الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترغيب في سكنى الشام وما جاء في فضلها
4666 -
عَن ابْن عمر رضي الله عنهما أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي شامنا وَبَارك لنا فِي يمننا. فقَالُوا وَفِي نجدنا قَالَ اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي شامنا وَبَارك لنا فِي يمننا قَالُوا وَفِي نجدنا قَالَ هُنَاكَ الزلازل والفتن وَبهَا أَو قَالَ مِنْهَا يخرج قرن الشَّيْطَان. رواه الترمذي
(1)
، وقال حديث حسن غريب.
قوله عن ابن عمر تقدم.
قوله صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لنا في شامنا الحديث، الشام هو الإقليم المعروف والشأم بهمزة ساكنة مثل رأس ويجوز تخفيفه بحذفها كما في راس وشبهه وفيه لغة أخرى شئام بالمد حكاها جماعة، والشين مفتوحة بلا خلاف، قال صاحب المطالع:[وأباها] أكثرهم إلا في النسب والمشهور تذكيره.
قال الجوهري
(2)
: يذكر ويؤنث وقال ابن السمعاني: الشام هي بلاد من الجزيرة والغور إلى [الساحل]؛ وأما حد الشام فالمشهور أنه من العريش إلى الفرات طولا وقيل إلى نابلس وأما العرض فمن أجا وسلمى إلى بحر الروم، وفي بعض الكتب من أيلة إلى بحر الروم وما سامت ذلك.
(1)
أخرجه الترمذي (3953)، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث ابن عون، وهو في صحيح البخاري (1037)، ومسلم (45)(2905).
(2)
الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (5/ 1957).
فائدة: قال ابن عساكر
(1)
: إن الشام دخله عشرة [آلاف عين] رأت النبي صلى الله عليه وسلم وهو ديار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام [وبظاهر] دمشق أماكن مباركة منها مقبرة [باب الفراديس كان] كعب الأحبار يقول يبعث الله منها سبعين ألف شهيد يشفعون في سبعين ألف إنسان
(2)
وقد دخله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مرتين قبل النبوة مرة مع عمه أبي طالب وهو ابن ثنتي عشرة سنة حتى بلغ بصرى وهو حين لقيه الراهب بحيرا والتمس الردّ إلى مكة ومرة في تجارة لخديجة إلى سوق بصرى وهو ابن خمس وعشرين سنة مع غلامها ميسرة وميسرة لا نعرف له إسلاما، والظاهر أنه مات قبل النبوة، ومرتين بعد النبوءة إحداهما ليلة الإسراء والصحيح أنه يقظة وهو من مكة والثانية في غزوة تبوك وهو من المدينة، قاله السهيلي وغيره
(3)
. اهـ.
فائدة قال أبو الحُسين بن المنادي
(4)
: الشامات خمس كور الأولى قنسّرين، ومدينتها العظمى حلب، وقنّسرين أقدم منها، وبينهما أربع فراسخ، وبها آثار الخليل عليه السلام ومقامه، وقد نزلها أكابر الملوك. وأما الثانية فهي حمص وأعمالها [وكانت] مركز الملوك من الروم ومن سواحلها
(1)
تاريخ دمشق (1/ 327) عن الوليد بن مسلم، وقال النووي: وروينا في تاريخ دمشق وغيره أن الشام دخله عشرة آلاف عين رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم تهذيب الأسماء (3/ 162).
(2)
تاريخ دمشق (2/ 410).
(3)
الكواكب الدرارى (1/ 53).
(4)
بغية الطلب (1/ 72).
طرابلس وما والاها وقد نزلها خلق من الصحابة رضي الله عنهم
(1)
، وقال كعب الأحبار
(2)
بحمص ثلاثون قبرا من قبور الأنبياء، وأما الشام الثالثة وهي الغوطة ومدينتها دمشق، قال كعب الأحبار
(3)
وبدمشق [خمسمائة] قبر من قبور الأنبياء وبالسواحل ألف نبي وببيت المقدس ألف نبي وبالعريش عشرة.
وروى مكحول عن ابن عباس قال: من أراد أن ينظر إلى قبور الأنبياء فعليه بالشام، وقال ابن الكلبي: دمشق كورة من كور الشام. ومن أعمالها البلقاء [منسوبة] إلى بالق واختلفوا في الذي [بناها] يعني دمشق على أقوال [فمنهم] من قال نوح لما خرج من السفينة أقام [بثمانين] مدة ثم جاء إلى الشام فأشرف من جبال الغوطة عليها فأعجبته فشرع في بنائها. [واتخذها دارا، وهي أول مدينة خطت بعد الطوفان، قاله النضر بن شميل والقول الثاني: بيوراسب، وبنى بعدها صُورَ بالساحل. قاله مجاهد.
والقول الثالث: عاد بن عوص، وأنها المشار إليها بقوله تعالى:{إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7)}
(4)
. قاله كعب الأحبار.] والرابع: ذو القرنين الاسكندر [الأول]
(1)
مرآة الزمان (1/ 62).
(2)
تاريخ دمشق (2/ 411) قال كعب وبالثغور وأنطاكية قبر حبيب النجار وبحمص ثلاثون قبرا وبدمشق خمس مائة قبر وببلاد الأردن مثل ذلك، وعن كعب فذكره وزاد فيه وبالثغور وبسواحل الشام من قبور الأنبياء ألف قبر وقال بعد وببلاد الأردن مثل ذلك وبفلسطين مثل ذلك وببيت المقدس ألف قبر وبالعريش عشرة وقبر موسى بدمشق.
(3)
تاريخ دمشق (2/ 411).
(4)
سورة الفجر، الآية:7.
لما عاد من المشرق [وبنى مكان الجامع معبدا لله تعالى] به فلم تزل فيه العبادة من ثمّ وقيل غلام الخليل يقال [العازر] وهبه له نمرود لما خرج من النار سالما حكاه وهب بن منبه، وقيل سليمان بن داود وقيل غير ذلك
(1)
. ودمشق قصبة الشام
(2)
.
وأما الشام الرابعة الأردن ومدينة طبرية على [ساحل] البحيرة. وأما الشام الخامسة الرملة ومدينتها فلسطين وبيت المقدس [وعسقلان وغزة والبلاد الساحلية]. ولهذا أشار [الجوهري] إلى ما ذكر ابن المنادى فإنه قال الشام خمسة [أجناد] دمشق وحمص وقنسرين وأردن [وفلسطين، يقال لكل مدينة منها جند] اهـ قاله في تاريخ كنز الدرر
(3)
، والله أعلم.
