الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَصَالح هُوَ ابْن كيسَان: والْحَدِيث قد مر فِي قصَّة يُوسُف فِي آخر: بَاب قَوْله تَعَالَى {لقد كَانَ فِي يُوسُف وَإِخْوَته آيَات للسائلين} (يُوسُف: 7) وَمر الْكَلَام فِيهِ قَوْله: (وَهُوَ يسْأَلهَا) الْوَاو وَفِيه للْحَال أَي: وَعُرْوَة يسْأَل عَائِشَة. قَوْله: (أكذبوا أَو كذبُوا) يَعْنِي: مثقلة أم مُخَفّفَة، قَوْله:(قَالَت عَائِشَة كذبُوا) يَعْنِي بالتثقيل. قَوْله: (ذَلِك) أَي الْكَذِب فِي حق الله تَعَالَى. قَوْله: (أَتبَاع الرُّسُل) وهم الْمُؤْمِنُونَ. فالمظنون تَكْذِيب الْمُؤمنِينَ لَهُم والمتيقن تَكْذِيب الْكفَّار. قَوْله: (معَاذ الله) تعوذت من ظن الرُّسُل أَنهم مكذبون من عِنْد الله، بل ظنهم ذَلِك من قبل المصدقين لَهُم الْمُؤمنِينَ بهم.
4696 -
حدَّثنا أبُو اليَمانِ أخْبرنا شُعَيْبٌ عنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أخْبرني عرْوَةُ فَقُلْتُ لعَلَّها كُذِبُوا مُخَفَّفَةً قالَتْ مَعاذَ الله
هَذَا طَرِيق آخر فِي الحَدِيث أخرجه عَن أبي الْيَمَان الحكم بن نَافِع عَن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ أوردهُ مُخْتَصرا وَقد سافه أَبُو نعيم فِي (مستخرجه) بِتَمَامِهِ، وَلَفظه: عَن عُرْوَة أَنه سُأل عَائِشَة فَذكر نَحْو حَدِيث صَالح بن كيسَان.
13 -
(سورَةُ الرَّعْدِ)
أَي: هَذَا فِي بَيَان تَفْسِير بعض سُورَة الرَّعْد، قيل: إِنَّهَا مَكِّيَّة وَقيل الْمَدِينَة، وَقيل: فِيهَا مكي ومدني، وَهِي ثَلَاثَة آلَاف وَخَمْسمِائة وَسِتَّة أحرف، وَثَمَانمِائَة وَخمْس وَخَمْسُونَ كلمة، وَثَلَاث وَأَرْبَعُونَ آيَة.
بِسْمِ الله الرَّحْمانِ الرحِيمِ
لم تثبت الْبَسْمَلَة إلاّ فِي رِوَايَة أبي ذَر وَحده.
وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {كَباسِطِ كَفّيْهِ مَثَلُ المُشْرِكِ الَّذِي عَبَدَ مَعَ الله إِلَهًا غَيْرَهُ كَمَثَلَ العَطْشَانِ الَّذِي يَنْظُرُ إِلَى خيَالِهِ فِي الماءِ مِنْ بَعِيد وهْوَ يُرِيدُ أنْ يَتَنَاوَلهُ ولَا يَقْدِرُ} (الرَّعْد: 14) .
