الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمَات النَّجْم بن الْحِمصِي مشد الدِّيوَان بِمصْر كَانَ ثمَّ بآمد عِنْد فتحهَا
وَابْن الشهَاب أَحْمد
وَمَات وَالِي الْإسْكَنْدَريَّة
وَمَات ابْن الْملك المغيث بن الْعَادِل وَنقل إِلَى دمشق
وَمَات خلائق أخر على آمد
وَمَات شمس الْمُلُوك ابْن ابْن صَلَاح الدّين كَانَ الْكَامِل رباه يُحِبهُ ويثق بِهِ
وَلما دخلت سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
كَانَ السُّلْطَان الْملك الْكَامِل قد رتب وَلَده الصَّالح بهَا كَمَا قد تقدم ذكر هَذَا وَأما الْأَشْرَف فَإِنَّهُ سَار إِلَى حصن كيفا بِمن ذَكَرْنَاهُمْ وَتَبعهُ الصّلاح الإربلي وصحبته صَاحب آمد مُقَيّدا فَلَمَّا حضر عِنْدهم تَحت
الْحصن قَالَ لَهُم سلموه إِلَى نواب السُّلْطَان الْملك الْكَامِل فقد وَالله أحسن إِلَيّ غَايَة الْإِحْسَان ووعدني وعودا جميلَة فَلَا تحرموني إِيَّاهَا وَبَقِيَّة إحسانه فَقَالُوا لَهُ أَنْت أحلفتنا لَك ولولدك أحضر لنا فتيا بِأَن مَا تلزمنا الْيَمين فأحضر لَهُم فتيا فَمَا قبلوا وهم أَرْبَعَة وُلَاة وأركبوا وَلَده فِي الْحصن وَرفعُوا السنجق على رَأسه وسلطنوه وَمَشوا فِي ركابه
ثمَّ اخْتلفُوا على التَّسْلِيم وَعدم التَّسْلِيم وفتحوا الخزانة وَأخذُوا باطية ذهب من سِتِّينَ ألف دِينَار مصرية قطعُوا مِنْهَا قطعا وتقاسموها بِأَمْر أم وَلَده
وَاتفقَ نزُول وَاحِد من الْحصن حضر عِنْد الْأَشْرَف فَأعْطَاهُ عَطاء كثيرا وخلع عَلَيْهِ خلعة عَظِيمَة فَسَار تَحت الْحصن ورأوها عَلَيْهِ فَرمى النَّاس أنفسهم من الْحصن وعلقوا الْملك المسعود بِنَفسِهِ قبالتهم فَأَجَابُوا إِلَى التَّسْلِيم وحثوا الْأَشْرَف على جمع مَا للمسعود فِيهَا من أَمْوَال وعيال وَأَن يرتبهم على أخبازهم فَفعل وحلفوا هم وفتحوا الْحصن وأنزلوا جَمِيع أصاحبهم وطلع الْأَشْرَف إِلَيْهَا دارها
وَمَا بَات بهَا لَيْلَة وتسلمها صَوَاب وَكَذَلِكَ بَقِيَّة الْحُصُون وولوا فِيهَا وُلَاة كَمَا جرت الْعَادة
ووصلت كتب
الْأَشْرَف إِلَى السُّلْطَان الْكَامِل بذلك فتوقف إِلَى أَن وصل الْأَشْرَف وطلع هُوَ وَهُوَ إِلَى دمشق فَأَقَامَ يويمات ثمَّ سَار إِلَى مصر
وَكَانَ قد وصل رَسُول من الفرنج يُقَال لَهُ مسيرريمون على يَده طير يُقَال لَهُ سنقر قَالَ إِنَّه شراه من دَاخل الْبَحْر بثلاثمائة أُوقِيَّة ذهب بِأَمْر الْكَامِل والعهدة عَلَيْهِ فِي قَوْله
وَخبر أَن رسل الأمبراطور وبندقة وجنوة وَغَيرهم فِي الْإسْكَنْدَريَّة من مُدَّة وَخبر أَن كسرة الأمبراطور كَانَت صَحِيحَة غير أَنه مَا بالى بهَا وَأَنه قوي على البابا وَغَيره
