الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترهيب أن ينام المرء على سطح لا تحجير له أو يركب البعر عند ارتجاجه
4654 -
عن عبد الرحمن بن علي: يعني ابن شيبان عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: من بات على ظهر بيت ليس له حجار فقد برئت منه الذمة. رواه أبو دود
(1)
.
[قال الحافظ]: هكذا وقع في روايتنا حجار بالراء بعد الألف، وفي بعض النسخ: حجاب بالباء الموحدة هو بمعناه.
قوله عن عبد الرحمن بن علي يعني ابن شيبان عن أبيه هو عبد الرحمن بن علي بن شيبان بن عمرو الحنفي اليمامي، تابعي، روي عن أبيه، روى عنه عبد الرحمن بن وثاب، وعبد اللّه بن بدر، وهو قليل الحديث، وحديثه عند أهل اليمامة، ذكره بن حبان في الثقات قلت وأخرج له صحيحه وقال العجلي
(1)
أبو داود (5041) ومن طريقه البيهقي في الآداب (674)، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (1192)، وفي التاريخ الكبير (6/ 259)، وابن عدي (3/ 1184)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (4953)، والمزي (21/ 286 - 287) وقال البخاري في الأدب المفرد: في إسناده نظر ورواه ابن عدي في الكامل في ترجمة سالم بن نوح العطار (3/ 347)، عن طريق سالم بن نوح به بنحوه. وقال: ولسالم بن نوح غير ما ذكرت من الحديث، وحدث عنه من أهل البصرة جماعة، ولم يختلفوا في الرواية عنه، وعنده غرائب وإفرادات، وأحاديثه محتملة متقاربة. وصححه الألباني في صحيح الجامع (6113)، وصحيح الترغيب والترهيب (3076).
تابعي ثقة ووثقه أيضا أبو العرب التميمي وابن حزم، وأبوه علي بن شيبان بن محرز بن عمرو بن عبد اللّه بن عمرو بن عبد العزي بن سحيم بن مرة بن الدؤل بن حنيفة يكنى أبا يحيى. سكن اليمامة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله صلى الله عليه وسلم من بات على ظهر بيت ليس له حجار فقد برئت منه الذمة الحديث. قال الحافظ: هكذا وقع في روايتنا بالراء بعد الألف وفي بعض النسخ حجاب بالباء الموحدة وهو بمعناه اهـ. قاله في التنقيح. والحجار جمع حجر بكسر الحاء، والحجر ما يحجر به من حائط ونحو ذلك ومنه حجر البيت العتيق، وأصل هذه المادة المنع [ومنه] حجر الحاكم، أي ليس عليه سترة تمنعه من السقوط وفي بعض نسخ أبي داود حجاب بالباء وهو الذي يحجب الإنسان من الوقوع، وفي معالم السنن للخطابي من نام على ظهر بيت ليس عليه حجى وهي رواية المصابيح في النسخ المسموعة بوزن حمى وقال الخطابي
(1)
في تفسيره أنه يروى بكسر الحاء وفتحها ومعناه فيهما معنى الستر، اهـ واللّه أعلم. وقال في النهاية
(2)
الحجار بالكسر وهو الحائط أو من الحجرة وهي حظيرة الإبل وحجرة الدار أي [أنه] يحجر الإنسان النائم ويمنعه [عن] الوقوع والسقوط.
(1)
انظر: جامع الأصول (11/ 566)، مرقاة المفاتيح (8/ 522).
(2)
النهاية في غريب الأثر (1/ 342).
قوله صلى الله عليه وسلم فقد برئت منه الذمة، ومعنى براءة الذمة منه لأنه عرّض نفسه للهلاك ومل يحترز لها، اهـ. قاله في النهاية
(1)
. وقال في التنقيح وغيره معناه واللّه أعلم أن لكل أحد من اللّه [عهدا] أو ذمة بالحفظ والكلاءة فإذا ألقى نفسه إلى التهلكة وفعل ما حرم عليه أو خالف ما أمر به خذلته ذمة اللّه تعالى وانقطع عنه عهده ويجوز أن يكون معناه فقد تصدى للهلاك وأزال العصمة عن نفسه وصار كالمهدر الذي لا دية له فلعله ينقلب في نومه فيستيقظ ويموت بهذا اهـ.
