الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كَانَ إِذا أَرَادَ أَن يَدْعُو على أحد أَو يَدْعُو لأحد قنت بعد الرُّكُوع فَرُبمَا قَالَ إِذا قَالَ سمع الله لمن حَمده اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد اللَّهُمَّ أَنْج الْوَلِيد بن الْوَلِيد وَسَلَمَة بن هِشَام وَعَيَّاش بن أبي ربيعَة اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك على مُضر وَاجْعَلْهَا سِنِين كَسِنِي يُوسُف يجْهر بذلك وَكَانَ يَقُول فِي بعض صلَاته فِي صَلَاة الْفجْر اللَّهُمَّ الْعَن فلَانا وَفُلَانًا لأحياء من الْعَرَب حَتَّى أنزل الله لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء الْآيَة) مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة ومُوسَى بن إِسْمَاعِيل الْمنْقري الْبَصْرِيّ الْمَعْرُوف بالتبوذكي وَإِبْرَاهِيم بن سعد بن إِبْرَاهِيم بن سعد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَابْن شهَاب هُوَ مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ والْحَدِيث من أَفْرَاده وَزَاد ابْن حبَان " وَأصْبح ذَات يَوْم فَلم يدع لَهُم " وروى النَّسَائِيّ من حَدِيث عبد الله بن الْمُبَارك وَعبد الرَّزَّاق بإسنادهما عَن معمر مثل الحَدِيث السَّابِق قَوْله " كَانَ إِذا أَرَادَ أَن يَدْعُو على أحد أَو يَدْعُو لأحد " أَي فِي الصَّلَاة قَوْله " الْوَلِيد بن الْوَلِيد " أَي ابْن الْمُغيرَة وَهُوَ أَخُو خَالِد بن الْوَلِيد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَكَانَ مِمَّن شهد بَدْرًا مَعَ الْمُشْركين وَأسر وأفدى نَفسه ثمَّ أسلم فحبس بِمَكَّة ثمَّ تواعد هُوَ وَسَلَمَة وَعَيَّاش المذكورون وهربوا من الْمُشْركين فَعلم النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - بمخرجهم فَدَعَا لَهُم أخرجه عبد الرَّزَّاق بِسَنَد مُرْسل وَمَات الْوَلِيد فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - قَوْله " وَسَلَمَة بن هِشَام " أَي ابْن الْمُغيرَة وَهُوَ ابْن عَم الَّذِي قبله وَهُوَ أَخُو أبي جهل وَكَانَ من السَّابِقين إِلَى الْإِسْلَام وَاسْتشْهدَ فِي خلَافَة أبي بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بِالشَّام سنة أَربع عشرَة قَوْله " وَعَيَّاش " بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف الْمُشَدّدَة بالشين الْمُعْجَمَة وَأَبوهُ أَبُو ربيعَة اسْمه عَمْرو بن الْمُغيرَة وَهُوَ ابْن عَم الَّذِي قبله وَكَانَ من السَّابِقين إِلَى الْإِسْلَام أَيْضا ثمَّ خدعه أَبُو جهل فَرجع إِلَى مَكَّة فحبس بهَا ثمَّ فر مَعَ رفيقيه الْمَذْكُورين وعاش إِلَى خلَافَة عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فَمَاتَ سنة خمس عشرَة وَقيل قبل ذَلِك قَوْله " وطأتك " الْوَطْأَة كالضغطة لفظا وَمعنى وَقيل هِيَ الأخذة والبأس وَقيل مَعْنَاهُ خذهم أخذا شَدِيدا قَوْله " كَسِنِي يُوسُف " بنُون وَاحِدَة وَهُوَ الْأَصَح وروى " كسنين " بنونين وَهِي لُغَة قلية أَرَادَ سبعا شدادا ذَات قحط وَغَلَاء قَوْله " الْآيَة " بِالنّصب أَي اقْرَأ الْآيَة وَيجوز الرّفْع على تَقْدِير الْآيَة بِتَمَامِهَا وَيجوز النصب أَي خُذ الْآيَة أَو كملها -
10 -
(بابٌ: {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} (آل عمرَان:
153)
أَي: هَذَا بَاب فِي قَوْله تَعَالَى: {وَالرَّسُول يدعوكم} وَفِي بعض النّسخ بَاب قَوْله: {وَالرَّسُول يدعوكم} وَأول الْآيَة. (إِذْ تصعدون وَلَا تلوون على أحد وَالرَّسُول يدعوكم فِي أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على مَا فاتكم وَلَا مَا أَصَابَكُم وَالله خَبِير بِمَا تَعْمَلُونَ) قَوْله: (إِذْ تصعدون) يَعْنِي: أذكر يَا مُحَمَّد حِين تصعدون من الإصعاد، وَهُوَ الذّهاب فِي الأَرْض، وَقَرَأَ الْحسن: تصعدون بِفَتْح التَّاء يَعْنِي فِي الْجَبَل. قَوْله: (وَلَا تلوون على أحد) . أَي: وَالْحَال أَنكُمْ لَا تلوون على أحد من الدهش وَالْخَوْف والرعب، وَقَرَأَ الْحسن: وَلَا تلؤون أَي: لَا تعطفون وَلما نبذ الْمُشْركُونَ على الْمُسلمين يَوْم أحد فهزموهم دخل بَعضهم الْمَدِينَة وَانْطَلق بَعضهم فَوق الْجَبَل إِلَى الصَّخْرَة فَقَامُوا عَلَيْهَا، وَجعل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَدْعُو النَّاس (إِلَى عباد الله إِلَى عباد الله)، وَهُوَ معنى قَوْله:(الرَّسُول يدعوكم فِي أخراكم) يَعْنِي: فِي ساقتكم وجماعتكم الْأُخْرَى وَهِي الْمُتَأَخِّرَة. قَوْله: (فأثابكم) أَي: فجازاكم (غما بغم) أَي: بِسَبَب غم اذقتموه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَيُقَال غما على غم، قَالَ ابْن عَبَّاس: الْغم (الأول) : بِسَبَب الْهَزِيمَة، وَحين قيل: قتل مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم. (وَالثَّانِي) : حِين علاهم الْمُشْركُونَ فَوق الْجَبَل، وَعَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الْغم (الأول) : بِسَبَب الْهَزِيمَة. (وَالثَّانِي) : حِين قيل: قتل مُحَمَّد، عليه السلام، وَكَانَ ذَلِك عِنْدهم أعظم من الْهَزِيمَة. رَوَاهُمَا ابْن مرْدَوَيْه، وروى عمر بن الْخطاب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ نَحْو ذَلِك، وروى ابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة ذَلِك أَيْضا. وَقَالَ السّديّ: الْغم (الأول) : بِسَبَب مَا فاتهم من الْغَنِيمَة وَالْفَتْح. (وَالثَّانِي) : إشراف الْعَدو عَلَيْهِم، وَقَالَ مُجَاهِد وَقَتَادَة: الْغم. (الأول) : سماعهم قتل مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم. (وَالثَّانِي) : مَا أَصَابَهُم من الْقَتْل وَالْجرْح. قَوْله: