الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترغيب في دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب سيما المسافر
4732 -
عن أم الدرداء رضي الله عنها قالت: حدّثني سيدي أنه سمع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة: ولك بمثل. رواه مسلم
(1)
وأبو داود
(2)
واللفظ له.
[قال الحافظ]: أم الدرداء هذه هي الصغرى تابعية، واسمها هجيمة، ويقال: جهيمة بتقديم الجيم، ويقال: جمانة ليس لها صحبة إنما الصحبة لأم الدرداء الكبري، واسمها خيرة وليس لها في البخاري ولا مسلم حديث قاله غير واحد من الحُفَّاظ.
قوله عن أم الدرداء، قال الحافظ رحمه اللّه تعالى: أم الدرداء هذه هي الصغري، تابعية واسمها هجيمة ويقال لها جهيمة بتقديم الجيم ويقال لها جمانة ليس لها صحبة إنما الصحبة لأم الدرداء الكبرى واسمها خيرة وليس لها في البخاري ولا مسلم إلا حديث قاله غير واحد من الحُفَّاظ. قوله إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة ولك بمثل ذلك الحديث، ظهر الغيب معناه في غيبة المدعو له وفي سرّ لأنه أبلغ في الإخلاص. هذا فضل الدعاء لأخيه المسلم بظهر الغيب ولو دعا لجماعة من المسلمين حصلت هذه الفضيلة ولو دعا لجملة المسلمين فالظاهر حصولها وكان
(1)
صحيح مسلم (86)(2732).
(2)
سنن أبي داود (1534).
بعض السلف إن يدعو لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة لأنها تستجاب ويحصل له مثلها
(1)
.
4733 -
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: دعوتان ليس بينهما وبين اللّه حجاب: دعوة المظلوم، ودعوة المرء لأخيه بظهر الغيب. رواه الطبراني
(2)
.
قوله روي عن ابن عباس تقدم. قوله: دعوتان ليس بينهما وبين اللّه حجاب دعوة المظلوم ودعوة المرء لأخيه بظهر الغيب وفي رواية أخرى في صحيح مسلم عن أبي الدرداء أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يقول دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثلٍ، والتنوين في بمثل للعوض كذا رويناه بكسر الميم وسكون الثاء وبفتحها أيضًا أي لك من الأجر بدعائك مثل ما دعوت به قوله،
(3)
قال محمد بن سيرين
(4)
فذكرت [هذا الحديث لشعيب] بن حرب فقال كنا نسميها آيات الحرز، ويقال أن فيها شفاء من مائة داء فعدّ عليَّ
(1)
شرح النووى على مسلم (17/ 49).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 119/ 11231)، وأخرجه قوام السنة في الترغيب والترهيب (2092)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 152): رواه الطبراني، وفيه عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2986)، والضعيفة (3602)، وضعيف الترغيب والترهيب (1350).
(3)
سقطت هذه الفقرة من النسخة الهندية.
(4)
ذيل تاريخ بغداد (18/ 255)، والمستطرف في كلّ فن مستظرف (2/ 540).
الجذام والبرص وغير ذلك، قال محمد بن علي: قرأتها على شيخ لنا قد فلج حتى أذهب اللّه عنه ذلك.
قال الحافظ أبو محمد القاسم بن عساكر: وكان [والدي] رحمه الله يقرأ هذه الآيات كلّ ليلة وكنت أنا أداوم عليها فرأيت كأن قائلا يقول لي إن أردت أن تحفظ فاقرأها عند الصباح وعند المساء فأنا أداوم على قراءتها بكرة وعشيا، قال بعض المتأخرين ومما يدلّ على ذلك ما رواه ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ الآيتين من [آخر] سورة البقرة في ليلة كفتاه، [و] رواه البخاري
(1)
ومسلم
(2)
.
قال العُلماء معنى كفتاه أجزأتاه عن قيام الليل، وقيل كفتاه من كلّ شيطان فلا يقربه وقيل كفتاه [ما يكون من الآفات] تلك الليلة وقيل يحتمل أن يكون المراد الجميع وهاتان الآيتان هما من جملة الآيات المتقدمة وأولهما من {آمَنَ الرَّسُولُ}
(3)
إلى آخر السورة، وقد قال اللّه تعالى:{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ [وَرَحْمَةٌ] لِلْمُؤْمِنِينَ}
(4)
، وفضل اللّه تعالى أوسع [من ذلك]، ا هـ. فائدة أخرى: ورأيت في كتاب لمعات الأنوار ونفحات الأزهار للغافقي وهو كتاب [حسن يرويه] الشيخ [أثير] الدين أبو حيان رواية ذلك
(1)
صحيح البخاري (4008 - 5008 - 5009 - 5040 - 5051).
(2)
صحيح مسلم (255)(807) عن أبي مسعود الأنصاري.
(3)
سورة البقرة، الآية:285.
(4)
سورة الإسراء، الآية:82.
