الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان التواطؤ أَي: توَافق جمَاعَة على رُؤْيا وَاحِدَة، وَإِن اخْتلفت عباراتهم.
6991 -
حدّثنا يَحْياى بنُ بُكَيْرٍ، حدّثنا اللَّيْثُ، عنْ عُقَيْلِ، عَن ابنِ شهِاب، عنْ سالِمِ بنِ عَبْدِ الله، عنِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أنَّ أُناساً أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي السَّبْعِ الأواخِرِ، وأنَّ أنُاساً أُرُوها أنَّها فِي العَشْرِ الأواخِرِ، فَقَالَ النبيُّ الْتَمِسُوها فِي السَّبْعِ الأواخِرِ
انْظُر الحَدِيث 1158 وطرفه
للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَلَكِن اعْتَرَضَهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فَقَالَ: اللَّفْظ الَّذِي سَاقه خلاف التواطؤ، وَحَدِيث التواطؤ: أرى رؤياكم قد تواطأت على الْعشْر الْأَوَاخِر، ورد عَلَيْهِ بِأَنَّهُ لم يلْتَزم إِيرَاد الحَدِيث بِلَفْظ التواطؤ، وَإِنَّمَا أَرَادَ بالتواطؤ التوافق وَهُوَ أَعم من أَن يكون الحَدِيث بِلَفْظِهِ أَو بِمَعْنَاهُ.
وَرِجَال الحَدِيث قد تكَرر ذكرهم. والْحَدِيث من أَفْرَاده.
قَوْله: أَن أُنَاسًا وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: أَن نَاسا. قَوْله: أروا على صِيغَة الْمَجْهُول أَي: فِي الْمَنَام. قَوْله: الْأَوَاخِر جمع والسبع مُفْرد فَلَا مُطَابقَة. وَأجِيب بِأَنَّهُ اعْتبر الآخرية بِالنّظرِ إِلَى كل جُزْء مِنْهَا.
9 -
(بابُ رُؤْيا أهْلِ السُّجُونِ والفَسادِ والشّرْكِ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان رُؤْيا أهل السجون وَهُوَ جمع سجن بِالْكَسْرِ وَهُوَ الْحَبْس وبالفتح مصدر، وَقد سجنه يسجنه من بَاب نصر أَي حَبسه. قَوْله: وَالْفساد أَي رُؤْيا أهل الْفساد يَعْنِي أهل الْمعاصِي. قَوْله: والشرك يَعْنِي رُؤْيا أهل الشّرك، وَوَقع فِي رِوَايَة أبي ذَر بدل الشّرك الشَّرَاب. بِضَم الشين الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الرَّاء جمع شَارِب أَو بِفتْحَتَيْنِ مخففاً أَي: وَأهل الشَّرَاب وَأُرِيد بِهِ الشَّرَاب الْمحرم وَعطفه على الْفساد من عطف الْخَاص على الْعَام، وَأَشَارَ بِهَذَا إِلَى أَن الرُّؤْيَا الصَّالِحَة مُعْتَبرَة فِي حق هَؤُلَاءِ بِأَنَّهَا قد تكون بشرى لأهل السجْن بالخلاص، وَإِن كَانَ المسجون كَافِرًا تكون بشرى لَهُ بهدايته إِلَى الْإِسْلَام كَمَا كَانَت رُؤْيا الفتيين اللَّذين حبسا مَعَ يُوسُف، عليه السلام، صَادِقَة. وَقَالَ أَبُو الْحسن بن أبي طَالب: وَفِي صدق رُؤْيا الفتيين حجَّة على من زعم أَن الْكَافِر لَا يرى رُؤْيا صَادِقَة. وَأما رُؤْيا أهل الْفساد فَتكون بشرى لَهُم بِالتَّوْبَةِ وَالرُّجُوع عَمَّا هم فِيهِ، وَأما رُؤْيا الْكَافِر فَتكون بشرى لَهُ بهدايته إِلَى الْإِيمَان.
وَقَالَ الفُضَيْلُ عِنْدَ قَوْلِهِ: {يَا صَاحِبي السجْن} لِبَعْضِ الأتْباعِ يَا عَبْدَ الله {ياصَاحِبَىِ السِّجْنِءَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَاّ أَسْمَآءً سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُمْ مَّآ أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَاّ للَّهِ أَمَرَ أَلَاّ تَعْبُدُو اْ إِلَاّ إِيَّاهُ ذالِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ياصَاحِبَىِ السِّجْنِ أَمَّآ أَحَدُكُمَا فَيَسْقِى رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الَاْخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِىَ الَاْمْرُ الَّذِى فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ وَقَالَ لِلَّذِى ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِى عِندَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِى السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ وَقَالَ
الْمَلِكُ إِنِّى أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ياأَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِى فِى رُؤْيَاىَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ قَالُو اْ أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الَاْحْلَامِ بِعَالِمِينَ وَقَالَ الَّذِى نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِى سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّى أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعُ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِى سُنبُلِهِ إِلَاّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ثُمَّ يَأْتِى مِن بَعْدِ ذالِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَاّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ يَأْتِى مِن بَعْدِ ذالِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِى بِهِ فَلَمَّا جَآءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ الَّاتِى قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّى بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ}
سيقت هَذِه الْآيَات كلهَا فِي رِوَايَة كَرِيمَة، وَهِي ثَلَاث عشرَة آيَة، وَفِي رِوَايَة أبي ذَر من قَوْله:{وَدخل مَعَه السجْن فتيَان} ثمَّ قَالَ: إِلَى قَوْله: إرجع إِلَى رَبك قَوْله: لقَوْله تَعَالَى وَفِي بعض النّسخ: وَقَوله تَعَالَى، بِدُونِ لَام التَّعْلِيل، وَالْأول أولى لِأَنَّهُ يحْتَج بقوله:{وَدخل مَعَه} إِلَى آخِره على اعْتِبَار الرُّؤْيَا الصَّالِحَة فِي حق أهل السجْن وَالْفساد والشرك وَهُوَ أَيْضا يُوضح حكم التَّرْجَمَة فَإِنَّهُ لم يتَعَرَّض فِيهَا إِلَى بَيَان الحكم. قَوْله: وَدخل مَعَه أَي: مَعَ يُوسُف فتيَان وهما غلامان كَانَا للوليد