[قوله:]صلى الله عليه وسلم وفي يمننا، اليمن إقليم معروف سمي بذلك لأنه عن يمين الشمس عند طلوعها، وقيل: لأنه عن يمين الكعبة، والنسبة إليه يَمَنيّ على القياس، ويَمَانٍ بالألف على غير قياس.
[قوله صلى الله عليه وسلم:] وفي نجدنا قال هناك الزلازل والفتن الحديث، [والفتن الحروب، والأشبه أنه على وجهه من زلازل الأرض وحركتها، و] نجد بفتح النون وإسكان الجيم وآخره دال مهملة ونجد من بلاد العرب هو خلاف
(1)
مرآة الزمان (1/ 62)، وكنز الدرر (1/ 111).
(2)
مرآة الزمان (1/ 64)، وكنز الدرر (1/ 113).
(3)
كنز الدرر (1/ 120).
الغور والغور هو تهامة، قال في الصحاح
(1)
وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق [فهو نجد]، اهـ.
وقال في المشارق
(2)
: ما بين جرش إلى سواد الكوفة [وحدها] مما يلي المغرب الحجاز وعن يسار الكعبة اليمن، قال و [من]
(3)
نجد كلها من عمل اليمامة، وقال في النهاية
(4)
: النجد ما ارتفع من الأرض وهو اسم خاص دون الحجاز مما يلي العراق، اهـ. قاله العراقي في شرح الأحكام
(5)
.
قوله ومنها يخرج قرن الشيطان، اختلف العلماء في المراد بقرن الشيطان على أقوال كثيرة، قاله الهروي
(6)
قيل: قرناه [ناحيتا رأسه، والمراد التمثيل، معناه أنه حينئذ يتحرك الشيطان وشيعته ويتسلطون
(7)
، وهذا هو الأقوى.] وقيل شيعته من الكفار وقيل قوته وغلبته وانتشار [فساده]، وقيل حزبه [وأتباعه، و] قيل غير ذلك والراجح عند جماعة من المحققين على ظاهره وهو أن المراد جانبا [الرأس] ومعناه أنه يدني رأسه إلى اليمن في هذه الأوقات ليكون الساجد لها من الكفار [كالساجدين] له في
(1)
الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (2/ 542).
(2)
مشارق الأنوار (2/ 34).
(3)
سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(4)
النهاية في غريب الحديث والأثر (5/ 19).
(5)
طرح التثريب في شرح التقريب (5/ 9).
(6)
الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي (ص 72).
(7)
رياض الصالحين (ص 167)، وشرح النووي على مسلم (6/ 112).
الصورة وحينئذ يكون له ولشيعته تسلط ظاهر ويمكن أن يلبسوا على المصلين صلاتهم فكرهت الصلاة حينئذ صيانة لها كما كرهت في الأماكن التي هي مأوى الشياطين
(1)
، اهـ.
4667 -
وَعَن ابْن حِوَالَة وَهُوَ عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سيصير الْأَمر أَن تَكُونُوا أجنادا مجندة جند بِالشَّام وجند بِالْيمن وجند بالعراق. قَالَ ابْن حِوَالَة خر لي يَا رَسُول الله إِن أدْركْت ذَلِك فَقَالَ عَلَيْك بِالشَّام فَإِنَّهَا خيرة الله من أرضه يجتبي إِلَيْهَا خيرته من عباده فَأَما إِن أَبَيْتُم فَعَلَيْكُم بيمنكم واسقوا من غدركم فَإِن الله توكل وَفِي رِوَايَة تكفل لي بِالشَّام وَأَهله. رواه أبو داود
(2)
وابن حبان في صحيحه
(3)
والحاكم
(4)
، وقال: صحيح الإسناد.
قوله وعن ابن حوالة، وابن حوالة بالحاء المهملة اسمه عبد الله له صحبة،
(1)
شرح النووي على مسلم (6/ 112).
(2)
سنن أبي داود (2483).
(3)
أخرجه ابن حبان (7306).
(4)
أخرجه الحاكم (4/ 555)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 33)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2295)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (1114)، والطبراني في مسند الشاميين (292 و 337 (2540)، و 3515)، وأبو نعيم في الحلية 2/ 3 - 4، وفي الدلائل (478)، وأبو عمرو الداني في الفتن (550) والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 326 و 327)، وضياء الدين المقدسي في المختارة (231)، والمزي في تهذيب الكمال 27/ 361)، وقال ابن أبي حاتم في علل الحديث (1001) قال أبي: هو صحيح حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الجامع (3659).
سكن الأردن وقيل سكن دمشق، كنيته أبو عبد الله، وقيل كنيته أبو حوالة، وقيل أن عبد الله بن حوالة قدم مصر مع مروان بن الحكم وقال [سعيد بن عبد العزيز:] وكان ابن حوالة رجلًا من الأردن وكان مسكنه الأردن وكان إذا تحدث بهذا الحديث يعني حديث سكنى الشام قال وما تكفل الله به فلا ضيعة عليه، هذا آخر كلامه اهـ. قوله [صلى الله تعالى عليه وسلم:] سيصير الأمر أن يكونوا أجنادا مجندة جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق الحديث، والجند العسكر والجمع أجناد وجنود، وفي الحديث الأرواح جنود مجندة
(1)
أي جموع مجمعة وقيل أجناس [مختلفة] مجموعة كما يقال ألوف مؤلفة وقناطير مقنطرة ومعناه الإخبار عن مبدأ كون الأرواح وتقدمها الأجساد أي أنها خلقت أول خلقها على قسمين من ائتلاف واختلاف كالجنود المجموعة إذا تقابلت وتواجهت، ومعنى تقابل الأرواح ما جعلها الله عليه من السعادة والشقاوة والاختلاف في مبدأ الخلق يقول أن الأجساد التي هي الأرواح تلتقي في الدنيا فتأتلف وتختلف على حسب ما خلقت عليه لهذا ترى الخيِّر يحبّ الأخيار ويميل [إليهم] والشرير يحب الأشرار ويميل إليهم، والله أعلم.
لطيفة: لها تعلق بالمعنى: قال عبد الواحد بن زيد
(2)
سألت الله ثلاث ليال أن يريني رفيقي في الجنة فقيل لي يا عبد الواحد رفيقك ميمونة السوداء،
(1)
صحيح البخاري (3336)، وصحيح مسلم (159)(2638).
(2)
حياة الحيوان الكبرى (2/ 260).
