الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكذلك لها أن تصوم من غير إذنه، إذا كان غائبا، فإذا قدم، له أن يفسد صيامها. وجعلوا مرض الزوج، وعجزه من مباشرتها، مثل غيبته عنها في جواز صومها، دون أن تستأذنه.
النهي عن وصال الصوم (1) :
1 -
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إياكم والوصال " - قالها ثلاث مرات - قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله؟ قال: " إنكم لستم في ذلك مثلي، إني أبيت يطعمني (2) ربي ويسقيني، فاكلفوا من الاعمال ما تطيقون " رواه البخاري ومسلم.
وقد حمل الفقهاء النهي على الكراهة.
وجوز أحمد، وإسحق وابن المنذر، الوصال إلى السحر، ما لم تكن مثقة على الصائم.
لما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تواصلوا، فأيكم أراد أن يواصل، فليواصل حتى السحر ".
صيام التطوع:
رغّب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صيام هذه الايام الاتية:
صيام ستة أيام من شوال: روى الجماعة - إلا البخاري والنسائي - عن أبي أيوب الانصاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر (3) ".
(1) وصل الصوم متابعة بعضه بعضا دون فطر أو سحور.
(2)
" يطعمني الخ " أي يجعل الله له قوة الطاعم والشارب.
(3)
هذا لمن صام رمضان كل سنة، قال العلماء: الحسنة بعشر أمثالها ورمضان بعشرة شهور. والايام الستة بشهرين.
وعند أحمد: أنها تؤدى متتابعة وغير متتابعه، ولا فضل لاحدهما على الاخر.
وعند الحنفية، والشافعية، الافضل صومها متتابعة، عقب العيد.
صوم عشر ذي الحجة وتأكيد يوم عرفة لغير الحاج:
1 -
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" صوم يوم عرفة، يكفر سنتين، ماضية، ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية ".
رواه الجماعة إلا البخاري، والترمذي.
2 -
عن حفصة قال: أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: صيام عاشوراء والعشر (1) ، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة. رواه أحمد، والنسائي.
3 -
عن عقبة بن عامر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق، عيدنا - أهل الاسلام - وهي أيام أكل وشرب ". رواه الخمسة، إلا ابن ماجه. وصححه الترمذي.
4 -
عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات.
رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وابن ماجه.
قال الترمذي، قد استحب أهل العلم، صيام يوم عرفة إلا بعرفة.
5 -
عن أم الفضل: أنهم شكوا في صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، فأرسلت إليه بلبن، فشرب، وهو يخطب الناس بعرفة. متفق عليه.
صيام محرم، وتأكيد صوم عاشوراء ويوما قبلها، ويوما بعدها:
1 -
عن أبي هريرة قال، سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال:" الصلاة في جوف الليل ".
قيل: ثم أي الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال: " شهر الله (2) الذي تدعونه المحرم " رواه أحمد، ومسلم، وأبو داود.
(1) أي من ذي الحجة.
(2)
الاضافة للتشريف.
2 -
عن معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء صام، ومن شاء فليفطر " متفق عليه.
3 -
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش، في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه، وأمر الناس بصيامه. فلما فرض رمضان قال:" من شاء صامه ومن شاء تركه ". متفق عليه.
4 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء.
فقال: " ما هذا؟ " قالوا: يوم صالح، نجى الله فيه موسى وبني السرائيل من عدوهم، فصامه موسى فقال صلى الله عليه وسلم:" أنا أحق بموسى منكم " فصامه، وأمر بصيامه. متفق عليه.
5 -
عن أبي موسى الاشعري رضي الله عنه قال: كان يوم عاشوراء، تعظمه اليهود، وتتخذه عيدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" صوموه أنتم " متفق عليه.
6 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا يا رسول الله: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى..فقال: " إذا كان العام المقبل - إن شاء الله - صمنا اليوم التاسع "، قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم، وأبو داود.
وفي لفظ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لئن بقيت إلى قابل لاصومن التاسع ": يعني مع يوم عاشوراء.
رواه أحمد ومسلم.
وقد ذكر العلماء: أن صيام يوم عاشوراء على ثلاث مراتب: المرتبة الاولى: صوم ثلاثة أيام: التاسع، والعاشر، والحادي عشر.
المرتبة الثانية: صوم التاسع، والعاشر.
المرتبة الثالثة: صوم العاشر وحده.
التوسعة يوم عاشوراء:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من وسع على نفسه، وأهله يوم عاشوراء، وسع الله عليه سائر سنته ".
