الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِن لَهُ صُحْبَة وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ إلَاّ هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد، وَسَهل بن حنيف بن واهب الْأنْصَارِيّ البدري.
والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي الزَّكَاة عَن أبي بكر بن أبي شيبَة وَغَيره. وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي فَضَائِل الْقُرْآن عَن مُحَمَّد بن آدم.
قَوْله: وأهوى بِيَدِهِ أَي: مدها جِهَة الْعرَاق. قَوْله: يخرج مِنْهُ قوم هَؤُلَاءِ الْقَوْم خَرجُوا من نجد مَوضِع التميمين. قَوْله: مروق السهْم أَي: كمروق السهْم.
8 -
(بابُ قَوْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتانِ دَعْوَتُهُما واحِدَةٌ))
أَي: هَذَا بَاب فِي ذكر قَول النَّبِي وترجمه بِلَفْظ الْخَبَر. قَوْله: فئتان أَي: جماعتان هما فِئَة عَليّ بن أبي طَالب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَفِئَة مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان. قَوْله: دعوتهما ويروى: دعواهما، وَالْمرَاد بِالدَّعْوَى الْإِسْلَام على القَوْل الرَّاجِح، وَقيل: المُرَاد اعْتِقَاد كل مِنْهُمَا أَنه على الْحق وَصَاحبه على الْبَاطِل بِحَسب اجتهادهما. وَفِيه معْجزَة للنَّبِي وَقَالَ الدَّاودِيّ: هَاتَانِ الفئتان هما إِن شَاءَ الله أَصْحَاب الْجمل زعم عَليّ بن أبي طَالب أَن طَلْحَة وَالزُّبَيْر بايعاه فَتعلق بذلك، وَزعم طَلْحَة وَالزُّبَيْر أَن الأشتر النَّخعِيّ أكرههما على الْمَشْي إِلَى عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَقد جَاءَ فِي الْكتاب وَالسّنة الْأَمر بِقِتَال الفئة الباغية إِذا تبين بغيها، وَقَالَ الله تَعَالَى:{وَإِن طَائِفَتَانِ من الْمُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا فأصلحوا بَينهمَا فَإِن بَغت إِحْدَاهَا على الْأُخْرَى فَقَاتلُوا الَّتِي تبغي حَتَّى تفىء إِلَى أَمر الله فَإِن فآءت فأصلحوا بَينهمَا بِالْعَدْلِ وأقسطوا إِن الله يحب المقسطين} .
6935 -
حدّثنا عَلِيٌّ، حدّثنا سُفْيانُ، حدّثنا أبُو الزِّنادِ، عنِ الأعْرَجِ، عنِ أبي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتانِ دَعْوَاهُما واحِدَة.
التَّرْجَمَة عين الحَدِيث كَمَا ذكرنَا غير أَن فِيهَا: طَائِفَتَانِ، فِي بعض النّسخ وَفِي الحَدِيث: فئتان. أخرجه عَن عَليّ بن عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد بالزاي وَالنُّون عبد الله بن ذكْوَان عَن عبد الرحمان بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة. والْحَدِيث بِهَذَا السَّنَد من أَفْرَاده.
9 -
(بابُ مَا جاءَ فِي المُتأوِّلِينَ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان مَا جَاءَ من الْأَخْبَار فِي حق المتأولين وَلَا خلاف بَين الْعلمَاء أَن كل متأول مَعْذُور بتأويله غير ملوم فِيهِ إِذا كَانَ تَأْوِيله ذَلِك سائغاً فِي لِسَان الْعَرَب، أَو كَانَ لَهُ وَجه فِي الْعلم، أَلا يرى أَنه لم يعنف عمر بن الْخطاب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فِي تلببه بردائه، على مَا يَجِيء الْآن فِي حَدِيثه، وعذره فِي ذَلِك لصِحَّة مُرَاد عمر واجتهاده، وَكَذَلِكَ يَجِيء فِي بَقِيَّة أَحَادِيث الْبَاب.
