الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس وسِتمِائَة
بلغ الْملك الْعَادِل اتِّفَاق أتابك الْموصل مَعَ الْملك الظَّاهِر وَجَمِيع الشرقيين
وفيهَا مَاتَ الْأَمِير جنَاح الدّين الهكاري أَخُو المشطوب
وتغيرت أَحْوَال عماد الدّين بن المشطوب فأجمع السُّلْطَان الْملك الْعَادِل رَأْيه على أَن يجمع جَمِيع العساكر وأصحابها ويقصد الكرج فكاتب الْمُلُوك بوصوله إِلَى حران
وَالْجمع عَلَيْهَا
فَاجْتمع النَّاس إِلَيْهِ فَأول من وَصله الْملك الْمَنْصُور صَاحب حماة وَالْملك الْمُجَاهِد صَاحب حمص والأمجد صَاحب بعلبك وَالْملك الصَّالح صَاحب آمد وعسكر الْملك الظَّاهِر وعسكر الْملك الْمَنْصُور صَاحب سنجار
فَلَمَّا وصل الْجمع إِلَيْهِ سَار قَاصِدا الكرج فَنزل على حرزم من بلد ماردين وَأقَام
وتجدد لَهُ قصد سنجار وَذَلِكَ لتخلف صَاحبهَا عَن وُصُوله
بِنَفسِهِ فخاف فَأرْسل نِسَاءَهُ فِي الاستشفاع فِي حَقه وَذَلِكَ بِرَأْس عين الخابور فَمَا قبل ذَلِك وَلَا أجَاب
فسير وَلَده الْملك الْأَشْرَف وَالْملك الْمَنْصُور صَاحب حماة وصحبتهما العساكر فَأخذُوا نَصِيبين وَولى فِيهَا ثمَّ بعد ذَلِك وصل الْملك الْعَادِل وَوصل إِلَيْهِ وَلَده الْملك الأوحد صَاحب أخلاط فَلَمَّا قَارب سنجار جَاءَ إِلَى السُّلْطَان من سَأَلَهُ فِي تَسْلِيم سنجار إِلَيْهِ بِشَرْط الْعِوَض عَنْهَا فأجابهم إِلَى ذَلِك
ثمَّ مَا بدا لَهُم إِلَّا الْحصار فحنق السُّلْطَان عَلَيْهِم فَحَاصَرَهُمْ وَنزل عَلَيْهِم وَقطعت أَشْجَارهم وَأخذت الْمُلُوك مَنَازِلهمْ ونصبوا المجانيق وقاتلوهم وضايقوهم وأقطع السُّلْطَان الخابور جَمِيعه وفرقه
على الْمُلُوك الَّذين كَانُوا فِي خدمته مثل الْملك الْمَنْصُور صَاحب حماة وَالْملك الْمُجَاهِد صَاحب حمص وَغَيرهمَا
فَلَمَّا أشرف السُّلْطَان على أَخذهَا عنْوَة جَاءَت رسل الإِمَام النَّاصِر لدين الله شافعة فِي ترك سنجار على صَاحبهَا وَأخذ الخابور ونصيبين وَمَا يتَعَلَّق بذلك فَقبل شَفَاعَته وبادر إِلَيْهَا طَاعَة وَخرج صَاحبهَا الْملك الْمَنْصُور إِلَى السُّلْطَان الْملك الْعَادِل فَأحْسن تلقاءه ورحل عَنْهَا وتفرق الْمُلُوك إِلَى بِلَادهمْ حَتَّى إِن أَخا صَاحب سنجار نور الدّين صَاحب قرقيسيا كَانَ فِي خدمَة السُّلْطَان
وَلما سَار السُّلْطَان من سنجار لحقه الْعِمَاد بن يُونُس رَسُولا من الْموصل فَقضى شغله وَأَعَادَهُ
وَفِي رَأس عين حرد وَزِير الْملك الْعَادِل ابْن شكر الْمَعْرُوف بصفي الدّين على السُّلْطَان لإنكار كَانَ أنكرهُ السُّلْطَان عَلَيْهِ فَمَا ثَبت لَهُ فهرب صَنْعَة فَتَبِعَهُ الْملك الْمَنْصُور صَاحب حماة
وَكَانَ عانيا بِابْن شكر حَتَّى إِنَّه أول من مَشى إِلَى ابْن شكر من الْمُلُوك
وَتَبعهُ فَخر الدّين جهاركس ودارا عَلَيْهِ فِي بَريَّة رَأس عين إِلَى أَن أحضراه إِلَى خدمَة السُّلْطَان فَعَفَا عَنهُ وَمن هَذِه النّوبَة انحطت مَنْزِلَته
وفيهَا مَاتَ الْملك الْمُؤَيد بن صَلَاح الدّين بِرَأْس عين لما عَاد فِي جَوَاب رسَالَته من عَمه إِلَى أَخِيه الْملك الظَّاهِر
سَبَب مَوته أَنه غم عَلَيْهِ الْبَيْت الَّذِي كَانَ فِيهِ فَمَاتَ هُوَ وَمن كَانَ عِنْده فِي الْبَيْت
وفيهَا أعْطوا لِابْنِ المشطوب المجدل من الخابور
وفيهَا عَاد الْملك الأوحد إِلَى أخلاط
وفيهَا وزر جمال الدّين بن شيخ السلامية للْملك الْأَشْرَف كَانَ ممولا إِلَّا أَنه كَانَ عاميا جدا
وفيهَا وصل من الْأَمِير سيف الدّين سنقر أتابك الْيمن عشرَة آلَاف دِينَار باسم السُّلْطَان الْملك الْعَادِل صَاحب الديار المصرية
وفيهَا كَاتب الْملك الظَّاهِر الْأُمَرَاء وقويت شوكته بعد وُصُول عَمه الْملك الْعَادِل إِلَى حران وبرز إِلَى السموقة من بِلَاد