المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تخصيص شهر رجب بالذكر - شعب الإيمان - ت زغلول - جـ ٣

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌«المحافظة على الوضوء واسباغه»

- ‌فضل الوضوء

- ‌فصل في الصلواتوما في أدائهن من الكفارات

- ‌فصلالصلوات الخمس في الجماعةوما في ترك الجماعة بغير عذر من الكراهيةوما في تركهن من العقوبة سوى ما مضى

- ‌فصل المشي إلى المساجد

- ‌فضل الجمعة

- ‌فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلمليلة الجمعة ويومها وفضل قراءةسورة الكهف

- ‌فضل الأذان والإقامةللصلاة المكتوبة وفضل المؤذنين

- ‌تحسين الصلاة والإكثار منهاليلا ونهارا وما حضرنا عن السلفالصالحين في ذلك

- ‌فضل قيام شهر رمضان

- ‌التشديد على من منع (زكاة)(2)ماله

- ‌التحريض على صدقةالتطوع

- ‌فصلما جاء في إطعام الطعاموسقي الماء

- ‌علاج القرحة

- ‌فصلما جاء في المنيحة

- ‌فصلما جاء في كراهية إمساك الفضلوغيره مما يحتاج إليه

- ‌فصلما جاء في كراهية رد من جاء سائلا وأنه لا يهلك على اللهإلا هالك

- ‌فصلفي الاختيار في صدقة التطوع

- ‌فصلالتصدق من كسب طيب

- ‌فصلما جاء في الإيثار

- ‌فصلفي الاعتذار إذا سئل ولم يكنعنده ما يعطي منه

- ‌فصل في الاستعفاف عن المسألة

- ‌فصل فيمن أتاه الله مالامن غير مسألة

- ‌فصل في القرض

- ‌فضائل الصوم

- ‌فضائل شهر رمضان

- ‌«الصائم ينزه صيامه عن اللغطوالمشاتمة وما لا يليق به»

- ‌الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان

- ‌فصلفي ليلة القدر

- ‌التماس ليلة القدرمن ليالي شهر رمضان

- ‌التماس ليلة القدر في الوتر من العشرالأواخر من [شهر] رمضان

- ‌في ليلة [العيد](1)ويومهما

- ‌صوم ستة أيام من شوال

- ‌الصوم في الأشهر الحرم

- ‌تخصيص أيام العشر من ذي الحجةبالاجتهاد بالعمل فيهن

- ‌تخصيص يوم عرفة بالذكر

- ‌«تخصيص شهر المحرم بالذكر»

- ‌تخصيص عاشوراء بالذكر

- ‌صوم التاسع مع العاشر

- ‌تخصيص شهر رجب بالذكر

- ‌صوم شعبان

- ‌ما جاء في ليلة النصف من شعبان

- ‌صوم ثلاثة أيام من كل شهروما جاء في صوم الاثنين والخميس والجمعةوما جاء في صوم داود عليه السلام

- ‌صوم شوال والاربعاء والخميس والجمعة

- ‌الصوم في سبيل الله

- ‌القصد في العبادة

- ‌فصلمن لم ير بسرد الصيام بأسا

- ‌فصلما يفطر الصائم عليه وما يقول عند فطره

- ‌فصلأخبار وحكايات في الصيام

- ‌فصلفيمن فطر صائما

- ‌حديث الكعبة والمسجد الحرام والحرم كله

- ‌فصل في الإحرام والتلبيةورفع الصوت بها

- ‌فضيلة الحجر الأسودوالمقام [والاستسلام](1)والطواف بالبيتوالسعي بين الصفا والمروة

- ‌الوقوف يوم عرفة بعرفات وما جاء في فضلهوالأصل في رمي الجمار والذبح

- ‌فضل الحج والعمرة

- ‌قبر أبي بكر الصديققبر عمر بن الخطاب

الفصل: ‌تخصيص شهر رجب بالذكر

محمد (المروزي)

(*)

نا شاذان أنا جعفر الأحمر عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر قال: كان يقال من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزالوا في سعة من رزقهم سائر سنتهم، وأما الاكتحال فإنما روي في ذلك بإسناد ضعيف بمرة.