6936 -
قَالَ أبُو عَبْدِ الله: وَقَالَ اللَّيْثُ: حدّثني يُونُسُ عنِ ابنِ شهابٍ أَخْبرنِي عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْر: أنَّ المسْوَرَ بنَ مَخْرَمَةَ وعَبْدَ الرَّحْمانِ بنَ عَبدٍ القاريَّ أخْبَرَاهُ أنَّهُما سَمِعَا عُمَر بنَ الخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشامَ بنَ حَكِيمٍ يَقْرَأ سُورَةَ الفُرْقانِ فِي حَياةِ رسولِ الله فاسْتَمْعْتُ لِقِرَاءَتِهِ فإذَا هُوَ يَقْرؤوها عَلى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ، لمْ يُقْرِئْنِيها رسولُ الله كَذَلِكَ فَكِدْتُ أُساورُهُ فِي الصلاةِ، فانْتَظَرْتُهُ حتَّى سَلّمَ ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرَدائِهِ أوْ بِرِدَائِي فَقُلْتُ: مَنْ أقْرأكَ هَذِهِ السُّورَةَ؟ قَالَ: أقْرَأنِيها رسولُ الله قُلْتُ لَهُ كَذْبتَ فَوَالله إنَّ رسولَ الله أقْرَأني هاذِهِ السُّورَةَ الَّتي سَمِعْتُكَ تَقْرَؤوها، فانْطلَقْتُ أقُودُهُ إِلَى رسولِ الله فَقلْتُ يَا رسولَ الله إنّي سَمِعْتُ هاذَا يَقْرَأُ بِسُورَةِ الفُرْقانِ عَلى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنيها، وأنْتَ أقْرَأْتَني
سُورَةَ الفُرْقانِ. فَقَالَ رسولُ الله أرْسِلُهُ يَا عُمَرُ اقْرَأْ يَا هِشامُ فَقَرأ عَلَيْه القِراءَةَ الّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُها قَالَ رسولُ الله هاكَذَا أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ رسولُ الله اقْرَأْ يَا عُمَرُ فَقَرَأْتُ فَقَالَ: هاكَذا أُنْزِلَتْ، ثُمَّ قَالَ: إنَّ هاذا القُرْآنَ أُنْزِلَ عَلى سَبْعَةِ أحْرُفٍ فاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ
مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِن النَّبِي لم يُؤَاخذ عمر بتكذيبه هشاماً وَلَا بِكَوْنِهِ لببه بردائه وَأَرَادَ الْإِيقَاع بِهِ، بل صدق هشاماً فِي نَقله وَعذر عمر فِي إِنْكَاره.
وَأَبُو عبد الله هُوَ البُخَارِيّ نَفسه وَلَيْسَ هَذَا فِي كثير من النّسخ بل قَالَ بعد التَّرْجَمَة: وَقَالَ اللَّيْث هَذَا تَعْلِيق مِنْهُ.
وَمضى هَذَا الحَدِيث فِي الْأَشْخَاص فِي: بَاب كَلَام الْخُصُوم بَعضهم فِي بعض، أخرجه عَن عبد الله بن يُوسُف عَن ملك عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة بن الزبير عَن عبد الرحمان بن عبد الْقَارِي أَنه قَالَ: سَمِعت عمر بن الْخطاب
…
الخ. وَلَيْسَ فِيهِ ذكر الْمسور بن مخرمَة. وَمضى الْكَلَام فِيهِ.
وَوصل هَذَا التَّعْلِيق الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن عبد الله بن صَالح كَاتب اللَّيْث عَنهُ وَيُونُس شيخ اللَّيْث فِيهِ هُوَ ابْن يزِيد وَقد تقدم فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَغَيره من رِوَايَة اللَّيْث أَيْضا مَوْصُولا لَكِن عَن عقيل لَا عَن يُونُس، وَقَالَ بَعضهم، وهم مغلطاي وَمن تبعه، فِي أَن البُخَارِيّ رَوَاهُ عَن سعيد بن عفير عَن اللَّيْث عَن يُونُس. قلت: أَرَادَ بقوله: وَمن تبعه صَاحب التَّوْضِيح وَهُوَ شَيْخه، وَقد أدمج ذكره هُنَا.