فقلت وأين هي؟ قيل في بني فلان بالكوفة، فذهبت إلى الكوفة أسأل عنها فإذا هي ترعى غنما فأتيت إليها فإذا غنمها ترعى مع الذئاب وهي قائمة تصلى فلما فرغت من صلاتها قالت يا ابن زيد ليس هذا الموعد إنما الموعد ثَمَّ، فقلت لها وما أدراك أني ابن زيد؟ قالت: أما علمت أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، قلت لها عظيني. قالت يا عجبا من واعظ يوعظ، قلت لها مالي أرى أغنامك مع الذئاب قال إني أصلحت ما [بيني] وبين الله فأصلح [الله]
(1)
ما بين غنمي والذئاب، اهـ.
قوله صلى الله عليه وسلم فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم الحديث، والغدر بضم الغين المعجمة وضم الذال المهملة جمع غدير وهي القطعة من الماء يغادرها السيل وهو فعيل بمعنى فاعل لأنه يغدر بأهله أي ينقطع عند شدة الحاجة إليه
(2)
والله أعلم. قاله المنذري في الحواشي على مختصر سنن أبي داود.
قوله صلى الله عليه وسلم فإن الله تكفل لي بالشام وأهله وفي رواية: [فتوكل] لي الكفالة الضمان.
4668 -
وَعنهُ أَنه قَالَ يَا رَسُول الله خر لي بَلَدا أكون فِيهِ فَلَو أعلم أَنَّك تبقى لم أختر عَن قربك شَيْئا فَقَالَ عَلَيْك بِالشَّام فَلَمَّا رأى كراهيتي للشام قَالَ أَتَدْرِي مَا يَقُول الله فِي الشَّام إِن الله جلّ وَعز يَقُول يَا شام أَنْت صفوتي من بلادي أَدخل فِيك خيرتي من عبَادي إِن الله تكفل لي بِالشَّام وَأَهله. رواه
(1)
سقطت لفظ الجلالة من النسخة الهندية.
(2)
الصحاح (2/ 766 - 767).
الطبراني
(1)
من طريقين إحداهما جيدة.
قوله وعنه رضي الله عنه تقدم. قوله يا شام أنت صفوتي من بلادي، الحديث. الصفوة مأخوذ من الاصطفاء وهو الاختيار ومنه قوله [تعالى:] {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا}
(2)
.
4669 -
وَعَن الْعِرْبَاض بن سَارِيَة رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَامَ يَوْمًا فِي النَّاس فَقَالَ يَا أَيهَا النَّاس توشكون أَن تَكُونُوا أجنادا مجندة جند بِالشَّام وجند بالعراق وجند بالْيمن فَقَالَ ابْن حِوَالَة يَا رَسُول الله إِن أدركني ذَلِك الزَّمَان فاختر لي قَالَ إِنِّي أخْتَار لَك الشَّام فَإِنَّهُ خيرة الْمُسلمين وصفوة الله من بِلَاده يجتبي إِلَيْهَا صفوته من خلقه فَمن أَبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره فَإِن الله قد تكفل لي بِالشَّام وَأَهله. رواه الطبراني
(3)
، ورواته ثقات، ورواه البزار
(4)
(1)
أخرجه الطبراني فيما ذكر ابن حجر في الإصابة (6/ 114) من طريق صالح بن رستم مولى بني هاشم، عَن عَبد الله ابن حوالة الأزدي أنه قال يا رسول الله خر لي. . . الحديث. وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (601)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 59): أبو داود باختصار كثير، رواه الطبراني من طريقين، ورجال أحدهما رجال الصحيح غير صالح بن رستم، وهو ثقة. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1805)، وقال في الضعيفة (6775): منكر بهذا السياق.
(2)
سورة آل عمران، الآية:33.
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 251/ 627)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 78). وقال ابن أبي حاتم في علل الحديث (2762): وسألت أبي عن حديث رواه عمرو بن عثمان، عن ابن حمير، عن فضالة بن شريك، عن خالد بن معدان، عن العرباض بن سارية. . . قال أبي قد دخل له حديث في حديث حديث ابن حوالة في حديث سعيد بن عبد العزيز. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 59): رواه الطبراني، ورجاله ثقات. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3088)
(4)
مجمع الزوائد (10/ 58).
والطبراني
(1)
أيضًا من حديث أبي الدرداء بنحوه بإسناد حسن.
قوله وعن العرباض بن سارية تقدم. قوله توشكن أن تكونوا أجنادا مجندة الحديث، أي [تسرعون]، وتقدم الكلام على بقية ألفاظ هذا الحديث.
4670 -
وَعَن وَاثِلَة بن الْأَسْقَع رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يجند النَّاس أجنادا جند بِالْيمن وجند بِالشَّام وجند بالمشرق وجند بالمغرب. فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله خر لي إِنِّي فَتى شَاب فلعلي أدْرك ذَلِك فَأَي ذَلِك تَأْمُرنِي قَالَ عَلَيْك بِالشَّام. رواه الطبراني
(2)
من طريقين إحداهما حسنة.
4671 -
وَفِي رِوَايَة عَنهُ
(3)
قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول لِحُذَيْفَة بن الْيَمَان ومعاذ بن جبل وهما يستشيرانه فِي الْمنزل فَأَوْمأ إِلَى الشَّام ثمَّ سألاه فَأَوْمأ إِلَى الشَّام قَالَ عَلَيْكُم بِالشَّام فَإِنَّهَا صفوة بِلَاد الله يسكنهَا خيرته من
(1)
الطبراني في مسند الشاميين (2217)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 58): رواه البزار والطبراني، وقال: فليلحق بيمنه، وليسق من غدره. وفيهما سليمان بن عقبة، وقد وثقه جماعة، وفيه خلاف لا يضر، وبقية رجاله ثقات. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3089).
(2)
المعجم الكبير للطبراني (22/ 55/ 130)، وفي مسند الشاميين (3386)، وأخرجه البغوي في معجم الصحابة (4/ 241)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 59): رواه الطبراني بأسانيد كلها ضعيفة. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3090).
(3)
المعجم الكبير للطبراني (22/ 58/ 137، 138)، وفي مسند الشاميين (3387، 3388).
خلقه فَمن أَبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره فَإِن الله تكفل لي بِالشَّام وَأَهله.
قوله وعن واثلة بن الأسقع تقدم. قوله صلى الله عليه وسلم تجند الناس، فذكر الحديث إلى أن قال جند بالمشرق والمغرب اختلافا كثيرا اتفق الناس على أن أرض مصر حد ما بين المشرق والمغرب فما كان من مصر [من] جهة مطلع الشمس فهو مشرق فيتناول الحجاز والشام واليمن والعراق وما بعدهما والمصر في اللغة الحد قالت المشارقة لا يظهر الرجال من عندنا ولا يأجوج ومأجوج ولا سائر الفتن ولا أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى [بلدنا] فقال الفتنة من ههنا.
