الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب وجوب غسل النجاسات من البول وغيره إذا حصلت في المسجد
11 -
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاءَ أعرابيٌّ فبالَ في طائفةِ المسجدِ؛ فزجَرَهُ الناسُ؛ فنهاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم فلما قضَى بولَه أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بذَنُوبٍ من ماءٍ فأُهرِيقَ عليه. متفق عليه.
رواه البخاري (219) ومسلم 1/ 236 وأحمد 3/ 191 وابن خزيمة 1/ 148 والبيهقي 2/ 412 - 413 والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 13 كلهم من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك بنحوه مرفوعًا.
ورواه البخاري (6025) ومسلم 1/ 236 وابن ماجه (528) وأحمد 3/ 226 كلهم من طريق ثابت عن أنس بنحوه مرفوعًا.
ورواه البخاري (221) ومسلم 1/ 236 والترمذي (147) والبيهقي 2/ 427 والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 13 كلهم من طريق يحيى بن سعيد قال سمعت أنس بن مالك بنحوه.
وقد ورد الأمر بحفر مكانه أي نقل التراب وذلك من حديث يحيى بن سعيد عند الدارقطني فقد قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 39 قال الدارقطني (1) ثنا أبو صاعد ثنا عبد الجبار بن
(1) لم أجده في السنن.
العلاء ثنا ابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن أنس أن أعرابيًّا بال في المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم. "احفروا مكانه؛ ثم صبوا عليه ذنوبًا من ماء" اهـ.
قلت تفرد بهذه الزيادة عبد الجبار بن العلاء ووهم فيه؛ لأنه رواه عن سفيان جماعة من الثقات فلم يذكروا هذه اللفظة منهم الشافعي كما في "الأم" 1/ 52.
والإمام أحمد كما في "المسند" 3/ 110 - 111 والحميدي (1196).
وأيضًا ابن أبي عمر وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي كما عند الترمذي (147 - 148) كلهم عن سفيان به وليس فيه ذكر الحفر.
ثم أيضًا تابع سفيان جمع من الثقات فلم يذكروا هذه الزيادة، منهم يزيد بن هارون والدراوردي ويحيى بن سعيد القطان وابن المبارك ويعلي بن عبيد وإبراهيم بن محمد كلهم رووه عن يحيى بن سعيد به.
ولهذا أعل الحديث الدارقطني بعبد الجبار فقد نقل الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 212 وابن دقيق العيد في "الإمام" 1/ 271 عن الدارقطني أنه قال وهم عبد الجبار على ابن عيينة؛ لأن أصحاب أبو عيينة الحفاظ رووه عنه عن يحيى بن سعيد بدون "الحفر" وإنما روى ابن عيينة هذا عن عمرو بن دينار عن طاووس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "احفروا مكانه" مرسلًا اهـ.
ونحوه نقل الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 49 وقال وأنه دخل عليه حديث في حديث اهـ.
وكذا نقل ابن الجوزي في "التحقيق" 1/ 78.
قلت والمرسل رواه عبد الرزاق 1 / رقم (1659) عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاووس مرسلًا.
وتابعه إبراهيم بن بشار كما عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 14.
وسعيد بن منصور كما ذكره الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 49 وقال أيضًا الحافظ ابن حجر إلا أن هذه الطريق المرسلة مع صحة إسنادها إذا ضمت إلى أحاديث الباب أخذت قوة اهـ.
ورواه أبو داود (381) ومن طريقه رواه الدارقطني 1/ 132 والبيهقي 2/ 428 عن جرير بن حازم قال سمعت عبد الملك بن عمير يحدث عن عبد الله بن معقل بن مقرن قال صلى أعرابي مع النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أمر بوله وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم "خذوا ما بال عليه من التراب فألقوه، وأهريقوا على مكانه ماء".
قال أبو داود. وهو مرسل ابن معقل لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
وقال عبد الحق في "الأحكام الوسطى" 1/ 226 هو مرسل أبو معقل لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
وقال الدارقطني عقبه عبد الله بن معقل تابعي وهو مرسل اهـ ونقل ابن الجوزي في "التحقيق" 1/ 78 عن الإمام أحمد بن حنبل
أنه قال هذا حديث منكر وقال أبو داود السجستاني روي مرفوعًا ولا يصح اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/ 325 والآخران مرسلان أخرج أحدهما أبو داود من طريق عبد الله بن معقل بن مقرن والآخر من طريق سعيد بن منصور من طريق طاووس ورواتهما ثقات، وهو يلزم من يحتج بالمرسل مطلقًا، وكذا من يحتج به إذا اعتضد مطلقًا والشافعي إنما يعتضد عنده إذا كان من رواية كبار التابعين وكان من أرسل إذا سمى لا يسمى إلا ثقة، وذلك مفقود في المرسلين المذكورين على ما هو ظاهر من سنديهما اهـ.
