الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأحضره من بصرى وَأَسْكَنَهُ دمشق إِلَى حِين مَوته وَكَانَ مقَامه بصرى لِأَنَّهَا بَلَده
وفيهَا نقص نيل مصر وَخَافَ النَّاس الغلاء فَأحْسن السُّلْطَان الْملك الْكَامِل التَّدْبِير ثمَّ عَاد زَاد بعد ذَلِك
وفيهَا وصل مجد الدّين قَاضِي الممالك الْحَنَفِيّ رَسُولا من ابْن خوارزم شاه إِلَى الْملك الْأَشْرَف ثمَّ إِلَى الْملك الْمُعظم ثمَّ إِلَى الْملك الْكَامِل وَشرب الْخمر مَعَ الْملك الْأَشْرَف وَالْملك الْمُعظم وأحسنا فِي عطائه وحرمته غَايَة الْإِحْسَان
سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة
كَانَ الْحَاج فِيهَا فِي غَايَة الْأَمْن والرخاء وَكَثْرَة الْمِيَاه وَغَيرهَا وَكَانَ الْحَاج الشَّامي أَكثر من الْعِرَاقِيّ والمصري
وفيهَا كَانَ الشريف قَاسم بن مهْدي قد حاصر مَكَّة مجدها الله وحماها وَجمع عَلَيْهَا من العربان خلقا وَمَا حصل على بعض غَرَض
مِنْهَا
وَكَانَ لما نزل من الديار المصرية ألطن بغا قد ترك قماشه وزرده وغبره فِي الْبَحْر ضرب قَاسم على الْجَمِيع أَخذه
وَهَذَا قَاسم هُوَ صَاحب الْمَدِينَة المحروسة
وَكَانَ قد نزل صُحْبَة هَذَا ألطن بغا زِيَادَة على من فِي مَكَّة من الْعَسْكَر الْمصْرِيّ سَبْعمِائة فَارس وراجل فَقَوِيت بهؤلاء أَيْضا
وَكَانَ هَذَا قَاسم قد أخلى الْمَدِينَة من أَهله وقماشه وجماعته وسيرهم مَعَ العربان إِلَى الْعرَاق خوفًا على أَهله
وفيهَا وَردت الْأَخْبَار بِمَوْت الإِمَام النَّاصِر لدين الله الْخَلِيفَة وَولي بعده وَلَده ولي عَهده الإِمَام الظَّاهِر بِأَمْر الله بَقِي فِي الْولَايَة تِسْعَة أشهر وَأَرْبَعَة عشر يَوْمًا ثمَّ مَاتَ وَكَانَ عادلا ديانا حسن السِّيرَة كَرِيمًا ورعا فِي زَمَانه ترك الْحُقُوق وَغَيرهَا وَأعَاد على النَّاس مَا أَخذ لَهُم فِي زمَان أَبِيه من مَال وَملك وَطَابَتْ قُلُوب النَّاس بِهِ وَسَار سيرة حَسَنَة رحمه الله
وَولي بعده ابْنه الإِمَام الْمُسْتَنْصر بِاللَّه أَبُو جَعْفَر بعد أَبِيه الظَّاهِر
فَأول مَا سمع من الإِمَام الْمُسْتَنْصر بِاللَّه تَعَالَى صلوَات الله عَلَيْهِ نستمد من الله المعونة
هَذِه أول كلمة سَمِعت مِنْهُ عِنْد مبايعته بالخلافة فِي السّنة الْمَذْكُورَة
وَكَانَت قد وَردت رسل الإِمَام الظَّاهِر إِلَى الْبِلَاد الإسلامية وخطب لَهُ فِيهَا فَكَانَت رسله إِلَى الشَّام محيي الدّين يُوسُف بن أبي الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ ومملوك من مماليك الْخَلِيفَة تركي يُقَال لَهُ شمس الدّين
وَكَانَ رَسُول الْملك الْأَشْرَف إِلَى الإِمَام الظَّاهِر فِي العزاء والهناء بدر الدّين عُثْمَان
وسير الْملك الْمُعظم فِي ذَلِك القَاضِي الْأَشْرَف بن القَاضِي الْفَاضِل رحمه الله فَأكْرم إِكْرَاما زَائِدا وَذَلِكَ لِأَبِيهِ زِيَادَة على
مرسله
وسير الْملك الْكَامِل فِي ذَلِك الْمعِين بن شيخ الشُّيُوخ بن حمويه
وَاتفقَ موت الظَّاهِر وَخِلَافَة الْمُسْتَنْصر وَهُوَ عِنْد الْملك الْأَشْرَف وسير اسْتَأْذن الْكَامِل فِيمَا يَفْعَله فَأمره بِالْمَسِيرِ وتعزية الامام الْمُسْتَنْصر بوالده وجده وتهنئته فَسَار
الْكَلِمَات الَّتِي قَالَهَا ابْن شيخ الشُّيُوخ رَسُول الْكَامِل بَين يَدي الْوَزير مؤيد الدّين نِيَابَة عَن الْملك الْكَامِل عبد الدولة المقدسة النَّبَوِيَّة المستنصرية يقبل العتبات الَّتِي يستشفي بتقبيل ثراها ويستكفي بتمسكه من عبوديتها بأوثق عراها ويوالي شكر الله تَعَالَى على إمَاطَة ليل العزاء الَّذِي عَم مصابه بصبح الهناء الَّذِي تمّ نصابه حَتَّى تزحزح عَن شمس الْهدى شفق الإشفاق وصوح بَيت رد كأنفق النِّفَاق وامتازت الْخلَافَة المعظمة من