أيضًا عن ابن سيرين عن عبد اللّه بن عمر
(1)
ولفظه أن من قرأ في ليلة ثلاثين آية لم يضره في تبك الليلة لص طارق ولا سبع ضار وعوفي في نفسه وأهله وماله حتى يصبح، والثلاثون خمس من أول البقرة إلى قوله:{الْمُفْلِحُونَ}
(2)
، وآية الكرسي [ويقرؤها] إلى {خَالِدُونَ}
(3)
، [وثلاث آيات من آخر سورة البقرة:{لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} إلى آخرها،
(4)
وثلاث آيات من الأعراف {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ} إلى قوله تعالى: فيه {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}
(5)
، وآخر بني إسرائيل {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} إلى آخرها
(6)
، وعشر آيات من أول الصافات إلى قوله [تعالى:] {لَازِبْ}
(7)
، وآيتان من سورة الرحمن:{يَامَعْشَرَ الْجِنِّ}
(1)
ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد (18/ 253) من طريق محمد بن علي المطلبي عن خطاب بن سنان عن قيس بن الربيع عن ثابت بن ميمون عن محمد بن سيرين قال: نزلنا يسيرى فاتانا أهل ذلك المنزل فقالوا: ارحلوا فإنه لم ينزل عندنا هذا المنزل أحد إلا اتخذ متاعه فرحل أصحابي وتخلفت للحديث الذي حدّثني ابن عمر من قرأ في ليلة ثلاثًا وثلاثين آية لم يضره في تلك الليلة سبع ضارى ولا لص طاري، وعوفي في نفسه وأهله وماله حتى يصبح، فلما أمسينا لم أنم حتى رأيتهم قد جاؤا أكثر من ثلاثين مرة مخترطين سيوفهم.
(2)
سورة البقرة، الآيات: 1 - 5.
(3)
سورة البقرة، الآيتان: 255 - 257.
(4)
سورة البقرة، الآيات: 284 - 286.
(5)
سورة الأعراف، الآيتان: 54 - 56.
(6)
سورة الإسراء، الآيتان: 110 - 111.
(7)
سورة الصافات، الآية: 1 - 10.
وَالْإِنْسِ} إلى {فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35)}
(1)
، وآخر الحشر:{لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ} إلى آخرها
(2)
، ومن أول:{قُلْ أُوحِيَ} إلى قوله: {شَطَطًا}
(3)
، قال: وكنا نسميها [آيات] الحرز ويقال أن فيها شفاء من مائة داء فعدّ عليَّ الجذام والبرص فلم أحفظ. قال محمد [بن علي] قرأتها على شيخ لنا قد فلج حتى أذهب الله عز وجل عنه ذلك اهـ. وقال البوني هذه الآيات [شربها مشهور وفضلها مذكور]
(4)
لا ينكرها إلا غبي أو غوي، وقد جرّبها المشايخ وعرف بها من له في العلم القدم الراسخ والقدر الشامخ وهي على ما رويناه بل على ما رأيناه أولها الفاتحة ثم سورة البقرة.
غريبة: قال [أبو] عمرو بن العلاء شيخ [القراء] في زمانه: حدثنا أبو [محمد]
(5)
بكر محمد بن سيرين قال كنت ليلة من الليالي في منزلي أقرأ حزبي فلما بلغت إلى قوله تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45)}
(6)
، سمعتُ صوتا من بعض البيوت أيُّ القرآن الذي إذا قرأته جعل الله بينك وبين الذين لا يؤمنون حجابا مستورًا، فركعت وسجدت ثم قلت لا أدري، قيل لي هي ثلاث آيات في
(1)
سورة الرحمن، الآيات: 33 - 35.
(2)
سورة الحشر، الآيات: 21 - 24.
(3)
سورة الجن، الآيات: 1 - 4.
(4)
سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(5)
سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(6)
سورة الإسراء، الآية:45.
كتاب الله تعالى آية في النحل وآية في الكهف وآية في الجاثية، أما التي في النحل [قوله] تعالى:{أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ}
(1)
الآية، وأما التي في الكهف فقوله تعالى:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا}
(2)
الآية، وأما التي في الجاثية فقوله تعالى:{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}
(3)
الآية، قال أبو عمرو وجربتها ثلاث مرات في سفر اعترضني اللصوص في كل مرة أقرأها وأخرج عليهم فلم يروني، [والثاني]
(4)
في إقبالي إلى الأندلس فإن صاحب القيروان أرسل الأعوان في طلب فقرأتها فأخذ الله [على] أبصارهم عني وركبت البحر وخرجت إلى الأندلس أنا ووالدي وسلمني الله تعالى منهم بحوله وقوته، اهـ قاله في الديباجة [والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
(1)
سورة النحل، الآية:108.
(2)
سورة الكهف، الآية:57.
(3)
سورة الجاثية، الآية:23.
(4)
هكذا هذه العبارة في الأصل، وفي النسخة الهندية:(والثالث)، ولعلها خطأ.