3797 -

أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني عبد العزيز بن محمد بن إسحاق نا علي بن محمد الوراق نا الحسين بن بشر نا محمد بن الصلت نا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اكتحل بالأثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا. وكذلك رواه بشر بن حمدان بن بشر النيسابوري عن عمه الحسين بن بشر [ولم أر ذلك]

(1)

في رواية غيره عن جويبر وجويبر ضعيف والضحاك لم يلق ابن عباس.

3798 -

أخبرنا أبو عبد الله أنا أبو عبد الله بن عمرويه الصفار نا محمد بن إسحاق الصنعاني نا حجاج بن محمد نا ليث بن سعد عن معاوية بن صالح أن أبا جبلة حدثه قال: كنت مع ابن شهاب في سفر فصام يوم عاشوراء فقيل له تصوم يوم عاشوراء في السفر وأنت مفطر [في]

(1)

رمضان؟ قال: إن رمضان له عدة من أيام أخر وإن عاشوراء تفوت.

‌تخصيص شهر رجب بالذكر

3799 -

أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن دلويه الدقاق نا أبو الأزهر نا محمد بن عبيد عن عثمان بن حكيم قال: سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب كيف ترى فيه؟ قال: حدثني ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم.

أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عثمان بن حكيم.

3800 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران ثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه

(*) احتمال تكون الدوري.

3797 -

(1)

غير واضح في (أ).

3798 -

(2)

سقط من أوأثبتناه من ب.

3799 -

أخرجه المصنف في السنن (4/ 291) من طريق عثمان بن حكيم.

3800 -

سقط الحديث كله من أوأثبتناه من ب.

ص: 367

ثنا محمد بن غالب حدثني محمد بن مرزوق ثنا منصور بن زيد ثنا موسى بن عمران قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن في الجنة نهرا يقال له رجب أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل من صام من رجب يوما سقاه الله من ذلك النهر» .

3801 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران نا أحمد بن سلمان نا أحمد بن محمد بن دلان نا الوليد

(1)

بن شجاع نا عثمان بن مطر عن عبد الغفور عن عبد العزيز بن سعيد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من صام يوما من رجب كان كصيام سنة ومن صام سبعة أيام غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ومن صام ثمانية أيام فتحت له ثمانية أبواب الجنة ومن صام عشرة أيام لن يسأل الله عز وجل شيئا إلا أعطاه ومن صام خمسة عشر يوما نادى مناد من السماء قد غفرت لك ما سلف فاستأنف العمل قد بدلت سيئاتكم حسنات ومن زاد زاده الله وفي رجب حمل نوح في السفينة فصام نوح وأمر من معه أن يصوموا وجرت بهم السفينة ستة أشهر إلى آخر ذلك لعشر خلون من المحرم» .

قال الإمام أحمد: وعندي حديث آخر في ذكر كل يوم من رجب وهو حديث موضوع لم أخرجه.

3802 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقريء قالا: نا أبو العباس هو الأصم نا إبراهيم بن سليمان [البرلسي]

(1)

نا عبد الله بن يوسف نا عامر بن شبل قال: سمعت أبا قلابة يقول: في الجنة قصر لصوام رجب.

قال أحمد: وإن كان موقوفا على أبي قلابة وهو من التابعين فمثله لا يقول ذلك إلا عن بلاغ عمن فوقه ممن يأتيه [الوحي]

(2)

وبالله التوفيق.

3801 -

(1)

في (ب) أبو الوليد وهو خطأ أخرجه الأصبهاني في الترغيب (1822) من طريق الوليد بن شجاع.

3802 -

(1)

غير واضح في (أ).

(2)

ليست في ب.

أخرجه الأصبهاني في الترغيب (1821) بتحقيقي من طريق أبي العباس الأصم-به.

ص: 368

3803 -

أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي أنا محمد بن عبيد الله بن قريش أنا الحسن بن سفيان نا أبو زرعة نا محمد بن عبد الله الأزدي نا أبو سهل يوسف بن عطية الصفار نا هشام القردوسي عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصم بعد رمضان إلا رجب وشعبان. وإسناده ضعيف. وقد روي في هذا الباب أحاديث مناكير في روايتها قوم مجهولون وضعفاء وأنا أبرأ إلى الله تعالى من عهدتها فهنا قد تقدم بعضها ومنها ما.

