الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الرابع (سُنَنْ الحّج وآدابه)
.
قد فصل الحديث عن سنن كل ركن وواجب في الأبواب السابقة، وسنذكر فيما يلي سنن الحج غير المتعلقة بالأركان والواجبات.
-1 - طواف القدوم: لمن دخل مكة محرماً بالحج أو قارناً، وهو سنة للآفاقي لا للمكي ولا لأهل المواقيت، ويسمى طواف التحية لما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت:(إن أول شيء بدأ به وضع حين وقدم النبي صلى الله عليه وسلم أنه توضأ وطاف)(1) . ويسن فيه الرمل والاضطباع إن أراد السعي بعده. ومن تركه فقد أساء. ويسقط إذا وقف بعرفة ساعة قبل دخوله مكة.
(1) البخاري: ج 2 / كتاب الحج باب 62/1536.
-2 - المبيت في منى ليالي التشريق: وهو سنة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم. ويكره أن يبيت في غيرها متعمداً، لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال:(لم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم لأحد أن يبيت بمكة إلا للعباس من أجل السقاية)(1) . ولكن لا يلزمه شيء بترك المبيت ما دام قد أدى الرمي في وقته.
(1) ابن ماجة: ج 2 / كتاب المناسك باب 80/3066.
-3 - أن يشرب من ماء زمزم، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما:(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى السقاية فاستسقى، فقال العباس: يا فضل، اذهب إلى أمك، فأت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراب من عندها. فقال: اسقني. قال: يا رسول الله، إنهم يجعلون أيديهم فيه. قال: اسقني. فشرب منه، ثم أتى زمزم، وهم يسقون ويعملون فيها، فقال: اعملوا، فإنكم على عمل صالح)(1) . ويستحب أن يتنفس في الشرب ثلاث مرات، وينظر إلى البيت ويقول:"بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم "، ويدعو ويقول في المرة الأخيرة:"اللهم إني أسألك رزقاً واسعاً وعلماً نافعاً، وشفاء من كل داء وسقم، يا أرحم الراحمين"، وذلك لما روي عن عثمان بن الأسود قال: جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال: "من أين جئت؟ فقال: شربت من زمزم. فقال له ابن عباس: أشربت منها كما ينبغي؟ قال: وكيف ذاك يا أبا عباس؟ قال: إذا شربت فاستقبل القبلة واذكر اسم الله وتنفس ثلاثاً وتضلع منها فإذا فرغت فاحمد الله، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(آية بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم)(2) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ماء زمزم لما شرب له، فإن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته مستعيذاً عاذك الله، وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه)(3) . وكان ابن عباس رضي الله عنهما إذا شرب ماء زمزم قال: "اللهم أسألك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً وشفاء من كل داء"(4) .
ويستحب أن يمسح وجهه ورأسه بماء زمزم، ويصب على رأسه إن أمكن.
(1) البخاري: ج 2 / كتاب الحج باب 74/1554.
(2)
المستدرك: ج 1 / ص 472، والتضلع: تضلع الرجل امتلأ ما بين أعضائه شِبعاً ورِياً.
(3)
المستدرك: ج 1 / ص 473.
(4)
المستدرك: ج 1 / ص 473.
-4 - ثلاث خطب يلقيها إمام الحج أو نائبه، وهي:
أ - يوم السابع من ذي الحجة، لما روى ابن عمر رضي الله عنهما قال:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان قبل التروية خطب الناس فأخبرهم بمناسكهم)(1) .
ب - يوم عرفة بنمرة، لما روى جابر رضي الله عنه في حديثه الطويل في صفة حجه صلى الله عليه وسلم قال: (
…
حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها.. فخطب الناس) (2) .
جـ _ يوم النفر الأول بمنى، لحديث عبد الله بن أبي نجيح عن أبيه عن رجلين من بني بكر، قالا:(رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بين أوسط أيام التشريق، ونحن عند راحلته. وهي خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي خطب بمنى)(3) .
(1) البيهقي: ج 5 / ص 111.
(2)
مسلم: ج 2 / كتاب الحج باب 19/147.
(3)
أبو داود: ج 2 / كتاب المناسك باب 71/1952.
-5 - التلبية عند التحول من حال إلى حال، كركوب أو صعود أو هبوط، أو إقبال ليل أو نهار.
-6 - المبادرة بطواف الإفاضة بعد رمي جمرة العقبة، لما روى جابر رضي الله عنه في حديثه الطويل: (.. رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر فنحر
…
ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر) (1) .
(1) مسلم: ج 2 / كتاب الحج باب 19/147.
-7 - الإكثار من الصلاة والطواف والاعتكاف في المسجد الحرام.
-8 - يسن لمن نفر من منى إلى مكة أن يقف بالمُحَصَّب ساعة يدعو الله، لما روي عن نافع "أن ابن عمر كان يرى التحصيب سنة"(1) .
(1) مسلم: ج 2 / كتاب الحج باب 59/338، والمحصب: الأبطح وهو موضع بقرب مكة.
-9 - يسن النفر الثاني وهو آخر أيام التشريق اقتداء بفعله صلى الله عليه وسلم، ولقوله تعالى:{فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه} (1) فالتخيير بين الفاضل والمفضول كما في المسافر يخير بين الصوم والإفطار والصوم أفضل.
(1) البقرة: 203.
-10 - أن يوقع النية في أشهر الحج ويكره قبلها.
آداب الحج:
-1 - أن يبدأ بالتوبة قبل الخروج للحج.
-2 - أن يودع أهله وولي أمره ويستأذنه، لما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فقال:(أي أخي أشركنا في دعائك ولا تنسنا)(1) .
-3 - أن يخرج يوم الخميس، لما روى كعب بن مالك رضي الله عنه قال:(قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في سفر إلا يوم الخميس)(2) .
-4 - أن يحافظ على الطهارة.
-5 - أن يتوسع بالنفقة.
-6 - أن يكثر من الصدقات.
(1) الترمذي: ج 5 / كتاب الدعوات باب 110/3562.
(2)
أبو داود: ج 3 / كتاب الجهاد باب 84/2605.