المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة سبع عشرة وستمائة - التاريخ المنصوري = تلخيص الكشف والبيان في حوادث الزمان

[الحموي، ابن نظيف]

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

- ‌سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة

- ‌وَفِي سنة تسعين وَخَمْسمِائة

- ‌سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

- ‌سنة ثَلَاث وَأَرْبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

- ‌وَفِي سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

- ‌وَفِي أول سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

- ‌سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

- ‌وَدخلت سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

- ‌وَدخلت سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

- ‌وَدخلت سنة تِسْعَة وتسع وَخَمْسمِائة

- ‌وَدخلت سنة سِتّمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وسِتمِائَة

- ‌وَفِي أَوَائِل سنة ثَلَاث وسِتمِائَة

- ‌سنة أَربع وسِتمِائَة

- ‌سنة خمس وسِتمِائَة

- ‌وَفِي سنة سبع وسِتمِائَة

- ‌سنة ثَمَان وسِتمِائَة

- ‌سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة

- ‌سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة

- ‌سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة

- ‌سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة

- ‌سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة

- ‌سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة

- ‌سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة

- ‌سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة

- ‌سنة عشْرين وسِتمِائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌وَفِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌ثمَّ دخلت سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌ثمَّ دخلت سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌ثمَّ دخلت سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌ثمَّ دخلت سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌ثمَّ دخلت سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌ثمَّ دخلت سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌وَلما دخلت سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة

الفصل: ‌سنة سبع عشرة وستمائة

وَهِي فِي يَده فَعوضهُ عَنْهَا وتسلمها صَاحب ماردين وَأعْطى ابْن المشطوب زليبا ملكا وأرجيش إقطاعا

وفيهَا سَار الْملك الْأَشْرَف إِلَى الْموصل وَعَلَيْهَا مَاتَ الْملك الفائز رحمه الله

وفيهَا عرف ابْن خوشترين حسام الدّين أَحْوَال ابْن المشطوب وَأَعْطَاهُ مَجْلِسه بجملة كَبِيرَة إِلَى أَن جرت أُمُور أوجبت للْملك الْأَشْرَف الْقَبْض عَلَيْهِ وعَلى ابْن خوشترين وأودعهما السجْن وَمَاتَا فِيهِ بحران وَقد اسْتَوْفَيْنَا ذَلِك بتفاصيله فِي تاريخنا المطول الْبَيَان

‌سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة

وفيهَا مَاتَ الْملك عز الدّين كيكاوس ملك الرّوم وَولي بعده

ص: 79

أَخُوهُ الْملك عَلَاء الدّين كيقباذ وَهُوَ الَّذِي كَانَ مَحْبُوسًا بقلعة الْمِنْشَار وَقد ذكرنَا قصَّته

وفيهَا وَردت كتب الْخَلِيفَة النَّاصِر إِلَى جَمِيع الممالك يَأْمُرهُم بنجدة الْملك الْكَامِل صَاحب الديار المصرية بدمياط

وفيهَا كَانَ خُرُوج التتر من بِلَادهمْ وقصدهم بِلَاد الْعَجم وخربوها ونهبوها وفتكوا فِيهَا فتكا عَظِيما لم يسمع بِهِ فِي الزَّمَان

وَكَانَ انهزم مِنْهُم خوارزم شاه بعد عدَّة وقعات مَعَهم وَلم يظفروا بِهِ

وَكَانَ سَبَب خُرُوج الْكَافِر فِي سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة إِلَى مقاتلة السُّلْطَان مُحَمَّد خوارزم شاه ابْن خوارزم شاه أَن الطَّرِيق من طمغاج وكاشغر إِلَى سَمَرْقَنْد مَقْطُوعَة من مُدَّة سنة سِتّ وَخمْس عشرَة لَا يَجْسُر

ص: 80

أحد يركبهَا فَقلت الكساوي عِنْد أهل طمغاج وَجَمِيع مَا كَانَ يحمل إِلَيْهِم

فنفذ الْملك الَّذِي للْكَافِرِ وَهُوَ الترمجي وَيعرف بكشلوخان أَيْضا ثَلَاثَة رسل وصحبتهم عدَّة تجار إِلَى خدمَة السُّلْطَان خوارزم شاه بسمرقند

فَلَمَّا وصلوا إِلَى رَأس الْحَد الَّذِي لبلاده إِلَى بلد يُقَال لَهُ أطرار فِيهِ أَمِير يُقَال لَهُ رسْلَان ملك من قبل السُّلْطَان فأعاقهم وسير إِلَى السُّلْطَان عرفه خبرهم وعدتهم ثَلَاثَة رسل وصحبتهم

ص: 81

تجار لواجية فجاوبه السُّلْطَان أَن من الْمصلحَة أَن لَا يُمكن هَؤُلَاءِ من دُخُولهمْ بِلَادنَا وكشفها وَلَا يُؤمنُوا فتجهزهم وتسيرهم يَوْمَيْنِ ثَلَاثَة فِي الطَّرِيق وتسير إِلَيْهِم من يَأْخُذهُمْ ويقتلهم حَتَّى كَأَن الحرامية قد فعلوا بهم ذَلِك

فَعمل بقوله وَمَا سلم مِنْهُم إِلَّا شخص تَرَكُوهُ قصدا ليعود إِلَى صَاحبه ملك الْكَافِر يُخبرهُ بِمَا جرى

وَالَّذِي كَانَ مَعَ الرُّسُل والتجار صحبتهم مَا يناهز مائَة وَخمسين فرسا محمل عَلَيْهَا نقرة الْفضة فَأخذُوا الْجَمِيع

فَلَمَّا وصل إِلَى الْملك وَخَبره بِمَا جرى سير رَسُولا إِلَى السُّلْطَان وَقَالَ لَهُ أَنْت رجل مُسلم وَمَا نفذنا إِلَيْك إِلَّا مُسلمين مُوَحِّدين حجاجا فَكيف جَازَ لَك فِي دينك مَا فعلته من قَتلهمْ وَأخذ مَالهم وَالله لَا بُد لنا مِنْك

إِمَّا أَنَّك تحييهم كَمَا كَانُوا وتسيرهم إِلَيْنَا

وَإِلَّا فَنحْن واصلون إِلَيْك قولا وفعلا

فَأخذ خوارزم شاه ذَلِك الرَّسُول وَقطع من سَائِر أَطْرَافه وَقَالَ لَهُ مالكم عِنْدِي إِلَّا هَذَا الْجَواب

فَلَمَّا عَاد إِلَى الْملك بذلك وَكَانَ بَين السُّلْطَان وَبَين هَؤُلَاءِ الْكَفَرَة مسيرَة سنة لأَنهم كَانُوا فِي صحارى مر غزارات وَهِي بَريَّة وأودية دَاخِلَة

ص: 82

الصين مَعْرُوفَة بالحشيش الْيَابِس وَالرّطب شتاء وصيفا فَجمعُوا وقصدوا السُّلْطَان خوارزم شاه فَسمع بهم السُّلْطَان فَركب فِي سبعين ألفا وطلبهم وافترق الْكفَّار ثَلَاث فرق

فالملك الْكَبِير الترمجي وَولده ركبُوا بالعساكر فَأخذ الْملك الْكَبِير فرقة والولدان كل وَاحِد مِنْهُمَا فرقة

وَكَانَ لَهُم فِي كاشغر مَمْلُوك يُقَال لَهُ جنكزخان

ومملوك يُقَال لَهُ كشلوخان وَكَانَ فِي خدمته أَرْبَعُونَ ألف رَاكب فقصدت فرقة الْملك الْكَبِير مَمْلُوكه بكاشغر فَضرب مَعَ مَمْلُوكه مصافا

