الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأصل كلمة: كلا، للردع والإبعاد وَقد يَجِيء بِمَعْنى: حَقًا. قَوْله: أبشر خطاب من خَدِيجَة للنَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم، وَهُوَ أَمر من الْبشَارَة بِكَسْر الْبَاء وَضمّهَا وَهُوَ اسْم والمصدر بشر وبشور من بشرت الرجل أُبَشِّرهُ بِالضَّمِّ أَي: أدخلت لَهُ سُرُورًا وفرحاً وَلم يعين فِيهِ المبشر بِهِ وَوَقع فِي دَلَائِل النُّبُوَّة للبيهقي من طَرِيق أبي ميسرَة مُرْسلا مطولا، وَفِي آخر: فأبشر فَإنَّك رَسُول الله حَقًا، وَفِيه: لَا يفعل الله بك إلَاّ خيرا. قَوْله: لَا يخزيك الله أبدا من الخزي بالمعجمتين وَهُوَ الذل والهوان، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: لَا يحزنك الله، من الْحزن بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالنُّون. قَوْله: الْكل أَي: ثقل من النَّاس. قَوْله: على نَوَائِب الْحق جمع نائبة وَهِي مَا يَنُوب الْإِنْسَان أَي: ينزل بِهِ من الْمُهِمَّات والحوادث. قَوْله: وَهُوَ ابْن عَم خَدِيجَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، أَخُو أَبِيهَا كَذَا وَقع هُنَا، وأخو صفة للعم فَكَانَ حَقه أَن يذكر مجروراً. وَكَذَا وَقع فِي رِوَايَة ابْن عَسَاكِر: أخي أَبِيهَا، وَوجه رِوَايَة الرّفْع أَنه مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي: هُوَ أَخُو أَبِيهَا، فَائِدَته دفع الْمجَاز فِي إِطْلَاق الْعم عَلَيْهِ. قَوْله: تنصر أَي: دخل فِي دين النَّصْرَانِيَّة. قَوْله: فِي الْجَاهِلِيَّة أَي: قبل الْبعْثَة المحمدية. قَوْله: بالعبرانية بِكَسْر الْعين وَكَذَلِكَ العبري، قَالَ الْجَوْهَرِي: هُوَ لُغَة الْيَهُود وَقد ذكرنَا فِي أول الْكتاب فِي هَذَا الحَدِيث أَن العبراني نِسْبَة إِلَى العبر، وزيدت فِيهِ الْألف وَالنُّون فِي النِّسْبَة على غير الْقيَاس، وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: مَا أَخذ على غربي الْفُرَات فِي قَرْيَة الْعَرَب يُسمى العبر وَإِلَيْهِ ينْسب العبريون من الْيَهُود لأَنهم لم يَكُونُوا عبروا الْفُرَات. قَوْله: اسْمَع من ابْن أَخِيك إِنَّمَا قالته تَعْظِيمًا وإظهاراً للشفقة لِأَنَّهُ لم يكن ابْن أخي ورقة. قَوْله: هَذَا الناموس هُوَ صَاحب السِّرّ يَعْنِي جِبْرِيل، عليه السلام، وَقد مر الْكَلَام فِيهِ مطولا. قَوْله: جذعاً بِفَتْح الْجِيم والذال الْمُعْجَمَة وَهُوَ الشَّاب الْقوي، وانتصابه على تَقْدِير: لَيْتَني أكون جذعاً، أَو هُوَ مَنْصُوب على مَذْهَب من ينصب: بليت، الجزأين، أَو: حَال، قَالَه الْكرْمَانِي. قلت: لَا يكون حَالا إلَاّ بالتأويل. قَوْله: أَو مخرجي هم؟ الْهمزَة للاستفهام، وَالْوَاو للْعَطْف على مُقَدّر بعْدهَا، وهم مُبْتَدأ، ومخرجي مقدما خَبره وَأَصله: مخرجين، فَلَمَّا أضيف إِلَى يَاء الْمُتَكَلّم سَقَطت النُّون. قَوْله: بِمَا جِئْت بِهِ وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: بِمثل مَا جِئْت بِهِ. قَوْله: إلَاّ عودي على صِيغَة الْمَجْهُول من المعاداة. قَوْله: نصرا مؤزراً بِالْهَمْزَةِ فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين من التأزير وَهُوَ التقوية وَأَصله من الأزر وَهُوَ الْقُوَّة، وَقَالَ الْقَزاز: الصَّوَاب موازراً بِغَيْر همز من وازرته إِذا عاونته، وَمِنْه أَخذ: وَزِير الْملك، وَيجوز حذف الْألف فَتَقول نصرا موزراً وَيرد عَلَيْهِ قَول الْجَوْهَرِي: أزرت فلَانا عاونته والعامة تَقول: وازرته. قَوْله: ثمَّ لم ينشب بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة أَي: لم يلبث. قَوْله: حزن النَّبِي من الْحزن بِضَم الْحَاء وَسُكُون الزَّاي وَبِفَتْحِهَا. قَوْله: عدا بِالْعينِ الْمُهْملَة من الْعَدو وَهُوَ الذّهاب بِسُرْعَة. وَمِنْهُم من أعجمها فَيكون من الذّهاب: غدْوَة. قَوْله: يتردى أَي: يسْقط. قَوْله: شَوَاهِق الْجبَال الشواهق جمع شَاهِق وَهُوَ الْمُرْتَفع العالي من الْجَبَل. قَوْله: فَلَمَّا أوفى بِذرْوَةِ جبل أَي: فَلَمَّا أشرف بِذرْوَةِ جبل بِكَسْر الذَّال الْمُعْجَمَة وَبِفَتْحِهَا وَضمّهَا وَالضَّم أَعلَى، وذروة كل شَيْء أَعْلَاهُ. قَوْله: تبدَّى لَهُ أَي: ظهر لَهُ، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني، بدا لَهُ، وَهُوَ بِمَعْنى ظهر أَيْضا. قَوْله: جاشه بِالْجِيم والشين الْمُعْجَمَة وَهُوَ النَّفس وَالِاضْطِرَاب.