4655 -
وروي عن جابر رضي الله عنه قال: نهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن ينام الرجل على سطح ليس بمحجور عليه. رواه الترمذي
(2)
، وقال: حديث غريب.
قوله وروي عن جابر تقدم. قوله نهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن ينام الرجل على سطح ليس بمحجور عليه، تقدم الكلام عليه في الحديث قبله.
4656 -
وروي عن عبد اللّه بن جعفر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رمانا بالليل فليس منا، ومن رقد على سطح لا جدار له فمات فدمه هدر. رواه الطبراني
(3)
.
(1)
النهاية في غريب الأثر (1/ 342).
(2)
الترمذي (2854) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث محمد بن المنكدر عن جابر إلا من هذا الوجه، وعبد الجبار بن عمر يضعف. وصححه الألباني في صحيح الجامع (6847)، وصحيح الترغيب والترهيب (3077)، والصحيحة (826).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (13/ 87/ 217)، وقال الهيثمي: وفيه يزيد بن عياض وهو =
قوله وروي عن عبد اللّه بن جعفر تقدم الكلام عليه. قوله صلى الله عليه وسلم من رمانا بالليل فليس منا، تقدم الكلام على قوله فليس منا مرارا. كان الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يبيتون على الأسطحة في أيام الصيف فيلعب الصبيان ويترامون بالبنادق فيؤذون بها الناس فشَكَوْا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال من رمانا بالليل فليس منا، الحديث. قوله صلى الله عليه وسلم: من رقد على سطح لا جدار له فمات فدمه هدى. أي لا دية له ولا قصاص.
تنبيه: من الصغائر أن ينام الإنسان على سطح لا تحجير له ويحتمل أن تكون كبيرة لأنه تعريض النفس للهلاك.
4657 -
وعن أبي عمران الجوني قال: كنا بفارس، وعلينا أمير يقال له: زهير بن عبد اللّه، فأبصر إنسانا فوق بيت أو إجار ليس حوله شيء، فقال لي: سمعت في هذا شيئا؟ قلت: لا. قال: حدثني رجل أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: من بات فوق إجار، أو فوق بيت ليس حوله شيء يرد رجله، فقد برئت منه الذمة ومن ركب البحر بعدما يرتج فقد برئت منه الذمة. رواه أحمد
(1)
مرفوعا
= متروك المجمع (7/ 292)، وقال الألباني في الضعيفة (6685)، وضعيف الترغيب والترهيب (1800): ضعيف جدًا.
(1)
مسند أحمد (20748 - 20749 - 22333) ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (5/ 418) وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (1194)، وفي التاريخ الكبير (3/ 26)، وأبو عبيد في غريب الحديث 1/ 275)، والبغوي في معجم الصحابة (2/ 515)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (7215)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 99) رواه أحمد =
هكذا وموقوفا ورواتهما ثقات والبيهقي
(1)
مرفوعا.
4658 -
وفي رواية للبيهقي
(2)
عن أبي عمران أيضا قال: كنت مع زهير الشنوي، فأتينا على رجل نائم على ظهر جدار، وليس له ما يدفع رجليه، فضربه برجله، ثم قال قم، ثم قال زهير: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: من بات على ظهر جدار، وليس له ما يدفع رجليه، فوقع فمات، فقد برئت منه الذمة، ومن ركب البحر في ارتجاجه، فغرق فقد برئت منه الذمة. قال البيهقي: ورواه شعبة عن أبي عمران عن محمد بن أبي زهير، وقيل: عن محمد بن زهير بن أبي علي، وقيل: عن زهير بن أبي جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: غير ذلك.
[الإجار] بكسر الهمزة وتشديد الجيم: هو السطح. [وارتجاج البحر]: هيجانه.
قوله وعن أبي عمران الجوني أبو عمران الجوني اسمه عبد الملك بن حبيب البصري روى عن جندب بن عبد اللّه، [و] روى له الجماعة، تُوفي سنة ثمان وعشرين ومائة، اهـ. قوله كنا بفارس اسم مدينة كذا.
قوله: وعلينا أمير يقال له: زهير بن عبد اللّه، قال ابن النحاس: وزهير هذا
= عن شيخه إبراهيم بن القاسم، ولم أعرفه، وقال الهيثمي في (8/ 99) روأه أحمد مرفوعا وموقوفا وكلاهما رجاله رجال الصحيح. وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3078): حسن.
