الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَهُوَ بسنجار وصحبته رَسُول الْخَوَارِزْمِيّ الَّذِي كَانَ بِدِمَشْق لما مَاتَ الْمُعظم
وفيهَا هرب بغدي من حران إِلَى الْخَوَارِزْمِيّ وَسبب ذَلِك أَنه كَانَ لَهُ حِوَالَة وَصَارَ كل وَقت يطْلبهَا فَقَالَ بدر الدّين قابيا الأشرفي وَهُوَ يَوْمئِذٍ نَائِبه فِي الْبِلَاد قولا قبيحا عَن بغدي فَلَمَّا بلغه هرب والتحق بالخوارزمي وَكَانَ بغدي فِي غَايَة الوبال على النَّاس هربته وَكَانَ قد عرف الْبِلَاد وَتحقّق العساكر بهَا وَمن فِيهَا
ثمَّ دخلت سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة
والأشرف بسنجار
وفيهَا وصل رَسُول الأربلي يستصلحه فانصلح لَهُ
وفيهَا وصل إِلَيْهِ الْملك الْمَنْصُور بن الْملك الْمُجَاهِد والركن الهيجاوي وَوصل كتاب مجير الدّين الْملك الْمعز بن الْملك الْعَادِل بِأَنَّهُم قد ملكوا نقجوان ومدينة أرمية وخطبوا للأشرف فِيهَا
وفيهَا ورد الْخَبَر بِأَن بغدي تملك ثَلَاث قلاع وَكَذَلِكَ ورد الْخَبَر أَن الرُّومِي ملك قلعة عَظِيمَة بعد حصارها ثَمَانِيَة أَيَّام ثمَّ عَاد
الأشكري صاففه فَكسر الرُّومِي وَأخذ جمَاعَة من عَسْكَر الرُّومِي وقهره
وفيهَا عَاد الْحَاج وَقد وجدوا شدَّة عَظِيمَة من موت أجمالهم والعطش
وفيهَا تَوَجَّهت أم الْملك النَّاصِر بن الْمُعظم من دمشق إِلَى الكرك
وفيهَا عمر الفرنج صيدا بِغَيْر رضى من فِي السَّاحِل لِأَن الفرنج الغرباء الَّذين وصلوا من الجزائر عمروها
وفيهَا وصل الْحَاجِب عَليّ بن حَمَّاد إِلَى الْأَشْرَف بنصيبين وعرفه صُورَة مَا جرى لَهُ فِي الْعَجم ويحثه على نُزُوله إِلَى خلاط لَا غير ليملك الْعَجم فَإِن أهل توريز وَغَيرهَا قَالُوا إِذا جَاءَ الْملك
الْأَشْرَف سلمنَا إِلَيْهِ الْبِلَاد وَمَعَ هَذَا فَأنْكر عَلَيْهِ الْأَشْرَف وُصُوله إِلَيْهِ خوفًا على الْبِلَاد ووعده بنزوله إِلَى خلاط وَأَعَادَهُ إِلَيْهَا فَعَاد
وسير الْملك الْأَشْرَف إِلَى أَخِيه الْحَافِظ يَأْمُرهُ بِأَنَّهُ ينزل يُقيم بحران وَأَن عز الدّين نفذنا إِلَيْهِ بِمن مَعَه يكون عنْدك بهَا وَكَذَلِكَ الْكَمَال بن مهَاجر فامتثل أمره وسير أَصْحَابه إِلَى حران
وفيهَا وصل فَخر الدّين أَبُو شَعْرَة وَابْن شيخ الشُّيُوخ من السُّلْطَان الْكَامِل بِالْخلْعِ والسنجق
وسلطنوا الْملك النَّاصِر وَعمِلُوا فِي خدمته الغاشية وَكَذَلِكَ أَعْمَامه الْملك الْعَزِيز والصالح وَوصل مَعَهم خلعة للسُّلْطَان الْملك الْمُجَاهِد أَيْضا وَأَصْلحُوا بَينه وَبَين الْملك النَّاصِر
