الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
• اللغة والإعراب والمعنى
(الركود) السكون، ركد الماء والريح: إذا سكن كل منهما، والمراد به هنا الثابت في المكان الذي لا يجري، كما جاء في بعض الروايات مفسرًا بذلك، ويكون بلا مدد؛ لأنه إذا كان له مدد كماء العين والبئر لا يسمى راكدًا.
• الأحكام والفوائد
فيه النهي عن البول في الماء، وهو يحتمل التحريم ويحتمل الكراهة كما تقدم نظيره، وحمله بعضهم على التحريم إذا كان البول يفسد الماء، لاحتمال أن يأتي إنسان فيشرب منه أو يتوضأ، وأما إذا كان البول لا يفسد الماء فيكره ذلك. وسيأتي الكلام على ما يفسد الماء وما لا يفسده، إن شاء الله وبه الثقة وعليه التكلان.
32 - كَرَاهِيَةِ الْبَوْلِ فِي الْمُسْتَحَمِّ
36 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الأَشْعَث بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المُغَفَّل عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي مُسْتَحَمِّهِ فَإِنَّ عَامَّةَ الْوَسْوَاسِ مِنْهُ".
• [رواته: 6]
1 -
علي بن حجر: تقدم 13.
2 -
عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم أبو عبد الرحمن المروزي أحد الأئمة، روى عن سليمان التيمي وحميد الطويل وابن عون ويحيى بن سعيد الأنصاري وخلائق، وعنه الثوري وبقية بن الوليد وداود بن عبد الرحمن العطار ومعمر وجعفر بن سليمان وأبو إسحاق الفزاري وابن عيينة والفضيل بن عياض وأبو بكر بن عياش وجماعة غيرهم، وآخر من حدث عنه الحسين بن داود البلخي. قال ابن مهدي: الأئمة أربعة: مالك والثوري وحماد بن زيد وابن المبارك. ويقال: أمه خوارزمية وأبوه تركي. قال أحمد: لم يكن في زمانه أطلب للعلم منه، جمع أمرًا عظيمًا، ما كان أحد أقل سقطًا منه، كان رجلًا صاحب حديث حافظًا. قال الفزاري: ابن المبارك إمام المسلمين. قال ابن عيينة: لقد كان
فقيهًا عالمًا عابدًا زاهدًا شيخًا شجاعًا شاعرًا. قلت: وكان سخيًّا كريمًا، وكان ابن مهدي لا يقدم عليه وعلى مالك أحدًا في الحديث. ولد سنة 118، ومات منصرفًا من الحج سنة 181 وله 63 سنة، وهو أحد أعلام الدنيا علمًا وورعًا رضي الله عنه.
3 -
معمر بن راشد: تقدم 10.
4 -
الأشعث بن عبد الملك الحمراني أبو هانئ البصري مولى حمران، روى عن الحسن وابن سيرين وخالد الحذاء وغيرهم، وعنه شعبة وهشيم وحماد بن زيد ويحيى القطان وغيرهم. قال القطان: هو عندي ثقة مأمون، وكان بشر بن المفضل ويحيى بن سعيد يثنون عليه كما نقل عن البخاري، ووثقه النسائي وابن معين. مات سنة 142، وقيل:146. ووثقه بندار والبزار، وقال ابن حبان: كان فقيهًا متقنًا.
5 -
الحسن بن أبي الحسن -واسمه يسار البصري- أبو سعيد مولى الأنصار، وأمه خيرة مولاة أم سلمة، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر، ونشأ بوادي القرى وكان فصيحًا. رأى عليًا وطلحة وعائشة وكتب للربيع بن زياد وهو والي معاوية على خراسان، روى عن جماعة من الصحابة لم يدركهم منهم: أُبيّ وعمر وسعد بن عبادة، وجماعة لم يسمع منهم، وعن عثمان وعلي وأبي موسى وأبي بكرة وعمران بن حصين وجندب البجلي وجماعة من الصحابة والتابعين، وعنه حميد الطويل وقتادة وعوف الأعرابي، وبكر بن عبد الله المزني، وخلائق كثيرون. وفضائله وشمائله وزهده وورعه وقيامه في الحق أشهر من أن يذكر، وقال ابن المديني: مراسيله إذا رواها عنه الثقات صحاح. قال ابن سعد بعدما أثنى عليه: كل ما أسند من حديثه وروى عنه من سمع منه فهو حجة، وما أرسل فليس بحجة. وقال ابنه: إنه بلغ 88 سنة. قال ابن علية وجماعة: مات سنة 110، رحمنا الله وإياه، وصحح البخاري سماعه من سمرة.
6 -
عبد الله بن مغفل بن عبد نهم بن عفيف بن أسحم بن ربيعة بن عدي بن ثعلبة بن ذؤيب أبو سعيد -ويقال: أبو عبد الرحمن- الزمني سكن المدينة ثم تحول إلى البصرة، وهو من أصحاب الشجرة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما، وعنه حميد بن هلال وثابت البناني والحسن البصري وسعيد بن جبير وغيرهم. مات بالبصرة سنة 57، وقيل: سنة 60.
• التخريج
أخرجه أبو داود والترمذي والإمام أحمد، وابن ماجه وابن الجارود.
• اللغة والإعراب والمعنى
(المستحم) محل الاستحمام، وهو المغتسل كما في رواية لأبي داود والمصنف بلفظ:"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يمتشط أحدنا كل يوم أو يبول في مغتسله". واشتقاقه من الحميم: وهو الماء الحار، لأنهم يستعملونه كثيرًا في الغسل فسمي به محل الاغتسال ولو كان الماء باردًا، وكذلك أطلق على الاغتسال استحمام ولو كان بماء بارد. وذكر ثعلب أنَّ الحميم من الأضداد، وفسّر قول الشاعر:
فساغ لي الشراب وكنت قبلًا
…
أكاد أغص بالماء الحميم
بأنه الماء البارد. و (عامة) الشيء: جميعه أو جلّه، ينزّل منزلة الكل، وأصل عامة: عاممة، وهو من ألفاظ التوكيد كما قال ابن مالك:
واستعملوا أيضًا ككل فاعله
…
من عم في التوكيد مثل النافلة
والفاء في قوله: (فإن) تفيد التعليل، والوسواس: اسم للشيطان، ومنه قوله تعالى:{مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} و (الوسواس) أيضًا: الصوت الخفي، ومنه قيل لصوت الحلي: وسواس، قال الأعشى:
تسمع للحلي وسواسًا إذا انصرفت
…
كما استعان بريح عشرق زجل
أي: صوتًا عليها إذا تحركت، ومنه قيل لصوت الصائد: وسواس، قال ذو الرمة يصف ثورًا وحشيًا:
فبات يشئزه ثَأْدٌ ويسهره
…
تذؤب الريح والوسواس والهضب
"يشئزه" يقلقه، والثأد: الندا، وتذؤب الريح: هبوبها من كل وجه، ويروى تذاؤب بألف بعد الذال، والوسواس فسّروه بصوت الصائد ويحتمل عندي أنه هواجس النفس، وربما كان هنا أظهر لأن الصائد عادة لا يصيد بالليل.
والوسوسة: ما يلقيه الشيطان مما لا خير فيه وحديث النفس، كما قيل - وهو منسوب لابن أذنية:
وإذا وجدت لها وساوس سلوة
…
شفع الضمير إلى الفؤاد فسلها