والبابا فِي طلب مراضيه
ثمَّ وصل الصّلاح الإربلي وصحبته صَاحب آمد أَقَامَ بِدِمَشْق أَيَّامًا وشرى الْآمِدِيّ فِيهَا دَارا وبستانا وأباع بَقِيَّة تيك الباطية وَقَالَ صَاحب آمد وَالله إِن السَّيْف الْآمِدِيّ رجل عَالم كَانَ قد عزم على الْوُصُول إِلَيْنَا فَلَمَّا سَار عَن دمشق عزل الْأَشْرَف السَّيْف الْآمِدِيّ وَأمر بِخُرُوجِهِ من دمشق فشفع
فِي حَقه فَبَقيَ فِيهَا معزولا وَسكن المزة لَا يدْخل الْبَلَد
وفيهَا كَانَ مَانع بن حَدِيثَة قد خَافَ على نَفسه من الْكَامِل وتسحب إِلَى الْعرَاق وَعمل مَعَه الْخَلِيفَة من المكارمة مَا لَا عمله مَعَ غَيره
وفيهَا كَانَ السُّلْطَان الْكَامِل قد أَمر الْملك المظفر صَاحب حماة بِأخذ بارين وهم فِي آمد فَلَمَّا وصل إِلَى حماة اتّفق نحس صَاحبهَا النَّاصِر وَسُوء مخيلته وبخله فنفر من سَائِر جماعته ونفروا مِنْهُ وانقضوا كلهم عَلَيْهِ مَعَ أَخِيه المظفر وَعمِلُوا العملة ثمَّ سِيرُوا إِلَى المظفر فَحَضَرَ لَيْلًا وَمَا أصبح الصُّبْح إِلَّا وَهُوَ محاصرها وَنصب المجانيق عَلَيْهَا ورتب الرجالة وراسله المظفر بِالتَّسْلِيمِ فَأبى وَعصى تِسْعَة أَيَّام ثمَّ لما عاين الظفر بِهِ طلب الْأمان بِنَفسِهِ وهم برمي نَفسه من القلعة فِي هلعه فَأَمنهُ المظفر وَسكن روعه ووعده بِالْإِقَامَةِ فَأبى وَقَالَ لَا بُد لي من مصر فمكنه من أَخذ أَهله وَسَار إِلَى دمشق فَمَا مكنه الْأَشْرَف من الْمقَام بهَا وَلَا رَآهُ وَقَالَ يمْضِي إِلَى السُّلْطَان الْكَامِل مهما رسم عَملنَا بمرسومه وَقد كَانَ متيمنا إِلَى الْأَشْرَف من حَيْثُ ملك
حماة وطلع إِلَى الديار المصرية وَأقَام بهَا ذليلا حَقِيرًا لَا يلْتَفت إِلَيْهِ وَلَا يلوى عَلَيْهِ
وفيهَا طلب الْملك الْعَزِيز بن الظَّاهِر بحلب شيزر فأنعم بهَا الْكَامِل عَلَيْهِ على لِسَان سيف الدّين بن قلج فجَاء إِلَيْهَا وحاصرها يَوْمَيْنِ ثَلَاثَة فَلَمَّا وصل الْعَزِيز بِنَفسِهِ طلب صَاحبهَا أَمَانَة على نَفسه وَجَمِيع الْأَمْوَال فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك فحلفه وَنزل مِنْهَا بِجَمِيعِ الْأَمْوَال وَولى فِي قلعتها ابْن عُثْمَان زردك وَفِي بَلَدهَا ابْن دِينَار الْكرْدِي
وفيهَا أَخذ الْملك الْعَزِيز صَاحب حلب من أتابك شهَاب الدّين طغرل تل بَاشر غصبا وَرفع يَده من القلعة وَولى فِيهَا مَمْلُوكا لَهُ وَنزل شهَاب الدّين إِلَى الْمَدِينَة
وفيهَا وصل الْخَبَر بِأَن صَاحب مَكَّة جمع خلقا من عرب وَغَيرهم وأعانه ابْن رَسُول من الْيمن فَأخْرج ابْن شيخ الشُّيُوخ فَخر الدّين مِنْهَا هَارِبا إِلَى الينبع وَمَا كَاد يسلم
وفيهَا مَاتَ الْملك الْعَزِيز بن الْملك الْعَادِل بِدِمَشْق وطلع وَلَده الْملك الظَّاهِر إِلَى عَمه السُّلْطَان الْكَامِل فَأحْسن إِلَيْهِ وَكتب لَهُ
بِخبْز أَبِيه جَمِيعه وَبَقِي عِنْده مُدَّة ثمَّ طلع الْملك النَّاصِر من الكرك إِلَى السُّلْطَان الْكَامِل شاكيا فَتَلقاهُ وودع ابْن الْملك الْعَزِيز
وفيهَا جدد الْأَشْرَف دَارا للْحَدِيث وَهِي دَار قايماز النجمي
وفيهَا قبض على نواب دمشق مثل الشّرف يَعْقُوب وعَلى الْقُضَاة وَجمع المتولين وَأخذ مِنْهُم جملَة أَمْوَال
وفيهَا عَاد مَانع بن حَدِيثَة من الْعرَاق وانصلح حَاله مَعَ الْأَشْرَف وَنزل بأَهْله الغوطة
وفيهَا عَاد الْملك الْمُجَاهِد من الرحبة بأولاده إِلَى بَلَده فَمَرض بعد وُصُوله
وفيهَا وصل محيي الدّين بن الْجَوْزِيّ من الْخَلِيفَة إِلَى الديار المصرية وتلقاه الْملك الْمَنْصُور بحمص
وفيهَا خرب الْملك المظفر صَاحب حماة مدرسة الْحَنَفِيَّة الَّتِي فِي سوق الْأَسْفَل وَكَذَلِكَ الْمَسْجِد الْمَعْرُوف ببني نظيف على العَاصِي الَّذِي لم يكن مثله فِي العمائر وَأمر بسد أَبْوَاب الآدر النهرية وَبنى سورا قدامها وسد بَاب الجسر الشمالي وحول بَاب الثَّقَفِيّ من مَكَانَهُ وَبَالغ غَايَة الْمُبَالغَة فِي الحصانة
وفيهَا شرع يعْمل نعلة لقلعة بارين وَحسن خندقها وحصنها
وفيهَا شرع المظفر أَيْضا يعْمل برجا فِي الفحيم بوادي الْبَريَّة من أَرض حماة وحلب وسلمية وَكَذَلِكَ عمل قلعة بالمعرة لم تكن قطّ وَفرغ مِنْهَا فِي بَقِيَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
وفيهَا صَالح المظفر صَاحب حماة الفرنج بحصن الأكراد على نصف مَا كَانَ لَهُم على بارين أَولا
وفيهَا وَقع الإرجاف بِمَوْت مظفر الدّين صَاحب إربل وَجرى فِي مَوته مَا قد اسْتَوْفَيْنَاهُ مشروحا فِي تاريخنا الْكَبِير
وعَلى الْجُمْلَة فَفَتحهَا عَسْكَر الْخَلِيفَة بعد عصيانها عنْوَة
وَقتل خلقا كثيرا وأحرقوا ونهبوا نهبا عَظِيما
وَبَقِي فِيهَا الشرابي وقشتمر وخواص الدولة
وفيهَا كَانَ قد عبر الْملك الصَّالح بن الْملك الْعَادِل إِلَى سنجار بعسكر الْأَشْرَف ذخيرة لمن هم بآمد فَتَلقاهُ الْملك الْمَنْصُور وَإِخْوَته وَكَانَ السُّلْطَان الْملك الْمُجَاهِد عَاجِزا لمرضه عَن تلقيه ثمَّ عَاد تَلقاهُ إِلَى الْبَسَاتِين وأطلعه إِلَى القلعة بحمص وَقدم لَهُ أَشْيَاء ثمَّ سَار
وفيهَا ألح الْأَشْرَف بِطَلَب السُّلْطَان الْملك الْمُجَاهِد إِلَى دمشق