3804 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا خلف بن محمد الكرابيسي ببخارى أنا مكي بن خلف [ثنا]

(1)

نصر بن الحسين وإسحاق بن حمزة قالا: أنا عيسى وهو النجار عن ابن أبي سفيان عن غالب بن عبيد الله عن عطاء عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن رجب شهر الله ويدعى الأصم وكان أهل الجاهلية إذا دخل رجب يعطلون أسلحتهم ويضعونها وكان الناس ينامون وتأمن السبل ولا يخافون بعضهم بعضا حتى [ينقض]

(2)

» قلت وهذا الذي روي في هذا الحديث مشهور عند أهل العلم بالتواريخ أن الأمر في الأشهر الحرم كان على هذه الجملة وإنما المنكر من هذا الحديث رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عنه وكان كذلك في أول الإسلام أن لا يقاتلوا ثم أذن الله تعالى في قتل المشركين في جميع الأوقات وبقيت [حرمة]

(3)

الأشهر الحرم في تضعيف الأجور والأوزار فيها حين خص الله تعالى هذه الأشهر بزيادة المنع فيهن عن الظلم فقال:

{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} .

ولذلك غلظ الشافعي رحمه الله دية من قتل خطأ في [الشهر الحرام]

(4)

وروى في ذلك عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما.

3804 -

(1)

سقط من أ.

(2)

في ب ينقضي.

(3)

ليست في ب.

(4)

في ب الأشهر الحرم.

ص: 369

3805 -

أخبرنا أبو عمرو الأديب أنا أبو بكر الأسماعيلي أنا أبو بكر الفريابي وأبو يعلى الموصلي قالا: نا أبو بكر بن أبي شيبة نا عبد الوهاب نا أيوب عن ابن سيرين عن ابن أبي بكرة عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة ذو الحجة والمحرم ورجب شهر مضر الذي بين جمادي وشعبان رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وأخرجه البخاري.

3806 -

أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى أنا أبو الحسن الطرائفي نا عثمان بن سعيد نا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن [علي بن أبي طلحة]

(1)

عن ابن عباس في قوله: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ} إلى قوله: {مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} .

قال: لا تظلموا أنفسكم في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حرما وعظم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم.

3807 -

أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عبد الجبار نا أبي نا زهير عن بيان قال: سمعت قيس بن أبي حازم وذكرنا رجب فقال: كنا نسميه الأصم في الجاهلية من حرمته [و]

(2)

شدة حرمته في أنفسنا.

3808 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو عمرو بن السماك نا حنبل بن إسحاق نا الحسن بن الربيع نا مهدي بن ميمون قال: سمعت أبا رجاء العطاردي

3805 - أخرجه المصنف في السنن (5/ 165) والبخاري (8/ 324،10/ 7 فتح) ومسلم (القسامة 29) وأبو داود (1947) وأحمد (5/ 37) والطحاوي في المشكل (2/ 193) والبغوي في شرح السنة (7/ 215) والمصنف في دلائل النبوة (5/ 441،6/ 539) كلهم من طرق عن أيوب-به.

3806 -

(1)

في (أ) علي بن طلحة وهو خطأ.

3807 -

(1)

في ب أو.

ص: 370

يقول: كنا في الجاهلية إذا دخل رجل يقول: جاء منصل الأسنة [لا يدع]

(1)

حديدة في سهم ولا حديدة في رمح إلا انتزعناها فألقيناها.

3809 -

وأخبرنا ابن بشران أنا أبو عمرو نا حنبل حدثني أبو عبد الله نا عفان نا مهدي فذكره غير أنه قال: إلا نزعناها تعظيما للشهر أخرجه البخاري عن الصلت بن محمد عن مهدي بن ميمون أتم منه في قصة مسيلمة الكذاب.