قَوْله: أساوره بِالسِّين الْمُهْملَة أَي: أواثبه وأحمل عَلَيْهِ. وَأَصله من السُّورَة وَهُوَ الْبَطْش. قَوْله: ثمَّ لببته من التلبيب وَهُوَ جمع الثِّيَاب عِنْد الصَّدْر فِي الْخُصُومَة وَالْجد. قَوْله: أَو بردائي شكّ من الرَّاوِي. قَوْله: على سَبْعَة أحرف أَي: على سَبْعَة لُغَات هِيَ أفْصح اللُّغَات. وَقيل: الْحَرْف الْإِعْرَاب، يُقَال: فلَان يقْرَأ بِحرف عَاصِم أَي بِالْوَجْهِ الَّذِي اخْتَارَهُ من الْإِعْرَاب، وَقيل: توسعة وتسهيلاً لم يقْصد بِهِ الْحصْر، وَفِي الْجُمْلَة قَالُوا: هَذِه الْقرَاءَات السَّبع لَيْسَ كل وَاحِدَة مِنْهَا وَاحِدَة من تِلْكَ السَّبع، بل يحْتَمل أَن تكون كلهَا وَاحِدَة من اللُّغَات السَّبْعَة.
6937 -
حدّثنا إسْحَاقُ بنُ إبْراهِيمَ، أخبرنَا وَكِيعٌ. ح وحدّثنا يَحْياى، حدّثنا وَكِيعٌ عنِ الأعْمَشِ، عنْ إبْراهِيمَ، عنْ عَلْقَمَةَ، عنْ عَبْدِ الله، رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هاذِهِ الآيَةُ: {الَّذين ءامنوا وَلم يلبسوا إِيمَانهم بظُلْم أُولَئِكَ لَهُم الْأَمْن وهم مهتدون} شقَّ ذالِكَ عَلى أصْحاب النبيِّ وقالُوا: أيُّنا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ؟ فَقَالَ رسولُ الله لَيْسَ كَمَا تَظُنُّونَ إنَّما هُوَ كَمَا قالَ لُقْمانُ لابْنِهِ: {وَإِذ قَالَ لُقْمَان لِابْنِهِ وَهُوَ يعظه يابنى لَا تشرك بِاللَّه إِن الشّرك لظلم عَظِيم}
مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِنَّه لم يُؤَاخذ الصَّحَابَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم بحملهم الظُّلم فِي الْآيَة على عُمُومه حَتَّى يتَنَاوَل كل مَعْصِيّة، بل عذرهمْ لِأَنَّهُ ظَاهر فِي التَّأْوِيل، ثمَّ بَين لَهُم المُرَاد بقوله: لَيْسَ كَمَا تظنون الخ.
وَأخرجه من طَرِيقين أَحدهمَا: عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف بِابْن رَاهَوَيْه عَن وَكِيع بن الْجراح عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش. وَالْآخر: عَن يحيى بن مُوسَى بن عبد ربه يُقَال لَهُ: خت، وَهُوَ من أَفْرَاده عَن وَكِيع عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن عَلْقَمَة بن قيس.
والإسناد كلهم كوفيون. وَمضى الحَدِيث فِي أول كتاب اسْتِتَابَة الْمُرْتَدين.
6938 -
حدّثنا عَبْدانُ، أخبرنَا عبْدُ الله، أخبرنَا مَعْمَر، عنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبرنِي مَحْمُودُ بنُ الرَّبِيعِ قَالَ: سَمِعْتُ عِتْبانَ بنَ مالِكٍ يَقُولُ: غَدا عَلَيَّ رسولُ الله فَقَالَ رجُلٌ: أيْنَ مالِكُ بن
الدُّخْشُنِ؟ فَقَالَ رجُل مِنَّا: ذَاكَ مُنافِقٌ لَا يحِبُّ الله ورسولَهُ، فقالَ النَّبيُّ لَا تَقُولُوهُ، يَقُولُ: لَا إلاهَ إلاّ الله يَبْتَغِي بِذالِكَ وَجْهَ الله تَعَالَى؟ قَالَ: بلَى قَالَ: فإنَّهُ لَا يُوافِيَ عَبْدٌ يَوْمَ القِيامَةِ بِه إلاّ حَرَّمَ الله عَلَيْهِ النَّارَ
مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِنَّه لم يُؤَاخذ الْقَائِلين فِي حق مَالك بن الدخشن بِمَا قَالُوا، بل بيّن لَهُم أَن إِجْرَاء أَحْكَام الْإِسْلَام على الظَّاهِر دون الْبَاطِن.
وَأخرجه عَن عَبْدَانِ وَهُوَ لقب عبد الله بن عُثْمَان الْمروزِي يروي عَن عبد الله بن الْمُبَارك الْمروزِي
…
الخ، والْحَدِيث مضى فِي الصَّلَاة فِي: بَاب الْمَسَاجِد فِي الْبيُوت، وَمضى الْكَلَام فِيهِ.
قَوْله: الدخشن بِضَم الدَّال الْمُهْملَة وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَضم الشين الْمُعْجَمَة ثمَّ نون، وَجَاء الدخشم أَيْضا بِالْمِيم مَوضِع النُّون، وَقد يصغر. قَوْله: ذَاك مُنَافِق ويروى: ذَلِك مُنَافِق. قَوْله: لَا تقولوه بِصِيغَة النَّهْي كَذَا فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي والسرخسي وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: أَلا تقولوه، وَقَالَ ابْن التِّين: جَاءَت الرِّوَايَة كَذَا وَالصَّوَاب: تقولونه، أَي: تظنونه. قلت: حذف النُّون من الْجمع بِلَا ناصب وَلَا جازم لُغَة فصيحة وَيحْتَمل أَن يكون خطابا للْوَاحِد، وَحدثت الْوَاو من إشباع الضمة، وَقَالَ بَعضهم: وَتَفْسِير القَوْل بِالظَّنِّ فِيهِ نظر وَالَّذِي يظْهر أَنه بِمَعْنى الرُّؤْيَة أَو السماع. انْتهى. قلت: القَوْل بِمَعْنى الظَّن كثير، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:
(أما الرحيل فدون بعد غَد
…
فَمَتَى تَقول الدَّار تجمعنا)
يَعْنِي: مَتى تظن الدَّار تجمعنا؟ وَالْبَيْت لعمر بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي. وَنقل صَاحب التَّوْضِيح عَن ابْن بطال: أَن القَوْل بِمَعْنى الظَّن كثير بِشَرْط كَونه فِي الْمُخَاطب، وَكَونه مُسْتَقْبلا، ثمَّ أنْشد الْبَيْت الْمَذْكُور مُضَافا إِلَى سِيبَوَيْهٍ. قَوْله: لَا يوافي ويروى: لن يوافي، أَي: لَا يَأْتِي أحد بِهَذَا القَوْل إلَاّ حرم الله عَلَيْهِ النَّار
21 -
(حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل حَدثنَا أَبُو عوَانَة عَن حُصَيْن عَن فلَان قَالَ تنَازع أَبُو عبد الرَّحْمَن وحبان بن عَطِيَّة فَقَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن لحبان لقد علمت مَا الَّذِي جرأ صَاحبك على الدِّمَاء يَعْنِي عليا قَالَ مَا هُوَ لَا أَبَا لَك قَالَ شَيْء سمعته يَقُوله قَالَ مَا هُوَ قَالَ بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - وَالزُّبَيْر وَأَبا مرْثَد وكلنَا فَارس قَالَ انْطَلقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَة حَاج قَالَ أَبُو سَلمَة هَكَذَا قَالَ أَبُو عوَانَة حَاج فَإِن فِيهَا امْرَأَة مَعهَا صحيفَة من حَاطِب بن أبي بلتعة إِلَى الْمُشْركين فاتوني بهَا فَانْطَلَقْنَا على أفراسنا حَتَّى أدركناها حَيْثُ قَالَ لنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - تسير على بعير لَهَا وَكَانَ كتب إِلَى أهل مَكَّة بمسير رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - إِلَيْهِم فَقُلْنَا أَيْن الْكتاب الَّذِي مَعَك قَالَت مَا معي كتاب فأنخنا بهَا بَعِيرهَا فابتغينا فِي رَحلهَا فَمَا وجدنَا شَيْئا فَقَالَ صَاحِبَايَ مَا نرى مَعهَا كتابا قَالَ فَقلت لقد علمنَا مَا