المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الوقوف يوم عرفة بعرفات وما جاء في فضلهوالأصل في رمي الجمار والذبح - شعب الإيمان - ت زغلول - جـ ٣

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌«المحافظة على الوضوء واسباغه»

- ‌فضل الوضوء

- ‌فصل في الصلواتوما في أدائهن من الكفارات

- ‌فصلالصلوات الخمس في الجماعةوما في ترك الجماعة بغير عذر من الكراهيةوما في تركهن من العقوبة سوى ما مضى

- ‌فصل المشي إلى المساجد

- ‌فضل الجمعة

- ‌فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلمليلة الجمعة ويومها وفضل قراءةسورة الكهف

- ‌فضل الأذان والإقامةللصلاة المكتوبة وفضل المؤذنين

- ‌تحسين الصلاة والإكثار منهاليلا ونهارا وما حضرنا عن السلفالصالحين في ذلك

- ‌فضل قيام شهر رمضان

- ‌التشديد على من منع (زكاة)(2)ماله

- ‌التحريض على صدقةالتطوع

- ‌فصلما جاء في إطعام الطعاموسقي الماء

- ‌علاج القرحة

- ‌فصلما جاء في المنيحة

- ‌فصلما جاء في كراهية إمساك الفضلوغيره مما يحتاج إليه

- ‌فصلما جاء في كراهية رد من جاء سائلا وأنه لا يهلك على اللهإلا هالك

- ‌فصلفي الاختيار في صدقة التطوع

- ‌فصلالتصدق من كسب طيب

- ‌فصلما جاء في الإيثار

- ‌فصلفي الاعتذار إذا سئل ولم يكنعنده ما يعطي منه

- ‌فصل في الاستعفاف عن المسألة

- ‌فصل فيمن أتاه الله مالامن غير مسألة

- ‌فصل في القرض

- ‌فضائل الصوم

- ‌فضائل شهر رمضان

- ‌«الصائم ينزه صيامه عن اللغطوالمشاتمة وما لا يليق به»

- ‌الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان

- ‌فصلفي ليلة القدر

- ‌التماس ليلة القدرمن ليالي شهر رمضان

- ‌التماس ليلة القدر في الوتر من العشرالأواخر من [شهر] رمضان

- ‌في ليلة [العيد](1)ويومهما

- ‌صوم ستة أيام من شوال

- ‌الصوم في الأشهر الحرم

- ‌تخصيص أيام العشر من ذي الحجةبالاجتهاد بالعمل فيهن

- ‌تخصيص يوم عرفة بالذكر

- ‌«تخصيص شهر المحرم بالذكر»

- ‌تخصيص عاشوراء بالذكر

- ‌صوم التاسع مع العاشر

- ‌تخصيص شهر رجب بالذكر

- ‌صوم شعبان

- ‌ما جاء في ليلة النصف من شعبان

- ‌صوم ثلاثة أيام من كل شهروما جاء في صوم الاثنين والخميس والجمعةوما جاء في صوم داود عليه السلام

- ‌صوم شوال والاربعاء والخميس والجمعة

- ‌الصوم في سبيل الله

- ‌القصد في العبادة

- ‌فصلمن لم ير بسرد الصيام بأسا

- ‌فصلما يفطر الصائم عليه وما يقول عند فطره

- ‌فصلأخبار وحكايات في الصيام

- ‌فصلفيمن فطر صائما

- ‌حديث الكعبة والمسجد الحرام والحرم كله

- ‌فصل في الإحرام والتلبيةورفع الصوت بها

- ‌فضيلة الحجر الأسودوالمقام [والاستسلام](1)والطواف بالبيتوالسعي بين الصفا والمروة

- ‌الوقوف يوم عرفة بعرفات وما جاء في فضلهوالأصل في رمي الجمار والذبح

- ‌فضل الحج والعمرة

- ‌قبر أبي بكر الصديققبر عمر بن الخطاب

الفصل: ‌الوقوف يوم عرفة بعرفات وما جاء في فضلهوالأصل في رمي الجمار والذبح

أيضا فسمعت. فقال: قد [أسمعت]

(9)

إن كان عندك [غراث] 10 - فإذا هي بالملك عند موضع زمزم يبحث بعقبه أو قال: بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت [تحوطه] 11 - وجعلت تغرف الماء في سقائها وهي [تقوم] 12 - بقدر ما تغرف. قال ابن عباس: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال [لو] 13 - لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا فشربت وأرضعت ولدها وقال لها الملك لا تخافي من الضيعة فإن ها هنا بيت [الله] 14 - يبنيه هذا الغلام وأبوه وإن الله لا يضيع أهله وذكر الحديث بطوله في بناء البيت وغيره وقد ذكرناه في الخامس من دلائل النبوة.

