المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ودخلت سنة سبع وتسعين وخمسمائة - التاريخ المنصوري = تلخيص الكشف والبيان في حوادث الزمان

[الحموي، ابن نظيف]

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

- ‌سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة

- ‌وَفِي سنة تسعين وَخَمْسمِائة

- ‌سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

- ‌سنة ثَلَاث وَأَرْبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

- ‌وَفِي سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

- ‌وَفِي أول سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

- ‌سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

- ‌وَدخلت سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

- ‌وَدخلت سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

- ‌وَدخلت سنة تِسْعَة وتسع وَخَمْسمِائة

- ‌وَدخلت سنة سِتّمائَة

- ‌سنة إِحْدَى وسِتمِائَة

- ‌وَفِي أَوَائِل سنة ثَلَاث وسِتمِائَة

- ‌سنة أَربع وسِتمِائَة

- ‌سنة خمس وسِتمِائَة

- ‌وَفِي سنة سبع وسِتمِائَة

- ‌سنة ثَمَان وسِتمِائَة

- ‌سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة

- ‌سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة

- ‌سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة

- ‌سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة

- ‌سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة

- ‌سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة

- ‌سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة

- ‌سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة

- ‌سنة عشْرين وسِتمِائَة

- ‌سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌وَفِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌ثمَّ دخلت سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌ثمَّ دخلت سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌ثمَّ دخلت سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌ثمَّ دخلت سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌ثمَّ دخلت سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌ثمَّ دخلت سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة

- ‌وَلما دخلت سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة

الفصل: ‌ودخلت سنة سبع وتسعين وخمسمائة

‌وَدخلت سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

وَالْحَالة هَكَذَا

وفيهَا قصر النّيل فِي طلوعه إِلَى الْغَايَة فغلت الْغلَّة بِمصْر إِلَى أَن أبيع إِرْدَب الْقَمْح بِخَمْسَة دَنَانِير وَأكل النَّاس بَعضهم بَعْضًا بِحَيْثُ كَانَت الْمَرْأَة تَأْكُل وَلَدهَا بِسَائِر الألوان فانعدم جَمِيع الْأَوْلَاد وخلت مصر والقاهرة من أَكثر أَهلهَا بِحَيْثُ إِن النَّاس يموتون ومالهم من يدفنهم فيبقون على حَالهم شهورا

وَفِي أَوَائِل هَذِه السّنة جلبت الغلال فِي الْبَحْر من الشَّام والساحل وَوَقع الفناء أَيْضا فانقرض النَّاس فنَاء وجوعا

وفيهَا نَدم الْملك الْعَادِل على كَونه مكن جهاركس من أَخذ بانياس وتبنين وَكَذَلِكَ الْملك الْمُعظم فَاطلع جهاركس على ذَلِك فَاجْتمع هُوَ وألطنبا الجحاف وَفَارِس الدّين مَيْمُون القصري وعلاء الدّين شقير وزين الدّين قراجا وَهَؤُلَاء

ص: 14

هم كبار الصلاحية وسيروا إِلَى الْملك الْأَفْضَل وَإِلَى الْملك الظَّاهِر وحثوهما على الْحَرَكَة ليملكوا دمشق للْملك الْأَفْضَل

وَكَانَ إِذْ ذَاك الْملك الْعَادِل بالديار المصرية

وَشرع أُسَامَة يكاتبهم وَيظْهر لَهُم أَنه مَعَهم وَكَانَ كذابا فِي ذَلِك

فتجهز الْملك الْأَفْضَل وَأَخُوهُ الْملك الظَّاهِر وخرجا من حلب بالعساكر ووصلا إِلَى حماة وحاصراها فِي رَمَضَان وقاتلاها قتالا عَظِيما وَمَا حصلا على طائل مِنْهَا لشهامة صَاحبهَا وحمية أَهلهَا وَاتفقَ الْحَال بعد الْإِيَاس مِنْهَا على أَن يحمل الْملك الْمَنْصُور مُحَمَّد صَاحبهَا ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَإِن أخذا دمشق كَانَ فِي خدمتهما فَقبلا ذَلِك مِنْهُ ورحلا قَاصِدين دمشق فجدا تَارَة