قَوْله: وَقَالَ ابْن عَبَّاس. . الخ ذكره هَذَا الْمُعَلق عَن ابْن عَبَّاس لأجل مَا وَقع فِي حَدِيث الْبَاب إلَاّ جَاءَت مثل فلق الصُّبْح ثَبت هَذَا للنسفي وَلأبي زيد الْمروزِي وَلأبي ذَر عَن الْمُسْتَمْلِي والكشميهني، وَوَصله الطَّبَرِيّ من طَرِيق عَليّ بن طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: فالق الإصباح يَعْنِي بالإصباح ضوء الشَّمْس بِالنَّهَارِ وضوء الْقَمَر بِاللَّيْلِ وَاعْترض على البُخَارِيّ بِأَن ابْن عَبَّاس فسر: الإصباح، لَا لفظ: فالق، الَّذِي هُوَ المُرَاد هُنَا. وَأجِيب عَنهُ: بِأَن مُجَاهدًا فسر قَوْله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ} بِأَن الفلق الصُّبْح، فلعى هَذَا فَالْمُرَاد بفلق الصُّبْح إضاءته، والفالق اسْم فَاعل من ذَلِك.
2 -
(بابُ رُؤيا الصَّالِحِينَ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان عَامَّة رُؤْيا الصَّالِحين، وَهِي الَّتِي يُرْجَى صدقهَا، لِأَنَّهُ قد يجوز على الصَّالِحين الأضغاث فِي رؤياهم لَكِن الْأَغْلَب عَلَيْهِم الصدْق وَالْخَيْر وَقلة تحكم الشَّيْطَان عَلَيْهِم فِي النّوم أَيْضا لما جعل الله عَلَيْهِم من الصّلاح، وَبَقِي سَائِر النَّاس
غير الصَّالِحين تَحت تحكم الشَّيْطَان عَلَيْهِم فِي النّوم مثل تحكمه عَلَيْهِم فِي الْيَقَظَة فِي أغلب أُمُورهم، وَإِن كَانَ قد يجوز مِنْهُم الصدْق فِي الْيَقَظَة فَكَذَلِك يكون فِي رؤياهم صدق أَيْضا.
وَقَوله، بِالْجَرِّ عطف على الصَّالِحين، وَالتَّقْدِير: وَفِي بَيَان قَوْله، عز وجل:{لقد صدق الله} لآيَة وسيقت هَذِه الْآيَة كلهَا فِي رِوَايَة كَرِيمَة. وَأخرج عبد بن حميد والطبري من طَرِيق ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد فِي تَفْسِير هَذِه الْآيَة قَالَ: أرِي النَّبِي وَهُوَ بِالْحُدَيْبِية أَنه دخل مَكَّة هُوَ وَأَصْحَابه مُحَلِّقِينَ، فَلَمَّا نحر الْهَدْي بِالْحُدَيْبِية قَالَ أَصْحَابه: أَيْن رُؤْيَاك؟ فَنزلت. وَقَوله: {فَجعل من دون ذَلِك فتحا قَرِيبا} قَالَ: النَّحْر بِالْحُدَيْبِية، فَرَجَعُوا ففتحوا خَيْبَر، وَالْمرَاد بِالْفَتْح فتح خَيْبَر، قَالَ: ثمَّ اعْتَمر بعد ذَلِك فَكَانَ تَصْدِيق رُؤْيَاهُ فِي السّنة الْقَابِلَة، وَكَانَت الْحُدَيْبِيَة سنة سِتّ، وَفِي قَوْله: إِن شَاءَ الله أَقْوَال. فَقيل: هَل هُوَ مِمَّا خُوطِبَ الْعباد أَن يقولوه مثل: الْآيَة وَالِاسْتِثْنَاء لمن مَاتَ مِنْهُم قبل ذَلِك أَو قتل، أَو هُوَ حِكَايَة لما قيل لرَسُول الله فِي مَنَامه.