بن رَيَّان ملك مصر الْأَكْبَر. أَحدهمَا: خبازه وَصَاحب طَعَامه واسْمه مجلث. وَالْآخر: سَاقيه صَاحب شرابه واسْمه نبوء، غضب عَلَيْهِمَا الْملك فحبسهما وَكَانَ يُوسُف لما دخل السجْن قَالَ لأَهله: إِنِّي أعبر الأحلام، فَقَالَ أحد الفتيين لصَاحبه فلنجرب هَذَا العَبْد العبراني فتراءيا لَهُ فَسَأَلَاهُ من غير أَن يَكُونَا رَأيا شَيْئا فَقَالَ أَحدهمَا: إِنِّي أَرَانِي أعصر خمرًا أَي: عنباً بلغَة عمان. وَقيل لأعرابي مَعَه عِنَب مَا مَعَك؟ قَالَ: خمر، وَقَرَأَ ابْن مَسْعُود: عصر عنباً، وَقيل: إِنَّمَا قَالَ خمرًا بِاعْتِبَار مَا يؤول إِلَيْهِ. قَوْله: {نبئنا بتأويله} أَي: أخبرنَا بتعبيره وَمَا يؤول إِلَيْهِ أَمر هَذِه الرُّؤْيَا. قَوْله: إنل نرَاك من الْمُحْسِنِينَ} أَي: من الْعَالمين الَّذين أَحْسنُوا الْعلم قَالَه الْفراء، وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: الْمُحْسِنِينَ إِلَيْنَا إِن قلت ذَلِك. قَوْله: {لَا يأتيكما طَعَام ترزقانه} إِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَنَّهُ كره أَن يعبر لَهما مَا سألاه لما علم فِي ذَلِك من الْمَكْرُوه على أَحدهمَا فَأَعْرض عَن سؤالهما وَأخذ فِي غَيره، فَقَالَ لَهما: لَا يأتيكما طَعَام ترزقانه فِي نومكما إلَاّ نبأتكما بتأويله أَي: بتفسيره، وألوانه أَي طَعَام أكلْتُم وَكم أكلْتُم وَمَتى أكلْتُم من قبل أَن يأتيكما، فَقَالَا لَهُ. هَذَا من فعل العرافين والكهنة، فَقَالَ يُوسُف: مَا أَنا بكاهن وَإِنَّمَا ذلكما الْعلم مَا عَلمنِي رَبِّي، ثمَّ أعلمهما أَنه مُؤمن، فَقَالَ:{إِنِّي تركت مِلَّة} أَي: دينهم وشريعتهم. قَوْله: {وَاتَّبَعت مِلَّة آبَائِي إِبْرَاهِيم} هِيَ الْملَّة الحنيفية. قَوْله: ذَلِك أَي: التَّوْحِيد وَالْعلم من فضل الله فأراهما دينه وَعلمه وفطنته ثمَّ دعاهما إِلَى الْإِسْلَام فَأقبل عَلَيْهِمَا وعَلى أهل السجْن، وَكَانَ بَين أَيْديهم أصنام يعبدونها من دون الله فَقَالَ إلزاماً للحجة:{يَا صَاحِبي السجْن} جَعلهمَا صَاحِبي السجْن لِكَوْنِهِمَا فِيهِ، فَقَالَ:{أأرباب متفرقون} يَعْنِي: شَتَّى لَا تضر وَلَا تَنْفَع {خير أم الله الْوَاحِد القهار} قَوْله: وَقَالَ الفضيل إِلَى قَوْله: {القهار} وَقع هُنَا عِنْد كَرِيمَة وَوَقع عِنْد أبي ذَر بعد قَوْله: {إرجع إِلَى رَبك} وَوَقع عِنْد غَيرهمَا بعد قَوْله الأعناب والدهن وَالَّذِي عِنْد كَرِيمَة هُوَ أليق. قَوْله: {مَا تَعْبدُونَ} أَي: من دون الله إلَاّ أَسمَاء يَعْنِي لَا حَقِيقَة لَهَا قَوْله: {من سُلْطَان} أَي: حجَّة وبرهان. قَوْله: {ذَلِك الدّين} أَي: ذَلِك الَّذِي دعوتكم إِلَيْهِ من التَّوْحِيد وَترك الشّرك هُوَ {الدّين الْقيم} أَي: الْمُسْتَقيم ثمَّ فسر رؤياهما بقوله: {يَا صَاحِبي السجْن} الخ. وَلما سمعا قَول يُوسُف قَالَا: مَا رَأينَا شَيْئا كُنَّا نلعب فَقَالَ يُوسُف: {أَي قضي الْأَمر} أَي: فرغ الْأَمر الَّذِي سألتهما وَوَجَب حكم الله عَلَيْكُمَا بِالَّذِي أخبرتكما بِهِ، وَقَالَ يُوسُف عِنْد ذَلِك للَّذي ظن أَي علم أَنه تَاج وَهُوَ الساقي {أذكرني عِنْد رَبك} أَي: سيدك قَوْله: {فأنساه الشَّيْطَان} أَي: أنسى يُوسُف الشَّيْطَان ذكر ربه حَتَّى ابْتغى الْفرج من غَيره واستعان بالمخلوق، فَلذَلِك لبث فِي السجْن بضع سِنِين. وَاخْتلف فِي مَعْنَاهُ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هُوَ مَا بَين الثَّلَاثَة إِلَى الْخَمْسَة، وَقَالَ مُجَاهِد: مَا بَين ثَلَاث إِلَى سبع، وَقَالَ قَتَادَة والأصمعي:
مَا بَين الثَّلَاثَة إِلَى التسع، وَقَالَ ابْن عَبَّاس: مَا دون الْعشْرَة، وَأكْثر الْمُفَسّرين هَاهُنَا أَن الْبضْع سبع سِنِين، وَلما دنا فرج يُوسُف رأى ملك مصر الْأَكْبَر رُؤْيا عَجِيبَة هالته، وَقَالَ: إِنِّي أرى سبع بقرات سمان خرجن من نهر يَابِس يأكلهن سبع بقرات عجاف أَي: مهازيل فابتلعنهن فدخلن فِي بطونهن فَلم ير مِنْهُنَّ شَيْء، وَرَأى سبع سنبلات خضر قد انْعَقَد حبها وَأخر يابسات قد احتصدت وأفركت فالتوت اليابسات على الْخضر حَتَّى غلبن عَلَيْهِنَّ، فَجمع السَّحَرَة والكهنة والحازة، والقافة وقصها عَلَيْهِم وَقَالَ:{أَيهَا الْمَلأ} أَي: الْأَشْرَاف {أفتوني فِي رُؤْيَايَ} فاعبروها {إِن كُنْتُم للرؤيا تعبرون} قَالُوا: هَذَا الَّذِي رَأَيْته {أضغاث أَحْلَام} أَي: أَحْلَام مختلطة مشتبهة أباطيل، والأضغاث جمع ضغث وَهُوَ الحزمة من أَنْوَاع الْحَشِيش. قَوْله:{وَقَالَ الَّذِي نجا مِنْهُمَا} هُوَ الساقي قَوْله: {وَاذْكُر} أَي تذكر حَاجَة يُوسُف وَهُوَ قَوْله: {اذْكُرْنِي عِنْد رَبك} قَوْله: {بعد أمة} أَي: بعد حِين، وَعَن عِكْرِمَة: بعد قرن، وَعَن سعيد بن جُبَير: بعد سِنِين، وَسَيَجِيءُ مزِيد الْكَلَام فِيهِ. قَوْله:{أنبئكم} أَي: أخْبركُم بتأويله. قَوْله: {فأرسلون} يَعْنِي إِلَى يُوسُف فَأَرْسلُوهُ إِلَيْهِ فَقَالَ يُوسُف يَعْنِي: يَا يُوسُف {أَيهَا الصّديق} وَهُوَ الْكثير الصدْق. قَوْله: {أَفْتِنَا} إِلَى قَوْله: هِهّهْها من كَلَام الساقي الْمُرْسل إِلَى يُوسُف. قَوْله: {لَعَلَّهُم يعلمُونَ} أَي: تَأْوِيل رُؤْيا الْملك، وَقيل: يعلمُونَ فضلك وعلمك. قَوْله: {قَالَ تزرعون} أَي: قَالَ يُوسُف: {إرجع إِلَى رَبك} أَي كعادتكم، قَالَه الثَّعْلَبِيّ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: دأباً مصدر دأب فِي الْعَمَل وَهُوَ حَال من المأمورين أَي: دائبين أَي: إِمَّا على تدأبون دأباً وَإِمَّا على إِيقَاع الْمصدر حَالا يَعْنِي: ذَوي دأب. قَوْله: د أَي: اتركوه فِي سنبله، إِنَّمَا قَالَ ذَلِك ليبقى وَلَا يفْسد. قَوْله: 0 يَعْنِي: سبع سِنِين جَدب وقحط. قَوْله: ك ل أَي: تحرسون وتدخرون. قَوْله: هٌ هٍ من الْغَوْث أَو من الْغَيْث وَهُوَ الْمَطَر أَي: يمطرون مِنْهُ. قَوْله: هَهُ أَكثر الْمُفَسّرين على معنى يعصرون الْعِنَب خمرًا وَالزَّيْتُون زيتاً والسمسم دهناً، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يعصرون ينجون من الجدب وَالْكرب الْعَصْر والعصرة النجَاة والملجأ، وَقيل: يعصرون يمطرون. دَلِيله {وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجاً} ثمَّ إِن الساقي لما رَجَعَ إِلَى الْملك وَأخْبرهُ بِمَا أفتاه يُوسُف من تَأْوِيل رُؤْيَاهُ {فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُول} أَي بِيُوسُف أَي: لما جَاءَ يُوسُف الرَّسُول وَقَالَ: أجب الْملك، قَالَ يُوسُف:{أرجع إِلَى رَبك} أَي: سيدك الْملك فأسأله {مَا بَال النُّبُوَّة} الْآيَة وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك حَتَّى يظْهر عذره وَيعرف صِحَة أمره من قبل النسْوَة، وَتَمام الْقِصَّة فِي موضعهَا.
وادَّكَرَ افْتَعَلَ مِنْ ذَكَرَ، أُمَّةٍ قَرْنٍ وتُقْرَأُ أمَهٍ نِسْيانٍ، وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ يَعْصِرُونَ الأعْنابَ والدُّهْنَ. تُحْصِنُونَ تَحْرُسُونَ.
أَشَارَ بِهَذَا إِلَى تَفْسِير بعض الْأَلْفَاظ الَّتِي وَقعت فِي الْآيَات الْمَذْكُورَة مِنْهَا قَوْله: وادكر فَإِنَّهُ على وزن افتعل لِأَن أَصله اذكر بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة فنقلت إِلَى بَاب الافتعال فَصَارَ اذتكر، ثمَّ قلبت التَّاء دَالا مُهْملَة فَصَارَ اذدكر، ثمَّ قلبت الذَّال الْمُعْجَمَة دَالا مُهْملَة ثمَّ أدغمت الدَّال فِي الدَّال فَصَارَ ادكر قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: هَذَا هُوَ الفصيح، وَعَن الْحسن بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة. وَقَوله: افتعل من ذكر رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيره: افتعل من ذكرت، وَمِنْهَا قَوْله: أمة فَإِنَّهُ فَسرهَا بقوله: قرن. قَوْله: ويقرا أمه بِفَتْح الْهمزَة وَتَخْفِيف الْمِيم وبالهاء المنونة، فسره بقوله: نِسْيَان. وَأخرجه الطَّبَرِيّ عَن عِكْرِمَة وتنسب هَذِه الْقِرَاءَة فِي الشواذ إِلَى ابْن عَبَّاس وَالضَّحَّاك، يُقَال: رجل مأموه ذَاهِب الْعقل، يُقَال: أمهت آمه أمهَا بِسُكُون الْمِيم وَمِنْهَا قَوْله: يعصرون إِشَارَة إِلَى تَفْسِيره بقوله: وَقَالَ ابْن عَبَّاس: يعصرون الأعناب والدهن، وَوَصله هَكَذَا ابْن أبي حَاتِم من طَرِيق عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس. وَمِنْهَا قَوْله: تحصنون ففسره بقوله. يَحْرُسُونَ، وَقد مر الْكَلَام فِيهِ.
6992 -
حدّثنا عَبْدُ الله بنُ مُحَمَّدِ بن أسْماءَ، حدّثنا جُوَيْرِيَة، عنْ مالِكٍ، عنِ الزُّهْرِيِّ أنَّ سَعِيدَ بنَ المُسَيَّبِ وَأَبا عُبَيْدٍ أخْبَراهُ عَن أبي هُرَيْرَة، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ الله لوْ لبِثْتُ