4672 -
وَعَن عبد الله بن عَمْرو رضي الله عنهما قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول سَتَكُون هِجْرَة بعد هِجْرَة فخيار أهل الأَرْض ألزمهم مهَاجر إِبْرَاهِيم وَيبقى فِي الأَرْض شرار أَهلهَا تلفظهم أرضوهم وتقذرهم نفس الله وتحشرهم النَّار مَعَ القردة والخنازير. رواه أبو داود
(1)
عن شهر عنه، والحاكم
(2)
عن أبي هريرة
(1)
سنن أبي داود (2482)، وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن (1308) وعبد الرزاق (20790)، والطيالسي (2293)، وأحمد (6871 - 6952)، وأحمد (5562/ 2)(6871)، والطبراني في الأوسط (6791)، وفي مسند الشاميين (2761)، والحاكم 4/ 533 والحاكم 4/ 486، وأبو نعيم في الحلية (6/ 53 - 54)، (6/ 66)، والبغوي (4008) وقال الهيثمي في المجمع 5/ 458 رواه أحمد في حديث طويل في قتال أهل البغي وفيه أبو جناب الكلبي وهو ضعيف. وقال ابن حجر في فتح الباري (11/ 380): أخرجه أحمد وسنده لا بأس به، وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (8/ 118) ورواته ثقات، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3203)، وصحيح الترغيب والترهيب (3591).
(2)
أخرجه الحاكم (4/ 510 - 511) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه فقد اتفقا جميعًا على أحاديث موسى بن علي بن رباح اللخمي ولم يخرجاه. قلت: في إسناده عبد الله كاتب الليث في حفظه شيء، ولم يحتج به البخاري لكن علق له.
عنه، وقال: صحيح على شرط الشيخين كذا قال.
قوله: وعن عبد الله بن عمرو تقدم. قوله صلى الله عليه وسلم ستكون هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم عليه السلام، الحديث. قال الخطابي
(1)
: الهجرة الثانية هي الهجرة إلى الشام يرغب فيها خيار الناس لأن إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما خرج من أرض العراق مضى إلى الشام وأقام بها وإذا أطلق في الحديث [الهجرتان] فإنهما يراد بهما هجرة الحبشة وهجرة المدينة. قوله فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم، المهاجر بفتح الجيم موضع المهاجرة ويريد به الشام وبالشام ينزل عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان وهو المبشر بمحمد عليه الصلاة والسلام فيقرر عند نزوله دين محمد صلى الله عليه وسلم ولا يقبل من أحد غير دينه فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويصلي خلف إمام المسلمين ويقول إن هذه الأمة أئمة بعضهم لبعض إشارة إلى أنه متبع لدينهم غير ناسخ له والشام في آخر الزمان أرض المحشر والمنشر أي موضع النشور وهي الأرض المقدسة من الشام يحشر الله الموتى إليها يوم القيامة وهي أرض المحشر فيحشر الناس إليها قبل القيامة من أقطار الأرض فيهاجر خيار أهل الأرض إلى مهاجر إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهي أرض الشام طوعا كما تقدم أن خيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم.
(1)
الأسماء والصفات (3/ 2).
[تنبيه:]
(1)
المحشر مفعل من الحشر وهو موضع الجمع يعني يوم القيامة فإذا فتحت الشين فهو المصدر وأما الموضع فهو بالكسر.
قال الجوهري
(2)
: المحشر بالكسر والفتح الموضع الذي يحشر [فيه] الناس والمنشر موضع النشر وهو قيام الموتى من قبورهم قاله الزركشي
(3)
[وقال أبو أمامة] بن رضي الله عنه
(4)
: لا تقوم الساعة حتى [ينتقل] خيار أهل العراق إلى الشام وشرار أهل الشام إلى العراق وقد ثبت في الصحيحين
(5)
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز فتضيء لها أعناق الإبل ببصرى وقد خرجت هذه النار بالحجاز بقرب المدينة ورئيت أعناق الإبل من ضوئها في سنة أربع وخمسين ستمائة وعقبيها جرت واقعة بغداد وقتل بها [الخليفة] وعامة من كان ببغداد وتكامل خراب أرض العراق على أيدي التتار وهاجر خيار أهلها إلى الشام من حينئذ فأما
(1)
سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(2)
الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (2/ 630).
(3)
قال الجوهري: المحشر بالكسر موضع الحشر. انتهى. وذكر صاحب مختصر العين أن المحشر بالكسر والفتح الموضع الذي يحشر إليه الناس والمنشر موضع النشور وهو قيام الموتى من قبورهم. سبل الهدى والرشاد (3/ 109).
(4)
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (37750)، وأحمد (22145)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 97)، والبخاري تعليقًا في التاريخ الكبير (8/ 446 - 447) عن أبي أمامة وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (6712).
(5)
صحيح البخاري (7118)، وصحيح مسلم (42)(2902).
شرار الناس فتخرج نار في آخر الزمان تسوقهم إلى الشام قهرا حتى يجتمع الناس كلهم بالشام قبل قيام الساعة وفي سنن أبي داود
(1)
.
وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام وسيأتي الكلام على هذا الحديث في آخر الباب إن شاء الله تعالى. قوله [صلى الله تعالى عليه وسلم:] ويبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم الحديث، أي [تقذفهم] وترميهم وقد لفظ الشيء يلفظه [لفظا] إذا رماه قاله في النهاية
(2)
.
وقال شارح الأربعين الودعانية
(3)
: تلفظهم أي تلقيهم ومنه سمي اللفظ لأنه يلفظ من الفم أي يلقى، وقال الله تعالى:{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ}
(4)
أي ما يلقي الإنسان من قول.
[قوله: صلى الله تعالى عليه وسلم:] وتقذرهم نفس الله وتحشرهم النار مع القردة والخنازير، [الحديث]. تقذرهم بفتح التاء ثالث الحروف وذال معجمة مفتوحة.
(1)
سيأتي.
(2)
النهاية في غريب الحديث والأثر (4/ 28) تلفظهم أرضوهم وتقذرهم نفس الله عز وجل أي يكره خروجهم إلى الشام ومقامهم بها، فلا يوفقهم لذلك، كقوله تعالى: كره الله انبعاثهم فثبطهم يقال: قذرت الشيء أقذره إذا كرهته واجتنبته.
(3)
شرح الأربعين الودعانية (ص 283 ح 32).
(4)
سورة ق، الآية:18.
