الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمسير لهَذِهِ الْجُمْلَة فِي كل يَوْم للفرنج السَّيِّد أَبُو عبد الله
وَأَوْلَاد عبد الْمُؤمن أبدا يهادنون صَاحب غانة ويهادونه وَهُوَ ملك السودَان والبرابر يهْدُونَ إِلَيْهِم الْخَيل البلق تسمى عِنْدهم الحبارية والجواري الرّوم وَالثيَاب الأشكري ويهدون هم لأَوْلَاد عبد الْمُؤمن عوضهَا التبر فِي أرقاب الْجمال ويسيرون درق اللمط وحمار الْوَحْش والزرافات والخدم البابوجيات وَهن أحسن من الهنود وَأطيب
سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة
كَانَ الْغَيْث قد انحبس فِي الجزيرة
وَفِي أول شباط وَقع الْغَيْث والثلوج وعمت الْبِلَاد وَرويت بعد الْإِيَاس
وفيهَا ظهر فِي السَّمَاء نجم بذؤابة كَبِيرَة طَوِيلَة فِي كبد الغرب بَقِي اثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة
وفيهَا اشْترى الْملك الْأَشْرَف من تجار حجر بلخش وَزنه سِتُّونَ درهما غير نصف دِرْهَم يعرف هَذَا الفص بِالْجَبَلِ وَهُوَ الَّذِي كَانَ لِسُلَيْمَان شاه بن سلجوق بثلاثمائة ألف دِرْهَم وصحبته فص آخر وَزنه خَمْسَة عشر درهما
وَكَانَ عِنْد الْملك الْأَشْرَف فص بلخش وَزنه تِسْعَة وَثَلَاثُونَ درهما وَنصف تكملت الحجران مائَة دِرْهَم وَهَذَا لم ير لملك فِي هَذِه الممالك وَقد كَانَ التُّجَّار شروه من أتابك أزبك وَهُوَ الْحجر الْمَذْكُور فِي التواريخ بِالْجَبَلِ
وفيهَا قويت الأراجيف بعصيان الْملك المظفر شهَاب الدّين غَازِي على أَخِيه الْملك الْأَشْرَف بأخلاط وَهُوَ يمغلط وَلَا يصدق فِيهِ قولا ويراسله ويهاديه ويلاطفه بالرسل والهدايا وَلَا يسمع مَا يُقَال
عَنهُ وَالنَّاس يحملونه على قَصده وَتَمَادَى الْحَال فِي ذَلِك إِلَى أَن ظهر لَهُ عصيانه قولا وَاحِدًا فراسله وخوفه قَصده لَهُ فَمَا أَفَادَ فَجمع العساكر من كل مَكَان وَكَانَ قد وصل إِلَى الرقة إخْوَة شهَاب الدّين من أمه وَأَبِيهِ إِلَى أخيهم السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف وَتوجه قاصده وَمَا زَالَ سائرا إِلَى ماردين فَنزل تَحت ماردين وَوصل إِلَيْهِ السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور ولي أَبِيه السُّلْطَان الْملك الْمُجَاهِد صَاحب حمص إِلَى دنيسر وجاءته الإقامات مِنْهَا وَنزل صَاحبهَا إِلَيْهِ وَاجْتمعَ بِهِ وَبَات عِنْد بحرزم وَعمل دَعْوَة للسُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف فِي مَوضِع جدده تَحت ماردين فِي الْجَبَل وَقدم للسُّلْطَان ولأصحابه
وَإِخْوَته التقادم وَغَيرهَا
وجرد عسكره فِي خدمته ثمَّ توجه مِنْهَا وجاءه صَاحب آمد الْملك المسعود وَقدم لَهُ التقادم وَغَيرهَا وَفِي جُمْلَتهَا خيمة لم ير لأحد من الْمُلُوك مثلهَا عملت فِي أَربع عشرَة سنة سَيرهَا الْملك الْأَشْرَف لِأَخِيهِ السُّلْطَان الْملك الْكَامِل وجرد عسكره فِي خدمته أَيْضا وسَاق إِلَى أخلاط وَقد كف عَن حِصَار ميافارقين احتراما لِنسَاء أَبِيه وَسَار ونازل أخلاط وَخرج إِلَيْهِ جمَاعَة من مقدميها وَغَيرهم وزحف إِلَيْهَا فَأَخذهَا من غير مداومة قتال وملكها وآمن أَخَاهُ الْملك المظفر شهَاب الدّين غَازِي وَأحسن إِلَيْهِ وَقبل عذره مِنْهُ وَعَفا عَنهُ وَأَعْطَاهُ بعد أَن حلف لَهُ ميافارقين وحاني وجبل جور وَذُو القرنين وقلب والسناسنة
وَكَانَ ابْن زين الدّين مظفر الدّين قد نَازل الْموصل محاصرا فندب
السُّلْطَان الْأَشْرَف أَخَاهُ الْملك الْحَافِظ نور الدّين وسير فِي خدمته العساكر إِلَى نجدة بدر الدّين لُؤْلُؤ أتابك الْموصل وَتوجه إِلَيْهَا بكرَة نَهَار الْجُمُعَة ثَالِث يَوْم فتح أخلاط فَلَمَّا بلغ ابْن زين الدّين أَخذ أخلاط خَافَ على نَفسه ورحل عَن الْموصل وَسَار الْحَافِظ إِلَى أَن وصل الجزيرة أَقَامَ بهَا مُدَّة وخدمه صَاحبهَا أتم خدمَة بِحَيْثُ إِنَّه لعب عِنْده فِي الميدان بالكرة فَنزل الْملك الْمُعظم معز الدّين بن سنجر شاه ابْن أتابك صَاحب الجزيرة عَن حجرَة مثمنة وقدمها بِيَدِهِ وَقَالَ هَذِه يعز عَلَيْهَا السُّلْطَان
وَكَانَ هَذَا من أعظم المكارمات
وَلم يزل الْحَافِظ إِلَى أَن وَصله كتاب السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف إِلَيْهِ فَتوجه وَاجْتمعَ بِهِ على حرزم وَهُنَاكَ عيد الْملك الْأَشْرَف عيد الْفطر