وفيهَا حلف الْأَشْرَف لِابْنِ أَخِيه النَّاصِر وَلِصَاحِب آمد أَيْضا
وفيهَا سير الْأَشْرَف الرُّكْن أَمِير جانداره بهدية إِلَى الْخَلِيفَة وَعَاد جَوَاب الْخَلِيفَة إِلَى الْأَشْرَف بسنجار يَأْمُرهُ بِأَن لَا يتَغَيَّر مِنْهَا
إِلَى أَن يَأْمُرهُ فَتَأَخر بعد تَحْقِيق حركته إِلَى الْعَجم وَكَانَ ذَلِك سَبَب حرمانه الْعَجم
وفيهَا أفرج النَّاصِر عَن الْوَادي الشَّرْقِي وَجَمِيع مَا كَانَ لصَاحب حمص السُّلْطَان الْملك الْمُجَاهِد
وفيهَا أغار الْملك الْعَزِيز عُثْمَان بن الْعَادِل على صور وَأخذ مِنْهَا جمَاعَة أُسَارَى وَفعل فِي ذَلِك فعلا عَظِيما
وفيهَا زَاد ظلم الْملك النَّاصِر بحماة إِلَى غَايَة وَطرح على الرّعية أغناما وغلة مَا يناهز خَمْسَة آلَاف مكوك بِأَكْثَرَ الأسعار
وفيهَا خرب دَارا لأحد بني قرناص كَانَت عامرة حَسَنَة
وفيهَا هجم الْملك الْعَزِيز بن الْعَادِل بعلبك طامعا بمخامرة من أَهلهَا لكراهيتهم فِي الْملك الأمجد صَاحبهمْ لظلمه وعسفه لَهُم وفسقه وجوره فَلَمَّا علم بهم قتل من بَلَده جمَاعَة بِسَبَب ذَلِك
وفيهَا وَقع بَين نَاصِر دمشق وَعَمه الْعَزِيز ومملوك أَبِيه أيبك صَاحب صرخد وسير الْملك النَّاصِر إِلَى عَمه الْأَشْرَف يستنجده
وفيهَا عَاد الْأَشْرَف من نَصِيبين بعد استصلاحه لصَاحب ماردين بِحَيْثُ أَنه بذل لَهُ بلد نَصِيبين أَو رَأس عين الخابور أَو الموزر وجملين ليحلف لَهُ وَلم يُوَافق لِأَنَّهُ طلب دَارا فَأعْطَاهُ بَلَدهَا
فَأبى وَقَالَ أُرِيد القلعة وأخربها وأحلف فَمَا وَافقه الْأَشْرَف عَلَيْهَا
وَكَانَ رَسُول الدِّيوَان أَيْضا قد دخل فِي هَذِه الْقَضِيَّة وَمَا وَافق
وَكَانَ الْأَشْرَف قد جهز عسكرا إِلَى خلاط بعد كسرة كسروها وَكَانَ الْحَاكِم فِيهَا بغدي وخواجاجهان
وفيهَا أَخذ صَاحب الرّوم كيقباذ أرزنجان بعملة طريفة ذَكرنَاهَا فِي التَّارِيخ الْكَبِير وَغَيرهَا لما شرطنا هَاهُنَا من الِاخْتِصَار
وفيهَا عَاد الامبراطور إِلَى قبرص وملكها وَعمل عملة على صَاحب بيروت ليقبضه فَمَا تمت عَلَيْهِ وَقبض البال الَّذِي فِيهَا وخافته الديوية وَجَمِيع من فِي السَّاحِل
وفيهَا وصل سيف الدّين بن قلج بحران يخبر الْأَشْرَف بِصُورَة الرسَالَة الَّتِي وَردت إِلَيْهِم من السُّلْطَان الْملك الْكَامِل وَيطْلب ألف فَارس وَأَنَّهُمْ مَا وافقوه على مَا طلبه وَأَن النَّاصِر بحماة مَا وَافق أَيْضا