3810 -

حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي خالد الأصبهاني العدل قال: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة نا محمد بن عمرو بن تمام نا عثمان بن صالح حدثني ابن لهيعة أخبرني عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: بينما نحن عند عمر بن الخطاب في يوم يعرض فيه الديوان إذ مر به رجل [أعمى]

(1)

أعرج قد عنّى قائده فقال عمر حين رآه وأعجبه شأنه من يعرف هذا؟ فقال رجل من القوم: هذا من بني صنعاء بهلة بريق. قال: وما بريق؟ قال: رجل من اليمن قلت: زاد غيره فيه اسمه عياض.

قال: أشاهد قال: نعم فأتي به عمر فقال: ما شأنك وشأن بني صنعا فقال: إن بني صنعا كانوا اثنا عشر رجلا وإنهم جاوروني في الجاهلية فجعلوا يأكلون مالي ويشتمون عرضي استنهيتهم [فناشدتهم]

(2)

الله والرحم فأبوا فأمهلتهم حتى إذا كان الشهر الحرام دعوت الله عليهم وقلت:

اللهم إني أدعوك دعاء جاهدا

اقتل بني صنعا إلا واحدا

ثم اضرب الرجل فذره قاعدا

أعمى إذا ما قيل عني القائدا

فلم يحل الحول حتى هلكوا غير واحد وهو هذا كما ترى. قد عنى قائده فقال عمر سبحان الله إن في هذا لعبرة وعجبا فقال رجل آخر من القوم: يا أمير المؤمنين ألا أحدثك مثل هذا وأعجب منه قال: بلى. قال: فإن نفرا من خزاعة جاوروا رجلا منهم فقطعوا رحمه وأساءوا مجاورته وإنه ناشدهم الله والرحم إلا

(1)

3808 -

(1)

في ب ندع.

3810 -

(1)

غير واضح في (أ).

(2)

غير واضح في (أ).

(3)

سقط من أوأثبتناها في ب.

ص: 371

أعفوه مما يكره فأبوا عليه فأمهلهم حتى إذا جاء الشهر الحرام دعا عليهم فقال:

اللهم رب كل آمن وخائف

وسامعا بهتاف كل هاتف

إن الخزاعي أبى يقاصف

لم يعطني [حقي]

(4)

فلم ينا صف

فاجمع لهم الأحبة وإلا لا طف

بين فران ثم والنواصف

جمعهم جوف كربة راجف

(5)

قال: فبينما هم عند قليب ينزفونه فمنهم من هو فيه ومنهم من هو فوقه تهور القليب بمن كان عليه وعلى من كان فيه فصار قبورهم حتى الساعة فقال عمر: سبحان الله إن في هذه لعبرة وعجبا.

فقال رجل من القوم آخر: يا أمير المؤمنين ألا أخبرك بمثل هذا وأعجب منه قال: بلى.

قال: إن رجلا من هذيل ورث فخذه الذي هو فيها حتى لم يبق منهم أحد غيره فجمع مالا كثيرا فعمد إلى رهط [من]

(6)

قومه يقال لهم بنو المؤمل فجاورهم ليمنعوه وليردوا عليه ماشيته وإنهم حسدوه على ماله [ونفسوه ماله]

(7)

فجعلوا يأكلون من ماله ويشتمون عرضه وإنه ناشدهم الله والرحم ألا عدلوا عنه ما يكره فأبوا عليه فجعل رجل منهم يقال له رباح يكلمهم فيه ويقول: يا بني المؤمل ابن عمكم اختار مجاورتكم على من سواكم فأحسنوا مجاورته فأبوا عليه فأمهلهم حتى إذا كان الشهر الحرام دعا عليهم فقال:

اللهم أزل عني بني المؤمل

وارم على أقفائهم بمثكل

بصخرة أو عرض جيش جحفل

إلا رباحا أنه لم يفعل

قلت: وفي رواية غيره بصخرة صماء أو بجحفل قال: فبينما هم ذات يوم نزول إلى أصل جبل انحطت عليهم صخرة من الجبل لا تمر بشيء إلا طحنته حين مرت بأبياتهم فطحنتها طحنة واحدة إلا رباحا الذي استثناه.

(4)

في ب الحق.

(5)

غير واضح في (أ).

(6)

سقطت من أوأثبتناها من ب.