كذب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - ثمَّ حلف عَليّ وَالَّذِي يحلف بِهِ لتخْرجن الْكتاب أَو لأجردنك فأهوت إِلَى حجزَتهَا وَهِي محتجزة بكساء فأخرجت الصَّحِيفَة فَأتوا بهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله قد خَان الله رَسُوله وَالْمُؤمنِينَ دَعْنِي فَأَضْرب عُنُقه فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - يَا حَاطِب مَا حملك على مَا صنعت قَالَ يَا رَسُول الله مَا لي أَن لَا أكون مُؤمنا بِاللَّه وَرَسُوله وَلَكِنِّي أردْت أَن يكون لي عِنْد الْقَوْم يَد يدْفع بهَا عَن أَهلِي وَمَا لي وَلَيْسَ من أَصْحَابك أحد إِلَّا لَهُ هُنَالك من قومه من يدْفع الله
بِهِ عَن أَهله وَمَاله قَالَ صدق لَا تَقولُوا لَهُ إِلَّا خيرا قَالَ فَعَاد فعمر فَقَالَ يَا رَسُول الله قد خَان الله وَرَسُوله وَالْمُؤمنِينَ دَعْنِي فلأضرب عُنُقه قَالَ أَو لَيْسَ من أهل بدر وَمَا يدْريك لَعَلَّ الله اطلع عَلَيْهِم فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فقد أوجبت لَهُ الْجنَّة فاغرورقت عَيناهُ فَقَالَ الله وَرَسُوله أعلم) مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - عذره فِي تَأْوِيله وَشهد بصدقه وَأخرجه عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَن أبي عوَانَة الوضاح الْيَشْكُرِي عَن حُصَيْن بِضَم الْخَاء وَفتح الصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ ابْن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ عَن فلَان قَالَ الْكرْمَانِي هُوَ سعد بن عُبَيْدَة بِضَم الْعين الْمُهْملَة مُصَغرًا أَبُو حَمْزَة بِالْحَاء الْمُهْملَة وبالزاي ختن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ انْتهى قلت وَقع فلَان هُنَا مُبْهما وَسمي فِي رِوَايَة هِشَام فِي الْجِهَاد وَعبد الله بن إِدْرِيس فِي الاسْتِئْذَان سعد بن عُبَيْدَة وَكَانَ الْكرْمَانِي مَا اطلع عَلَيْهِ ذاهلا حَتَّى قَالَ قيل سعد بن عُبَيْدَة وَسعد تَابِعِيّ روى عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة مِنْهُم ابْن عمر والبراء رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَوْله " تنَازع أَبُو عبد الرَّحْمَن " هُوَ السّلمِيّ الْمَذْكُور وَصرح بِهِ فِي رِوَايَة عَفَّان قَوْله " وحبان " بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة وَحكى أَبُو عَليّ الجياني أَن بعض رُوَاة أبي ذَر ضَبطه بِفَتْح أَوله قَالَ بَعضهم وَهُوَ وهم قلت حكى الْمزي أَن ابْن مَاكُولَا ذكره بِالْكَسْرِ وَأَن ابْن الفرضي ضَبطه بِالْفَتْح وَكَذَا ذكره فِي الْمطَالع قَوْله " لقد علمت مَا الَّذِي " كَذَا فِي رِوَايَة الْكشميهني وَكَذَا فِي أَكثر الطّرق وَفِي رِوَايَة الْحَمَوِيّ وَالْمُسْتَمْلِي من الَّذِي ويروى لقد علمت الَّذِي بِدُونِ مَا وَمن وَوَقع فِي الْجِهَاد فِي بَاب إِذا اضْطر الرجل إِلَى النّظر فِي شُعُور أهل الذِّمَّة بِلَفْظ مَا الَّذِي قَوْله " جرأ " بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الرَّاء وبالهمزة من