وفيهَا عَاد ابْن قَاسم الدّين من بعلبك وحمص لإِصْلَاح مَا كَانَ بَينهمَا
وفيهَا توجه أَبُو مَنْصُور بن الزيد رَسُول الإسماعيلية إِلَى حلب يُخْبِرهُمْ بِصُورَة رِسَالَة الامبراطور إِلَيْهِم بِمَا طيب بِهِ قُلُوبهم وَوَعدهمْ وَيَقُول لأتابك حلب إِن أَنْتُم اتفقتم مَعَ الساحليين انتصرتم عَلَيْهِ وَإِن كُنْتُم عاجزين عرفونا لنصلح أحوالنا مَعَه
وفيهَا وَقعت وَاقعَة بَين عَسْكَر خلاط وبغدي على بيكري وَكسر عَسْكَر الْأَشْرَف بهم وجرحوا تَاج الْمُلُوك بن الْعَادِل فِي خَدّه جرحا نسر وَمَات مِنْهُ عِنْد أمه بميافارقين وَكَانَ الْحَاجِب عَليّ قد جمع الْعَسْكَر قَاصِدا الْخَوَارِزْمِيّ فأعاقه الرُّومِي بِأَخْذِهِ لأرزنجان خوفًا على أرزن الرّوم لِأَن صَاحبهَا كَانَ فِي خدمَة الْأَشْرَف وَكَانَ قد خطب لَهُ كَمَا تقدم
وفيهَا وصل الْملك الْكَامِل بعساكره وَنزل على تل العجول فخافه النَّاصِر صَاحب دمشق فتحصن وَحلف رَعيته وَعَاد إِلَيْهِ عَمه الصَّالح وَكَذَلِكَ عز الدّين أيبك مَمْلُوك وَالِده وتخلف عَنهُ عَمه الْعَزِيز فسير النَّاصِر ابْن القَاضِي الْفَاضِل إِلَى عَمه الْأَشْرَف يستحثه للوصول إِلَيْهِ
وفيهَا ورد الْخَبَر بِمُضِيِّ الْخَوَارِزْمِيّ الى ألموت فِي طلب أَخِيه غياث الدّين لِأَنَّهُ كَانَ انهزم مِنْهُ وَقَالَ لَهُم ان دفعتم أخي الي فَلَا كَلَام وَإِلَّا خربَتْ بِلَادكُمْ وَغَيرهَا فَمَا سلموه إِلَيْهِ
وفيهَا فِي ثَالِث رَمَضَان وصل الْأَشْرَف قَاصِدا دمشق إِلَى نجدة النَّاصِر كَمَا طلبه فَاجْتمع بِهِ فِي الطَّرِيق بِأَرْض سلمية النَّاصِر بحماة وَحمل إِلَيْهِ وَقدم لَهُ ذَهَبا وَغَيره ثمَّ اجْتمع بِهِ السُّلْطَان الْملك الْمُجَاهِد وَحمل لَهُ وَقدم جملَة وَكَانَ عمل شغلة ليسير فِي خدمته فَمَنعه من ذَلِك وَقَالَ لَهُ الْمصلحَة إقامتك بحمص فَإِن دعت الْحَاجة إِلَى حضورك نطلبك فَأَجَابَهُ وَعَاد إِلَى حمص بأولاده وَعَسْكَره وَوصل الْأَشْرَف إِلَى دمشق وتلقاه النَّاصِر وأنزله فِي القلعة وَحمل إِلَيْهِ جَمِيع مَفَاتِيح الخزائن القلاع وأحضر أخواته إِلَيْهِ وَقَالَ نَحن مماليك مَوْلَانَا وعبيده وأيتامه مهما حكمت سمعا وَطَاعَة
وَورد الْخَبَر بِأَن الأمبراطور يشتي فِي الجزائر وَسَار إِلَيْهِ الإبرنس بعد أَن كَانَ قد أخافه