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وَالَّذين يدعونَ من دونه لَا يستجيبون لَهُم بِشَيْء إلَاّ كباسد كفيه إِلَى المَاء ليبلغ فَاه} الْآيَة قَوْله: (وَالَّذين) أَي: الْمُشْركُونَ الَّذين يدعونَ الْأَصْنَام من دون الله يُرِيدُونَ مِنْهَا دفعا أَو رفعا لَا يستجيبون لَهُم بِشَيْء مِمَّن ذَلِك. قَوْله: (كباسط كفيه) أَي: إلَاّ كباسط كفيه، وَقَالَ ابْن عَبَّاس: فِيهِ مثل الْمُشرك الَّذِي عَبده مَعَ الله إِلَهًا آخر إِلَى آخِره، وَوَصله أَبُو مُحَمَّد عَن أَبِيه: حَدثنَا أَبُو صَالح حَدثنَا مُعَاوِيَة عَن عَليّ عَن ابْن عَبَّاس. قَوْله: (وَلَا يقدر) بالراء فِي رِوَايَة أَلا كثرين، وَرُوِيَ: فَلَا يقدم، بِالْمِيم وَهُوَ تَصْحِيف، وَإِن كَانَ لَهُ وَجه من حَيْثُ الْمَعْنى.
وَقَالَ غيْرُهُ سَخَّرَ ذَلَّلَ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وسخر الشَّمْس وَالْقَمَر كل يجْرِي لأجل مُسَمّى} (الرَّعْد: 2) وَفَسرهُ بقوله: (ذلل) يَعْنِي: ذللهما لمنافع الْخلق ومصالح الْعباد كل يجْرِي أَي: كل وَاحِد إِلَى وَقت مَعْلُوم، وَهُوَ فنَاء الدُّنْيَا وَقيام السَّاعَة.
مُتَجاورَاتٌ مُتَدَانِياتٌ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وَفِي الأَرْض قطع متجاورات} (الرَّعْد: 4) وَفسّر متجاورات بقوله: متدانيات، وَقيل: متقاربات يقرب بَعْضهَا من بعض بالجوار وَيخْتَلف بالتفاضل. فَمِنْهَا عذبة وَمِنْهَا مالحة وَمِنْهَا طيبَة تنْبت مِنْهَا سبخَة لَا تنْبت.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ مُتَجَاوِرَاتٌ طَيِّبُها عَذْبُها وخَبِيثُها السَّباخُ
رُوِيَ هَذَا التَّعْلِيق أَبُو بكر بن الْمُنْذر عَن مُوسَى عَن أبي بكر عَن شَبابَة عَن وَرْقَاء عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد.
المُثَلاتُ واحِدُها مَثُلَةٌ وهْيَ الأشْبَاهُ والأمْثَالُ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وَقد خلت من قبلهم المثلات} (الرَّعْد: 6) أَي: وَقد مَضَت من قبلهم من الْأُمَم الَّتِي عَصَتْ رَبهَا، وكذبت رسلها بالعقوبات، والمثلات وَاحِدهَا مثلَة، بِفَتْح الْمِيم وَضم الثَّاء مثل صَدَقَة وصدقات، وَفسّر المثلات بقوله:(وَهِي الْأَشْبَاه والأمثال) وَرُوِيَ الطَّبَرِيّ من طَرِيق ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد فِي قَوْله: (المثلات) قَالَ: الْأَمْثَال: وَمن طَرِيق معمر عَن قَتَادَة قَالَ: المثلات الْعُقُوبَات، وَمن طَرِيق زيد بن أسلم قَالَ: المثلات مَا مثل الله بِهِ من الْأُمَم من الْعَذَاب، وَسكن يحيى بن وثاب الثَّاء فِي قِرَاءَته وَضم الْمِيم، وَقَرَأَ طَلْحَة بن مصرف بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الثَّاء، وَقَرَأَ الْأَعْمَش بفتحهما وَفِي رِوَايَة عَن أبي بكر ابْن عَيَّاش ضمهما، وَبِه قَرَأَ عِيسَى بن عمر.
بمِقْدَارٍ بِقَدَرٍ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وكل شَيْء عِنْده بِمِقْدَار} (الرَّعْد: 8) وَفَسرهُ بقوله: (بِقدر) والمقدار على وزن: مفعال مَعْنَاهُ: بِحَدّ لَا يُجَاوِزهُ وَلَا ينقص عَنهُ، وَعَن ابْن عَبَّاس: مِقْدَار كل شَيْء مِمَّا يكون قبل أَن يكون وَكلما هُوَ كَائِن إِلَى يَوْم الْقِيَامَة.
