الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في نفسه تطلّعا لمثل هذا الأمر فليعرضه - في الأقلّ - على من يحسن هذه الصّنعة ليراجع عمله ويُنبِّههَهُ على ما فيه من عوار وعوز، كما يفعل طلبة العلم الجادّون الحريصون على تراث أمتهم، نسأل الله العافية.
نهج العمل في التحقيق:
إنّ الغاية من تحقيق أيّ نصّ من النصوص التراثية يتعيّن أن تتجه إلى تقديم النصّ صحيحا مطابقا لما أراده مؤلّفه، وتوثيقه: نسبة ومادة، والعناية بضبطه وتوضيح دلالاته؛ فنسخنا النصّ وضبطناه بالحركات فيما يلبس، مستفيدين من خبرتنا في معرفة هذه الحقبة ورجالاتها، إذ كنا قد حقّقنا مجموعة كتب تناولتهم، منها:«التكملة لوفيات النقلة» للحافظ المنذري، و «ذيل تاريخ مدينة السلام» لابن الدّبيثي، و «تاريخ الإسلام» و «سير أعلام النبلاء» للحافظ الذهبي، وغيرها من الكتب التي أشرفت على تحقيقها ومنها:
«مشيخة ابن مسلمة» و «المستفاد من ذيل تاريخ بغداد» و «الوفيات» لابن رافع السلاّميّ وغيرها، فضلا عن عنايتي المستديمة بكتب المشتبه، وهي الرّكن الرّكين والمرجع الأمين لضبط أسماء الناس، لا سيّما المشتبه منها.
ثم استعنت بالكتب المقتبسة من هذا الكتاب، لا سيّما «ذيل مرآة الزمان» لليونيني، و «المقتفي» للبرزالي، وكتب الذهبي وفي مقدّمتها «تاريخ الإسلام» ، إذ وصلت إلينا بخطّه المدة التي تناولها «صلة التكملة» .
ومع ذلك، ذكرت لكلّ ترجمة جملة طيّبة من المصادر المختارة على سبيل الانتقاء لا الاستقصاء، مع الحرص على الإفادة منها جهد المستطاع.
ونظّمت مادة النصّ كما هو متعارف عليه في عصرنا من حيث بداية الفقرات، ووضع النّقط عند انتهاء المعاني، والفواصل التي تنظم المادة وتيسّر فهمها فهما جيدا.
وقد عنيت عناية بالغة بالتعليقات والاستدراكات التي كتبها شهاب الدّين أبو الحسين أحمد بن أيبك الدّمياطي، فهي ثروة جليلة تضاف إلى هذا
الكتاب، وضعتها في الحواشس في مواضعها وميّزتها بالحرف الأسود مسبوقا بنجيمة صغيرة ليسهل الوقوف عليها. ثم عملت لها فهرسا خاصّا ألحقته بفهارس الكتاب.
كما علّقت على النصّ عند الحاجة إليه ولم أكثر منه، إذ إنّ كثيرا من المتعانين لهذا العلم في عصرنا يخلط بين التحقيق والتعليق، مما خلق بلبلة كبيرة في طرائق المحقّقين، واختلافا بيّنا في مناهجهم بسبب من عدم اتضاح المفهومين عند الكثرة منهم، وخلطهم بين التعليق الذي يهدف إلى ضبط النصّ وتقييده، وبين التعليق الذي قد يفيد قارئ النصّ ويعينه على مزيد استفادة منه. ومن هنا، لم نعلّق على النصّ إلا بما يفيد ضبطه من نحو الاستعانة بكتب ضبط الأسماء والأنساب واللغة وغيرها، فضلا عن التعليق على ما قد يقع في النصّ من الأوهام فينبّه عليها بروية وحذر وتحقّق، وبالبناء والتشييد لا بالتقليد، ومن يطالع دقة تعليقاتنا يعرف الأهداف منها.
ووضعنا أرقاقا متسلسلة للتراجم ليمكن الإحالة عليها عند صنع الفهارس اللازمة، إذ صنعنا فهرسا للمترجمين حسب ترتيب المؤلّف، ثم آخر على حروف المعجم، وثالثا للإحالات، وهو فهرس عظيم الأهمية، إذ تكثر الإحالة في الكتب التراجمية إلى الأشخاص بنسبهم أو ألقابهم أو كناهم وألقابهم، فيصعب العثور عليهم بغير مثل هذا الفهرس، فضلا عما فيه من فوائد للدارسين حين تجمع المتماثلات في المكان الواحد، كالنّسب إلى الحرف والبلدان وغيرهما كما لا يخفى.
ثم صنعنا فهرسا لما ضبطه المؤلّف من الأسماء والكنى والألقاب، فهو ثروة تضاف إلى كتب المشتبه.
ثم فهرسا خامسا للمواقع والأمكنة وسادسا للتراجم المضافة في الحواشي، وسابعا للمصادر المستعملة في التحقيق.
وبعد، فالحمد لله على نعمه ومننه وآلائه، نسأل الله سبحانه أن يتقبّل منّا عملنا وأن يجنّبنا مواطن الزّلل، ويمنّ علينا بالصحة والتمكين لخدمة تراث
هذه الأمة المرحومة، وأن يثبّتنا بقوله الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، وأن يهيّئ لنا من أمرنا رشدا، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
كتبه في دار هجرته عمان البلقاء حرسها الله تعالى في غرة صفر الخير سنة 1428 هـ.
أفقر العباد بشار بن عواد
* * *
راموز الورقة الأولى من النسخة الخطية، ويظهر فيها آخر المقدمة
راموز طبقة سماع الجزء السادس على مؤلّف الكتاب
راموز طرّة المجلّد الثاني من الكتاب بخطّ المؤلف
راموز الورقة الأخيرة من النسخة الخطّية، ويظهر فيها النصّ على انتهاء الكتاب وطبقة سماع المؤلّف وإضافة بخطّ شهاب الدين أحمد بن أيبك الدّمياطي، وخطّ كلّ من:
محمد بن رافع السلاّمي الذي نصّ فيه على انتقائه تراجم المحدّثين منه، وخطّ محمد بن محمد الخيضريّ بنقل فوائد منه سنة 851 هـ
راموز الورقة 166 من وفيات سنة 657، وتظهر فيها استدراكات للحافظ شهاب الدّين الدمياطي (انظر التعليق على التراجم: 1059 و 1060 و 1065)
راموز الصفحة الأولى من نشرة السيّد الكندري، يظهر فيها التصحيف والتحريف والسقط (قارن براموز الورقة الأولى من النسخة الخطية)