من شهر رمضان سنة 1403 بالمسجد النبوي، بقراءة ومشاركة الشيخ محمَّد نذير حامد الحلبي المنتدب بالجامعة الإِسلامية مع مؤلفه، غفر الله للجميع وأعان على إتمام الباقي.