مُعَقِّباتٌ مَلَائِكَةٌ حَفَظَةٌ تُعَقِّبُ الأُولى مِنْها الأُخْرَى ومِنْهُ قِيلَ العَقِيبُ يُقالُ عَقَّبْتُ فِي إثْرِهِ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {لَهُ مُعَقِّبَات من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه يَحْفَظُونَهُ من أَمر الله} (الرَّعْد: 11) وَفِي رِوَايَة أبي ذَر، يُقَال: مُعَقِّبَات فَسرهَا بقوله: مَلَائِكَة حفظَة يتعاقبون بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار، فَإِذا صعدت مَلَائِكَة النَّهَار عقبتها مَلَائِكَة اللَّيْل، والتعقيب الْعود بِعْ البدء قَوْله:(لَهُ المعقبات) أَي: لله تَعَالَى مُعَقِّبَات، وَعَن ابْن عَبَّاس: لَهُ مُعَقِّبَات يَعْنِي لمُحَمد من الرَّحْمَن حرس من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه يَحْفَظُونَهُ. يَعْنِي: من شَرّ الْإِنْس وَالْجِنّ وَمن شَرّ طوارق اللَّيْل وَالنَّهَار، وَقيل الضَّمِير فِي لَهُ، يرجع إِلَى الْإِنْسَان، والمعقبات جمع معقبة، والمعقبة جمع معقب، فالمعقبات جمع الْجمع كَمَا قيل: ابناوات سعد ورجالات بكر، قَالَه الثَّعْلَبِيّ، وَقيل: المعقبات الخدم والحرس حول السُّلْطَان، وَقيل: مَا يتعقب من أوَامِر الله وقضاياه. قَوْله: (يَحْفَظُونَهُ) أَي: يحفظون المستخفي بِاللَّيْلِ والسارب بِالنَّهَارِ قَوْله: (من أَمر الله) أَي: يَحْفَظُونَهُ بِأَمْر الله من أَمر الله فَإِذا جَاءَ الْقدر خلوا عَنهُ وَعَن ابْن عَبَّاس يَحْفَظُونَهُ من أَمر الله مَا لم يَجِيء الْقدر قَوْله: (وَمِنْه) قيل: العقيب، أَي، وَمن أصل مُعَقِّبَات يُقَال: العقيب، وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي فِي عقب الشَّيْء، وَفِي بعض النّسخ، وَمِنْه الْعقب، بِلَا يَاء بِمَعْنَاهُ، وعقب الرجل نَسْله. قَوْله:(يُقَال: عقب فِي إثره) بتَشْديد الْقَاف فِي ضبط الدمياطي بِخَطِّهِ، وَقَالَ ابْن التِّين: هُوَ بِفَتْح الْقَاف وتخفيفها، قَالَ: وَضَبطه بَعضهم بتشديدها، وَفِي بعض النّسخ بِكَسْرِهَا، وَلَا وَجه لَهُ إلَاّ أَن يكون لُغَة.
المِحالُ العُقُوبَةُ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وهم يجادلون فِي الله وَهُوَ شَدِيد الْمحَال} (الرَّعْد: 13) وَفَسرهُ بقوله: الْعقُوبَة، وَعَن عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: شَدِيد الْأَخْذ، وَعَن مُجَاهِد، شَدِيد الْقُوَّة، وَعَن الْحسن: شَدِيد المماحلة والمماكرة والمغالبة، وَعَن مُجَاهِد فِي رِوَايَة: شَدِيد انتقام.