قال الخطابي رحمه الله تعالى
(1)
: تأويله أن الله عز وجل يكره خروجهم إليها ومقامهم بها أي إلى الشام فلا يوفقهم لذلك فصاروا [بالرد] وترك القبول في معنى الشيء الذي تقذره نفس الإنسان فلا تقبله، يقال قذرت الشيء أقذره إذا كرهته واجتنبته، اهـ. وذكر النفس هنا مجاز واتساع في الكلام، وهذا يشبه معنى قوله تعالى:{وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ}
(2)
، الآية. قاله الخطابي
(3)
.
4673 -
وَعنهُ رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِنِّي رَأَيْت كأَن عَمُود الْكتاب انتزع من تَحت وِسَادَتِي فَأَتْبَعته بَصرِي فَإِذا هُوَ نور سَاطِع عمد بِهِ إِلَى الشَّام أَلا وَإِن الْإِيمَان إِذا وَقعت الْفِتَن بِالشَّام رواه الطبراني في الكبير
(4)
(1)
وقال أبو سليمان الخطابي، وقوله صلى الله عليه وسلم: تقذرهم نفس الله تعالى. تأويله أن الله يكره خروجهم إليها ومقامهم بها، فلا يوفقهم لذلك، فصاروا بالرد وترك القبول في معنى الشيء الذي تقذره نفس الإنسان، فلا تقبله. وذكر النفس ههنا مجاز واتساع في الكلام، وهذا شبيه بمعنى قوله تعالى: ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين (3).
قلت: والحديث تفرد به شهر بن حوشب رضي الله عنه، وروي من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ما موقوفًا عليه في قصة أخرى بهذا اللفظ، ومعناه ما ذكره أبو سليمان من كراهيته للمذكورين فيه، والله أعلم. الأسماء والصفات (3/ 2).
(2)
سورة التوبة، الآية:46.
(3)
معالم السنن (2/ 236).
(4)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (13، 14/ 623/ 14545)، (13، 14/ 637/ 14561)، وفي مسند الشاميين (308)، (309)(310)، (2196)، (1198) ورواه أحمد (21733)، وفي فضائل الصحابة (1717)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة (2/ 300 و 300 - 301)، (2/ 523)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 176)، =
والأوسط
(1)
، والحاكم
(2)
، وقال: صحيح على شرطهما.
4674 -
وَفِي رِوَايَة للطبراني
(3)
: إِذا وَقعت الْفِتَن فالأمن بِالشَّام. ورواه أحمد
(4)
من حديث عمرو بن العاصي.
4675 -
وَعَن أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بَينا أَنا نَائِم رَأَيْت عَمُود الْكتاب احْتمل من تَحت رَأْسِي فَعمد بِهِ إِلَى الشَّام أَلا وَإِن الإِيمَان حِين تقع الْفِتَن بِالشَّام رَوَاهُ أَحْمد وَرُوَاته رُوَاة الصَّحِيح
(5)
.
= والحارث في مسنده (بغية الباحث 2/ 944)، والبزار (3332/ كشف الأستار)، وتمام في فوائده (1278)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 252)، (6/ 98)، والبيهقي في الدلائل (6/ 448)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 106)، وأبو سعد السمعاني في فضائل الشام (15)، والذهبي في السير (8/ 33)، وقال أبو نعيم: غريب من حديث ابن حلبس لم نكتبه إلا من هذا الوجه ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 58)، وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد، وفي أحدها ابن لهيعة؛ وهو حسن الحديث، وقد توبع على هذا، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(1)
أخرجه الطبراني في الأوسط (2710).
(2)
الحاكم (4/ 509) وقال: صحيح على شرط الشيخين.
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط (2689)، وفي المعجم الكبير (13، 14/ 598/ 14514) ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 110).
(4)
أخرجه أحمد (17775) وأخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 523)، والطبراني في مسند الشاميين (1357)، وقال الهيثمي: وفيه عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف المجمع (10/ 57).
(5)
أخرجه أحمد 5/ 198 (21733)، والبزار (3332/ كشف الأستار)، والطبراني في الشاميين (1198)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 98 - 99). قال البزار: لا نعلمه رواه إلا أهل =
قوله وعنه تقدم. قوله صلى الله عليه وسلم: رأيت كأن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا نور ساطع عمد به إلى الشام أي قصد به. [قوله صلى الله تعالى عليه وسلم:] ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام، الحديث. وفي آخر الزمان يستقر العلم والإيمان بالشام فيكون نور النبوءة فيها أظهر منه في سائر بلاد الإسلام، والله أعلم.
4676 -
وَعَن عبد الله بن حِوَالَة رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ رَأَيْت لَيْلَة أسرِي بِي عمودا أَبيض كَأَنَّهُ لؤلؤة تحمله الْمَلَائِكَة. قلت مَا تحملون فَقَالُوا عَمُود الْكتاب أمرنَا أَن نضعه بِالشَّام وَبينا أَنا نَائِم رَأَيْت عَمُود الْكتاب اختلس من تَحت وِسَادَتِي فَظنَنْت أَن الله عز وجل تخلى من أهل الْأَرْض فَأَتْبَعته بَصرِي فَإِذا هُوَ نور سَاطِع بَين يَدي حَتَّى وضع بِالشَّام، فَقَالَ ابْن حِوَالَة يَا رَسُول الله خر لي، قَالَ عَلَيْك بِالشَّام. رواه الطبراني
(1)
، ورواته ثقات.
= الشام، عبد الله بن بسر، وأبو الدرداء، ووحشي بن حرب، وهذا أحسن أسانيده، عن أبي الدرداء، وروي عنه من غير وجه. قال أبو نعيم: غريب من حديث ثور لم نكتبه إلا من حديث يحيى بن حمزة.
قال الهيثمي في المجمع 7/ 289: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح، غير محمد بن عامر الأنطاكي وهو ثقة. وقال في 10/ 57 - 58: رواه أحمد، والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (3094).
(1)
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (601) جامع المسانيد والسُّنَن (5/ 175/ 6291) إلى الطبراني، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 58) رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير صالح بن رستم، وهو ثقة. وقال ابن حجر في فتح الباري (12/ 403) وأخرج الطبراني أيضًا بسند حسن عن عبد الله بن حوالة وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2/ 280) =
قوله وعن عبد الله بن حوالة بالحاء المهملة ولو يرو لعبد الله هذا من أصحاب الكتب الستة غير أبي داود، تقدمت ترجمته في أوائل الباب، وتقدم أيضًا معنى الحديث في الحديثين قبله.
4677 -
وَعَن أبي أُمَامَة رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ الشَّام صفوة الله من بِلَاده إِلَيْهَا يجتبي صفوته من عباده فَمن خرج من الشَّام إِلَى غَيرهَا فبسخطه وَمن دَخلهَا من غَيرهَا فبرحمته. رواه الطبراني
(1)
والحاكم
(2)
كلاهما من رواية عفير بن معدان، وهو واه عن سليم بن عامر عنه، وقال الحاكم: صحيح الإسناد كذا قال.
