المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب: ما جاء في التسمية في الوضوء - التبيان في تخريج وتبويب أحاديث بلوغ المرام - جـ ١

[خالد بن ضيف الله الشلاحي]

فهرس الكتاب

- ‌باب المياه

- ‌باب: ما جاء في أن ماء البحر طَهُور

- ‌باب: ما جاء في أن الماء الكثير لا ينجسه شيء إلا ما غير لونه أو طعمه أو ريحه

- ‌باب: ما جاء في نهي الجُنُبِ عن الاغتسال في الماء الدائم أو البول فيه

- ‌باب: ما جاء في النهي عن الاغتسال بفضل الجنب أو وَضوء المرأة

- ‌باب: ما جاء في جواز اغتسال الرجل بفضل المرأة

- ‌باب: ما جاء في غسل الإناء من ولوغ الكلب

- ‌باب: ما جاء في طهارة سؤر الهرة

- ‌باب وجوب غسل النجاسات من البول وغيره إذا حصلت في المسجد

- ‌باب: ما جاء في طهارة ميتة الحوت والجراد

- ‌باب: إذا وقع الذباب في الإناء

- ‌باب: ما جاء في أن ما قطع من البهيمة وهي حية فهو نجس

- ‌باب الآنية

- ‌باب: تحريم استعمال آنية الذهب والفضة في الأكل أو الشرب

- ‌باب: طهارة جلود الميتة بالدباغ

- ‌باب: ما جاء في استعمال آنية أهل الكتاب

- ‌باب: ما جاء في استعمال يسير الفضة في الأواني للحاجة

- ‌باب إزالة النجاسة وبيانها

- ‌باب: لا يجوز تخليل الخمر

- ‌باب: ما جاء في النهي عن لحوم الحمر الأهلية وأنها رجس

- ‌باب: ما جاء في طهارة اللعاب ونحوه

- ‌باب: ما جاء في المني يصيب الثوب

- ‌باب: ما جاء في بول الصبي الذي لم يطعم

- ‌باب: ما جاء في نجاسة دم الحيض

- ‌باب الوضوء

- ‌باب: ما جاء في السواك عند الوضوء

- ‌باب: ما جاء في صفة الوضوء وأن مسح الرأس مرة واحدة

- ‌باب: ما جاء في صفة مسح الرأس

- ‌باب: الأمر بالاستنشاق عند الاستيقاظ من النوم

- ‌باب: ما جاء في أمر القائم من نومه بغسل اليدين قبل إدخالهما في الإناء

- ‌باب: ما جاء في التأكيد على المضمضة والاستنشاق في الوضوء وتخليل الأصابع

- ‌باب: ما جاء في تخليل اللحية

- ‌باب: ما جاء في القدر الذي يكتفي به الرجل من الماء في الوضوء

- ‌باب: ما جاء في مسح الأذنين بماء جديد

- ‌باب: ما جاء في إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء

- ‌باب: ما جاء في استحباب التيمن في الطهور وغيره

- ‌باب: ما جاء في المسح على الناصية والعمامة

- ‌باب: ما جاء في الترتيب في الوضوء

- ‌باب: ما جاء في إدخال المرفقين في الوضوء

- ‌باب: ما جاء في التسمية في الوضوء

- ‌باب: ما جاء في صفة المضمضة والاستنشاق

الفصل: ‌باب: ما جاء في التسمية في الوضوء

‌باب: ما جاء في التسمية في الوضوء

48 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا وُضوءَ لمن لم يَذكُرِ اسمَ اللهِ عليه" أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه بإسناد ضعيف

حديث التسمية عند الوضوء حديث ضعيف وله عده طرق

أولًا- حديث أبي هريرة رواه أبو داود (101) وأحمد 2/ 418 وابن ماجه (399) والدارقطني 1/ 79 والبغوي في "شرح السنة" 1/ 409 والبيهقي 1/ 43 كلهم من طريق يعقوب بن سلمه الليثي عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه"

وقد وهم الحاكم رحمه الله فظن أن يعقوب بن أبي سلمه هو الماجشون فقال 1/ 246 صحيح الإسناد، فقد احتج مسلم بيعقوب بن أبي سلمة الماجشون، واسم أبي سلمة دينار اه.