4065 -

أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الحسين بن منصور نا هارون بن يوسف نا ابن أبي عمر نا عبد الرزاق أنا معمر عن كثير بن كثير بن المطلب وأيوب يزيد أحدهما على الآخر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فذكره وهو مخرج في كتاب البخاري بطوله.

‌الوقوف يوم عرفة بعرفات وما جاء في فضله

والأصل في رمي الجمار والذبح

4066 -

حدثنا السيد [أبو الحسن]

(1)

محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله نا أبو حامد بن الشرقي نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم نا سفيان بن عيينة عن سفيان بن سعيد الثوري عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن [يعمر]

(2)

الديلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(9)

في ب تسمعت.

10 -

في ب غواث.

11 -

في ب تخوضه.

12 -

في ب تفور.

13 -

ما بين المعكوفتين سقطت من أ.

14 -

ما بين المعكوفتين سقط من أ.

4066 -

(1)

في ب أبو الحسين وهو خطأ.

(2)

في ب هميز وهو خطأ.

ص: 459

«الحج عرفات الحج عرفات فمن أدرك ليلة جمع قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك أيام منى ثلاثة أيام فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه» .

4067 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قالا نا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن عيسى الكوفي بها نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري أنا جعفر بن عون عن أبي العميس عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب أن رجلا من اليهود قال [لعمر]

(1)

يا أمير المؤمنين آية في كتاب الله تقرؤنها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا.

قال: أي آية قال:

{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً} .

فقال عمر قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي أنزلت فيه نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات يوم الجمعة. أخرجاه في الصحيح. من حديث جعفر بن عون.

4068 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أحمد بن [سلمان]

(1)

الفقيه نا أحمد بن محمد بن عيسى نا أبو نعيم نا مرزوق عن أبي الزبير عن جابر قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عرفة فإن الله تبارك وتعالى يباهي بهم الملائكة فيقول انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا [ضاجين]

(2)

من كل فج عميق أشهدكم [دون]

(2)

أني قد غفرت لهم [فتقول الملائكة فيهم فلانا مرائيا وفلانا، قال:

يقول الله تعالى: قد غفرت لهم]

(3)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«فما من يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة» .

زاد فيه غيره عن أبي الزبير يسألوني رحمتي ولم يروني ويتعوذون من عذابي ولم يروني.

4067 -

(1)

ما بين المعكوفتين سقط من أوأثبتناه من ب.

4068 -

(1)

في (أ) سليمان وهو خطأ.

(2)

ما بين المعكوفتين ليس في ب.

(3)

ما بين المعكوفتين سقط من أ.

ص: 460

4068 مكرر-وروينا في الحديث الثابت عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة» .

4069 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى [قالا]

(1)

نا أبو العباس الأصم نا إبراهيم بن منقذ الخولاني نا أيوب بن سويد حدثني ابن أبي عبلة.

أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني نا أبو بكر محمد بن جعفر المزكى نا محمد بن إبراهيم البوشنجي نا ابن بكير نا مالك بن إبراهيم بن أبي عبلة عن طلحة بن عبد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ما رؤي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر [ولا أحقر ولا أغيظ]

(2)

منه يوم عرفة [وما ذلك]

(3)

إلا مما يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب إلا ما رأى يوم بدر، لفظ حديث مالك وفي رواية أيوب ما رأى إبليس يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أغيظ من يوم عرفة [وذلك]

(4)

لما يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما رأى من يوم بدر. قالوا يا رسول الله وما الذي رؤي من يوم بدر. قال: رؤي جبريل يزع الملائكة يعني [يسدد]

(5)

.

4070 -

أخبرناه أبو عبد الله الحافظ في موضوع آخر قال: وقد كتبناه من حديث أبي الدرداء متصلا. قال أبو علي الحافظ أخبرناه عبد الله بن وهب الدينوري نا أحمد بن أيوب بن سويد عن أبيه عن إبراهيم بن أبي عبلة عن طلحة عن أبي الدرداء.