قوله وعن أبي أمامة تقدم وتقدم لحديثه أيضًا نظائر.
قوله من رواية عفير بن معدان عن سليم بن عامر [عفير بن معدان الحمصي مشهور ضعفوه وقال أبو حاتم لا يشتغل بحديثه، سليم بن عامر هو أبو يحيى، سليم الخبايري الكلاعي. شامي، من أهل حمص، يعد في الطبقة الثانية من تابعي الشام، كثير الحديث، سمع أبا أمامة، سمع منه معاوية بن أبي صالح، ويزيد بن خمير].
= 1806)، والضعيفة (6775)، وفضائل الشام (ص 27).
(1)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 171/ 7718).
(2)
الحاكم (4/ 555)، وصححه على شرط مسلم، وتعقبه الذهبي بقوله: كلا، وعفير هالك. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 59) رواه الطبراني، وفيه عفير بن معدان، وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3425)، وقال في ضعيف الترغيب والترهيب (1807)، والضعيفة (3753): ضعيف جدًا.
4678 -
وَعَن خَالِد بن معدان أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ نزلت عَليّ النُّبُوَّة من ثَلَاثَة أَمَاكِن مَكَّة وَالْمَدينَة وَالشَّام فَإِن أخرجت من إِحْدَاهُنَّ لم ترجع إلَيْهِنَّ أبدا. رواه أبو داود في المراسيل
(1)
من رواية بقية.
قوله وعن خالد بن معدان هو أبو عبد الله الشامي الكلاعي بفتح الكاف من أهل حمص، قال لقيت سبعين صحابيا وكان من ثقات الشاميين، روى عن معاوية والمقداد بن معدي كرب [وأبي أمامة] وعبد الله بن عمر وغيرهم وكان من أعيان فقهاء التابعين وكان [الأوزاعي يعظمه] وكانت الدنيا لا تذكر عنده هيبة له وكان يشتاق إلى النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ويقول هم أصلي وفصلي وإليهم يحنّ قلبي طال إليهم شوقي فعجل يا رب قبضي إليك، يقول ذلك كل ليلة حتى يغلبه النوم، وكان يسبح في اليوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ، فلما مات وضع ليغسل جعل بإصبعه يحركها يعني بالتسبيح، توفي سنة ثلاث ومائة وقيل أربع وقيل ثمان والله أعلم
(2)
. قاله في شرح الإلمام.
قوله صلى الله عليه وسلم: "نزلت علي النبوة من ثلاث أماكن مكة والمدينة والشام"، تقدم الكلام على فضل مكة والمدينة وأيهما أفضل، وأما الشام كذا كذا.
(1)
ضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1808)، وقال: ولم أجد الحديث في مطبوعة المؤسسة لـ المراسيل.
(2)
تهذيب الكمال (8/ 167 - 173 ترجمة 1653).
4679 -
وَعَن أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أهل الشَّام وأزواجهم وذراريهم وعبيدهم وإماؤهم إِلَى مُنْتَهى الجزيرة مرابطون فَمن نزل مَدِينَة من الْمَدَائِن فَهُوَ فِي رِبَاط أَو ثغرا من الثغور فَهُوَ فِي جِهَاد. رواه الطبراني
(1)
وغيره عن معاوية بن يحيى أبي مطيع، وهو حسن الحديث عن أرطاة بن المنذر عمن حدثه عن أبي الدرداء، ولم يسمه.
قوله وعن أبي الدرداء تقدم. قوله صلى الله عليه وسلم أهل الشام وأزواجهم وذراريهم وعبيدهم وإماؤهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون، الحديث. قد جاء في الحديث أن أهل الشام مرابطون وأنهم منصورون أبدًا لهذا الحديث قال الشيخ شهاب الدين بن النحاس في كتابه الذي ألفه في الجهاد وهو كتاب نفيس نحو كتاب أذكار النووي أو الرياض: وقد خرج من مكة والمدينة من الصحابة والتابعين وتابعيهم خلق لا يعلمهم إلا الله ونزلوا بسواحل الشام مرابطين إلى أن ماتوا وأكرمهم الله تعالى بالشهادة وكان في زمن عثمان رضي الله عنه الشام كلها أرض رباط يتوقع نزول العدو في كل موضع منها، وأما الآن فمحل الرباط منها الثغور وما قرب منها كعسقلان، اهـ والله أعلم.
قوله في آخر الحديث: عن معاوية بن يحيى أبي مطيع الأطرابلسي
(1)
عزاه ابن كثير في جامع المسانيد والسُّنَن (9/ 360/ 12056) للطبراني، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 60) رواه الطبراني من رواية أرطاة بن المنذر، عمن حدثه، عن أبي الدرداء، ولم يسمه، وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1809).
الدمشقي قال يحيى بن معين ودحيم وأبو داود والنسائي: ليس به بأس، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: صدوق مستقيم الحديث وقال أبو زرعة: هو ثقة، وضعفه البغوي والدارقطني وقال ابن عدى: في بعض رواياته مالا يتابع عليه.
4680 -
وَعَن زيد بن ثَابت رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَنحن عِنْده طُوبَى للشام إِن مَلَائِكَة الرَّحْمَن باسطة أَجْنِحَتهَا عَلَيْهِ. رواه الترمذي
(1)
وصححه وابن حبان في صحيحه
(2)
والطبراني
(3)
بإسناد صحيح، وَلَفظه قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَنحن عِنْده طُوبَى للشام. قُلْنَا مَا لَهُ يَا رَسُول الله قَالَ إِن الرَّحْمَن لباسط رَحمته عَلَيْهِ.
قوله وعن زيد بن ثابت هو أبو سعيد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو خارجة، زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان، بفتح اللام وإسكان الواو وبذال معجمة، ابن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري النجارى المدنى الفرضى الكاتب، كاتب الوحى والمصحف،
(1)
الترمذي (3954).
(2)
ابن حبان (114، 7304).
(3)
المعجم الكبير للطبراني (5/ 158/ 4933: 4935)، وأخرجه ابن أبي شيبة في المسند (139)، وفي المصنف (19448)، وأحمد (21607)، وفي فضائل الصحابة (1728)، والفسوى في التاريخ (2/ 301)، والحاكم (2/ 229 و 2/ 611)، والبيهقي في الدلائل (7/ 147)، وفي شعب الإيمان (2109)، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3920)، والصحيحة (503)، وصحيح الترغيب والترهيب (3095).