وتعقبه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 266 فقال إنما هو يعقوب بن سلمة لا ابن أبي سلمة، وهو شيخ قليل الحديث ما روى عنه من الثقات سوى محمد بن موسى وأبوه مجهول ما روى عنه سوى ابنه اه.

فيظهر أن زيادة "أبي" في إسناد الحاكم ليست محفوظة

ص: 380

ولهذا قال ابن الملقن في "البدر المنير" 3/ 226 أخرجه الحاكم في "المستدرك" من طريق قتيبة وابن أبي فديك لكنه قال فيهما يعقوب بن أبي سلمة بزيادة "أبي" والموجود في سائر روايات هذا الحديث عن "ابن سلمة" بحذف أبي اه.

ولهذا أيضًا تعقب النووي في "المجموع" 1/ 344 الحاكم فقال أما قول الحاكم أبي عبد الله في "المستدرك على الصحيحين" في حديث أبي هريرة أنه حديث صحيح الإسناد فليس بصحيح لأنه انقلب عليه إسناده واشتبه. كذا قاله الحفاظ اه.

وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 84 رواه الحاكم فقال: يعقوب بن أبي سلمة وادعى أنه الماجشون وصححه لذلك والصواب أنه الليثي اه. ونحو هذا قال في "التهذيب" 4/ 143

والحديث حسنه الألباني كما في "الإرواء" 1/ 122

قلت: يعقوب بن سلمة الليثي مولاهم حجازي مجهول الحال ولا يعرف سماعه من أبيه وأبوه أيضًا مجهول لا يعرف إلا بهذا الحديث ولا يعرف له سماع من أبي هريرة

وقد نقل الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 112 عن البخاري أنه قال يعقوب بن سلمة مدني لا يعرف له سماع من أبيه، ولا يعرف لأبيه سماع من أبي هريرة اه.

ونحو هذا قال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 2/ 76.

ص: 381

وقال ابن الملقن في "البدر المنير" 3/ 227. وحاصل ما يعلل به هذا الحديث الضعف والانقطاع أما الضعف فيعقوب بن سلمة لا أعرف حاله. وقال الذهبي في "الميزان" شيخ ليس بعمدة وأما أبوه سلمة فلم يعرف حاله المزي ولا الذهبي وإنما قال في "الميزان" لم يرو عنه غير ولده. اه.

وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة منها

أ - ما رواه الدارقطني 1/ 74 والبيهقي 1/ 45 من طريق مرداس ابن محمد بن عبد الله بن أبي بردة نا محمد بن أبان عن أيوب بن عائد الطائي عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه

قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 227 هذا حديث غريب، تفرد به مرداس وهو من ولد أبي موسى الأشعري، ضعفه جماعة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال يغرب وينفرد، وبقية رجاله ثقات اه.

وقال وقال الذهبي في "الميزان" 4/ 88 مرادس بن محمد بن عبد الله عن أبان الواسطي لا أعرفه وخبره منكر في التسمية في الوضوء. اهـ.

ب - ما رواه الدارقطني 1/ 77 والبيهقي 1/ 44 كلاهما من طريق محمود بن محمد أبي يزيد الظفري ثنا أيوب بن النجار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ "ما توضأ من لم يذكر اسم الله عليه وما صلى من لم يتوضأ"

ص: 382

قلت إسناده ضعيف

قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 84 أخرج الدارقطني والبيهقي من طريق محمود بن محمد الظفري، عن أيوب ابن النجار عن يحيى عن أبي سلمه عن أبي هريرة بلفظ "ما توضأ من لم يذكر اسم الله عليه، وما صلى من لم يتوضأ" ومحمود ليس بالقوي، وأيوب قد سمعه يحيى بن معين يقول لم أسمع من يحيى ابن أبي كثير إلا حديثًا واحدًا:"التقى آدم وموسى" اه.

وقال أيضًا في "نتائج الأفكار" 1/ 226 هذا حديث غريب، تفرد به الظفري، ورواته من أيوب فصاعدًا مخرج لهم في الصحيح، لكن قال الدارقطني في الظفري ليس بالقوي، وقال يحيى بن معين سمعت أيوب بن النجار يقول لم أسمع من يحيى بن أبي كثير سوى حديث واحد، وهو حديث "احتج آدم وموسى" فعلى هذا يكون في السند انقطاع، إن لم يكن الظفري دخل عليه إسناد في إسناد اه.

