الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَارْتَبَطَ يَا فلَان هَذِه النعمى الَّتِي جَادَتْ ديمها مغانيك وحققت الْأَيَّام بمكانها أمانيك بشكر ينْطق بِهِ لِسَان الِاعْتِرَاف فَيُؤمن وَحشِي النعم من النفار والانحراف واسلك فِي جمال السِّيرَة والاقتداء بِهَذِهِ الْأَوَامِر المتينة الْمَذْكُورَة جددا يغري بحَمْدك الْأَلْسِنَة ويعرب عَن كونك من الَّذين يَسْتَمِعُون القَوْل فيتبعون أحْسنه وَالله يصدق مخيلة أَمِير الْمُؤمنِينَ فِيك ويوزعك شكر مَا أولاك ويوليك وَيجْعَل الصَّوَاب غَرضا لنبال عَزَائِمه ويذود عَن دولته الْقَاهِرَة كتائب الخطوب بصوارم السعد ولهاذمه ويصل أَيَّامه الزاهرة بالخلود ويبسط على أقاصي الأَرْض ظله الْمَمْدُود مَا اسْتهلّ جفن الْغَيْث المدرار وابتسمت ثغور النوار إِن شَاءَ الله تَعَالَى
الأسلوب الثَّالِث
أَن يفتح مَا يكْتب بِخطْبَة مُبتَدأَة بِالْحَمْد لله وَهُوَ أسلوب نَادِر الْوُقُوع فِيمَا كتب بِهِ عَن الْخُلَفَاء لم يعرف مِنْهُ إِلَّا مَا تقدم ذكره من عهد الْملك الْكَامِل مُحَمَّد بن
الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب بمملكة الديار المصرية على مَا تقدم فِي عهود الْخُلَفَاء للملوك فِي الْفَصْل الأول من هَذَا الْبَاب إِلَّا أَنه كَانَ قد اسْتَقر عَلَيْهِ اصْطِلَاح الفاطميين بالديار المصرية
وَعَلِيهِ أورد على بن خلف مثل مَا يكْتب عَنْهُم فِي الولايات وتبعهم مُلُوك الديار المصرية من بني أَيُّوب فَمن بعدهمْ على ذَلِك على مَا هُوَ مَعْرُوف فِي ذَلِك
وَلما اسْتَقل الإِمَام المستعين بِاللَّه أَبُو الْفضل الْعَبَّاس بالخلافة والسلطنة جَمِيعًا عِنْد الْقَبْض على النَّاصِر فرج كتب عَنهُ كَمَا كَانَ يكْتب عَن الْمُلُوك قبله لم يخْتَلف الْحَال فِي ذَلِك إِلَّا فِي الألقاب السُّلْطَانِيَّة فَكَانَ يُقَال فَلذَلِك رسم بِالْأَمر الشريف العالي المولوي الإمامي النَّبَوِيّ المستعيني ثمَّ بَطل ذَلِك بانتقال السلطنة عَنهُ وَرجع الْأَمر فِي مَا يكْتب إِلَى السُّلْطَان إِلَّا فِي الْأُمُور الْخَاصَّة بالخلافة