4071 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس الأصم نا محمد بن إسحاق الصنعاني نا يحيى بن إسحاق السيلحيني نا سكين بن عبد العزيز.

4069 -

(1)

ما بين المعكوفتين سقط من أ.

(2)

في ب ولا أغيظ ولا أحقر.

(3)

في ب وما ذاك.

(4)

في ب وذاك.

(5)

في ب يرد.

ص: 461

وأخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد الله النخعي بالكوفة نا أبو جعفر محمد بن دحيم نا أحمد بن حازم نا عبيد الله بن موسى أنا سكين بن عبد العزيز عن أبيه عن ابن عباس قال: كان الفضل بن العباس ردف النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة وجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف بيده ووجهه خلفه وجعل الفتى يلاحظهن فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

«إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له» .

وفي رواية أبي عبد الله عن الفضل بن عباس أنه كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة. قال: وكان الفتى يلاحظ النساء قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم ببصره هكذا وصرفه وقال:

«يا ابن أخي هذا يوم من ملك بصره إلا من حق وسمعه إلا من حق ولسانه إلا من حق غفر له» .

4072 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر أحمد بن سليمان الموصلي ببغداد نا علي بن حرب الموصلي نا عبد الرحمن بن يحيى المدني نا مالك بن أنس عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل قولي وقول الأنبياء قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير» .

هكذا رواه أبو عبد الرحمن بن يحيى وغلط فيه إنما رواه مالك في الموطأ مرسلا.

4073 -

أخبرنا الإمام أبو عثمان أنا أبو طاهر بن خزيمة أنا جدي نا يوسف بن موسى نا عبيد الله بن موسى عن قيس بن الربيع عن الأغر عن خليفة بن حصين عن علي بن أبي طالب قال كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة اللهم لك الحمد كالذي تقول وخيرا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياى ومماتي وإليك مآبي ولك رب ندائي اللهم إني أعوذ بك من عذاب

ص: 462

القبر. ووسوسة الصدر وشتات الأمر. اللهم إني أسألك من خير ما تجيء به الريح وأعوذ بك من شر ما تجيء به الريح.

4074 -

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ نا أبو جعفر أحمد بن عبيد بن إبراهيم الأسدي الحافظ بهمدان نا علي بن الحسين بن عبد الصمد الطيالسي علان الحافظ نا أبو إبراهيم الترجماني نا عبد الرحمن بن محمد الطلحي نا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف فيستقبل القبلة بوجهه ثم يقول:

لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة ثم يقرأ قل هو الله أحد مائة مرة ثم يقول اللهم صلي على محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وعلينا معهم مائة مرة إلا قال الله تعالى يا ملائكتي ما جزاء عبدي هذا سبحني وهللني وكبرني وعظمني وعرفني وأثنى عليّ وصلى على نبيّ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت له وشفعته في نفسه ولو سألني عبدي هذا لشفعته في أهل الموقف كلهم».

قال الشيخ أحمد هذا متن غريب وليس في إسناده من ينسب إلى الوضع والله أعلم ورواه أحمد بن عبيد الصفار عن علان بن عبد الصمد ببعض معناه غير أنه قال عبد الله بن محمد الطلحي وكذا قال غيره عن محمد بن بشر بن مطر عن أبي إبراهيم عن عبد الله بن محمد الطلحي وروي عن غير الطلحي أيضا عن المحاربي.

4075 -

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا تمتام نا أبو حذيفة نا سفيان عن ابن أبي ليلى عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو قال:

أفاض جبريل عليه السلام بإبراهيم عليه السلام فصلى بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح ثم غدا به من منى إلى عرفة فصلى به الصلاتين الظهر والعصر ثم وقف به حتى غابت الشمس ثم دفع به حتى أتى المزدلفة فنزل به فبات فصلى الصبح كأعجل ما يصلي أحد من المسلمين ثم وقف به كأبطأ ما يصلي أحد من المسلمين ثم دفع به إلى منى فرمى ثم ذبح فأوحى الله عز وجل

ص: 463

إلى محمد صلى الله عليه وسلم {ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} هذا هو المحفوظ موقوف.