فَلَمَّا صلح من مَرضه طلع إِلَى دمشق فَتَلقاهُ وَقدم كل لصَاحبه أَشْيَاء وَعمل لَهُ دعوتين ثَلَاث فِي القلعة وَفِي بستانه وَخرج الْأَشْرَف إِلَى الصَّيْد بالحارثية وَغَيرهَا
وَكَانَ غَنَّام ومانع ومنيع وَجَمِيع العربان نزولا فِي الغوطة عمِلُوا دَعْوَة للأشرف فَخرج إِلَيْهِم بَقِي أَيَّامًا وَالسُّلْطَان الْملك الْمُجَاهِد بِدِمَشْق فِي الْبَلَد وَاتفقَ أَن خفاجة وغزية نزلُوا بتدمر للأذية فِي الْبِلَاد فاتفق الْأَشْرَف وَالْملك الْمُجَاهِد وأمراء الْعَرَب على قصدهم ونهبهم فَفَعَلُوا ذَلِك وجهز الْملك الْمَنْصُور من حمص من كَانَ عِنْده بهَا لِأَنَّهُ كَانَ مُقيما بهَا وَلم يكن مَعَ أَبِيه بِدِمَشْق فَأخذُوا ونهبوا نهبا عَظِيما من جمال وَغَيرهَا
وَكَانَ أعاريب قد أَغَارُوا على عرب الْملك الْمُجَاهِد من خَالِد فاستعاد لَهُم أجمالهم فِي طلعته إِلَى دمشق
وفيهَا مَاتَ الْأَمِير مَانع بالغوطة فَحَمَلُوهُ دفنوه بسلمية وَاتفقَ الْأَشْرَف وَالْملك الْمُجَاهِد على تأمير ابْنه مهنا وخلعا عَلَيْهِ
وفيهَا مَاتَ نجم الدّين حسن بن الْملك الْحَافِظ وَأَبوهُ فِي غَايَة الْمَرَض
وَمَاتَتْ أم الْملك الصَّالح بن الْعَادِل
وَمَاتَتْ ابْنة الأمجد زَوْجَة المغيث
وَمَات ابْن الْملك الْعَزِيز الظَّاهِر بِدِمَشْق بعد أَن كَانَ قد خلع فِي الْعِيد الْكَبِير على جمع أَصْحَاب أَبِيه مَا يناهز مِائَتَيْنِ وَأَرْبَعين خلعة
وفيهَا عَاد ابْن الْجَوْزِيّ من مصر فَتَلقاهُ الْملك الْمُجَاهِد وَأَوْلَاده وأكابر أهل دمشق والقضاة وَالْفُقَهَاء وأنزلوه بدار أُسَامَة والأشرف بالحارثية
وفيهَا وَردت الْأَخْبَار بِتَمْلِيك الرُّومِي خلاط وَأمر بعمارتها وَنقل إِلَيْهَا الفلاحين والغلال وزرعها ومتولي هَذَا جَمِيعه
حسام الدّين القيمري لِأَن الْأَشْرَف كَانَ قد أحنقه لما قطعه وَلابْن دلدرم وخدما لصَاحب آمد فَأَما ابْن دلدرم فَمَاتَ
وَأما القيمري فَأمر الْأَشْرَف صَاحب آمد أَن يمسِكهُ واعتقله ثمَّ عَاد أطلقهُ فَسَار إِلَى الرُّومِي وَخَبره على مَا قد فعل وَقَالَ أَنا أفتح لَك الْبِلَاد وَشرع فِي شَيْء بعد شَيْء وَخَافَ النَّاس بعد تَمْلِيكه بخلاط من الطمع بغَيْرهَا
لِأَن الرُّومِي أَخذ كركر وكرفزاك وبابلوا وَجَمِيع البحيرات الَّتِي لآمد وَهَذَا فِي غَايَة الْقُوَّة وانضاف إِلَى ذَلِك خلاط وَعِنْده جمَاعَة من العساكر الشامية وَأَتْبَاع ابْن كريم الدّين الخلاطي
ثمَّ عزم السُّلْطَان الْملك الْمُجَاهِد على الْعود إِلَى بَلَده فَركب إِلَى الْأَشْرَف وودعه فِي الْبَريَّة وَقد جمع الْخُيُول للسباق
