الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْبَاب السَّابِع
فِي ذكر أَوَائِل منسوبة إِلَى الْخُلَفَاء وغرائب وملح وأعاجيب تتَعَلَّق بهم وَفِيه فصلان
الْفَصْل الأول
فِي ذكر نبذة من الْأَوَائِل المنسوبة إِلَيْهِم
أول من بُويِعَ بالخلافة أَبُو بكر الصّديق بعد وَفَاة النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقد مر ذكر ذَلِك فِي الْبَاب الأول فِي الْكَلَام على الطّرق الَّتِي تَنْعَقِد بهَا الْخلَافَة وَهُوَ أول خَليفَة ولى وَأَبوهُ حَيّ فَقيل لِأَبِيهِ أبي قُحَافَة اسْتخْلف أَبُو بكر قَالَ أقرَّت بذلك بَنو قصي قيل نعم قَالَ يفعل الله مَا يَشَاء وبقى أَبُو قُحَافَة بعد وَفَاة أبي بكر رضي الله عنه سِتَّة أشهر وَأَيَّام ثمَّ توفى فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة
وَهُوَ أول من عهد بالخلافة عهد بهَا لعمر بن الْخطاب وَقد مر ذكره فِي الْبَاب الأول أَيْضا
وَهُوَ أول من جمع الْقُرْآن حِين قتل الْقُرَّاء بِالْيَمَامَةِ فِي
حَرْب مُسَيْلمَة الْكذَّاب وَسَماهُ مُصحفا وَكَانَ قبل ذَلِك مَكْتُوبًا فِي عسب النّخل أَو أكتاف الْإِبِل وَنَحْوهَا
أول خَليفَة سمى بأمير الْمُؤمنِينَ عمر بن الْخطاب وَهُوَ أول من فتح الْفتُوح وَأول من مصر الْأَمْصَار وَهُوَ أول من دون الدَّوَاوِين فِي الْإِسْلَام قَالَ الْقُضَاعِي دونهَا فِي سنة تسع عشرَة وَقيل سنة عشْرين قَالَ الْمَاوَرْدِيّ وَاخْتلف فِي سَبَب وَضعه فَقيل إِن أَبَا هُرَيْرَة رضي الله عنه قدم عَلَيْهِ بِمَال من الْبَحْرين فَقَالَ مَاذَا جِئْت بِهِ قَالَ خَمْسمِائَة ألف دِرْهَم فاستكثره عمر وَقَالَ أَتَدْرِي مَا تَقول قَالَ نعم مائَة ألف خمس مَرَّات فَصَعدَ عمر الْمِنْبَر فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أَيهَا النَّاس قد جَاءَ مَال كثير فَإِن شِئْتُم كلنا لكم كَيْلا وَإِن شِئْتُم عددنا لكم عدا فَقَالَ رجل يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قد رَأَيْت الْأَعَاجِم يدونون ديوانا لَهُم قدون لنا أَنْت ديوانا فَأمر
بِوَضْع الدَّوَاوِين وَقيل بل بعث عمر رضي الله عنه بعثا وَعِنْده الهرمزان فَقَالَ لعمر قد أَعْطَيْت أهل هَذَا الْبَعْث الْأَمْوَال فَإِن تخلف مِنْهُم رجل أخل بمكانه من أَيْن يعلم صَاحبه فَأثْبت لَهُم ديوانا فَسَأَلَهُ عَن الدِّيوَان ففسره لَهُ فَأمر بِوَضْع الدِّيوَان وَقيل إِن عمر اسْتَشَارَ الْمُسلمين فِي أَمر المَال فَقَالَ عَليّ نقسم كل سنة مَا اجْتمع إِلَيْك من المَال وَلَا تمسك مِنْهُ شَيْئا فَقَالَ عُثْمَان أرى مَالا كثيرا وَإِن لم تحص النَّاس حَتَّى تعلم من أَخذ مِمَّن لم يَأْخُذ انْتَشَر الْأَمر فَقَالَ خَالِد بن الْوَلِيد قد كنت بِالشَّام فَرَأَيْت مُلُوكهَا دونوا ديوانا وجندوا جُنُودا فدون ديوانا وجند جُنُودا فَأخذ بقوله