ص: 83

فَكَسرهُ مَمْلُوكه وَقَبضه وَقَتله وَابْن السُّلْطَان خوارزم شاه وَقع بِابْن الْملك الْكَافِر الْوَاحِد فسير ابْن الْملك إِلَى خوارزم شاه يَقُول لَهُ مَا معي من أبي أَمر بِأَن أقاتلك

فلج السُّلْطَان خوارزم شاه عَلَيْهِ وسَاق إِلَيْهِ فَانْدفع قدامه مسيرَة ثَلَاثَة أَيَّام

فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث نفذ إِلَى السُّلْطَان وَقَالَ لَهُ قد ألزمتني بقتالك وَمَا معي فِيهِ إِذن لَكِن أقاتلك فَالتقى بخوارزم شاه وكسره فانكسر السُّلْطَان خوارزم شاه وَرجع على أنحس قَضِيَّة وَوصل إِلَى بِلَاده وَمَا مَعَه إِلَّا نفر قَلِيل من عسكره فَعبر جيحون وَعَاد ابْن الْملك الْكَافِر إِلَى أَبِيه هُوَ وَأَخُوهُ واجتمعوا كلهم وعرفهم مَا جرى لَهُ مَعَ السُّلْطَان وكسره فَقَوِيت أنفسهم وتجهزوا وطلبوا بِلَاد السُّلْطَان فوصلوا بُخَارى وَكَانَ فِيهَا أَخُو قمر الدّين وكشلو أَمِير آخور السُّلْطَان مَعَهم عشرَة آلَاف فَارس ونزلوا على بُخَارى وَكَانَ سورها خربا

ص: 84

وعوامه غير معترفين بِقِتَال وحصار فَقَاتلُوا ثَلَاثَة أَيَّام فكسروا أَمِير آخور وكشلو وَأخذُوا بُخَارى بعد أَن انهزم أَمِير آخور وأخو قمر الدّين وَخرج الْعَسْكَر الَّذِي كَانَ فِيهَا فِي اللَّيْل مُنْهَزِمًا وتسلموا الْبَلَد وَكَانَ لَهُ قلعة فعصت عَلَيْهِم خَمْسَة أَيَّام فَجمعُوا كل مَا فِي بُخَارى من قطن وخشب وبهيمة وأجمال ورموه فِي الخَنْدَق حَتَّى سدوه فقاتلوهم وتسلموها بِالسَّيْفِ بعد ذَلِك وَقتلُوا واليها جمال الدّين بعد أَن قَاتل قتالا عَظِيما وَيَقُول مَا أجاهد إِلَّا الْمُسلمين لأَنهم كَانُوا عَلَيْهِم مَعَ الْكَافِر وتوجهوا إِلَى سَمَرْقَنْد فنزلوا عَلَيْهَا وَكَانَ فِيهَا أَمِير آخور السُّلْطَان مَعَه عَسْكَر عَظِيم وَثَلَاثُونَ ألف راجل فَأَخذهَا الْكَافِر وأحضر الْملك الَّذِي كَانَ فِيهَا إِلَى بَين يَدي الْملك

ص: 85

جنكز خَان فَقَالَ يَا سُبْحَانَ الله مَعَك هَذَا الْعَسْكَر كُله والرجالة وَمَا قدرت تحفظه أَكَانَ مَعَك فِي الْبَلَد من يحكم عَلَيْك قَالَ لَا