وقال البيهقي 1/ 44 هذا الحديث لا يعرف من حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة إلا من هذا الوجه وكان أيوب النجار يقول. لم أسمع من يحيى بن أبي كثير إلا حديثًا واحدًا "التقى آدم وموسى" ذكره يحيى بن معين فيما رواه عنه ابن أبي مريم فكان حديثه هذا منقطعًا اه.

جـ - ما رواه الطبراني في "الصغير" 1/ 73 من طريق عمرو بن أبي سلمة قال: حدثنا إبراهيم بن محمد البصري عن علي بن ثابت عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 383

"يا أبا هريرة إذا توضأت فقل بسم الله والحمد لله؛ فإن حفظتك لا تبرح تكتب لك الحسنات حتى تحدث من ذلك الوضوء"، وقال الطبراني عقبه. لم يروه عن علي بن ثابت أخي عزرة بن ثابت إلا إبراهيم بن محمد تفرد به عمرو بن أبي سلمة. اه.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 220 إسناده حسن اه.

قلت. بل إسناده ضعيف لأن فيه إبراهيم بن محمد بن ثابت الأنصاري البصري قال ابن عدي مدني روى عنه عمرو بن أبي سلمة وغيره مناكير اه.

وقال الذهبي ذو مناكير

وضعفه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"

وأيضًا عمرو بن أبي سلمة التنيسي

ووثقه ابن يونس وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به اه.

وضعفه أيضًا ابن معين وقال العقيلي في حديثه وهم اه.

* * *

49 -

وللترمذي عن سعيد بن زيد

رواه الترمذي (25) وأحمد 6/ 382 والدارقطني 1/ 73 والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 26 والبيهقي 1/ 43 كلهم من طريق عبد الرحمن بن حرملة، عن أبي ثفال المريّ عن رباح بن عبد الرحمن

ص: 384

عن جدته، عن أبيها سعيد بن زيد مرفوعًا بلفظ "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه".

ورواه ابن ماجه (389) من طريق يزيد بن عياض عن أبي ثفال به وقد رواه عن عبد الرحمن بن حرملة على هذا الوجه كلٌّ من بشر بن المفضل ووهيب بن خالد ويزيد بن عياض ويعقوب بن عبد الرحمن وابن أبي فديك وسليمان بن بلال والحسن بن أبي جعفر وخالفهم جماعة فرووه عن عبد الرحمن بن حرملة، عن أبي ثقال عن أبي رباح بن عبد الرحمن عن جدته عن النبي صلى الله عليه وسلم به وليس فيه سعيد بن زيد

ورواه أحمد 6/ 382 قال: حدثنا يونس ثنا أبو معشر عن عبد الرحمن ابن حرملة عن أبي ثفال عن رباح بن عبد الرحمن بن حويطب عن جدته مرفوعًا

وتابعه إسحاق بن حازم كما عند ابن أبي حاتم في "العلل"(589) غير أنه قال عن أمه بنت زيد قال أبو حاتم هذا خطأ في مواضع والصحيح عبد الرحمن بن حرملة عن أبي ثفال المري عن رباح بن عبد الرحمن بن حويطب عن جدته عن أبيها سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم اه.

وقال الدارقطني في "العلل" 4/ رقم (678) هو حديث يرويه أبو ثفال المري واختلف عنه فرواه عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن أبي ثفال واختلف عنه فقال وهيب وبشر بن المفضل وابن

ص: 385

أبي فديك وسليمان بن بلال عن أبي حرملة عن أبي ثفال عن رباح ابن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب عن جدته عن أبيها عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبوها هو سعيد بن زيد وخالفهم حفص بن ميسرة وأبو معشر نجيح وإسحاق بن حازم فرووه عن أبي حرملة عن أبي ثفال عن رباح عن جدته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكر أباها في الإسناد ورواه يزيد بن عياض عن جعد به والحسن بن أبي جعفر الحفري وعبد الله بن جعفر بن نجيح المدني عن أبي ثفال عن رباح عن جدته عن أبيها سعيد بن زيد كقول وهيب ومن تابعه عن أبي حرملة ورواه الدراوردي عن أبي ثفال عن ابن ثوبان مرسلًا عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه حماد بن سلمة عن صدقه مولى آل الزبير عن أبي ثفال عن أبي بكر بن حويطب مرسلًا عن النبي صلى الله عليه وسلم. والصحيح قول وهيب وبشر بن المفضل ومن تابعهما. اه.

