الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَقِيرا لَا يملك درهما بِحَيْثُ حج مَاشِيا مَعَ الْفُقَرَاء يكدون ويطعمونه فَلَمَّا بغى سلبه الله مَا كَانَ خوله بعد أَن وصلت مكتوباته إِلَى السُّلْطَان الْملك الْعَادِل وَإِلَى عَمه الْملك الْمَنْصُور صَاحب حماة جهز الْملك الْكَامِل وَلَده الْملك المسعود إِلَيْهِ وَأخذ الْبِلَاد مِنْهُ عنْوَة
وَقد ذكرنَا ذَلِك مفصلا فِي تاريخنا الْكَبِير المرسوم بِالْبَيَانِ فِي حوادث الزَّمَان وَإِنَّمَا ذكرنَا هَذِه اللمْعَة لسياقة الحَدِيث وَالله أعلم
وَدخلت سنة تِسْعَة وتسع وَخَمْسمِائة
وَالْملك الْأَشْرَف قد تجهز لقصد ماردين واستخدم ابْن المشطوب وسير إِلَى الْملك الْأَفْضَل يحضرهُ من سميساط إِلَى البيكار عِنْده
ووردت الْأَخْبَار بِأَنَّهُم قد تأهبوا فِي ماردين للحصار واللقاء
وَوصل الْملك الْأَفْضَل إِلَى حران
ورحلوا وَأخذُوا رَأس عين الخابور وَسلمهَا الْملك الْأَشْرَف للْملك الْأَفْضَل وَسَارُوا إِلَى ماردين فراسل أهل ماردين السُّلْطَان الْملك الْعَادِل على أَن يحملوا للْملك الْأَشْرَف خمسين ألف دِينَار فعجلوا ذَلِك
فَعَاد الْملك الْأَشْرَف عَنْهُم رَاجعا إِلَى حران وَأعْطى الْملك الْأَفْضَل جملين
وفيهَا نزل الْملك الْعَادِل على خربة اللُّصُوص بِسَبَب الفرنج
وفيهَا أخذُوا رَأس عين الخابور من الْملك الْأَفْضَل وَكَذَلِكَ جملين بكذبة كذبوها عَلَيْهِ لاستعادة الْبِلَاد مِنْهُ وَلم يبقوا سوى سميساط لَا غير وأعطوا رَأس عين لِابْنِ المشطوب
وفيهَا كَانَ عِنْد أتابك نور الدّين صَاحب الْموصل عدَّة أُمَرَاء
من الشاميين مثل المبارز خطلخ الْحلَبِي والمبارز سنقر الْحلَبِي وَعز الدّين كرّ حملوه على بَقَاء الْملك الْأَشْرَف وقووا عزمه على ذَلِك فَبلغ الْملك الْأَشْرَف ذَلِك
فسير إِلَى السُّلْطَان الْملك الْعَادِل عرفه ذَلِك ويستأذنه فِيمَا يَفْعَله على لِسَان ابْن المشطوب فَأَعَادَهُ إِلَيْهِ سَرِيعا وَقَالَ لَهُ إِن قصدكم صَاحب الْموصل لَا تلاقوه الله الله وَلَا تغتروا بقول صَاحب سنجار وآمد والجزيرة فَعَاد ابْن المشطوب من عِنْد الْعَادِل فَوجدَ أتابك قد خرج من الْموصل
وَوصل الْملك الأوحد إِلَى عِنْد أَخِيه الْملك الْأَشْرَف
وَقَالَ ابْن المشطوب رِسَالَة
الْملك الْعَادِل للْملك الْأَشْرَف
واجتمعوا على دَارا وَمِنْهَا رَحل الْملك الْأَشْرَف بِمن مَعَه ووصلت الْأَخْبَار بِقصد أتابك لَهُم فرتب الْملك الْأَشْرَف أَصْحَابه وَمن مَعَه ميمنة وميسرة كَمَا جرت الْعَادة ورحل طَالبا باشزى وَوصل أتابك بعساكره يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر شَوَّال من سنة سِتّمائَة فَنزل الْملك الْأَشْرَف دون باشزى وسير أتابك رَسُولا أَمِين الدّين ياقوت الْكَاتِب إِلَى الْملك الْأَشْرَف يطْلب المصاف وَفِي عَقِيبه حمل أتابك بِمن مَعَه وَوصل إِلَى أَن شَارف الْملك الْأَشْرَف فَضرب أتابك دهليزه وَذَلِكَ بكرَة نَهَار السبت وَلم يقم بهَا وسَاق وَوَقع الْقِتَال وَحمل أتابك حَملَة بِنَفسِهِ وَرمي أَكثر أَصْحَابه فِي وقتهم وَأخذُوا قتلا وأسرا وَنَجَا بِنَفسِهِ وَكَانَت وقْعَة عَظِيمَة مَشْهُودَة
وَنزل الْملك الْأَشْرَف بعد الكسرة واستحضر الْأُمَرَاء وَمن أخذوهم من عَسْكَر الْموصل فَكَانَ فِي الْجُمْلَة سنقر الْحلَبِي وَولده والأسد بن عبد