ص: 15

وقصرا تَارَة إِلَى أَن وصلاها بعد أَن كَانَا عزما على الْعود عَنْهَا غير مرّة فجدا على قَصدهَا ووصلاها ونازلاها وحاصراها مُدَّة وَلم ينالا مِنْهَا غَرضا وَذَلِكَ لسوء نياتهما وحسد بعضهما بَعْضًا وغدر المماليك الصلاحية بهما لما سمعُوا من الْملك الظَّاهِر وَكَانَ الْملك الْعَادِل مُقيما بنابلس وَكَانَ جهاركس قد أَخذ من الْملك الْأَفْضَل ثَلَاثِينَ ألف دِينَار ورهنا على تَمام أَرْبَعِينَ ألف دِينَار

وَأخذ قراجا صلخد وَأنزل الْملك الْأَفْضَل أمه وعيال أَبِيه مِنْهَا وكل هَذَا رَغْبَة فِي الْملك وَطَمَعًا ولاتقاع جهاركس وقراجا عَلَيْهِ

وَكَانَ فِي الْجُمْلَة قد

ص: 16

قَالَ الْملك الظَّاهِر إِنَّه مَتى أَخذ دمشق مَا يُسَلِّمهَا للْملك الْأَفْضَل فَسمع الْأَفْضَل بذلك فأفكر فِي نَفسه وَأرْسل عَمه السُّلْطَان الْملك الْعَادِل على الصُّلْح مَعَه وَاتفقَ مَعَه على مَا يُعْطِيهِ بَاطِنا وَلم يطلع على ذَلِك سوى عماد الدّين بن المشطوب والمهذب بن نظيف وَكَانَ وزيره يَوْمئِذٍ وَهُوَ حموي ثمَّ شاع ذَلِك فِي المماليك ومحى الْملك الْأَفْضَل مَا قَالَه الظَّاهِر

فأقصروا عَن الْقِتَال حَتَّى إِن الْعَسْكَر كَانَ قد بلغ من دمشق أتم غَرَض بِحَيْثُ إِن بعض الْعَسْكَر كَانَ قد دخل دمشق وَشرب فقاعا وَخرج من بَاب الفراديس وَلم يبْق إِلَّا هجمها فَعَاد الْملك الْأَفْضَل

ص: 17

سير إِلَى الْجَمَاعَة ومنعهم من الْمُبَالغَة فِي الْقِتَال بِحَيْثُ أُعِيد ابْن المشطوب من بَاب الْحَدِيد

فَلَمَّا اجْتمع بِهِ قَالَ لَهُ الْملك الْأَفْضَل قَول الْملك الظَّاهِر

وَكَانَ الظَّاهِر أبدا يكارم فَارس الدّين مَيْمُون ويعظمه ويحترمه

وَهَذَا أَيْضا مِمَّا كَانَ جهاركس ينقمه على الظَّاهِر وَكَذَلِكَ قراجا فانضم جهاركس وقراجا إِلَى الْملك الْأَفْضَل وأطلعهما على قَول الظَّاهِر وشاركاه فِي الَّذِي فعله من رُجُوعه إِلَى عَمه فِي الْبَاطِن

ثمَّ هرب جهاركس وقراجا بمواطأة من الْأَفْضَل وَبِقَوْلِهِ فَعلم الْملك الظَّاهِر وَكَانَ يشرب فِي بَقِيَّة اللَّيْل هربتهم فخاف على نَفسه فشجعه ابْن المشطوب وَأَصْبحُوا وجدوا فِي الْقِتَال ذَلِك النَّهَار واحتاطوا بِدِمَشْق من كل جَانب وَنزل الْملك الظافر وَنصب سنجقه على جسر باناس وَابْن المشطوب عبر جسر الْحَدِيد وَالْملك الْمُعظم فِي دَار الْعدْل وَهُوَ مَرِيض فكفهم الْملك الْأَفْضَل أَيْضا بمجد الدّين مرزبان وعادوا إِلَى خيمهم وَرَجَعُوا عَن غرضهم