ونقله عنه الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 1/ 85 مختصرًا

قلت أبو ثفال اسمه ثمامه بن وائل بن حصين بن حمام المري الشاعر مجهول

وقال البخاري في حديثه نظر اه.

وأيضًا رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب فيه جهالة، وليس له عند الترمذي وابن ماجه سوى هذا الحديث

قال ابن عبد البر حديثه مرسل اه. كما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 3/ 203.

ص: 386

وقال ابن أبي حاتم في "العلل "(129) سمعت أبي وأبا زرعة وذكرت لهما حديثًا رواه عبد الرحمن بن حرملة عن أبي ثفال قال سمعت رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب قال أخبرتني جدتي عن أبيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله" فقالا. ليس عندنا بذاك الصحيح أبو ثفال مجهول ورباح مجهول اه.

وضعف الإمام أحمد حديث حرملة كما عند ابن عدي في "الكامل" 3/ 173 وابن الجوزي في "التحقيق" 1/ 143

وقال ابن القطان في كتابة "بيان الوهم والإيهام" 3/ 314 ففي إسناد هذا الحديث ثلاثة مجاهيل الأحوال أولهم جدة رباح فإنها لا تعرف بغير هذا، ولا يعرف لها اسم ولا حال وغاية ما تعرفنا بهذا أنها ابنة لسعيد بن زيد رضي الله عنه، والثاني رباح المذكور، فإنه مجهول الحال كذلك ولم يعرف ابن أبي حاتم من حاله بأكثر مما أخذ من هذا الإسناد من روايته عن جدته، ورواية أبي ثفال عنه، والثالث أبو ثفال المذكور فإنه أيضًا مجهول الحال كذلك

وهو أشهرهم لرواية جماعة عنه، منهم عبد الرحمن بن حرملة، وسليمان بن بلال، وصدقة مولى الزبير والدراوردي والحسين بن أبي جعفر وعبد الله بن عبد العزيز قاله أبو حاتم فأعلم ذلك اه.

وقال البيهقي 1/ 44 أبو ثفال ليس بالمعروف جدًا اه.

ونقل الترمذي 1/ 37 عن البخاري أنه قال: أحسن شيء في هذا الباب حديث رباح بن عبد الرحمن اه.

ص: 387

وقال الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 110. سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال ليس في هذا الباب حديث أحسن عندي من هذا ورباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان عن جدته عن أبيها. اه.

قلت لا يقتضي هذا الكلام تصحيح الحديث. ومما يقوي هذا ما نقله العقيلي في "الضعفاء الكبير" 1/ 177 عن البخاري أنه قال في حديث أبي ثفال نظر اه.

ولهذا قال ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 3/ 313 لما نقل قول البخاري في "التاريخ" قد يوهم فيه أنه حسن، وليس كذلك، وما هو إلا ضعيف جدًا، وإنما معنى كلام البخاري إنه أحسن ما في الباب على علته اه.

ولما ذكر ابن دقيق العيد في "الإمام" 1/ 448 - 449 ما أعل به الحديث قال فالخبر من جهة النقل لا يثبت للعلة التي وصفنا. اه.

* * *

50 -

وأبي سعيد نحوه قال أحمد: لا يثبت فيه شيء.

رواه ابن ماجه (397) وأحمد 3/ 41 والدارقطني 1/ 71 والحاكم 1/ 147 والبيهقي 1/ 43 والترمذي في "العلل الكبير" 1/ 112 - 113 وابن عدي 3/ 173 كلهم من طريق كثير بن زيد ثنا ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن جده. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه".

ص: 388

قال ابن عدي في "الكامل " 3/ 173 لا أعلم يروي هذا الحديث غير كثير بن زيد ولا عن كثير غير زيد بن الحباب اه.

قلت أعل الحديث بعلتين.

أولًا. كثير بن زيد اختلف فيه. قال أبو زرعة صدوق فيه لين اه.

وقال أبو حاتم: صالح، ليس بالقوي يكتب حديثه اه.

وقال النسائي ضعيف اه.

وقال ابن معين ليس بذاك. اه.

ووثقه ابن حبان وقال أحمد وابن معين في رواية لا بأس به اه.