وكان عمره حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة إحدى عشرة سنة، وحفظ قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرا ست عشرة سورة، وقتل أبوه ولزيد بن ثابت ست سنين، واستصغره النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فرده، وشهد أحدا، وقيل: لم يشهدها، وشهد الخندق وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم يوم تبوك راية بنى النجار، وقال:"القرآن مقدم وزيد أكثر أخذا للقرآن"، وكان يكتب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكتب له أيضًا المراسلات إلى الناس، وكان يكتب لأبي بكر، وعمر بن الخطاب في خلافتهما، وكان أحد الثلاثة الذين جمعوا المصحف، أمره بذلك أبو بكر، وعمر، رضى الله عنهما، وكان عمر يستخلفه إذا حج، وكان معه حين قدم الشام، وهو الذي تولى قسم غنائم اليرموك، وكان عثمان رضي الله عنه أيضًا يستخلفه إذا حج، ورمى يوم اليمامة بسهم فلم يضره، قال ابن أبي داود وآخرون: كان زيد أعلم الصحابة بالفرائض؛ للحديث: "أفرضكم زيد". قالوا: وكان من الراسخين في العلم، وكان على بيت المال لعثمان رضي الله عنه، وأحواله كثيرة مشهورة. روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنان وتسعون حديثًا، اتفقا منها على خمسة، وانفرد البخاري بأربعة، ومسلم بحديث، روى عنه جماعات من الصحابة، منهم ابن عمر، وابن عباس، وأنس، وأبو هريرة، وسهل بن أبي حثمة، وعبد الله بن زيد، وسهل بن حنيف، وأبو سعيد الخدري، وسهل بن سعد، رضى الله عنهم. وروى عنه خلائق من كبار التابعين، منهم ابن المسيب، وسليمان وعطاء ابنا يسار، والقاسم بن محمد،
وأبان بن عثمان، وقبيصة بن ذؤيب، وابناه خارجة وسليمان ابنا زيد، وآخرون، توفى بالمدينة سنة أربع وخمسين، وقيل: ست وخمسين، وقيل: سنة أربعين، وقيل: خمس وأربعين، وقيل: سنة إحدى وأربعين، وقيل: سنة ثلاث وأربعين، وقيل: إحدى وخمسين، وقيل: ثلاث وخمسين، وقيل: خمس وخمسين، وروى البخاري في تاريخه بإسناده الصحيح، عن عمار بن أبي عمار، قال: لما مات زيد بن ثابت جلسنا إلى ابن عباس، فقال: هذا ذهاب العلماء، دفن اليوم علم كثير. ومن الغرائب المنقولة عن زيد بن ثابت ما حكيته عنه من أنه كان يقول بصحة الدور في المسألة السريجية، وأنه لا يقع الطلاق
(1)
.
قوله طوبى للشام إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه الحديث. طوبى اسم للجنة وقيل اسم شجرة فيها وأصلها فعلى من الطيب فلما ضمت الطاء انقلبت الياء واوا وفي حديث الشام هذا طوبى للشام المراد بطوبى ههنا فعلى من الطيب لا الجنة ولا الشجرة قاله في النهاية
(2)
.
4681 -
وَعَن سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سيخرج عَلَيْكُم فِي آخر الزَّمَان نَار من حضر موت تحْشر النَّاس. قَالَ قُلْنَا بِمَا تَأْمُرنَا يَا رَسُول الله قَالَ عَلَيْكُم بِالشَّام رواه أحمد
(3)
(1)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 200 - 202 ترجمة 186).
(2)
النهاية في غريب الأثر (3/ 141).
(3)
أخرجه أحمد (2/ 8 و 53 و 69 و 99 و 119)، وإبراهيم بن طهمان في مشيخته (201)، وابن أبي شيبة (15/ 78)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة (2/ 302 - 303 و 303)، وأبو يعلى (5551)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 57)، وأبو سعد السمعاني في فضائل =
والترمذي
(1)
، وابن حبان في صحيحه
(2)
، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قوله: وعن سالم بن عبد الله هو أبو عمر، ويقال: أبو عبد الله سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوى المدنى التابعي، الإمام، الفقيه، الزاهد، العابد.
سمع أباه، وأبا أيوب الأنصاري، ورافع بن خديج، وأبا هريرة، وعائشة، رضى الله عنهم، وسمع جماعات من التابعين. روى عنه جماعات من التابعين، منهم عمرو بن دينار، ونافع مولى أبيه، والزهري، وموسى بن عقبة، وحميد الطويل، وعبيد الله العمري، وصالح بن كيسان، وغيرهم من التابعين، وخلائق من تابعى التابعين. وأجمعوا على إمامته، وجلالته، وزهادته، وعلو مرتبته، وعن سعيد بن المسيب، قال: كان عبد الله بن عمر أشبه ولد عمر به، وكان سالم أشبه ولد عبد الله به. وروينا عن مالك بن أنس الإمام، قال: لم يكن أحد أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والقصد والعيش من سالم، كان يلبس الثوب بدرهمين، وعن إسحاق بن راهوية،
= الشام (14)، والبغوي في شرح السنة (4007)، وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح المجمع (10/ 61)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3609)، والصحيحة (2768)، وتخريج فضائل الشام (ص 31)، وصحيح الترغيب والترهيب (3096).
(1)
الترمذي (2217)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.
(2)
ابن حبان (7305).
قال: أصح الأسانيد كلها الزهري، عن سالم، عن أبيه، وفى هذه المسألة خلاف سبق في ترجمة ابن سيرين، وعن محمد بن سعد، قال: كان سالم كثير الحديث، عاليا من الرجال، ورعا. وفى تاريخ ابن أبي خيثمة، أن ابن عمر كان يلقى ابنه سالما فيقبله، ويقول: ألا تعجبون من شيخ يقبل شيخا. وعن ابن المبارك أنه عد الفقهاء السبعة فقهاء المدينة، فجعل سالما أحدهم، وقد سبق بيانهم والاختلاف فيهم في ترجمة خارجة بن زيد، قال أبو نعيم الفضل بن دكين، والبخاري: توفى سالم سنة ست ومائة. وقال الأصمعى: سنة خمس. وقال الهيثم: سنة ثمان بالمدينة، رضي الله عنه
(1)
.