4076 -

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الطيب محمد بن علي الزاهد نا سهل بن عمار نا عبيد الله بن موسى نا ابن أبي ليلى (ح).

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن أبي ليلى وابن أبي أنيسة عن عبد الله بن أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«نزل جبريل على إبراهيم عليهما السلام فراح به وذكر الحديث بنحوه وزاد ثم أفاض به حتى أتى به الجمرة فرماها ثم ذبح وحلق ثم أتى به البيت وطاف به» قال ابن أبي ليلى: ثم رجع به إلى منى فأقام فيها تلك الأيام ثم أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم {أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً} لم يذكر أبو الطيب رجوعه إلى منى.

4077 -

أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو عمرو بن مطر أنا محمد بن يحيى بن الحسن العمي نا ابن عائشة نا حماد بن سلمة نا أبو عاصم الغنوي عن أبي الطفيل قال قلت لابن عباس يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بين الصفا والمروة على بعير وإن ذلك سنة قال: صدقوا وكذبوا قال: قلت ما صدقوا وكذبوا؟ قال: صدقوا طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة على بعير وكذبوا ليس بسنة كان الناس لا يدفعون من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يصدون فطاف على بعير ليسمعوا كلامه وليروا مكانه ولا تناله الأيدي. قلت ويزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رمل بالبيت وذلك سنة. قال: صدقوا وكذبوا. قلت ما صدقوا وكذبوا؟ قال قد صدقوا قد رمل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت وكذبوا ليس بسنة إن قريشا قالت زمن الحديبية دعوا محمد وأصحابه [حتى]

(1)

يموتوا موت النغف. قال ابن عائشة: ديدان تكون في مناخر الشاة [فما]

(2)

صالحوه على أن يجيئوا من

4077 -

(1)

زيادة من ب.

(2)

في ب فلما.

ص: 464

العام المقبل فيقيموا بمكة ثلاثة أيام قال: فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركون من قبل بقيقعان قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

«ارملوا بالبيت ثلاثا وليس بسنة» .

قلت ويزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة وأن ذلك سنة. قال: صدقوا إن إبراهيم عليه السلام لما ابتلي بصبر المناسك عرض له شيطان عند [المسعى]

(3)

فسابقه إبراهيم فسبقه إبراهيم ثم ذهب به جبريل إلى الجمرة فعرض له شيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم عرض له شيطان عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم تله للجبين وعلى إسماعيل قميص أبيض فقال: يا أبه إنه ليس لي ثوب تلفني فيه فعالجه ليخلعه فنودي من خلفه {أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} قال: فالتفت إبراهيم إذا هو بكبش أقرن أعين أبيض فذبحه. قال ابن عباس فلقد [رأيتنا نبيع]

(4)

ذلك الضرب من الكباش فلما ذهب به جبريل إلى الجمرة القصوى تعرض له [شيطان]

(5)

فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم ذهب به جبريل إلى منى فقال: هذا مناخ الناس ثم أتى به جمعا فقال هذا المشعر الحرام ثم ذهب به إلى عرفة. قال: فقال ابن عباس هل تدري لم سميت العرفة عرفة. قلت: ولم؟ قال: إن جبريل عليه السلام قال لإبراهيم هل عرفت؟ قال:

نعم قال ابن عباس: فمن ثم سميت عرفة. ثم قال: فهل تدري كيف كانت التلبية؟ قلت وكيف كانت؟ قال: لإن إبراهيم لما أمر أن يؤذن في الناس [بالحج]

(6)

فخفضت له الجبال بروؤسها ورفعت له القرى فأذن في الناس بالحج.

قال الشيخ أحمد: قول ابن عباس في الرمل وليس بسنة يشبه أن يكون أراد ليس بسنة يفسد الحج بتركه أو يجب على من تركه شيء والله أعلم.

(3)

في ب السعي.

(4)

غير واضح في (أ).

(5)

في ب الشيطان.

(6)

ما بين المعكوفتين سقطت من أ.

ص: 465

وقد روينا عن عمر بن الخطاب ما يدل على أنه بقي هيئته في الطواف مع زوال سببه وفي رمل النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بعد زوال السبب دلالة على بقائه مشروعا. وروينا عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس رفعه قال: لما أتى إبراهيم خليل الرحمن المناسك عرض له الشيطان عند الجمرة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض ثم عرض له عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض ثم عرض له في الجمرة الثالثة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض قال ابن عباس: الشيطان ترجمون وملة [أبيكم]

(7)

تتبعون.