كبَاسطِ كَفَّيْهِ إِلَى الماءِ ليَقْبِضَ عَلَى المَاء
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {لَا يستجيبون لَهُم بِشَيْء إِلَّا كباسط كفيه إِلَى المَاء ليبلغ فَاه وَمَا هُوَ بالغه} (الرَّعْد: 14) قَوْله: (لَا يستجيبون)، يَعْنِي: الَّذين يشركُونَ وَيدعونَ الْأَصْنَام من دون الله لَا يستجيبون لَهُم بِشَيْء إلَاّ كباسط كفيه أَي: إلَاّ كَمَا ينفع باسط كفيه إِلَى المَاء من الْعَطش ليقبضه حَتَّى يُؤَدِّيه إِلَى فَمه فَلَا يتم لَهُ ذَلِك وَلَا يجمعه، وَعَن عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، يَعْنِي: كَالرّجلِ العطشان الْجَالِس على شَفير المَاء ويمد يَدَيْهِ إِلَى الْبِئْر فَلَا يبلغ قعرها فَلَا يبلغ إِلَى المَاء وَالْمَاء لَا ينزو وَلَا يرْتَفع إِلَى يَده، كَذَلِك لَا يَنْفَعهُمْ مَا كَانُوا يدعونَ من دون الله عز وجل. وَالْعرب تضرب لمن سعى فِيمَا لَا يُدْرِكهُ طلب مَا لَا يجده مثلا بالقابض على المَاء، لِأَن الْقَابِض على المَاء لَا يحصل شَيْء فِي يَده.
رَابِيا مِنْ رَبا يَرْبُو
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله عز وجل: {أنزل من السَّمَاء مَاء فسالت أَوديَة بِقَدرِهَا فَاحْتمل السَّيْل زبدا رابيا} (الرَّعْد: 17) وَأَشَارَ بقوله: (رابيا) إِلَى أَن
اشتقاق رابيا: من رَبًّا يَرْبُو من بَاب فعل يفعل أَي: انتفخ. قَالَه أَبُو عُبَيْدَة، وَفِي التَّفْسِير: رابيا عَالِيا مرتفعا فَوق المَاء.
أوْ مَتاعٍ زَبَدٌ والمَتاعُ مَا تَمَتَّعْتَ بِهِ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وَمِمَّا توقدون عَلَيْهِ فِي النَّار ابْتِغَاء حلية أَو مَتَاع زبد مثله} (الرَّعْد: 17) وَفسّر بقوله: (وَالْمَتَاع مَا تمتعت بِهِ) قَوْله: (ابْتِغَاء حلية) أَي: لأجل ابْتِغَاء أَي طلب حلية، أَي: زِينَة أَو مَتَاع، وأردبه جَوَاهِر الأَرْض من الذَّهَب وَالْفِضَّة وَالْحَدِيد والصفر والنحاس والرصاص يذاب فتتخذ مِنْهُ الْأَشْيَاء مِمَّا ينْتَفع بِهِ من الْحلِيّ والأواني وَغَيرهمَا. قَوْله:(زبد مثله) أَي: لَهُ زبد إِذا أذيب مثل الْحق والزبد الَّذِي لَا يبْقى وَلَا ينْتَفع بِهِ مثل الْبَاطِل.
