الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأبو طالب مخلد في النار مع الكفرة، لكنه في ضحضاح من النار، يغلي منه دماغه، نسأل الله العافية، وهو أهون أهل النار عذابا، قال النبي صلى الله عليه وسلم:«إن أهون الناس عذابا يوم القيامة، من له نعلان من نار، يغلي منهما دماغه (1)» ، نسأل الله السلامة. وفي رواية:«يوضع على قدميه جمرتان من نار، يغلي منهما دماغه، ويرى أنه أشد الناس عذابا، وهو أهونهم عذابا (2)» وأبو طالب من هذا الصنف نسأل الله العافية.
(1) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، برقم 3885، ومسلم في كتاب الإيمان، باب أهون أهل النار عذابا، برقم 213.
(2)
أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، برقم 6562، ومسلم في كتاب الإيمان، باب أهون أهل النار عذابا، برقم 213.
37 -
حكم طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره
س: كثير من الناس يقولون: الشفاعة يا محمد، هل هي شرك؛ وإن كانت شركا ماذا يقولون؟ (1)
ج: طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم أو من غيره، من الأموات لا يجوز، وهو شرك أكبر عند أهل العلم، لأنه لا يملك شيئا بعدما مات عليه الصلاة والسلام، والله يقول:{قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} (2)
(1) السؤال التاسع عشر من الشريط، رقم 35.
(2)
سورة الزمر الآية 44
الشفاعة ملكه سبحانه وتعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات لا يملكون التصرف بعد الموت، بشفاعة ولا بدعاء ولا بغير ذلك، الميت إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، وإنما جاء أنها تعرض عليه الصلاة، عليه الصلاة والسلام، ولذا قال:«فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم (1)» ؛ «صلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم (2)» ، وأما حديث أنها تعرض عليه الأعمال، فإن وجد خيرا حمد الله، وإن وجد شرا استغفر لنا، فهو حديث ضعيف، لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولو صح لم يكن فيه دلالة أن نطلب منه الشفاعة، فالحاصل أن طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم، أو من غيره من الأموات أمر لا يجوز، وهو على القاعدة الشرعية، من الشرك الأكبر، لأنه طلب من الميت شيئا لا يقدر عليه، كما لو طلب منه شفاء المريض، أو النصر على الأعداء، أو غوث المكروبين، وما أشبه ذلك، فكل هذا من أنواع الشرك الأكبر، ولا فرق بين طلب هذا من النبي صلى الله عليه وسلم، أو من الشيخ عبد القادر أو فلان أو فلان أو من البدوي، أو من الحسين أو من غير ذلك، طلب هذا من الموتى أمر لا يجوز، وهو من أقسام الشرك، وإنما الميت يترحم عليه إذا كان مسلما، ويدعى له بالمغفرة والرحمة، فالنبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم عليه المسلم، يصلي عليه، عليه الصلاة والسلام، ويدعو له إما أن يطلب منه المدد، أو الشفاعة أو
(1) أخرجه أبو داود في كتاب المناسك، باب زيارة القبور، برقم 2042.
(2)
أبو داود المناسك (2042)، أحمد (2/ 367).
النصر على الأعداء، كل هذا لا يجوز، وهذا من عمل أهل الجاهلية، ومن عمل أهل الشرك، فيجب على المسلم أن ينتبه لهذا وأن يحذر من هذا.