4078 -

أخبرناه أبو عبد الله الحافظ نا محمد بن صالح بن هاني نا محمد بن أحمد بن أنس نا حفص بن عبد الله حدثني إبراهيم بن طهمان نا الحسن بن عبيد الله عن سالم بن أبي الجعد فذكره.

4079 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو القاسم المفسر قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أبو الدرداء هاشم بن محمد الأنصاري نا عبيد بن السكن عن إسماعيل بن عياش عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: إنما سميت تروية وعرفة لأن إبراهيم عليه السلام أتاه الوحي في منامه أن يذبح ابنه فروى في نفسه أمن الله هذا أم من الشيطان؟ فأصبح صائما فلما كان ليلة عرفة أتاه الوحي فعرف أنه الحق من ربه فسميت عرفة.

4080 -

أخبرنا أبو ذر عبد بن أحمد بن محمد الهروي قدم علينا أنا أبو حكيم محمد بن إبراهيم بن السري بن يحيى الدارمي بالكوفة حدثني أبي أبو القاسم إبراهيم بن السري نا أبو عبيدة السري بن يحيى التميمي نا عثمان بن زفر نا صفوان بن أبي الصهباء عن بكير بن عتيق قال: حججت فتوسمت رجلا اقتدي به فإذا رجل مصفر لحيته وإذا هو سالم بن عبد الله وإذا هو في الموقف يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله إلها واحدا ونحن له مسلمون، لا إله إلا الله ولو كره المشركون، لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين. قال: فلم يزل يقول هذا

(7)

في ب إبراهيم.

ص: 466

حتى [غربت]-1 - الشمس ثم نظر إليّ فقال: قد رأيت (لودانك

(*)

) بي اليوم ثم قال: حدثني أبي عن أبيه عمر بن الخطاب رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تبارك وتعالى من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين.

قال الشيخ أحمد رضي الله عنه قد ذكرت في باب المحبة وما يتصل بها من [ذلك]

(2)

أخبارا وحكايات في هذا المعنى.

4081 -

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا أبو الحسن الكارزي نا علي بن عبد العزيز نا [إبراهيم] نا سفيان عن عبد الله بن أبي زياد قال:

سمعت القاسم بن محمد عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إنما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله» .

4082 -

أخبرنا أبو أسامة محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم المقرئ الهروي قرآة عليه في المسجد الحرام قال: سمعت منصور بن أحمد بن جعفر الحرملي يقول: سمعت أحمد بن محمد بن صالح البحراني يقول: حدثني خالي عمر الجمال الصوفي قال: سمعت أبا بكر أحمد بن محمد (بن الحجاج) قال:

سمعت أيوب الحمال يقول: وقفت بعرفة ومعي نفقتي فأحببت أن [أسأل]

(1)

الله عز وجل وليس معي من الدنيا شيء فوضعتها بين يدي ودعوت الله إلى وقت الافاضة ثم أفضت ونسيت النفقة فلما أبعدت ذكرتها فقلت ارجع فلعلي أن أصيبها فرجعت فإذا الموقف أبدان كله سود بلا رؤوس فتعجبت من ذلك فهتف بي هاتف أتعجب من هذا هذه ذنوب بني آدم رحلوا وتركوها وأصبت نفقتي فأخذتها.

4083 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت عمر بن جعفر البصري يقول: سمعت أبا القاسم بن منيع يقول: سمعت جدي أحمد بن منيع يقول:

(*) هكذا بالأصل. 4080 -

(1)

في ب غابت.

(2)

في ب ذكر الله.

4082 -

(1) في ب أدعو.