قَالَ فكم لَك واليا قَالَ ثَلَاث عشرَة سنة قَالَ فَمَا كنت حفظته أَيَّامًا بِعَدَد السنين فَقتله حنقا عَلَيْهِ وَأخذ سَمَرْقَنْد بِالسَّيْفِ وَقتل جَمِيع حَاشِيَة السُّلْطَان وَغَيرهم من الأجناد مَا خلا الْعَوام فَسمع السُّلْطَان ذَلِك وَهُوَ على ترمذ بِأخذ سَمَرْقَنْد فَقَالَ الْعَسْكَر إِن انتصر الْكَافِر على السُّلْطَان وَأخذ مَا وَرَاء النَّهر قمنا نَحن عَلَيْهِ وأخذنا السُّلْطَان وَذَلِكَ لِكَثْرَة حنقهم على خوارزم شاه لما كَانَ قتل مِنْهُم فَاجْتمع أُمَرَاء السُّلْطَان على ذَلِك وتحالفوا وَكَانَ فِي جُمْلَتهمْ خَال خوارزم شاه فَحلف مَعَهم وَمَا طَابَ لَهُ هَلَاك السُّلْطَان فنقش على يَده صُورَة مَا حلفوا عَلَيْهِ وَأَنَّهُمْ فِي تِلْكَ اللَّيْلَة يُرِيدُونَ قَتله فِي الخيم فَلَمَّا حَضَرُوا الخوان سَأَلَ السُّلْطَان خَاله مَا على يدك مَكْتُوب فَقَالَ اقرأه فإنني

ص: 86

لَا أقدر على قَوْله لَك ليميني

فَلَمَّا قَرَأَهُ كتم ذَلِك إِلَى اللَّيْل وألبس مَمْلُوكا لَهُ ثِيَابه وَأَجْلسهُ مَوْضِعه وتودد هُوَ إِلَى اليزك فَلَمَّا كَانَ نصف اللَّيْل قتلوا الْمَمْلُوك اعتقادا مِنْهُم أَنه هُوَ السُّلْطَان وسروا بذلك فَلَمَّا أَصْبحُوا وَالسُّلْطَان على رَأسه الجتر وَهُوَ فِي الموكب

فخافوا مِنْهُ على أنفسهم وَقَالُوا وَأَجْمعُوا رَأْيهمْ على أَن حملُوا عَلَيْهِ

فَانْهَزَمَ مِنْهُم فتبعوه وَدخل نشاوور فتبعوه فَمَا قدر يُقيم بهَا لعدم الْعَسْكَر بهَا فَانْهَزَمَ إِلَى الرّيّ وَكَانَ وزيره عماد الدّين عراق قَالَ لَهُ يَا مَوْلَانَا الْمصلحَة أَن تنهزم وَأَنا أكسرهم لَك

فَبَقيَ أَرْبَعَة أَيَّام وتلاقوا فكسرهم السُّلْطَان فِي ميمنتهم فجَاء خَال السُّلْطَان إِلَى الْوَزير

ص: 87

فَضرب رقبته وَذَلِكَ أَنه كَانَ قد قتل وَلَده فَانْهَزَمَ السُّلْطَان خوارزم شاه بعد قتل الْوَزير وَوصل همذان هُوَ وولداه غياث الدّين وجلال الدّين وتبعوه إِلَى همذان وَمِنْهَا ركب بَريَّة قفراء وَطلب مَكَانا يُقَال لَهُ أوسخن على جَانب الْبَحْر وأفكر فِيمَا تمّ عَلَيْهِ وعَلى الْإِسْلَام فانفطرت نَفسه وَمَات فِيهَا فدفنوه هُنَاكَ

وَطلب وَلَده جلال الدّين خوارزم شاه فَمَا فتحُوا لَهُ الْبَاب وَقَالُوا لَهُ هَذَا الْبَلَد لأَبِيك وَمَا علمُوا بِمَوْتِهِ فساق وَطلب نشاوور فَلَمَّا وصل إِلَيْهَا غبر فِيهَا وَأقَام بهَا ونادى من أَرَادَ الرواح يروح فإنني مَا أقدر أقيم بالغرباء وَأهل الْبَلَد

وَسَار عَنْهَا يَوْمَيْنِ فالتقاه الْكَافِر فكسروه وَأخذُوا جَمِيع مَا كَانَ مَعَه وَتمّ إِلَى هراة مُنْهَزِمًا وهم فِي أَثَره فَمَا قدر يُقيم بهَا فتم إِلَى غزنة فَلَمَّا وَصلهَا التقى رجلا قلجيا