جُفاءً أجْفأتِ القِدْرُ إذَا غَلَتْ فَعَلَاها الزَّبَدُ ثُمَّ تَسْكُنْ فَيَذْهَبُ الزَّبَدُ بِلَا مَنْفَعَةٍ فَكَذَلِكَ يُمَيَّزُ الحَقُّ مِنَ الباطِلِ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {فَأَما الزّبد فَيذْهب جفَاء} وفشر الْجفَاء بقوله: (أجفأت الْقدر) إِلَى آخِره، وَقَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: يُقَال: أجفأت الْقدر، وَذَلِكَ إِذا غلت وانصب زبدها، فَإِذا سكنت لم يبقَ مِنْهُ شيءٍ، وَنقل الطَّبَرِيّ عَن بعض أهل اللُّغَة أَن معنى قَوْله:(فَيذْهب جفَاء) تنشفه الأَرْض، يُقَال: جفأ الْوَادي وأجفأ بِمَعْنى نشف قَوْله: (فَكَذَلِك يُمَيّز الْحق من الْبَاطِل) فِي الْحَقِيقَة إِشَارَة إِلَى قَوْله تَعَالَى فِي أثْنَاء الْآيَات الْمَذْكُورَة كَذَلِك يضْرب الله الْحق وَالْبَاطِل. وأوضح ذَلِك بقوله: (فَأَما الزّبد فَيذْهب جفَاء وَأما مَا ينفع النَّاس فيمكث فِي الأَرْض) وَمعنى قَول البُخَارِيّ: فَكَذَلِك، أَي: فَكَمَا ميز الله الزّبد الَّذِي يبْقى من الَّذِي لَا يبْقى وَلَا ينْتَفع بِهِ، ميز الْحق الَّذِي يبْقى وَيسْتَمر من الْبَاطِل الَّذِي لَا أصل لَهُ وَلَا يبْقى.
المِهادُ الفِرَاشُ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {ومأواهم جَهَنَّم وَبئسَ المهاد} (الرَّعْد: 18) وَفَسرهُ بقوله: (الْفراش) وَلم يثبت هَذَا إلَاّ فِي غير رِوَايَة أبي ذَر.
يَدْرَؤُنَ يدْفَعُونَ دَرَأْتُهُ عَنِّي دَفَعْتُهُ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {ويدرؤن بِالْحَسَنَة السَّيئَة أُولَئِكَ لَهُم عَقبي الدَّار} (الرَّعْد: 22) وَفسّر قَوْله: (يدرؤن) بقوله (يدْفَعُونَ) يُقَال: درأت فلَانا إِذا دَفعته من الدَّار موهو الدّفع.
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ أيْ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَليْكُمْ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {سَلام عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنعم عُقبى الدَّار} (الرَّعْد: 24) وَقد رهنا محذوفا، وَهُوَ: يَقُولُونَ، وَفِي التَّفْسِير: تدخل الْمَلَائِكَة على أهل الْجنَّة فيسلمون عَلَيْهِم بِمَا صَبَرُوا على الْفقر فِي الدُّنْيَا، وَقيل: على الْجِهَاد، وَقيل: على مُلَازمَة الطَّاعَة ومفارقة الْمعْصِيَة، وَقيل: على تَركهم الشَّهَوَات.
وإلَيْهِ مَتابِ تَوْبَتي
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {لَا إِلَه إلاّ هُوَ عَلَيْهِ توكلت وَإِلَيْهِ متاب} (الرَّعْد: 30) وَفِي التَّفْسِير: وَإِلَيْهِ رجوعي، والمتاب مصدر ميمي، يُقَال: تَابَ الله تَوْبَة ومتابا، والتوبه الرُّجُوع من الذَّنب.
أفَلمْ يَيْأسْ فَلَمْ يَتَبَيَّنْ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {أفلم ييأس الَّذين آمنُوا إِن لَو يَشَاء الله لهدى النَّاس جَمِيعًا} (الرَّعْد: 31) وَفسّر: (أفلم ييأس) بقوله: (فَلم يتَبَيَّن) وَعَن ابْن عَبَّاس: أفلم يعلم قَالَ الْكَلْبِيّ: ييأس يعلم فِي لُغَة النخع. وَهُوَ قَول مُجَاهِد وَالْحسن وَقَتَادَة والطبري عَن الْقَاسِم بن معن أَنه كَانَ يَقُول: إِنَّهَا لُغَة هوزان، تَقول: يئست كَذَا أَي: عَلمته.
قارِعَةٌ دَاهِيةٌ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وَلَا يزَال الَّذين كفرُوا تصيبهم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَة} (الرَّعْد: 31) أَي: داهية مهلكة، قَالَه أَبُو عُبَيْدَة.