وروي الحفر من حديث أبو مسعود أيضًا كما سيأتي.
وفي الباب عن أبي هريرة وابن مسعود وواثلة بن الأسقع وابن عباس وعبد الله بن معقل ومرسل طاووس.
أولًا حديث أبي هريرة رواه البخاري (220) وأحمد 2/ 282 وابن خزيمة 1 / رقم (297) والبيهقي 2/ 428 كلهم من طريق الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا هريرة قال قام أعرابي فبال في المسجد فتناوله الناس؛ فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم. "دعوه وهريقوا على بوله سجلًا من ماءٍ فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين".
وللحديث طرق أخرى في السنن وغيرها.
ثانيًا حديث عبد الله بن مسعود رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 14 والدارقطني 1/ 131 - 132 وأبو يعلى في "المقصد"(116)
كلهم من طريق أبي بكر بن عياش قال ثنا سمعان بن مالك المالكي عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال جاء أعرابي فبال في المسجد فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكانه فاحتفر؛ فصب عليه دلو من ماء؛ فقال الأعرابي يا رسول الله المرء يحب القوم ولما يعمل عملهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "المرء مع من أحب".
ورواه عن أبي بكر يحيى بن عبد الحميد الحماني عند الطحاوي وأبو هشام الرفاعي عند الدارقطني.
قلت إسناده ضعيف؛ لأن فيه سمعان بن مالك المالكي قال أبو زرعة ليس بالقوي اهـ. وقال الدارقطني عقب الحديث سمعان مجهول اهـ.
وقال ابن أبي حاتم في "العلل"(36) سمعت أبا زرعة يقول حديث سمعان في بول الأعرابي في المسجد عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "احفروا موضعه" قال هذا حديث ليس بقوي اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 50 قال ابن أبي حاتم في "العلل" عن أبي زرعة هو حديث منكر وكذا قال أحمد وقال أبو حاتم لا أصل له اهـ. ونقل آخره أيضًا ابن الجوزي في "التحقيق" 1/ 78 وأعله بأبي هشام الرفاعي فقال قال البخاري. رأيتهم مجمعين على ضعفه اهـ.
قلت أخرج له مسلم وضعفه ابن نمير وأبو حاتم والنسائي وغيرهم.
والحديث ضعفه البيهقي 2/ 428 فقال ليس بصحيح اهـ.
ونقل الحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/ 325 عن الإمام أحمد تضعيفه.
وضعفه أيضًا الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 286.
وسئل الدارقطني في "العلل" 5 / رقم (727) عن هذا الحديث فقال. يرويه أبو بكر بن عياش، واختلف عنه؛ فرواه يوسف الصفار وأبو كريب وحسين بن عبد الأول عن أبي بكر بن عياش عن سمعان المالكي، وقال أبو بكر بن أبي شيبة ويحيى الحماني وسليمان بن داود الهاشمي وأبو هشام الرفاعي عن أبي بكر عن سمعان بن مالك، وقال أحمد بن محمد بن أيوب عن أبي بكر عن المعلى بن سمعان الأسدي، وقال أحمد بن يونس عن أبي بكر عن المعلى المالكي ويقال إن الصواب لمعلى بن سمعان، والله أعلم، وقال أبو هشام الرفاعي في لفظه "فأمر بمكانه فحفر" وليست بمحفوظ عن أبي بكر بن عياش وقد رويت هذه الزيادة عن يحيى بن سعيد عن أنس. اهـ. كما سبق بيانه.
ثالثًا حديث واثلة بن الأسقع رواه ابن ماجه (530) والطبراني في "الكبير" 22 / رقم (192) كلاهما من طريق عبيد الله بن أبي حميد ثنا أبو المليح عن واثلة بن الأسقع قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم ارحمني ومحمدًا ولا تشرك في رحمتك إيانا أحدًا فقال "لقد حظرت واسعًا، ويحك أو ويلك؟ " قال فشج
يبول. فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعوه" ثم دعا بسجل من ماء فصب عليه.
قلت: إسناده ضعيف جدًّا؛ لأن فيه عبيد الله بن أبي حميد الهذلي أبو الخطاب البصري ضعيف وقد ترك حديثه.