رواه البيهقي في الشعب، وابن عبد البر.
وللحديث طرق أخرى، كلها ضعيفة.
ولكن إذا ضم بعضها إلى بعض، ازدادت قوة: كما قال السخاوي.
صيام أكثر شعبان:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر شعبان.
قالت عائشة: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط، إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان. رواه البخاري، ومسلم.
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال:" ذلك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الاعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ".
رواه أبو داود، والنسائي وصححه ابن خزيمة.
وتخصيص صوم يوم النصف منه ظنا أن له فضيلة على غيره، مما لم يأت به دليل صحيح.
صوم الأشهر الحرم:
الاشهر الحرم ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب ويستحب الاكثار من الصيام فيها.
فعن رجل من باهلة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أنا الرجل الذي جئتك عام الاول، فقال:" فما غيرك، وقد كنت حسن الهيئة؟ " قال: ما أكلت طعاما إلا بليل منذ فارقتك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لم عذبت نفسك؟ " ثم قال: " صم شهر الصبر،
ويوما من كل شهر ". قال: زدني، فإن بي قوة. قال: " صم يومين ". قال: زدني. قال: صم من الحرم واترك. صم من الحرم واترك. صم من الحرم واترك " وقال بأصابعه الثلاثة، فضمها، ثم أرسلها (1) .
رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه والبيهقي، بسند جيد.
وصيام رجب، ليس له فضل زائد على غيره من الشهور، إلا أنه من الاشهر الحرم.
ولم يرد في السنة الصحيحة: أن للصيام فيه فضيلة بخصوصه، وأن ما جاء في ذلك مما لا ينتهض للاحتجاج به.
قال ابن حجر: لم يرد في فضله، ولا في صيامه، ولا في صيام شئ منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة منه، حديث صحيح يصلح للحجة.
صوم يومي الاثنين والخميس:
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم الاثنين، والخميس، فقيل له (2) فقال:" إن الاعمال تعرض كل اثنين وخميس، فيغفر الله لكل مسلم، أو لكل مؤمن، إلا المتهاجرين، فيقول: أخرهما " رواه أحمد، بسند صحيح.
وفي صحيح مسلم: أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين؟ فقال: " ذاك يوم ولدت فيه، وأنزل علي فيه " أي نزل الوحي علي فيه.
صيام ثلاثة أيام، من كل شهر:
قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام، البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة.
وقال: هي " كصوم الدهر " رواه النسائي، وصححه ابن حبان.
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم: أنه كان يصوم من الشهر، السبت
(1)" أرسلها " أي أشار إليه بصيام ثلاثة أيام وفط ثلاثة أخرى.
(2)
" فقيل له " " أي سئل عن الباعث على صوم يومي الخميس، والاثنين.
والاحد، والاثنين، ومن الشهر الاخر، الثلاثاء، والاربعاء، والخميس، وأنه كان يصوم من غرة كل هلال، ثلاثة أيام، وأنه كان يصوم الخميس، من أول الشهر، والاثنين الذي يليه، والاثنين الذي يليه.
صيام يوم وفطر يوم
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو قال، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لقد أخبرت أنك تقوم الليل وتصوم النهار " قال: قلت: يا رسول الله نعم، قال: " فصم، وافطر، وصل، ونم، فإن لجسدك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك (1) عليك حقا، وإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام.
" قال: فشددت فشدد علي.
قال: فقلت، يا رسول الله إني أجده قوة.
قال: " فصم من كل جمعة ثلاثة أيام.
" قال فشددت فشدد علي.
قال فقلت: يا رسول الله إني أجد قوة.
قال: " صم صوم نبي الله داود، ولا تزد عليه ".
قلت: يا رسول الله وما كان صيام داود عليه الصلاة والسلام؟ قال: كان يصوم يوما، ويفطر يوما ".
رواه أحمد، وغيره.
وروى أيضا عن عبد الله بن عمرو وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحب الصيام إلى الله صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصفه، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، وكان يصوم يوما، ويفطر يوما ".
جواز فطر الصائم المتطوع
1 -
عن أم هانئ رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الفتح، فأتي بشراب، فشرب، ثم ناولني، فقلت.
إني صائمة فقال: " إن المتطوع أمير على نفسه، فإن شئت فصومي، وإن شئت فأفطري.
" رواه أحمد والدارقطني، والبيهقي.
ورواه الحاكم وقال صحيح الاسناد.
ولفظه: " الصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء صام، وإن شاء أفطر. "
(1)" زورك " أي ضيفك.