وَهُوَ أول من أرخ بعام الْهِجْرَة قَالَ فِي ذخيرة الْكتاب لما أَرَادَ وضع التَّارِيخ جمع النَّاس للمشورة فَقَالَ بَعضهم نؤرخ بمبعث النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقَالَ بَعضهم بل بوفاته وَقَالَ بَعضهم بل بهجرته من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة لِأَنَّهَا أول ظُهُور الْإِسْلَام فصوبه عمر وَأجْمع رَأْيهمْ عَلَيْهِ وَكَانَت الْهِجْرَة فِي شهر ربيع الأول بعد عشر من النُّبُوَّة وَقدم الْمَدِينَة لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة خلت مِنْهُ فَاخْتَلَفُوا فِي
الشَّهْر الَّذِي يبدؤون بِهِ فَأَشَارَ بَعضهم بالبداءة برمضان لشرفه فَقَالَ عمر بل بالمحرم لِأَنَّهُ منصرف النَّاس من حجهم فَرجع الْقَهْقَرَى ثَمَانِيَة وَسِتِّينَ يَوْمًا وَهِي الْقدر الَّذِي مضى من أول الْمحرم إِلَى اثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة من ربيع الأول وَابْتِدَاء التَّارِيخ من أول الْمحرم لتِلْك السّنة
قَالَ أَبُو هِلَال العسكري أَرَادَ بذلك اجْتِمَاع الْأَشْهر الْحرم فِي سنة وَاحِدَة
وَهُوَ أول من اتخذ بَيت مَال فِيمَا ذكره العسكري عَن قَتَادَة
وَهُوَ أول من سنّ قيام شهر رَمَضَان وَجمع النَّاس على إِمَام وَاحِد فِي التَّرَاوِيح وَذَلِكَ فِي سنة أَربع عشرَة
وَهُوَ أول من عس بِاللَّيْلِ
وَهُوَ أول من عاقب شَاعِرًا على الهجاء عاقب الحطيئة حِين هجا الزبْرِقَان بن بدر بِأَن حَبسه فِي بِئْر ثمَّ أخرجه وَطلب شفرة يُوهِمهُ أَنه يُرِيد قطع لِسَانه تخويفا لَهُ ليكف عَن الهجاء
وَهُوَ أول من ضرب فِي الْخمر ثَمَانِينَ وَكَانَ أَبُو بكر رضي الله عنه قبل ذَلِك يجلد فِيهِ أَرْبَعِينَ
وَهُوَ أول من حرم الْمُتْعَة بِالنسَاء وَهِي أَن تنْكح الْمَرْأَة على شَيْء إِلَى أجل وَكَانَت مُبَاحَة قبل ذَلِك
وَهُوَ أول من نهى عَن بيع أُمَّهَات الْأَوْلَاد وهبتهن وجعلهن مِيرَاثا
وَهُوَ أول من مسح سَواد الْعرَاق على يَد عُثْمَان بن حنيف وَهُوَ من أَرض الْموصل إِلَى عبادان طولا وَذَلِكَ مائَة وَخمْس وَعِشْرُونَ فرسخا وَمن عقبَة حلوان إِلَى الْقَادِسِيَّة عرضا وَذَلِكَ ثَمَانُون فرسخا وَبَلغت جربانه سِتَّة وَثَلَاثِينَ ألف ألف جريب
وَهُوَ أول من صَالح الْعمَّال على مَال يَأْخُذهُ مِنْهُم وَكَانَ من ذَلِك أَنه شاطر عَمْرو بن الْعَاصِ مَاله وَهُوَ أَمِير مصر يَوْمئِذٍ
وَهُوَ أول من حمل الطَّعَام من مصر فِي بَحر أَيْلَة إِلَى الْمَدِينَة حِين أقحطوا فِي عَام الرَّمَادَة والأمير على مصر يَوْمئِذٍ عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ الْقُضَاعِي حفر خليج الْقَاهِرَة من الْفسْطَاط إِلَى السويس فِي ثَمَانِيَة أشهر وَجَرت فِيهِ السفن بِالطَّعَامِ من عَامه فَكَانَ ينْقل مِنْهَا إِلَى السفن ببحر القلزم فَيحمل مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَة
وَهُوَ أول من أعال الْفَرَائِض فِيمَا ذكره العسكري عَن ابْن عَبَّاس وَكَانَ ابْن عَبَّاس يُنكر القَوْل وَلم يظْهر ذَلِك إِلَّا بعد موت عمر فَقيل لَهُ هلا قلت ذَلِك فِي زمن عمر قَالَ كَانَ رجلا مهيبا فهبته
وَهُوَ أول من اتخذ الدرة وَحملهَا ليعذب بهَا الجناة وَكَانَت من الهيبة بِحَيْثُ قَالَ الشّعبِيّ إِن درة عمر لأهيب من سيف الْحجَّاج