ثانيًا ربيح بن عبد الرحمن قال عنه أبو زرعة. شيخ اه.

وقال أحمد رجل ليس بالمعروف اه.

وقال البخاري منكر الحديث اه.

وبه أعله البخاري كما في "العلل الكبير" للترمذي

وأعله عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 1/ 162 بكثير ابن زيد ثم قال وأما ربيح فروى عنه الدراوردي وكثير بن زيد وفليح بن سليمان والزبير بن عبد الله بن أبي خالد وقال فيه أبو زرعة الرازي شيخ. وقال فيه أحمد بن حنبل ليس بمعروف اه.

فالحديث بهذا الإسناد ضعيف.

ولهذا قال ابن هانى في "مسائله للإمام أحمد" 1/ ص 3 رقم (16) سألت أبا عبد الله عن التسمية في الوضوء؟ فقال لا يثبت حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيه اه.

ص: 389

وروى ابن عدي في "الكامل" 3/ 173 قال: ثنا أحمد بن حفص السعدي قال سئل أحمد بن حنبل -يعني- وهو حاضر عن التسمية في الوضوء فقال: لا أعلم حديثًا يثبت، أقوى شيء فيه حديث كثير ابن زيد عن ربيح، وربيح رجل ليس بمعروف. اه.

ونحوه روى العقيلي في "الضعفاء الكبير" 1/ 177 عن الإمام أحمد من طريق ابن هاني عنه به.

وقال الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 112 سمعت إسحاق بن منصور يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول لا أعلم في هذا الباب حديثا له إسناد جيد اه.

ونقله أيضًا عن الإمام أحمد عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 1/ 162 والترمذي في "السنن" 1/ 38

وروى الحاكم 1/ 247 قال: أخبرني على بن بندار ثنا عمر بن محمد بن جبير ثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أحمد بن حنبل وسئل عمن يتوضأ ولا يسمي فقال أحمد. أحسن ما يروي في هذا الحديث كثير بن زيد اه.

وقال ابن الجوزي في "التحقيق" 1/ 143 قال قال أبو بكر الأثرم سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: ليس في هذا حديث يثبت، وأحسنها حديث كثير بن زيد. اه.

وقال عبد الله ابن الإمام أحمد كما في "المسائل" 1/ 89 (100) سألت أبي عن حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم "لا وضوء

ص: 390

لمن لم يذكر اسم الله عليه" قال أبي لم يثبت عندي هذا ولكن يعجبني أن يقوله ونقله الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 4 عن الأثرم عن أحمد

وفي الباب عن أنس وسهل بن سعد وعلى بن أبي طالب وعائشة وابن مسعود وابن عمر وأبي سبرة وأثر عن أبي بكر

أولًا. حديث أنس بن مالك رواه عبد الرزاق 11/ رقم (20535) ومن طريقه النسائي 1/ 61 وأحمد 3/ 165 وابن خزيمة 1/ 74 والدارقطني 1/ 71 والبيهقي 1/ 43 وابن حبان 8/ رقم (6510) كلهم من طريقه عن معمر عن ثابت وقتادة عن أنس قال طلب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وضوءًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هل مع أحد منكم ماء؟ " فوضع يده في الماء، ثم قال "توضؤوا بسم الله" فرأيت الماء يخرج من بين أصابعه، حتى توضؤوا من عند آخرهم قال ثابت قلت لأنس كم تراهم؟ قال: نحوًا من سبعين

قلت: رجاله ثقات وإسناده صحيح وهو من فعل النبي صلى الله عليه وسلم لا من أمره.

وأصله في "الصحيحين" بدون زيادة التسمية.

وقد ورد الأمر بها لكن بإسناد لا يصح

قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 86 رواه عبد الملك ابن حبيب الأندلسي عن أسد بن موسى عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بلفظ "لا إيمان لمن لم يؤمن بي ولا صلاة إلا بوضوء ولا وضوء لمن لم يسم الله" وعبد الملك شديد الضعف اه.

ص: 391

ثانيًا حديث سهل بن سعد رواه ابن ماجه (400) والدارقطني 1/ 355 والبيهقي 2/ 379 والحاكم 1/ 402 كلهم من طريق عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه عن جده أن النبيء صلى الله عليه وسلم قال "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه، ولا صلاة لمن لم يُصل على النبي صلى الله عليه وسلم" زاد بعضهم- "ولا صلاة لمن لا يحب الأنصار".