6983 -
حدّثنا عَبْدُ الله بنُ مَسْلَمَة، عنْ مالِكٍ، عنْ إسْحاقَ بنِ عَبْدِ الله بنِ أبي طَلْحَةَ، عنْ أنَسِ بنِ مالِكٍ أنَّ رسولَ الله قَالَ: الرُّؤْيا الحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وأرْبَعِينَ جُزْءاً مِنَ النُبُوَّةِ
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. والْحَدِيث أخرجه النَّسَائِيّ فِي تَعْبِير الرُّؤْيَا عَن قُتَيْبَة وَغَيره. وَأخرجه ابْن مَاجَه فِيهِ عَن هِشَام بن عمار.
قَوْله: الْحَسَنَة هِيَ إِمَّا بِاعْتِبَار حسن ظَاهرهَا أَو حسن تَأْوِيلهَا، وقسموا الرُّؤْيَا إِلَى الْحَسَنَة ظَاهرا وَبَاطنا كالتكلم مَعَ الْأَنْبِيَاء، عليهم السلام، أَو ظَاهرا لَا بَاطِنا كسماع الملاهي، وَإِلَى رَدِيئَة ظَاهرا وَبَاطنا كلدغ الْحَيَّة، أَو ظَاهرا لَا بَاطِنا كذبح الْوَلَد. قَوْله: من الرجل ذكر للْغَالِب فَلَا مَفْهُوم لَهُ فَإِن الْمَرْأَة الصَّالِحَة كَذَلِك، قَالَه ابْن عبد الْبر. قَوْله: جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة قَالَ الْكرْمَانِي: قَوْله: من النُّبُوَّة أَي: فِي حق الْأَنْبِيَاء دون غَيرهم وَكَانَ الْأَنْبِيَاء يُوحى إِلَيْهِم فِي منامهم كَمَا يُوحى إِلَيْهِم فِي الْيَقَظَة، وَقيل: مَعْنَاهُ أَن الرُّؤْيَا تَأتي على مُوَافقَة النُّبُوَّة لَا أَنَّهَا جُزْء باقٍ من النُّبُوَّة. وَقَالَ الزّجاج: تَأْوِيل قَوْله: جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة أَن الْأَنْبِيَاء، عليهم السلام، يخبرون بِمَا سَيكون والرؤيا تدل على مَا يكون. وَقَالَ الْخطابِيّ نَاقِلا عَن بَعضهم مَا ملخصه: إِن أول مَا بدىء بِهِ الْوَحْي إِلَى أَن توفّي ثَلَاث وَعِشْرُونَ سنة أَقَامَ بِمَكَّة ثَلَاث عشرَة سنة وبالمدينة عشرا وَكَانَ يُوحى إِلَيْهِ فِي مَنَامه فِي أول الْأَمر بِمَكَّة سِتَّة أشهر وَهِي نصف سنة فَصَارَت، هَذِه الْمدَّة جُزْءا من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة بنسبتها من الْوَحْي فِي الْمَنَام، ثمَّ اعْلَم أَن قَوْله: جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا هُوَ الَّذِي وَقع فِي أَكثر الْأَحَادِيث، وَفِي رِوَايَة لمُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة: جُزْء من خَمْسَة وَأَرْبَعين، وَفِي رِوَايَة لَهُ من حَدِيث ابْن عمر جُزْء من سبعين جُزْءا، وَكَذَا أخرجه ابْن أبي شيبَة عَن ابْن مَسْعُود مَوْقُوفا. وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ عَنهُ من وَجه آخر مَرْفُوعا. وللطبراني من وَجه آخر عَنهُ: من سِتَّة وَسبعين. وَسَنَده ضَعِيف. وَأخرجه ابْن عبد الْبر من طَرِيق عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار عَن ثَابت عَن أنس مَرْفُوعا: جُزْء من سِتَّة وَعشْرين، وَأخرج أَحْمد وَأَبُو يعلى حَدِيثا فِي هَذَا الْبَاب، وَفِيه: قَالَ ابْن عَبَّاس: إِنِّي سَمِعت الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب يَقُول: سَمِعت رَسُول الله يَقُول: الرُّؤْيَا الصَّالِحَة من الْمُؤمن جُزْء من خمسين جُزْءا من النُّبُوَّة. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ والطبري من حَدِيث أبي ذَر بن الْعقيلِيّ: جُزْء من أَرْبَعِينَ. وَأخرجه الطَّبَرِيّ من وَجه آخر عَن ابْن عَبَّاس: أَرْبَعِينَ. وَأخرج الطَّبَرِيّ أَيْضا من حَدِيث عبَادَة: جُزْء من أَرْبَعَة وَأَرْبَعين. وَأخرج أَيْضا أَحْمد من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ: جُزْء من تِسْعَة وَأَرْبَعين. وَذكر الْقُرْطُبِيّ فِي الْمُفْهم بِلَفْظ: سَبْعَة، بِتَقْدِيم السِّين فحصلت من هَذِه عشرَة أوجه. وَوَقع فِي شرح النَّوَوِيّ