ثمَّ جَاءَت رسل السُّلْطَان الْملك الْعَادِل بَاطِنا إِلَى الْملك الْأَفْضَل بِمَا كَانَ عين لَهُ وَهُوَ رَأس عين

ص: 18

الخابور وجملين والموزر وسميساط وميافارقين وحاني وَذُو القرنين وَيحمل إِلَيْهِ فِي كل سنة من مصر قماشا بِخَمْسِينَ ألف دِينَار وَخمسين ألف دِينَار عينا ذَهَبا وَحلف لَهُ سرا وَلم يعلم الْملك الظَّاهِر وَنقل الْملك الْأَفْضَل بَيته وَعِيَاله ووالدته إِلَى حمص

وَكَانَ الْملك الظَّاهِر قد أَخذ من التُّجَّار مائَة ألف دِينَار وَزِيَادَة من القماش وفرقه على الْعَسْكَر وَيكْتب لَهُم خطه ويستوفونه من حلب

وَكَانَ الْملك الظَّاهِر قد اتّفق مَعَ الْجَمَاعَة على استدعاء عز الدّين أُسَامَة إِلَيْهِم إِلَى المخيم فَلَمَّا خرج عاتبوه وَقَالُوا لَهُ كل قَول فَمَا أَفَادَ مَعَه

وَعَاد من عِنْدهم بعد أَن قَالَ للْملك الظَّاهِر أَنْت غدار مَالك قَول وَلَا يَثِق بك أحد أبدا

وَدخل دمشق وَعرف الْملك الْمُعظم

ص: 19

مَا جرى وَكتب إِلَى الْملك الْعَادِل بذلك

وَاتفقَ أَن الجحاف عمل دَعْوَة للْملك الظَّاهِر ولجماعة الْأُمَرَاء فَسَكِرَ الظَّاهِر وطرب وغطى على عقله الشَّرَاب بِحَيْثُ إِنَّه رمى سنورا على الجحاف وأنشده

(ستعلم ليلى أَي دين تدينت

) // الطَّوِيل //

ففهم شقير والجحاف ذَلِك فأسراه فِي أَنفسهمَا وتوهما بِأَنَّهُ قد تحقق صُورَة الْحَال مَعَ السُّلْطَان الْملك الْعَادِل فهربا فِي ليلتهما ودخلا دمشق ومعهما ياقوت الْعزي

فَلَمَّا بلغ الْملك الظَّاهِر ذَلِك ركب هُوَ وَمن عِنْده عازمين على الرحيل من دمشق وَركب جَمِيع الْعَسْكَر وسَاق النَّاس على حمية وطلعت شمس نَهَار تِلْكَ اللَّيْلَة وَهُوَ الِاثْنَيْنِ من سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

وسَاق الْملك الظَّاهِر بِمن مَعَه

وَفِي الطَّرِيق أقطع ابْن المشطوب منبج وقلعة نجم ولسراسنقر بهسنة وَكَانَ ذَلِك بِوَاسِطَة مَيْمُون القصري

وَكَانَ قبل ذَلِك قد

ص: 20

أعْطى قلعة نجم للْملك الْأَفْضَل

فسير ابْن المشطوب يتسلم قلعة نجم فَمَا سلموها إِلَيْهِ وَسَارُوا ودخلوا فِي السُّوق