قال الحاكم 1/ 402: لم يخرج هذا الحديث على شرطهما فإنهما لم يخرجا عبد المهمين اه.

قلت إسناده ضعيف جدًا لأن عبد المهيمن متروك.

ولهذا قال ابن دقيق العيد في "الإمام" 1/ 449. عبد المهمين بن عباس استضعفه يحيى فيما ذكر ابن أبي حاتم، وقال البخاري منكر الحديث اه.

ولهذا تعقب الذهبي الحاكم في "التلخيص" فقال عبد المهمين واه اه.

وقال الدارقطني عقبه عبد المهيمن. ليس بالقوي. اه.

وبه أعله الحافظ بن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 234.

وقد تابع عبد المهيمن أخوه أُبَيُّ بن العباس كما عند الطبراني في "الكبير" 6/ رقم (5698).

قلت هذه متابعة لا يفرح بها لأن أُبيّ بن العباس أيضًا ضعيف جدًا

ص: 392

قال أحمد. منكر الحديث اه.

وقال البخاري ليس بالقوي اه.

وكذا قال النسائي كما في "الضعفاء"(23)

وضعفه ابن معين والساجي والعقيلي

ووثقه ابن حبان ومشاه ابن عدي والذهبي

ولهذا قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 86 عن طريق عبد المهيمن هو ضعيف لكن تابعه أخوه أبيّ بن عباس وهو مختلف فيه اه.

قلت: جرحه الإمام أحمد وابن معين والبخاري والنسائي وغيرهم من أئمة الجرح والتعديل بجرح صريح فلا يمكن أن يرد قولهم بقول من دونهم في النقد لأنهم هم أهل هذا الشأن فاختلاف المتأخرين فيمن تكلم الأئمة فيه بهذا الجرح لا يؤثر والله أعلم

ثالثًا حديث علي بن أبي طالب رواه ابن عدى في "الكامل" 5/ 243 من طريق عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جدّه عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه".

قلت إسناده ضعيف جدًا لأن فيه عيسى بن عبد الله بن محمد ابن عمر بن علي بن أبي طالب قال الدارقطني متروك اه.

وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 121 يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة، لا يحل الاحتجاج به، كأنه كان يهم ويخطئ،

ص: 393

حتى كان يجيء بالأشياء الموضوعة على أسلافه، فبطل الاحتجاج بما يرويه لما وصفت اه.

ولهذا قال ابن عدي عقب هذا الحديث. وبهذا الإسناد أحاديث حدثناه ابن مهدي ليست بمستقيمة اه.

رابعًا حديث عائشة رواه أبو يعلى كما في "المقصد"(121) والدارقطني 1/ 72 كلاهما من طريق حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقوم للوضوء يكفأ الإناء فيسمي الله، ثم يسبغ الوضوء.

قلت إسناده ضعيف جدًا لأن فيه حارثة بن محمد بن عبد الرحمن ابن عبد الله الأنصاري قال أحمد ضعيف ليس بشيء اه.

وقال الدوري عن ابن معين. ليس بثقة. اه.

وقال أبو زرعة واهي الحديث ضعيف اه.

وقال أبو حاتم ضعيف الحديث منكر الحديث مثل عبد الله بن سعيد المقبري اه.

وقال البخاري. منكر الحديث اه.

وقال النسائي متروك الحديث اه.

وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 220 فقال حارثة بن محمد قد أجمعوا على ضعفه اه.

ونقل ابن دقيق العيد في "الإمام" 1/ 449 عن البزار أنه رواه، وقال عقبه. حارثة بن محمد قد حدث عنه جماعة وعنده أحاديث

ص: 394

لم يتابع عليها وكل ما روي في ذلك فليس بقوي الإسناد وإن تأيدت هذه الأسانيد اه.

ورواه ابن عدي في "الكامل" 2/ 198 - 199 من طريق حارثة به

وقال عقبه بلغني عن أحمد بن حنبل رحمه الله أنه نظر في "جامع إسحاق بن راهويه" فإذا أول حديث قد أخرج في "جامعه" هذا الحديث، فأنكره جدًا وقال أول حديث في "الجامع" يكون عن حارثة اه.

وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 86 في إسناده حارثة بن محمد، وهو ضعيف، وضعف به اه.