وَكَانَ الْملك الْعَزِيز قد توجه إِلَى أَخِيه السُّلْطَان الْكَامِل إِلَى الديار المصرية فَتَلقاهُ فِي بعض طريقها وَقدم لَهُ الْكَامِل وَأَعْطَاهُ عَطاء لم
يسمع بِمثلِهِ وَكتب لَهُ خطا ببعلبك لِابْنِهِ وَله زِيَادَة فِي خَبره
وَكَانَ الْملك الْكَامِل عِنْد وُصُوله منع أحدا من الأذية فِي بلد النَّاصِر فاتفق أَن صَاحب بعلبك بعد مُضِيّ الْعَزِيز إِلَى الْكَامِل قد دخل بلد الْعَزِيز ونهبه فَلَمَّا بلغ الْكَامِل ذَلِك أَمر بِنَهْب بلد النَّاصِر
وَكَانَ الْحَافِظ قد رتب مَعَه الْأَشْرَف وَمَعَ أيبك أَنه إِن قصدهم صَاحب ماردين وَإِلَّا فَلَا يقصدونه هم وَإِن احْتَاجَ صَاحب آمد إِلَى نجدة بِسَبَب الرُّومِي يروحون إِلَيْهِ ينجدونه
وفيهَا أغار صَاحب ماردين على حصن كيفا أَخذ وَنهب وأحرق وَكَذَا أغار صَاحب آمد المسعود على الهتاخ
وفيهَا وصل رَسُول الامبراطور وَهُوَ الكند توماس
وصحبته صَاحب صيدا إِلَى السُّلْطَان الْكَامِل وَقَالُوا لَهُ الْملك يَقُول لَك إِن الْجيد للْمُسلمين والمصلحة لَهُم أَنهم كَانُوا قد بذلوا لنائبي اللكان السَّاحِل جَمِيعه وَإِطْلَاق الْحُقُوق
هَذَا فِي حصارهم لدمياط وَمَا فعلوا وَفعل الله بكم مَا فعله وأعادها إِلَيْكُم
وَمن كَانَ اللكان مَا هُوَ إِلَّا أقل نوابي وعبيدي فَلَا أقل من إعطائي مَا كُنْتُم بذلتموه لَهُ
فَقَالَ السُّلْطَان الْكَامِل لِابْنِ قلج وَكَانَ عِنْده يَوْمئِذٍ لِأَن الْأَشْرَف كَانَ قد سيره إِلَى عِنْده تكْتب إِلَى الْملك الْأَشْرَف تعرفه صُورَة هَذِه الرسَالَة وَتقول لَهُ يَقُول مَا عِنْده فِيهَا فَقَالَ الْأَشْرَف
يَا سيف الدّين مَا يَقُول عبد مَمْلُوك هُوَ وجماعته مهما رسمه السُّلْطَان الْكَامِل كَانَ لِأَنَّهُ هُوَ سُلْطَان الْبِلَاد وَلَا يخرج أحد عَن أمره بل تسأله اتِّفَاق الْكَلِمَة لِتجمع العساكر من الْبِلَاد إِلَى خدمته ويقرر مَا فِيهِ الصّلاح للْمُسلمين وللبيت وَقد اشتاق الْمَمْلُوك إِلَى تِلْكَ الطلعة السعيدة
وَهَذَا فِي الْعشْر الأول من ذِي الْقعدَة من السّنة الْمَذْكُورَة
وفيهَا مَاتَ وَجه السَّبع مَمْلُوك الْخَلِيفَة صَاحب ششتر فوليها بعده بهمان
وفيهَا غلا السّعر بِبَغْدَاد
ثمَّ عَاد رخص
وفيهَا أزوج الْخَلِيفَة الْمُسْتَنْصر مَمْلُوكه الدويدار بابنة بدر الدّين صَاحب الْموصل وَخرج مَعهَا من الأقمشة وَالذَّهَب وَالْفِضَّة مَا لَا يُوصف
وفيهَا سير صَاحب ماردين إِلَى الرُّومِي يَقُول لَهُ مالمضيك إِلَى أنطاليه معنى