وَلما كَانَ فِي وَادي الممصخين اسْتهلّ هِلَال سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة لَيْلَة الْجُمُعَة
وَكَانَ الْأَشْرَف بجرود وَفِي عزمه لِقَاء رَسُول الْخَلِيفَة بقارا
وَكَانَ الْكَامِل والناصر بن الْمُعظم عِنْده بِدِمَشْق والمظفر غَازِي وَالْملك الصَّالح وصواب بآمد وَالْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل بسنجار وَالْملك الْحَافِظ وَأَخُوهُ مجير الدّين وتقي الدّين عَبَّاس مرضى بِدِمَشْق وَقد أبلوا من مرضهم وَالْملك الْعَزِيز بحلب بحارم وَالْملك المظفر صَاحب حماة بالمعرة لعمارة القلعة وَالْملك الْمَنْصُور إِبْرَاهِيم قد تلقى أَبَاهُ إِلَى النبك
وفيهَا مَاتَ الأبرنس وسير الْملك الْمُجَاهِد يعزي وَلَده ويهنيه
وفيهَا مَاتَ للْملك المظفر بن الْملك الْمُجَاهِد ابْنَانِ وَكَانَ بحمص من الوباء وَالْمَوْت والأمراض مَا لَا يعبر عَنهُ وَلَا سمع بِمثلِهِ
وفيهَا مَاتَ أتابك شهَاب الدّين طغرل أتابك حلب وَسَار الْملك الْعَزِيز إِلَى تل بَاشر يعشرها
وفيهَا مرض السُّلْطَان الْملك الْمُجَاهِد صَاحب حمص وَهُوَ بظاهرها وأبل
وفيهَا كَانَ قد وصل من السُّلْطَان الْملك الْكَامِل هَدِيَّة من قماش وخيل وَغَيرهَا للْملك الْمُجَاهِد فسير بَعْضهَا للْملك الْأَشْرَف وَقَالَ هَذِه تصلح لطريق مصر
وفيهَا كَانَ الْملك الْأَشْرَف قد اجْتمع برَسُول الْخَلِيفَة ابْن الْجَوْزِيّ على قارا
وفيهَا سَار الْملك الْمُجَاهِد إِلَى الْأَشْرَف واجتمعا فِي الْوَادي الشن
وفيهَا وصل بدر الدّين قابيا رَسُولا من الْأَشْرَف إِلَى الْملك الْمُجَاهِد بَقِي عِنْده أَيَّامًا بِظَاهِر حمص ثمَّ توجه
فَهَذَا جَمِيع مَا قد وَقع فِي الِاخْتِصَار من المتجددات إِلَى آخر هَذَا التَّارِيخ وَهُوَ فِي ثَانِي عشْرين صفر من سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمهما تجدّد فالمملوك يذيله بِبَقَاء مَوْلَانَا السُّلْطَان إِن شَاءَ الله
وفيهَا توجه الْملك الْأَشْرَف إِلَى الديار المصرية
وفيهَا وَردت الْأَخْبَار بِأَن ابْن الْكَامِل وصواب أغارا على بعض بلد آمد الَّذِي كَانَ قد أَخذه الرُّومِي مِنْهُ بلد كركر وبابلوا وكرفزاك ونهبوا وَكَذَلِكَ عَسْكَر الرُّومِي أَغَارُوا على بلد الْحصن وأرزن وميافارقين وَأَن الطَّائِفَة الَّتِي تَأَخَّرت من الخوارزميين عَن الْخَوَارِزْمِيّ وبقوا فِي الْبِلَاد جَاءُوا إِلَى خلاط أخذُوا الْمَدِينَة وشرعوا فِي حِصَار قلعتها
وَالله أعلم