ص: 88

مُسلما وَكَانَ قد سمع بِمَا تمّ على السُّلْطَان وعَلى الْمُسلمين فَقَالَ لَهُ تقف لنضرب مَعَهم مصافا ونكسرهم فَوقف القلجي وَضرب المصاف وَكَمن لَهُم فكسرهم وَوَقعت الْغَنِيمَة للقلجي فحسده ابْن السُّلْطَان على ذَلِك وتقاول هُوَ وَولد القلجي فَضَربهُ ابْن السطان قَتله على الْكسْب فصعب على القلجي وفارقه

وانتزح عَنهُ فَسمع الْكَافِر بانتزاح القلجي عَن ابْن السُّلْطَان فطمعوا بِهِ وعادوا إِلَى ابْن السُّلْطَان فَضربُوا مَعَه مصافا فكسروه ورموه فِي مَاء السَّنَد وَلم يفلت إِلَّا هُوَ بِنَفسِهِ وَعجز الْكَافِر عَن عبور المَاء خَلفه فَعَاد إِلَى الْبِلَاد جَمِيعهَا أَخذهَا وخربها لعدم السُّلْطَان وَمن بهَا وملكوا الْعرَاق البراني وَغَيره وَمَا امْتنع عَلَيْهِم بلد وَقتلُوا واقتسموا فرْقَتَيْن فرقة عَادَتْ إِلَى مَا وَرَاء النَّهر وَمَا عَادَتْ وَسَكنُوا بُخَارى وسمرقند وَعِنْدهم من الْمُسلمين الَّذين كَانُوا بهَا مقيمين يَأْخُذُونَ مِنْهُم الْجِزْيَة وكل من كَانَ يعْمل صَنْعَة فِي تِلْكَ الْبِلَاد الَّتِي أخذوها وخربوها نقلوهم إِلَى عِنْدهم

ص: 89

وسيروهم إِلَى بِلَادهمْ وَهِي الصين وطمغاج وَغَيرهَا وَفرْقَة تَوَجَّهت إِلَى الكرج وَإِلَى الْبِلَاد الشمالية وَغَيرهَا

وفيهَا مَاتَ الْملك الْمَنْصُور مُحَمَّد بن الْملك المظفر تَقِيّ الدّين عمر بن شاهان شاه بن أَيُّوب رحمه الله

وَترك من الْأَوْلَاد الْملك المظفر مَحْمُود وَالْملك النَّاصِر قلج أرسلان وَالْملك الْعَزِيز وَالْملك الْمُجَاهِد وَالْملك المسعود وَالْملك الْمُؤَيد وَالْملك الصَّالح وَالْملك الْمعز

كَانَ حسن السِّيرَة عَالما بالسير والتواريخ وَعلم الْكَلَام حصن قلعة حماة وعمق خندقها ووسعه وأدار خَنْدَق الْبَلَد وَعمر الجسر عَلَيْهَا

وَكَانَ رحِيما مَا رد أحدا من بَابه لاستخدام من جرى أَو هدى

رَحمَه الله تَعَالَى

وَكَانَ عِنْد مَوته قد أوصى بِعِتْق عبيده وإمائه وَإِخْرَاج

ص: 90

كل من فِي حبوسه حَتَّى إِنَّه قَالَ فِي الْحَبْس من قد ظلمنَا وَفِيه من قد ظلمناه

وَكَانَ أوصى أَولا إِلَى وَلَده الْكَبِير الْملك المظفر مَحْمُود واتفقت غيبته عِنْد خَاله الْملك الْكَامِل نجدة من وَالِده لدمياط فعاجله الْمَوْت فوصل وَلَده الْملك النَّاصِر قلج أرسلان من عِنْد خَاله الْملك الْمُعظم كَانَ عِنْده نجدة أَيْضا فَملك حماة وَصَارَت بِيَدِهِ ومنعت من الأول وَقد اسْتَوْفَيْنَا فِي تاريخنا المطول ذَلِك

ص: 91