الْبِلَاد خَالِيَة الْملك الْأَشْرَف عِنْد الْملك الْكَامِل فِي قبالة الفرنج والجزيرة مَا فِيهَا سوى الْحَافِظ وأيبك وَصَاحب آمد وَمن هُوَ بحلب فتسير إِلَيّ عسكرا لآخذ تِلْكَ الْبِلَاد
فقوي عزم الرُّومِي وسير إِلَى وَالِي الكختين سيف الدولة عدَّة أُمَرَاء
فجَاء الْوَالِي وَركب فِي المَاء ودخلوا إِلَى بلد قطينا والسويداء وَأخذُوا مِنْهَا جمَاعَة ثمَّ عَادوا فسير صَاحب آمد طلب الْحَافِظ لنجدته فَجهز
إِلَيْهِ فَعَاد الْآمِدِيّ سير إِلَيْهِ شكره وَمنعه من قَصده فَعَاد هَذَا وَقد وصل كتاب الْأَشْرَف إِلَى أَخِيه الْحَافِظ يُخبرهُ بِأَنَّهُ قد توجه صُحْبَة ابْن قلج إِلَى السُّلْطَان الْكَامِل لإِصْلَاح حَال النَّاصِر بن الْمُعظم
وفيهَا وصل كتاب الْحَاجِب عَليّ وَفِي عطفه نُسْخَة كتاب الْخَوَارِزْمِيّ ووزيره خواجاجهان إِلَى حسام الدّين خضر صَاحب سرمارى لِأَنَّهُ كَانَ يظْهر للخوارزمي أَنه فِي جملَته وَيظْهر للأشرف كَذَلِك
وَوصل كتاب الْآمِدِيّ يخبر أَن عَسْكَر الرُّومِي قد عَادوا إِلَى بِلَادهمْ
وفيهَا وصل كتاب الْحَاجِب عَليّ وشهاب الدّين غَازِي يخبران أَن الْخَوَارِزْمِيّ وصل إِلَى ملازجرد وكاتبوا الْأَشْرَف بذلك وَهُوَ بِدِمَشْق حَتَّى ان الْحَاجِب عَليّ قَالَ فِي كِتَابه للكمال بن
مهَاجر اعْلَم أَن الْخَوَارِزْمِيّ يسْبق خَبره وَقد ذكر أَنه يُرِيد يشتي بالرقة لِأَنَّهَا أشبه ببلاده فَلَا تمم قِرَاءَة هَذَا الْكتاب إِلَّا بقلعة حران أَو الرها
فَاجْتمع الْحَافِظ وأيبك وَابْن مهَاجر وقابيا على أَن جمعُوا أهل حران عِنْد الْحَافِظ واستحلفوهم وَأمرُوهُمْ بالاستخدام وَالْعدَد مهما قدرُوا وتعرف الْحَافِظ وأيبك أبرجة القلعة بحران والبلد ورتبوا آلَة الْحصار وَطلب الْحَافِظ زردخاناه من حلب وَغَيرهَا لقلعة حران وَنقل جَمِيع مَا كَانَ فِي الرقة من مَال وَغَيره إِلَى قلعة جعبر ثمَّ بعد ذَلِك وصل الْخَبَر بِأَن بغدي وصل إِلَى جبل جور وَعَاد مِنْهُ لأجل الثَّلج وكثرته
وَوصل كتاب الْحَاجِب عَليّ وطيه كتاب صَاحب سر مارى الْوَاصِل من الْخَوَارِزْمِيّ ووزيره مضمونه مَا نسخته
كتاب الْوَزير بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
عنوانه
محبَّة عَليّ بن الْقَاسِم
الْمجْلس السَّامِي الشريف الْملك الْكَبِير الْعَالم الْعَادِل الْمُؤَيد المظفر الْمُجَاهِد شرف الدولة وَالدّين نصْرَة الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين عضد الْمُلُوك والسلاطين قامع الفجرة والمتمردين شهريار أرمن دَامَ شريفا مَخْصُوصًا بالتحية وَالثنَاء والأشواق إِلَى كريم محياه متوافر