أول خَليفَة ولى وَأمه فِي قيد الْحَيَاة عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه ثمَّ مُوسَى وَهَارُون ابْنا الْمهْدي ثمَّ المعتضد ثمَّ الْمُطِيع
وَهُوَ أول من أقطع القطائع بالأرضين
من الْخُلَفَاء قَالَ العسكري فعل ذَلِك اقْتِدَاء بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
وَهُوَ أول من حمى الْحمى لإبل الصَّدَقَة وَنَحْوهَا
وَهُوَ أول من خفض صَوته بِالتَّكْبِيرِ فِي الصَّلَاة فِيمَا ذكره العسكري عَن عَاصِم بن أبي محكن
وَهُوَ أول من خلق الْمَسْجِد
وَهُوَ أول من ارْتقى إِلَى مقَام النَّبِي صلى الله عليه وسلم على الْمِنْبَر إِذْ كَانَ أَبُو بكر قد نزل عَنهُ دَرَجَة ثمَّ جَاءَ عمر فَنزل عَنهُ أُخْرَى فَلَمَّا جَاءَ عُثْمَان رقي إِلَى حَيْثُ كَانَ يرقى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ سلمَان الْيَوْم ولد الشَّرّ وَقد ذكر ذَلِك بعض الْخُلَفَاء فَأنكرهُ فَقَالَ لَهُ بعض الْحَاضِرين اشكره يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فلولا ذَلِك لَكُنْت الْيَوْم تخْطب فِي بِئْر
وَهُوَ أول من أرتج عَلَيْهِ فِي الْخطْبَة فَقَالَ أَيهَا النَّاس إِن اللَّذين تقدماني كَانَا يعدَّانِ لهَذَا الْموقف كلَاما وَأَنْتُم إِلَى إِمَام عَادل أحْوج مِنْكُم إِلَى إِمَام قَائِل وَسَتَأْتِيكُمْ الْخطْبَة على وَجههَا ثمَّ نزل
وَهُوَ أول من قدم الْخطْبَة قبل الصَّلَاة فِي الْعِيدَيْنِ حِين رأى كثيرا من النَّاس يذهبون قبل سَماع الْخطْبَة وَكَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان فِي أول خِلَافَته يصلونَ ثمَّ يخطبون كَمَا هُوَ الْآن
وَهُوَ أول من فوض إِلَى النَّاس إِخْرَاج زكواتهم بِأَنْفسِهِم من غير دَفعهَا إِلَى الإِمَام
وَهُوَ أول من اتخذ صَاحب شرطة
قَالَ الثعالبي فِي لطائف المعارف وَهُوَ أول من قيل تَنَح عَن الطَّرِيق عِنْد سير الْخَلِيفَة
أول من بَايع عليا رضي الله عنه بالخلافة طَلْحَة وَكَانَت يَده شلاء فَقَالَ حبيب بن ذُؤَيْب أول من بَايعه أشل فَمَا أَظن أَن هَذَا الْأَمر يتم وَقيل أول من بَايعه الأشتر النَّخعِيّ
وَهُوَ أول خَليفَة وَقع فِي زَمَنه قتال بَين أهل الْقبْلَة وَذَلِكَ فِي وقْعَة الْجمل
وَهُوَ أول من اتخذ بَيْتا يطْرَح فِيهِ الْقَصَص حَتَّى كتبُوا شَتمه وألقوه فِيهِ فَتَركه ثمَّ اتَّخذهُ الْمهْدي أَيَّام خِلَافَته
وَهُوَ أول من فرق بن الْبَيِّنَة فِي شَهَادَة الْخُصُوم
أول من اتخذ ديوَان الْخَاتم مُعَاوِيَة جعل ديوانا لختم كتبه الَّتِي تكْتب عَنهُ وَكَانَ سَبَب ذَلِك فِيمَا ذكره الثعالبي أَن عَمْرو بن الزبير قدم عَلَيْهِ فَأمر لَهُ بِمِائَة ألف دِرْهَم وَكتب لَهُ بذلك كتابا إِلَى زِيَاد بالعراق ففض عَمْرو الْكتاب وَجعل الْمِائَة مِائَتَيْنِ فَلَمَّا أطلع مُعَاوِيَة على ذَلِك اتخذ ديوَان الْخَاتم
أول من بَايع لوَلَده مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان بَايع لِابْنِهِ يزِيد بالخلافة بعده
وَهُوَ أول من وضع الْبَرِيد فِي الْإِسْلَام نَقله عَن مُلُوك الْفرس وأحكمه بعد ذَلِك عبد الْملك بن مَرْوَان