فَدخل الْملك الْأَفْضَل إِلَى حمص وَالْملك الظَّاهِر سَاق بِمن مَعَه

وَكَانَ فِرَاق الْملك الْأَفْضَل لِأَخِيهِ الْملك الظَّاهِر من مجمع المروج

ثمَّ نزل الْملك الظَّاهِر على حماة فَقَاتلهُمْ بعض الْجَمَاعَة فسير إِلَيْهِ الْملك الْمَنْصُور وعاتبه على غدره بِيَمِينِهِ لَهُ فَاعْتَذر الظَّاهِر عَن ذَلِك وكف أَصْحَابه وَسَار إِلَى بَلَده بعد أَن كَانَ الْملك الظَّاهِر قد ركب فِي عسكره وجرح فِي رجله الْيُسْرَى فِي هَذِه النّوبَة

وَلما وصل إِلَى حلب طَالبه ابْن المشطوب بوعده لَهُ بمنبج وحصارها وَأَخذهَا لَهُ وَكَانَ قد جَاءَ إِلَى منبج الْملك الفائز بن الْعَادِل وَابْن الجراحي فأخذاها فِي غيبَة الظَّاهِر وَكَانَت إِذْ ذَاك

ص: 21

لِابْنِ الْمُقدم عز الدّين ورثهَا لِأَخِيهِ شمس الدّين عبد الْملك لِأَنَّهَا وَقعت إِلَيْهِم فِي مقايضتهم لصَاحب حماة الْمَنْصُور بن تَقِيّ الدّين ببارين وَكَانَت بارين لَهُم وَكفر طَابَ وأفامية وَقد ذكرنَا ذَلِك مطولا فِي المطول فمغلطه عَنْهَا إِلَى وَقت ثمَّ وفى لَهُ بهَا فَأَخذهَا ابْن المشطوب وَفِي يَده خرب الظَّاهِر قلعتها

ص: 22

وفيهَا وصل الْملك الْمُؤَيد وَالْملك الْمعز ولدا صَلَاح الدّين من حبس الكرك لِأَن الْملك الْعَادِل كَانَ حبسهما فَلَمَّا أَخذ دمشق وَأمن عَلَيْهَا أطلقهما من الْحَبْس

وفيهَا وصل السُّلْطَان الْملك الْعَادِل قَاصِدا حماة ومتوجها إِلَى حلب فَنزل حماة وَصَارَت المراسلات بَينه وَبَين الْملك الظَّاهِر إِلَى أَن وَقع الصُّلْح بَينهمَا

وفيهَا أخرج القَاضِي نجم الدّين عبد الرَّحْمَن بن أبي عصرون من حماة وَكَانَ قاضيها ووزيرها يَوْمئِذٍ إِلَى حلب بعد أَخذ عدَّة دَرَاهِم مِنْهُ وحبسه مُدَّة أشرف فِيهَا على العطب فَأخْرج بشفاعة دلدرم بن ياروق صَاحب تل بَاشر وَذَلِكَ لبغضة السُّلْطَان الْملك الْعَادِل لَهُ

ص: 23

وفيهَا حدث على القَاضِي محيي الدّين بن الزكي قَاضِي دمشق من الْخَلْط مَا شوش عقله وَغَيره وَكَانَ عَالما فَاضلا فَقِيها كَامِلا ذَا عقل ورزانة وورع وديانة وَكَانَ خرج رَاكِبًا فَوَقع عَن دَابَّته فَمَاتَ رحمه الله

وفيهَا أحضر السُّلْطَان الْملك الْعَادِل وَلَده الْملك الْأَشْرَف مُوسَى من الْقُدس لِأَنَّهُ كَانَ بِهِ مقَامه وَكَذَلِكَ الْملك الْمُعظم وَهَذَا بعد عوده من حماة وَقد عَاد إِلَى حمص

فقرر الْملك الْأَشْرَف بحران والرها وَيكون مُقيما فِي الجزيرة وعساكرها فِي خدمته أُسْوَة بأَخيه الْملك الأوحد كَانَ مُقيما بميافارقين وديار بكر وَعين الْملك الْمُعظم

ص: 24