وَالَّذِي نعلم بِهِ أَن أُمُور السلطنة فِي غَايَة الرونق والطراوة وَمَا لَهَا عزم إِلَّا الِانْصِرَاف إِلَى بِلَاد الأرمن وَالشَّام وان كَانَ جمَاعَة من الحساد الَّذين يُرِيدُونَ ليطفئوا نور الله بأفواههم يظهرون أصواتا فَمَا ذَاك إِلَّا منى زور وسؤل غرور فَلَا يلْتَفت الْمجْلس إِلَى ذَلِك وَلَا يصغي إِلَيْهِ وَلَا يفوت مصْلحَته
وَلَو أَن السُّلْطَان كَانَ يهمل أَمر بلبان صَاحب خلخال وَيتَوَجَّهُ إِلَى الأرمن وَالشَّام لَكَانَ تنسد طرقات الْعرَاق وخراسان فَرَأى أَن يُطْفِئ شَرّ شَره
وَلما تحقق قصد العساكر المنصورة إِلَى الْمَذْكُور وَبَطل طلسم إمرته وَكَانَ اجْتمع عِنْده ثَلَاثَة من الباوكسية تفَرقُوا وَأَكْثَرهم انتظموا فِي سلك عبودية الدولة وَقد وصل مُعْتَمد الْمجْلس الشريف الْأَجَل تَاج الدّين حميد الدولة وَشَاهد أَحْوَال القلعة الَّتِي فِيهَا بَيت الْمَذْكُور وَأَوْلَاده وَفِي هذَيْن الْيَوْمَيْنِ نفتحها ان شَاءَ الله
وَحَيْثُ خلا وَجه سُلْطَان الْعَالم من هَذِه الْجِهَة فَلَا شكّ وَلَا شُبْهَة فِي تصميم عزمه الْمُبَارك على فتح بِلَاد الأرمن وَالشَّام وَقد وصل الْأَجَل الْأَعَز بهاء الدّين جمال الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين رَضِي الْمُلُوك شرف الأماثل مَشْهُور خُرَاسَان أعز الله نَصره عَائِدًا من جِهَة الْمجْلس الشريف وَشرح مَا شَاهد من اختلال أَحْوَال بِلَاده
وإنني وَإِن تأذى قلبِي من الْمجْلس فَمَا استحسنت وَلَا اسْتحْسنَ أَن يتَأَذَّى الْمجْلس وَسَاعَة وُصُول قاصده قَدمته إِلَى سَرِير السلطنة وَأديت شَرَائِط التهنئة عَن لِسَان الْمجْلس بالقدوم وطالعت بِمَا تمّ على بِلَاده من الكرج وَغَيرهم من المعاندين وَقد أنعم على الْمجْلس بمثال موشح بالمواعيد الْحَسَنَة
وَتعلم أَن عاطفة السُّلْطَان وَرَحمته تَشْمَل من الْيَوْم إِلَى أُسْبُوع فَيتَحَقَّق هَذِه الْمعَانِي ويتصورها
وَالظَّاهِر أَن بهاء الدّين يرجع الينا ويجتمع بِنَا فِي حُدُود أذربيجان فَيكْتب الْمجْلس أَحْوَال الْمُلُوك والأطراف مشروحا وَقد ذكرنَا على لِسَان بهاء الدّين مَا يُعِيدهُ عَلَيْهِ فيسمعه وَيعلم انما نذكرهُ قَوْلنَا ويتيقن أننا مَا نجازيه على فعله وَنحن كَمَا قَالَ قريظ ابْن أنيف
(يجزون من ظلم أهل الظُّلم مغْفرَة
…
وَمن إساءة أهل السوء غفرانا) // الْبَسِيط //