الجرأة وَهُوَ الْإِقْدَام على الشَّيْء قَوْله " يَعْنِي عليا " أَي يَعْنِي بقوله من الَّذِي جرأ عَليّ بن أبي طَالب قَالَ الْكرْمَانِي فَإِن قلت كَيفَ جَازَ نِسْبَة الجرأة على الْقَتْل إِلَى عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قلت غَرَضه أَنه لما كَانَ جَازَ مَا بِأَنَّهُ من أهل الْجنَّة عرف أَنه إِن وَقع مِنْهُ خطأ فِيمَا اجْتهد فِيهِ عُفيَ عَنهُ يَوْم الْقِيَامَة قطعا قَوْله " قَالَ مَا هُوَ " أَي قَالَ حبَان مَا هُوَ الَّذِي جرأه قَوْله " لَا أَبَا لَك " بِفَتْح الْهمزَة جوزوا هَذَا التَّرْكِيب تَشْبِيها لَهُ بالمضاف وَإِلَّا فَالْقِيَاس لَا أَب لَك وَهَذَا إِنَّمَا يسْتَعْمل دعامة للْكَلَام وَلَا يُرَاد بِهِ الدُّعَاء عَلَيْهِ حَقِيقَة وَقيل هِيَ كلمة تقال عِنْد الْحَث على الشَّيْء وَالْأَصْل فِيهِ أَن الْإِنْسَان إِذا وَقع فِي شدَّة عاونه أَبوهُ فَإِذا قيل لَا أَبَا لَك فَمَعْنَاه لَيْسَ لَك أَب جد فِي الْأَمر جد من لَيْسَ لَهُ معاون ثمَّ أطلق فِي الِاسْتِعْمَال فِي مَوضِع استبعاد مَا يصدر من الْمُخَاطب من قَول أَو فعل قَوْله شَيْء مَرْفُوع لِأَنَّهُ فَاعل جرأ قَوْله " يَقُوله " جملَة وَقعت صفة لقَوْله شَيْء وَالضَّمِير الْمَنْصُوب فِيهِ يرجع إِلَى شَيْء وَكَذَا بالضمير فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي وَفِي رِوَايَة الْكشميهني يَقُول بِحَذْف الضَّمِير قَوْله " قَالَ مَا هُوَ " أَي قَالَ حبَان الْمَذْكُور مَا هُوَ أَي ذَلِك الشَّيْء قَوْله قَالَ بَعَثَنِي أَي قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن قَالَ عَليّ بَعَثَنِي وَسَقَطت قَالَ الثَّانِيَة على عَادَتهم بإسقاطها فِي الْخط وَالتَّقْدِير قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن قَالَ عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - قَوْله وَالزُّبَيْر بِالنّصب عطف على نون الْوِقَايَة لِأَن محلهَا النصب وَفِي مثل هَذَا الْعَطف خلاف بَين الْبَصرِيين والكوفيين قَوْله " وَأَبا مرْثَد " بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الرَّاء وَفتح الثَّاء الْمُثَلَّثَة واسْمه كناز بِفَتْح الْكَاف وَتَشْديد النُّون وبالزاي الغنوي بالغين الْمُعْجَمَة وَتقدم فِي غَزْوَة الْفَتْح من طَرِيق عبيد الله بن أبي رَافع عَن عَليّ ذكر الْمِقْدَاد بدل أبي مرْثَد وَمضى فِي الْجِهَاد فِي بَاب إِذا اضطروا الزبير وَفِي بَاب الجاسوس بَعَثَنِي أَنا وَالزُّبَيْر والمقداد قَالَ الْكرْمَانِي ذكر الْقَلِيل لَا يَنْفِي الْكثير قَوْله فَارس أَي رَاكب فرس قَوْله رَوْضَة حَاج بِالْحَاء الْمُهْملَة وبالجيم وَهُوَ مَوضِع قريب من مَكَّة قَالَه فِي التَّوْضِيح وَقَالَ النَّوَوِيّ وَهِي بِقرب الْمَدِينَة وَقَالَ الْوَاقِدِيّ هِيَ بِالْقربِ من ذِي الحليفة وَقيل من الْمَدِينَة نَحْو اثْنَي عشر ميلًا قَوْله قَالَ أَبُو سَلمَة هُوَ مُوسَى بن إِسْمَاعِيل شيخ البُخَارِيّ الْمَذْكُور فِيهِ قَوْله هَكَذَا قَالَ أَبُو عوَانَة هُوَ أحد الروَاة حَاج بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْجِيم قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْعلمَاء هُوَ غلط من أبي عوَانَة