وفيهَا ورد على الْملك الْمُجَاهِد بحمص رَسُول كيقباذ صَاحب الرّوم فِي شهر ربيع الأول وَكَانَ الْملك الْمَنْصُور فِي الصَّيْد فاستدعاه وَالِده بِهَذَا السَّبَب إِلَيْهِ
وفيهَا سير الْملك الْمُجَاهِد هَدِيَّة للفرنج وللإسماعيلية فِي الشَّهْر الْمَذْكُور
وفيهَا وصلت رسل التتر إِلَى إربل والموصل واشتروا جمالا وأقمشة وأقيم لَهُم الرَّاتِب فِي الْموصل بِإِذن الْخَلِيفَة لَهُم فِي ذَلِك
وفيهَا سلطن لُؤْلُؤ الْموصل لَا بل أَمر بسنجق بعصايتين وخلع عَلَيْهِ
وفيهَا فِي شهر جُمَادَى الْآخِرَة وصل ابْن الْجَوْزِيّ من بَغْدَاد وخلع على ابْن بدر الدّين لُؤْلُؤ وَعَلِيهِ لِأَنَّهُ مَا كَانَ خلع عَلَيْهِ مَعَ أَبِيه أَولا
وفيهَا استخدم الْخَلِيفَة أَرْبَعَة آلَاف فَارس من الخوارزمية كَمَا نقل النَّاقِل
وفيهَا أَمر الْخَلِيفَة قشتمر أوقع ببني خفاجة وشاح بن دراح فَأَغَارَ عَلَيْهِم وَأخذ بَقِيَّة رحلهم وَنَقله إِلَى بَغْدَاد ثمَّ سَارُوا طَالِبين الشَّام فانصلح لَهُم الْخَلِيفَة وسير إِلَيْهِم بِأَن قَالَ نعقد لكم جِسْرًا بَين الحديثة وعانة
فخافهم بَقِيَّة العربان آل عضية وَآل
يسَار وزبيد والحريث واندفعوا إِلَى الجزيرة وَغَيرهَا
وَلَقَد وَقعت الإغارة على أُسَامَة بن إِبْرَاهِيم أَمِير بني كلاب فِي جسر الرقة لأَنهم عقدوه لهَؤُلَاء العربان من خوف خفاجة
وفيهَا صَالح الْملك الْعَزِيز بن الظَّاهِر صَاحب حلب الفرنج الديوية على نصف قِطْعَة بلد شيزر على يَد سيمون كَاتب الأسبتار
وفيهَا كَانَ قد جَاءَ لهَذَا الْعَزِيز بنت من ابْنة السُّلْطَان الْكَامِل فَمَا طَابَ لَهُ وَسَار من حلب يَوْمَيْنِ ثَلَاثَة من حنقه ثمَّ عَاد
وفيهَا مَاتَ بهاء الدّين مَرْوَان بن قابيا أحد أكَابِر أَصْحَاب الْملك السُّلْطَان الْمُجَاهِد بِالْقَاهِرَةِ
وفيهَا وصل السُّلْطَان الْأَشْرَف إِلَى دمشق من الديار المصرية إِلَى دمشق مهتما بالحركة
وفيهَا خَافَ صَاحب خرتبرت من الرُّومِي وسير إِلَى صَوَاب بآمد يستصلحه
وفيهَا كَانَ الصَّالح بن السُّلْطَان الْكَامِل قد وصل من آمد إِلَى الزِّرَاعَة بحران قَاصِدا الرقة للتفرج فوصل كتاب السُّلْطَان الْكَامِل أَعَادَهُ وَكتاب صَوَاب فَعَاد وَأقَام أَيَّامًا بِرَأْس عين الخابور
ثمَّ لما أَرَادَ التَّوَجُّه إِلَى آمد عبر بحران وَأخذ قماشا كثيرا وفراء وَغَيرهَا نهبا من غير ثمن وغلقت الْأَسْوَاق وانتقل إِلَى الرها وَفعل كَذَلِك وَأخذ قماشا أَخذه لَهُ الْوَالِي بهَا ثمَّ سَار إِلَى آمد
انْتهى التَّارِيخ الْمُبَارك بِحَمْد الله وَله الْحَمد والْمنَّة