ص: 467

حججت سنة من السنين وكنت عديل أبي عبيد القاسم بن سلام فلما [ذهبنا]

(1)

إلى عرفات وضعت الرحل عند أبي عبيد وذهبت إلى عكاظ اغتسل في تلك الحياض وكان في وسطي هميان فيه جملة من الدراهم فوضعت همياني خلف الحجارة واغتسلت وذهبت إلى أبي عبيد ونسيت الهميان فلم اذكر إلى نصف الليل فلما كان نصف الليل نزلت في [الكبيسة]

(2)

فغدوت إلى عرفات فلما بلغت عرفات [وجدت]

(3)

الأرض والجبال ملآن قرودا كبارا وصغارا يمينا وشمالا يقعدون ويقفزون فتحيرت وهممت أن أرجع ثم تلوت [آي]

(4)

من كتاب الله حتى [جزتهم]

(5)

فلما ذهبت إلى عكاظ وجدت الهميان في الموضع الذي وضعت فيه ثم رجعت فرأيت [القردة]

(6)

بعرفات مثل ذلك وهم يقفزون كبارا وصغارا منهم مثل البقر ومنهم مثل الظبي ومنهم مثل الشاة فقرأت القرآن وتعوذت حتى رجعت إلى أبي عبيد فقال: ما صنعت؟ فأخبرته ثم ذكرت له القرود التي رأيتها.

فقال أبو عبيد: ذلك ذنوب بني آدم قد [وضعوها]

(7)

عن رقابهم.

4084 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا محمد بن عبد الله بن الجراح العدل بمرو نا عيسى بن عبد الله القرشي نا صدقة بن حرب الدينوري نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان الدارمي عبد الرحمن بن أحمد بن عطية قال:

سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن الوقوف بالجبل ولم لم يكن في الحرم؟ قال: لأن الكعبة بيت الله والحرم باب الله فلما قصدوه وافدين وقفهم بالباب يتضرعون. قيل يا أمير المؤمنين ما الوقوف بالمشعر؟ قال: لأنه لما أذن لهم بالدخول وقفهم بالحجاب الثاني وهو المزدلفة فلما أن طال تضرعهم أذن لهم بتقريب قربانهم بمنى فلما أن قضوا تفثهم وقربوا قربانهم فتطهروا بها من

4082 - 4083 -

(1)

في (أ) ذهب.

(2)

في ب الكنيسة.

(3)

في ب رأيت.

(4)

في ب آيات.

(5)

غير واضح في (أ).

(6)

في ب القرود.

(7)

في أوضعوا.

ص: 468

الذنوب التي كانت لهم أذن لهم بالوفادة [إليه]

(1)

على الطهارة قيل: يا أمير المؤمنين فمن أين حرم [صيام]

(2)

ايام التشريق؟ قال: لأن القوم زوار الله وهم في ضيافته ولا يجوز للضيف أن يصوم دون إذن من أضافه.

قيل: يا أمير المؤمنين فتعلق الرجل بأستار الكعبة لأي معنى هو؟ قال:

مثل الرجل بينه وبين صاحبه جناية فتعلق بثوبه [ويبهل]

(3)

إليه ويستجدي له ليهب له جنايته.

4085 -

أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال:

سمعت أبا عثمان سعيد بن عثمان الحناط يقول: سمعت عبد البارئ يسأل ذا النون فقال له: يا أبا الفيض لم صير الموقف بالمشعر؟ يريد عرفات. ولم يصير بالحرم؟ فقال له ذو النون لأن الكعبة بيت الله والحرم حجابه والمشعر بابه فلما أن قصد الوافدون أوقفهم بالباب الأول يتضرعون إليه حتى إذا أذن لهم بالدخول أوقفهم بالحجاب الثاني وهو مزدلفة فلما نظر إلى تضرعهم [أمر]

(1)

بتقريب قربانهم فلما أن قربوا قربانهم وقضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب التي كانت لهم حجابا من دونه أمرهم بالزيارة على الطهارة فقال له: يا أبا الفيض لم كره صيام أيام التشريق؟ قال: لأن القوم هم زوار الله وهم في [ضيافته] ولا ينبغي لضيف أن يصوم [عند]

(2)

من أضافه إلا بإذنه فقيل له يا أبا الفيض فما معنى الرجل يتعلق بأستار الكعبة قال: مثله مثل رجل بينه وبين صاحبه جناية فهو يتعلق به ويستجدي له رجاء أن يهب له جرمه.

4086 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة نا أبو يحيى بن أبي مسرة نا أبو جابر نا هشام بن الغاز عن نافع عن ابن عمر قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر عند الجمرات في حجة الوداع.

فقال:

(7)

4084 -

(1)

سقطت من الأصل وأثبتناها من ب.

(2)

في ب الصيام.

(3)

غير واضح في (أ).

4085 -

(1)

في ب أمرهم.

(2)

في (أ) عن.

ص: 469