(1)
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4398).
(2)
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4399).
ذكره الحافظ ابن الذهبي في تجريد الصحابة وذكر له هذا الحديث ثم قال أظنه مرسلا، اهـ. وقال الحافظ المنذري: رواه الإمام أحمد مرفوعًا هكذا وموقوفًا. قوله: فأبصر إنسانا فوق بيت أو إجّار ليس حوله شيء الحديث. الإجّار بكسر الهمزة وتشديد الجيم هو السطح، قاله المنذري. والجمع الأجاجير، قاله ابن الأثير
(1)
. ومعنى الحديث أي ليس حواليه ما يردّ الساقط عنه. قوله فقد برئت منه الذمة، تقدم معنى الذمة.
قوله صلى الله عليه وسلم من ركب البحر في ارتجاجه فغرق فقد برئت منه الذمة وارتجاج البحر هيجانه. قاله الحافظ، و [قال] في النهاية
(2)
وغيرها أي اضطرب وهو افتعل من الرجّ وهو الحركة الشديدة أي تلاطمت أمواجه والتج الأمر إذا عظم واختلط، ومنه قوله تعالى {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا}
(3)
، وروي [ارتج] من الارتجاج الإغلاق [فإن كان] محفوظا [فمعناه] أغلق عن أن يركب وذلك عند كثرة أمواجه، ومنه حديث النفخ في الصور فترتج الأرض بأهلها أي تضطرب ومنه حديث ابن المسيب لما قبض رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ارتجب مكة بصوت عال اهـ. قاله في النهاية
(4)
.
(1)
النهاية في غريب الأثر (1/ 26).
(2)
النهاية في غريب الأثر (4/ 233).
(3)
سورة الواقعة، الآية:4.
(4)
النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 197).
تنبيه: وإنما يجوز ركوب البحر للجهاد [والحج] وغيرهما إذا غلبت السلامة وأما ركوبه عند هيجانه وندور السلامة فيه فإنه لا يجوز وفاعله عاص، اهـ. قوله: قال البيهقي: ورواه شعبة عن أبي عمران عن محمد بن أبي زهير الحديث، شعبة هو ابن الحجاج بن الوِرد بكسر الواو أبو بسطام العتكي مولاهم بصري الأصلي ومولده ومنشأه بواسط ثم انتقل إلى البصرة، كان إماما من أئمة المسلمين وركنا من أركان الدين حفظ اللّه أكثر الحديث به قال الشافعي لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق وكان شديد [التنقية] للرجال. قال ابن المديني له نحو ألفي حديث. قال أبو داود سمعت منه تسعة آلاف حديث وسمع منه غندر سبعة آلاف.
قال الذهبي: هذا [مرسل] وأقوال التابعين انفرد عن سفيان بنحو ثلاتين رجلا من أهل الكوفة قال سفيان هو أمير المؤمنين في الحديث قال أبو بحر البكراوي: ما رأيت أعبد منه [لقد] عبد اللّه حتى جف جلده على ظهره وكان أبا الفقراء وأمهم يقول واللّه لولا الفقراء ما جلست إليكم ولما مات قال سفيان مات الحديث وهو أول من تكلم في الرجال. قال الحاكم أبو عبد اللّه هو إمام الأئمة [في معرفة الحديث بالبصرة، ورأى أنسا وعمرو بن سلمة الصحابي، وسمع من أربعمائة] من التابعين ولد سنة اثنين وثمانين وكان ألثغ.
قال أبو نعيم: سمعته يقول لأن أزني أحب إلي من أدلّس. وهب المهدي له ثلاثين ألف درهم فقسمها وأقطعه ألف جريب بالبصرة فلم تطب له
فتركها. قال الأصمعي لو نر أحدا قط أعلم بالشعر من شعبة. وقال شعبة ما شيء أخوف عندي أن يدخلني النار من الحديث وددت أني وقاد حمام ولا أعرف الحديث وأوصى بغسل كتبه فغسلت وقال في صدري أربع مائة حديث لأبي الزبير واللّه لا أحدث عنه، مات سنة ستين ومائة واللّه أعلم، قاله في شرح الإلمام.