قوله سيخرج عليكم في آخر الزمان نار من حضر موت تحشر الناس الحديث. وأرض حضر موت هي شرق اليمن [وأرض اليمن وهي تقابل أرض البربر وأرض الزنج وبينهما عرض البحر، واليمن على ساحل بحر القلزم من الغرب]، وهي بلاد أصحاب الرس وكانت لهم مدينة عظيمة اسمها الرس سميت باسم [نهرها] وهو نهر [الرس] ومن مدن أرض حضر موت المشهورة سبأ التي ذكرها الله تعالى في القرآن وكانت مدينة عظيمة وكان لها طوائف كثيرة من أهل اليمن وأهل عمان وتسمى مدينة [مأرب، هو] اسم ملك لتلك البلاد وبها كان السد المسمى بسيل العرم.
4682 -
وَعَن خريم بن فاتك رضي الله عنه أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول أهل الشَّام سَوط الله فِي أرضه ينْتَقم بهم مِمَّن يَشَاء من عباده وَحرَام على منافقيهم
(1)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 207 - 208 ترجمة 196).
أَن يظهروا على مؤمنيهم وَلَا يموتوا إِلَّا هما وغما. رواه الطبراني
(1)
مرفوعًا هكذا وأحمد
(2)
موقوفا، ولعله الصواب، ورواتهما ثقات، والله أعلم.
وعن خريم بن فاتك هو أبو يحيى، وقيل: أبو أيمن خريم، بضم الخاء وفتح الراء، ابن فاتك بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن فاتك بن القليب، بضم القاف، ابن عمرو بن أسد بن خزيمة الأسدى. شهد هو وأخوه سبرة بدرا، وقيل: لم يشهدها، والصحيح الأول، وبه قال البخاري والأكثرون، وهو معدود في الشاميين، وقيل: في الكوفيين، نزل الرقة. روى عنه ابنه أيمن، والمعرور بن سويد، والربيع بن عميلة، بضم العين، وآخرون
(3)
.
قوله صلى الله عليه وسلم أهل الشام سوط الله في الأرض، الحديث.
المراد بسوط الله تعالى: الشدة لما علم أن الضرب بالسوط أعظم ألما من غيره.
(1)
المعجم الكبير للطبراني (4/ 209/ 4163) وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1049)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 60) رواه الطبراني، وأحمد موقوفًا على خريم، ورجالهما ثقات. وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (7/ 358) ورواه الطبراني مرفوعًا ورواته ثقات. وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (13)، وضعيف الترغيب والترهيب (1811).
(2)
مسند أحمد (16065)، وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1048)، وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (7/ 358): رواه أبو يعلى الموصلي موقوفًا بسند ضعيف لتدليس الوليد بن مسلم. ومن طريقه رواه أحمد بن حنبل.
(3)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 175 ترجمة 145).
4683 -
وَعَن أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول فِي الملحمة الْكُبْرَى فسطاط الْمُسلمين بِأَرْض يُقَال لَهَا الغوطة فِيهَا مَدِينَة يُقَال لَهَا دمشق خير منَازِل الْمُسلمين يَوْمئِذٍ. رواه الحاكم
(1)
، وقال: صحيح الإسناد.
[قوله: فُسطاط المسلمين] بضم الفاء: أي مجتمع المسلمين.
قوله وعن أبي الدرداء تقدم. قوله: أنه سمع رسوله الله صلى الله عليه وسلم يقول في الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق الحديث. دمشق من خير مدائن الشام، والملحمة هي الوقعة العظيمة، [قيل:] والجمع الملاحم كأنه مأخوذ من اللحم لكثرة القتلى فيها واللحيم القتيل وقيل الملحمة مأخوة من اللحمة إذ اشتباك الناس واختلاطهم فيها كاختلاط لحمة الثوب بالسّدا، والله أعلم]
(2)
. استلحم الرجل إذا احتوشه العدو في القتال فلم يجد مخلصا، والملحمة حرب
(1)
أخرجه أحمد (21725)، وأبو داود (4298)، البزار = البحر الزخار (4127)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2/ 290، والطبراني في مسند الشاميين (589)، (1313)، وفي الأوسط (3205)، والحاكم (4/ 532)، وقال هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 103 و 104)، والبيهقي في البعث والنشور (69) وقال البزار: وهذا الحديث قد روي نحو كلامه عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه فذكرنا حديث أبي الدرداء لحسن إسناده ولم نعده عن غيره إلا أن يزيد كلاما فيكتب من أجل الزيادة. وصححه الألباني في صحيح الجامع (4205)، وصحيح الترغيب والترهيب (3097).
(2)
حصل تأخير لهذه العبارة في النسخة الهندية، وأدرجت بعد قوله:(قال بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين، ويخرج الدجال في السابعة، وقال أبو داود هذا أصح).
عظيمة بين أهل الشام والروم.
وعن عبد الله بن بسر
(1)
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين، ويخرج الدجال في السابعة، وقال أبو داود هذا أصح. [قوله صلى الله عليه وسلم:] فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة بضم الفاء أي مجتمع المسلمين، قاله المنذري.
وقال بعض العلماء فسطاط
(2)
المسلمين بضم الفاء وكسرها والفسطاط المدينة التي فيها مجتمع الناس، وكل مدينة فسطاط، ويكون الفسطاط مجتمع أهل الكورة حول جامعها ومنه فسطاط مصر وقيل هو ضرب من الأبنية في السفر دون السرادق [وبه] سميت المدينة ويقال أيضًا:[للبصرة الفسطاط]، قاله الزمخشري
(3)
، والفسطاط أيضًا بيت من الشعر. والغوطة بضم الغين المعجمة وسكون الواو وفتح الطاء المهملة وآخره تاء تأنيث اسم
(1)
أخرجه أحمد (17691) والبخاري في التاريخ الكبير 8/ 431، وأبو داود (4296)، والطبراني في مسند الشاميين (1179) وأخرجه أبو عمرو الداني في الفتن (488) و (613) و (614) وأبو داود (4296) وابن ماجه (4093) والبغوي في شرح السنة (4253) قال أبو داود: هذا أصح من حديث عيسى أي ابن يونس راوي حديث معاذ. قلت: يريد حديث معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الملحمة الكبرى وفتح قسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2361). العبارة في الأصل، وفي النسخة الهندية:(وفيه)، ولعلها خطأ.
(2)
الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (3/ 1150).
(3)
النهاية في غريب الأثر (3/ 445)، وانظر: تهذيب اللغة (12/ 238)، ومشارق الأنوار (2/ 163)، ومعجم البلدان (4/ 263)، ولسان العرب (7/ 371).
البساتين والمياه التي حول دمشق وهي غوطتها
(1)
. [ودمشق عربية وقيل معربة]
(2)
، فالغوطة موضع بالشام كثير الماء والشجر وهي غوطة دمشق ودمشق عربية وقيل معربة والله أعلم [بالصواب].
* * *
(1)
النهاية في غريب الأثر (3/ 396).
(2)
سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.