ص: 372

فقال عمر: سبحان الله ان هذا لعبرا وعجبا، فقال رجل من القوم ألا أخبرك يا أمير المؤمنين مثله وأعجب منه؟ قال: بلى.

قال: فإن رجلا من جهينة جاور قوما من بني ضمرة في الجاهلية فجعل رجل من بني ضمرة يقال له: ريشة يعدو عليه فلا يزال ينحر بعيرا من إبله وإنه كلم [قومه] فيه فقالوا: إنا قد خلفناه فانظر أن تقتله فلما رآه لا ينتهي أمهله حتى إذا كان الشهر الحرام دعا عليه فقال:

أصادق ريشة بآل ضمرة

أليس لله عليه قدرة

أما يزال شارف أو بكرة

يطعن فيها في سوء النعرة

[فصارم] ذي رونق أو شغرة

اللهم إن كان يعدي فجرة

فاجعل إمام العين من حدره

تأكله حين يوافي الحفرة.

فسلط الله عليه أكلة فأكلته حتى مات قبل الحول. فقال عمر: سبحان الله إن في هذا لعبرة وعجبا وإن كان الله ليصنع هذا بالناس في جاهليتهم لينزع بعضهم من بعض فلما أتى الله بالإسلام أخر العقوبة إلى يوم القيامة وذلك أن الله تعالى يقول في كتابه:

{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} وإن موعدهم الساعة {وَالسّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ} .

وقال: {وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى} .

قال أحمد: وهذا حديث قد رواه محمد بن إسحاق بن يسار في المغازي عمن سمع عكرمة عن ابن عباس دون ذكر بني ضمرة وذلك يؤكد رواية ابن لهيعة وروي من وجه آخر عن شهاب بن خراش عن نصير بن أبي الأشعث قال:

قسم عمر بن الخطاب قسما فنظر إلى رجل أعمى فذكره ومن المناكير التي رويت في هذا الباب ما.

3811 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو نصر رشيق بن عبد الله الرومي املاء من كتابه بالطابران أنا الحسين بن إدريس الأنصاري نا خالد بن

ص: 373

الهياج عن أبيه عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«في رجب يوم وليلة من صام ذلك اليوم وقام تلك الليلة كان كمن صام من الدهر مائة سنة وهو لثلاث بقين من رجب وفيه بعث الله محمدا [صلى الله عليه وسلم]

(1)

».

وروي ذلك بإسناد آخر أضعف من هذا كما.

3812 -

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو صالح خلف بن محمد ببخارى أنا مكي بن خلف وإسحاق بن أحمد قالا: نا نصر بن الحسين أنا عيسى وهو الغنجار عن محمد بن الفضل عن أبان عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«في رجب ليلة يكتب للعامل فيها حسنات مائة سنة وذلك لثلاث بقين من رجب فمن صلى فيها اثنتي عشر ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة من القرآن يتشهد في كل ركعتين ويسلم في آخرهن ثم يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله الله والله أكبر مائة مرة ويستغفر الله مائة مرة ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مائة مرة ويدعو لنفسه ما شاء من أمر دنياه وآخرته ويصبح صائما فإن الله يستجيب دعاءه كله إلا أن يدعو في معصية» .

3813 -

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا خلف بن محمد الكرابيسي ببخارى نا حفص بن أحمد بن نصير حدثني جدي نصير بن يحيى نا عيسى بن موسى عن نوح بن أبي مريم عن زيد العمي عن [يزيد]

(1)

الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«خيرة الله من الشهور شهر رجب وهو شهر الله من عظم شهر رجب فقد عظم أمر الله ومن عظم أمر الله أدخله جنات النعيم وأوجب له رضوانه الأكبر وشعبان شهري فمن عظم شعبان فقد عظم أمري ومن عظم أمري كنت له فرطا وذخرا يوم القيامة وشهر رمضان شهر أمتي فمن عظم شهر رمضان وعظم حرمته

(7)

3811 -

(1)

زيادة من ب.

3812 -

تبيين العجب (ص 27 و 28) قال الحافظ: إسناده مظلم.

3813 -

(1)

في ب زيد وهو خطأ.

وقال الحافظ ابن حجر في تبيين العجب (ص 13) موضوع من وضع نوح.

ص: 374