وَهَذِه نُسْخَة كتاب الْخَوَارِزْمِيّ الْوَارِد إِلَى صَاحب سر مارى وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ والعربي
تَرْجَمته جلال الدُّنْيَا وَالدّين أَبُو المظفر منكبرتي بن السُّلْطَان محمدابن تكش خوارزم شاه نَاصِر أَمر الْمُؤمنِينَ
عنوانه النُّصْرَة من الله وَحده
بسم الله الرحمن الرحيم
الْملك الْكَبِير الْعَالم الْعَادِل الْمُؤَيد المظفر الْمَنْصُور الْمُجَاهِد شرف الدولة وَالدّين سعد الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين نصْرَة الْمُلُوك والسلاطين قاهر الفجرة والمتمردين خسروا شهريار أرمن سميدار إيران أذكرهُ دَامَ عزه وتأييده مَخْصُوص بعز الاستمالة وَشرف الاستخبار والتفات الضمائر إِلَى نظم مصْلحَته
وَتعلم أَن جَوَامِع أَمر السلطنة جَارِيَة على وفْق إِرَادَة مماليكنا وممالكنا
وَعند وصولنا أذربيجان كَانَت الْعَزِيمَة مصممة على قصد الأرمن وَالشَّام وَلَكِن لما تجاوزت فتن عز الدّين بلبان الْحَد وَكَانَ يرى غيبَة الرَّايَات المنصورة فرْصَة فينتهزها ويشوش هَذِه الْأَطْرَاف اقْتَضَت آراؤنا الَّتِي هِيَ مرْآة الْأَسْرَار أَن
نقطع أَولا أصُول فتن الْمَذْكُور ليخلو خاطرنا الْأَشْرَف من أُمُور هَذِه الْبِلَاد فجهزنا فوجا من الحشم لقصد الْمَذْكُور فِي نصف شهر رَمَضَان فَانْهَزَمَ وَدخل قلعة فَيْرُوز آباذ وتحصن فِيهَا
وَنحن أَقَمْنَا بحدود خلخال لأجل العلوفة إِلَى آخر شهر رَمَضَان وتوجهنا بعد الْعِيد إِلَى قلعة فَيْرُوز آباذ فنازلتها مماليكنا وعساكرنا وأحدقنا بهَا بِحَيْثُ كَانَ يتَعَذَّر عبور الطُّيُور إِلَيْهَا وهبوب الرّيح من جِهَتهَا وأمرنا بترتيب المجانيق وتقدمنا إِلَى كل عشر نفر من العساكر باتخاذ مَا مُمكن من جُلُود الْبَقر فَحصل فِي الْيَوْمَيْنِ الثَّلَاثَة من الْعدَد والآلات مَا لَا يعد فَلَمَّا عاين أهل القلعة تِلْكَ الْعدة والاستعداد علم بلبان أَنه لَا يُمكن خلاصه من تِلْكَ الورطة إِلَّا بالاعتذار وَالِاسْتِغْفَار والتجأ إِلَى ظلّ الْأمان وَتمسك بأركان الْملك وَتشفع بهم ففتحت عواطفنا لَهُ بَاب الْقبُول على معذرته وسترت هفواته بذيل الْمَغْفِرَة لتعلم الْمُلُوك الَّذين يهبون الذَّهَب وَالْفِضَّة وَقد انتظم بلبان مُنْذُ ثَلَاثَة أَيَّام فِي سلك مماليكنا وتقدمنا بِأَن يرتب فِي كل قلعة واليا
وَلما انْقَطَعت مواد تِلْكَ الْفِتَن بانعطاف الْعَنَان