وَكَأَنَّهُ اشْتبهَ عَلَيْهِ بمَكَان آخر يُقَال فِيهِ ذَات حَاج بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْجِيم وَهُوَ مَوضِع بَين الْمَدِينَة وَالشَّام يسلكه الْحَاج وَزعم السُّهيْلي أَن هشيما كَانَ يَقُولهَا أَيْضا حَاج بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْجِيم وَهُوَ وهم أَيْضا وَالأَصَح خَاخ بمعجمتين قَوْله تسير من السّير جملَة وَقعت حَالا من الْمَرْأَة الَّتِي مَعهَا الْكتاب وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن حُصَيْن تشتد من الاشتداد بالشين الْمُعْجَمَة قَوْله فابتغينا أَي طلبنا قَوْله فَقَالَ صَاحِبَايَ وهما الزبير وَأَبُو مرْثَد ويروى فَقَالَ صَاحِبي بِالْإِفْرَادِ بِاعْتِبَار أَن وَاحِدًا مِنْهُمَا قَالَ قَوْله لقد علمنَا وَفِي رِوَايَة الْكشميهني لقد علمتما بِالْخِطَابِ لصاحبيه قَوْله ثمَّ حلف عَليّ وَالَّذِي يحلف بِهِ أَي قَالَ وَالله لِأَن الَّذِي يحلف بِهِ هُوَ لَفْظَة الله قَوْله " أَو لأجردنك " أَي أنزع ثِيَابك حَتَّى تَكُونِي عُرْيَانَة وَكلمَة أَو هُنَا بِمَعْنى إِلَى وينتصب الْمُضَارع بعْدهَا بِأَن مضمرة نَحْو قَوْله لألزمنك أَو تقضيني حَقي أَي إِلَى أَن تقضيني حَقي وَفِي رِوَايَة ابْن فُضَيْل أَو لأَقْتُلَنك ويروى لأجزرنك بجيم ثمَّ زَاي أَي أصيرك مثل الْجَزُور إِذا ذبحت ويروى لتخْرجن الْكتاب أَو لتلْقين الثِّيَاب قَالَ ابْن التِّين كَذَا وَقع بِكَسْر الْقَاف وَفتح الْيَاء آخر الْحُرُوف وَتَشْديد النُّون قَالَ وَالْيَاء زَائِدَة وَقَالَ الْكرْمَانِي هُوَ بِكَسْر الْيَاء وَفتحهَا كَذَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة بِإِثْبَات الْيَاء وَالْقَوَاعِد التصريفية تَقْتَضِي حذفهَا لَكِن إِذا صحت الرِّوَايَة فلتحمل على أَنَّهَا وَقعت على طَرِيق المشاكلة لتخْرجن وَهَذَا تَوْجِيه الكسرة وَأما الفتحة فَتحمل على خطاب المؤنثة الغائبة على طَرِيق الِالْتِفَات من الْخطاب إِلَى الْغَيْبَة قَالَ وَيجوز فتح الْقَاف على الْبناء للْمَجْهُول فعلى هَذَا فَترفع الثِّيَاب وَاخْتلف هَل كَانَت هَذِه الْمَرْأَة مسلمة أَو على دين قَومهَا فالأكثر على الثَّانِي فقد عدت فِيمَن أهْدر النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - دمهم يَوْم الْفَتْح وَكَانَت مغنية فأهدر دَمهَا لِأَنَّهَا كَانَت تغني بهجائه وهجاء أَصْحَابه وَذكر الْوَاقِدِيّ أَنَّهَا من مزينة وَأَنَّهَا من أهل العرج بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء وبالجيم وَهِي قَرْيَة بَين مَكَّة وَالْمَدينَة وَذكر الثَّعْلَبِيّ أَنَّهَا كَانَت مولاة أبي صَيْفِي بن عَمْرو بن هَاشم بن عبد منَاف وَقيل عمرَان بدل عَمْرو وَقيل مولاة بني أَسد ابْن عبد الْعُزَّى وَقيل كَانَت من موَالِي الْعَبَّاس وَفِي تَفْسِير مقَاتل بن حبَان أَن حَاطِبًا أَعْطَاهَا عشرَة دَنَانِير