قال أحمد ترك الناس حديثه. اهـ.
وقال أبو موسى. ما سمعت ابن مهدي ولا يحيى يحدثان عنه ضعيف الحديث اهـ.
وقال ابن معين ضعيف الحديث اهـ.
وقال البخاري منكر الحديث.
وقال في موضع آخر: يروي عن أبي المليح عجائب اهـ.
ونقل الترمذي عنه أنه قال ضعيف ذاهب الحديث لا أروي عنه شيئًا اهـ.
وقال أبو حاتم منكر الحديث ضعيف الحديث اهـ.
وقال النسائي ليس بثقة اهـ. وقال في موضح آخر متروك اهـ.
وقال أبو داود والدارقطني ضعيف اهـ. وبه أعله الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 50 فقال رواه أحمد والطبراني وفيه عبيد الله بن أبي حميد الهذلي وهو منكر الحديث قاله البخاري وأبو حاتم اهـ.
وروي الحديث من وجه آخر عن واثلة ولا يصح؛ ففي "سؤالات البرذعي لأبي زرعة" كما في كتاب "الضعفاء والكذابين" مع كتاب
"أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة" 2/ 378 - 379 قال البرذعي.
قلت عمران بن نوح قال ليس بذاك حدث عن عمران القطان عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة: أن أعرابيًّا بال في المسجد قال أبو زرعة. أراه عندي عبيد الله بن أبي حميد، هذا حديث عبيد الله بن أبي حميد اهـ.
رابعًا حديث ابن عباس رواه أبو يعلى 4 / رقم (2557) والبزار كما في "كشف الأستار"(409) وفي "مختصر زوائده" لابن حجر (265) والطبراني في "الكبير" 11 / رقم (11552) كلهم من طريق إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس قال أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم أعرابيٌّ فبايعه في المسجد ثم انصرف فقام ففحج ثم بال؛ فهم الناس به؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم. "لا تقطعوا على الرجل بوله" ثم قال. "ألست بمسلم؟ " قال بلى، قال. "ما حملك على أن بلت في مسجدنا؟ " قال والذي بعثك بالحق ما ظننته إلا صعيدًا من الصعدات فبلت فيه؛ فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماء فصب على بوله.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 10 رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في "الكبير" ورجاله رجال الصحيح اهـ.
وتعقبه الحافظ ابن حجر في تعليقه على "مختصر زوائد البزار" 1/ 212 فقال لكن أبو أويس ضعيف وإن أخرج له مسلم وحده متابعة اهـ.
قلت: أبو أويس اسمه عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك المدني اختلف فيه قال الإمام أحمد كما في رواية أبي داود ليس به بأس اهـ. وقال ثقة. اهـ.
وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين صالح ولكن حديثه ليس بذاك الجائز اهـ.
وقال معاوية بن صالح عن ابن معين ليس بقوي اهـ.
وقال مرة أبو أويس وابنه ضعيفان اهـ. وقال ابن المديني كان عند أصحابنا ضعيفًا. اهـ.
وقال يعقوب بن شيبة صدوق صالح الحديث وإلى الضعف ما هو اهـ.
وقال البخاري ما روى من أصل كتابه فهو أصح اهـ.
وقال أبو داود صالح الحديث اهـ وقال أبو زرعة صالح صدوق كأنه لين اهـ.
وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به، وليس بالقوي اهـ.
فظاهر حاله أنه لا بأس به في المتابعات والشواهد، وهذا الحديث يشهد له ما سبق، وكذلك ابنه إسماعيل اختلف فيه فقد وثقه الإمام أحمد، وروي عن ابن معين توثيقه وروي عنه أيضًا تضعيفه، وقال أبو حاتم محله الصدق وكان مغفلًا اهـ. وقال النسائي ضعيف اهـ. وقد أخرج له الشيخان لكن لعلهما انتقيا حديثه.
خامسًا حديث عبد الله بن معقل المزني سبق تخريجه في أول هذا الباب.
سادسًا مرسل طاووس رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 14 قال. حدثنا أبو بكرة بكار بن قتيبة قال ثنا إبراهيم بن بشار قال ثنا سفيان بن عيينة عن عمر بن دينار عن طاووس أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بمكانه أن يحفر.
وعزاه الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 49 وفي "الفتح" 1/ 325 لسعيد بن منصور وقال الحافظ ابن حجر رواته ثقات اهـ.
* * *