الْمُبَارك وَأي شرر شَرّ لَا ينطفئ وَأخذ بصدر من ضميرنا الْأَشْرَف وَقد أمرنَا بِإِعَادَة مُعْتَمد الْملك الْكَبِير شرف الدولة الَّذِي وصل إِلَى أبوابنا الْعَالِيَة أَعْلَاهَا الله وَشرف بتقبيل الْيَد الْكَرِيمَة الْمُبَارَكَة فِي صحبته مُعْتَمد ديوَان الوزارة أَجله الله وأكرمه وَهُوَ الْأَجَل الْأَخَص بهاء الدّين نجم الْإِسْلَام عميد خُرَاسَان أعزه الله ليبلغ هَذِه الْبشَارَة وَيعرف مملوكنا المخلص الْكَبِير الْأَشْرَف شرف الدولة وَالدّين شهريار أرمن دَامَ عزه وتأييده أَحْوَال الدولة وَيعلم أَنه إِذا حصل للرايات المنصورة فرَاغ من ضبط هَذِه الْحُدُود ورتب فِي كل قلعة مَمْلُوكا يَتَحَرَّك إِلَى صوب الأرمن وَالشَّام
وَعند وصولنا إِلَى تِلْكَ الْحُدُود نجازي الْأَوْلِيَاء والأعداء بِالْوَاجِبِ وَقد أحاطت علومنا الشَّرِيفَة مِمَّا اعْتَمدهُ جمَاعَة الْمُشْركين ومخالفي دولتنا من التَّعَدِّي على بَيته وَأصْبح خاطرنا الشريف ملتفتا إِلَى نظم أَحْوَاله وَقد انْقَضى وَقت فرَاغ معانديه وحاسديه وَمَضَت مُدَّة استيلائهم وسيجري عَلَيْهِم من صواعق غضبنا وقهرنا وعواطف سخطنا من الْيَوْم إِلَى مُدَّة يسيرَة مَا يصيره عِبْرَة وتنقطع مُدَّة التعرضات لمماليكنا المخلصين فليتصور هَذِه الْمعَانِي ويستظهر بأنواع من اصطناعات وأصناف ترتيبنا وَقُوَّتِنَا أَن ينير بِالْأَمر العالي أَعْلَاهُ الله هَذَا الْمِثَال العالي الصاحبي المعظمي الصدري الأعظمي العادلي المؤيدي المظفري المنصوري المجاهدي الفخري الذخري
اليميني القامعي القاهري المنصفي المنتصفي العهدتي العدتي القوامي النظامي الكهفي الخالصتي شرف الْملك كريم الْأَنْسَاب والأطراف مظهر الْعدْل والإنصاف ذُو المناقب والمناصب قدوة صُدُور الْعَرَب والعجم ملك مُلُوك وزراء الشرق والغرب دينورا إيران أتوران أَصْغَر زماك اينانج قتلع أبتغ ملكا خواجا جهان لازال عَالِيا
الثَّانِي عشر من شَوَّال سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة
وَهَذِه نُسْخَة كتاب الْحَاجِب عَليّ بن حَمَّاد على هذَيْن الْكِتَابَيْنِ الْمَمْلُوك عَليّ الأشرفي تقدّمت كتبه ومطالعاته غير مرّة
الْمَمْلُوك يعرف أَن يَوْم السبت خَامِس شَوَّال وصلني كتاب بِأَن الْخَوَارِزْمِيّ عَاد لِكَثْرَة الثلوج بعد أَن كَانَ بلغ إِلَى جبل جور وَأخذ غَنَائِم كَثِيرَة
وفيهَا وصل قَاصد صَاحب ماردين إِلَى الْكَمَال بن مهَاجر يطْلب من يصل يحلفهُ للأشرف فَأَجْمعُوا رَأْيهمْ بعد مراسلة الْأَشْرَف