وَكَسَاهَا برداء وَقَالَ الواحدي أَنَّهَا قدمت الْمَدِينَة فَقَالَ لَهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - جِئْت مسلمة قَالَت لَا وَلَكِن احتجت قَالَ فَأَيْنَ أَنْت عَن شباب قُرَيْش وَكَانَت مغنية قَالَت مَا طلبت من بعد وقْعَة بدر شَيْئا من ذَلِك فكساها وَحملهَا فَأَتَاهَا حَاطِب فَكتب مَعهَا كتابا إِلَى أهل مَكَّة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - يُرِيد أَن يَغْزُو فَخُذُوا حذركُمْ قَوْله فأهوت أَي مَالَتْ قَوْله " إِلَى حجزَتهَا " بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْجِيم وبالزاي وَهِي معقد الْإِزَار قَوْله وَهِي محتجزة بكساء من احتجز بِإِزَارِهِ شده على وَسطه وَقد مر فِي بَاب الجاسوس أَنَّهَا أخرجته من عقاصها أَي من شعورها قَالَ الْكرْمَانِي لَعَلَّهَا أخرجته من الحجزة أَولا وأخفته فِي الشّعْر ثمَّ اضطرت إِلَى الْإِخْرَاج مِنْهُ أَو بِالْعَكْسِ قَوْله " فاتوا بهَا " أَي بالصحيفة قَوْله " رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - " ويروى " فاتوا بهَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - " قَوْله " فَإِذا فِيهِ " أَي فِي الْكتاب من حَاطِب إِلَى نَاس من الْمُشْركين من أهل مَكَّة سماهم الْوَاقِدِيّ فِي رِوَايَته سُهَيْل بن عَمْرو العامري وَعِكْرِمَة بن أبي جهل المَخْزُومِي وَصَفوَان بن أُميَّة الجُمَحِي قَوْله " مَا لي أَن لَا أكون مُؤمنا بِاللَّه وَرَسُوله " وَفِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي " مَا بِي أَن لَا أكون " بِالْبَاء الْمُوَحدَة بدل اللَّام وَفِي رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن حَاطِب " أما وَالله مَا ارتبت مُنْذُ أسلمت فِي الله " وَفِي رِوَايَة ابْن عَبَّاس قَالَ " وَالله إِنِّي لناصح لله وَرَسُوله " قَوْله " يَد " أَي منَّة أدفَع بهَا عَن أَهلِي وَمَالِي وَفِي رِوَايَة أعشى ثَقِيف " وَالله وَرَسُوله أحب إِلَيّ من أَهلِي وَمَالِي " وَفِي رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن حَاطِب " وَلَكِنِّي كنت امْرأ غَرِيبا فِيكُم وَكَانَ لي بنُون وأخوة بِمَكَّة فَكتبت لعَلي أدفَع عَنْهُم " قَوْله " هُنَالك " وَفِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي هُنَاكَ قَوْله " قَالَ صدق " أَي قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - " صدق حَاطِب " فَيحْتَمل أَن يكون قد عرف صدقه من كَلَامه وَيحْتَمل أَن يكون بِالْوَحْي قَوْله " فَعَاد عمر " أَي إِلَى كَلَامه الأول فِي حَاطِب وَفِيه إِشْكَال حَيْثُ عَاد إِلَى كَلَامه الأول بعد أَن صدق النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - حَاطِبًا وَأجِيب عَنهُ بِأَنَّهُ ظن أَن صدقه فِي عذره لَا يدْفع عَنهُ مَا وَجب عَلَيْهِ من الْقَتْل قَوْله " فلأضرب عُنُقه " قَالَ الْكرْمَانِي فلأضرب بِالنّصب وَهُوَ فِي تَأْوِيل مصدر مَحْذُوف وَهُوَ خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي اتركني فتركك للضرب وبالجزم