خامسًا حديث ابن مسعود رواه الدارقطني 1/ 73 - 74 والبيهقي 1/ 44 كلاهما من طريق يحيى بن هاشم عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إذا تطهر أحدكم فليذكر اسم الله، فإنه يطهر جسده كله، وإن لم يذكر اسم الله في طهوره، لم يطهر منه إلا ما مر عليه الماء فإذا فرغ من طهوره فليشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، فإذا قال ذلك فتحت له أبواب السماء" هذا لفظ الدارقطني ونحوه البيهقي

قلت إسناده واهٍ لأن فيه يحيى بن هاشم وهو السمسار أبو زكريا كما صرح البيهقي باسمه وهو متروك واتهمه بعضهم

قال النسائي وغيره متروك اه.

وكذبه ابن معين واتهمه صالح بن جزره وابن عدي بوضع الحديث.

ص: 395

ولهذا قال الدارقطني عقب الحديث يحيى بن هاشم ضعيف. اه.

وقال البيهقي 1/ 44. هذا ضعيف لا أعلمه رواه عن الأعمش غير يحيى بن هاشم ويحيى بن هاشم متروك الحديث اه.

وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 87. في إسناده يحيى بن هاشم السمسار وهو متروك اه.

وقال في "نتائج الأفكار" 1/ 236. تفرد به يحيى بن هاشم الكوفي عن الأعمش وهو متروك الحديث متفق على ضعفه اه.

سادسًا حديث ابن عمر رواه الدارقطني 1/ 74 - 75 والبيهقي 1/ 44 كلاهما من طريق عبد الله بن حكيم الداهري عن عاصم بن محمد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من توضأ فذكر اسم الله على وضوئه كان طهورًا لجسده" قال "ومن توضأ ولم يذكر اسم الله على وضوئه. كان طهورًا لأعضائه"

قلت إسناده ضعيف جدًا لأن فيه عبد الله بن حكيم أبا بكر الداهري البصري قال أحمد. ليس شيء. اه. وكذا قال ابن المديني

وقال ابن معين في رواية. ليس بثقة اه. وكذا قال النسائي

وقال الجوزجاني كذاب اه.

وقال أبو نعيم الأصبهاني روى عن إسماعيل بن أبي خالد والأعمش الموضوعات. اه.

ص: 396

وقال يعقوب بن شيبة متروك، يتكلمون فيه. اه.

ولهذا قال البيهقي 1/ 44 وهذا أيضًا ضعيف أبو بكر الداهري غير ثقة عند أهل العلم بالحديث اه.

وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 237 تفرد به أبو بكر الداهري. واسمه عبد الله بن حكيم وهو متروك الحديث. اه.

سابعًا حديث أبي سبره رواه الطبراني في "الأوسط"(1115) قال: حدثنا أحمد قال نا أبو جعفر نا عيسى بن يزيد بن عبد الله بن أنيس قال حدثني عيسى بن سبرة عن أبيه عن جده قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المنبر فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ثم قال "أيها الناس، لا صلاة إلا بوضوء ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ".

قلت إسناده ضعيف أيضًا

قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 236 هذا حديث غريب، أخرجه أبو القاسم البغوي في كتاب "الصحابة" عن الصلت عن مسعود عن يحيى بن عبد الله بن أنيس به وقال: عيسى منكر الحديث اه.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 228 عيسى بن سبره وأبوه وعيسى بن يزيد لم أر من ذكر أحدًا منهم اه.

ثامنًا: أثر أبي بكر رواه ابن أبي شيبة 1/ رقم (17) قال حدثنا خلف بن خليفة عن ليث عن حسين بن عمارة عن أبي بكر قال إذا

ص: 397

توضأ العبد فذكر اسم الله حين يأخذ وضوءه طهر جسده كله، وإذا توضأ ولم يذكر اسم الله لم يطهر إلا ما أصابه الماء

قلت. إسناده ليس بالقوي لأن فيه ليثًا وهو ابن أبي سليم وهو ضعيف كما سبق (1) وحسين بن عمارة قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 3/ 61: سألت أبا زرعة عنه فقال: ما أدري " اه.

وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 87 عن الأثر هذا مع إعضاله له موقوف اه.

* * *

(1) راجع باب صفة المضمضة والاستنشاق.

ص: 398