وَهُوَ أول من سمى الغالية غَالِيَة شمها من عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب فَسَأَلَهُ عَنْهَا فوصفها لَهُ فَقَالَ إِنَّهَا غَالِيَة وَيُقَال إِنَّه شمها من مَالك بن أَسمَاء بن خَارِجَة وَكَانَت أُخْته هِنْد أول من صنعتها وَأنكر الجاحظ ذَلِك كُله وَقَالَ إِنَّا نجد فِي أشعار الْجَاهِلِيَّة ذكر الغالية وَرُبمَا قيل إِنَّهَا أَتَت الْعَرَب من جِهَة الْحَبَشَة
وَهُوَ أول من عمل الْمَقْصُورَة فِي الْجَامِع ليُصَلِّي فِيهَا قيل إِنَّه رأى على منبره كَلْبا فاتخذها وَقيل أول من اتخذها مَرْوَان بن الحكم اتخذها من حِجَارَة منقوشة وَجعل لَهَا كوى خوفًا على نَفسه وَقيل أول من اتخذها عُثْمَان رضي الله عنه خوفًا أَن يُصِيبهُ مَا أصَاب عمر
وَهُوَ أول من خطب جَالِسا حِين كثر شحمه وَعظم بَطْنه
وَهُوَ أول خَليفَة عبثت بِهِ رَعيته واجترأت عَلَيْهِ حَتَّى قَامَ إِلَيْهِ رجل فَقَالَ ليخبرنا أَمِير الْمُؤمنِينَ من كَانَ زوج أمه قبل أبي سُفْيَان فَقَالَ حَفْص بن الْمُغيرَة ثمَّ كلم ذَلِك الرجل عَمْرو بن الزبير فَأَغْلَظ عَلَيْهِ فِي كَلَامه فَأمر بِهِ فَضرب حَتَّى مَاتَ فَبلغ ذَلِك مُعَاوِيَة فلامه فَقيل إِنَّه الْقَائِل لَك كَذَا فَقَالَ إِذن قتلته وَأَنا أَحَق من وداه
وَهُوَ أول من أَمر بإقراء السَّلَام على الْخُلَفَاء وَأقرهُ عمر بن عبد الْعَزِيز
وَهُوَ أول من استلحق فِي الْإِسْلَام استلحق زيادا عملا بقول أَبِيه أبي سُفْيَان لَوْلَا أَن يشبرق عمر إهابي لعرفت أَن
زيادا قريب النّسَب مني أَنا غرسته فِي رحم أمه
وَهُوَ أول من اتخذ الخصيان لخاص خدمته
أول من أخرج الْمِنْبَر إِلَى الصَّحرَاء فِي الْعِيد مَرْوَان بن الحكم
وَهُوَ أول من أَخذ الْجَار بالجار فِيمَا ذكره العسكري أَخذ فَتى بِأَبِيهِ فجلده وتمثل بقول الشَّاعِر
…
جانيك من يجنى عَلَيْك وَقد
تعدِي الصِّحَاح مبارك الجرب
…
فَقَالَ الْفَتى مَا هَكَذَا قَالَ الله تَعَالَى بل قَالَ {وَلَا تزر وَازِرَة وزر أُخْرَى} فرق لَهُ وخلاه
ويحكى مثل ذَلِك عَن الْحجَّاج بن يُوسُف
أول من نهى عَن الْكَلَام بِحَضْرَة الْخَلِيفَة عبد الْملك بن مَرْوَان وَكَانَ النَّاس قبل ذَلِك يراجعون الْخَلِيفَة فِيمَا يَقُول ويعترضون عَلَيْهِ فِيمَا يفعل وَأكْثر مَا كَانَ ذَلِك على عُثْمَان
وَهُوَ أول من ضرب الدَّرَاهِم فِي الْإِسْلَام وَكتب فِي أَولهَا {قل هُوَ الله أحد} سنة خمس وَسبعين وَجعل كل عشرَة مِنْهَا وزن سبع مَثَاقِيل فاستمر هَذَا الْوَزْن إِلَى الْآن وَإِنَّمَا كَانَ قبل ذَلِك الدَّرَاهِم المشخصة ثمَّ ضربهَا الْحجَّاج وَنقش عَلَيْهَا {الله أحد الله الصَّمد} وَنهى أَن يطبع أحد غَيره فطبع سهير الْيَهُودِيّ دَرَاهِمه السهيرية من فضَّة خَالِصَة وَجعل فِيهَا ذَهَبا فَأمر الْحجَّاج بقتْله فَقَالَ انْظُر فَإِن لم تكن أَجود من دراهمك فاقتلني فَوَجَدَهَا أَجود مِنْهَا فَأمر بقتْله لجرأته على ضربهَا قَالَ فَإِنِّي أعرض عَلَيْك أمرا فَإِن رَأَيْته أصلح للْمُسلمين من قَتْلِي فأعفني قَالَ هاته فَوضع الأوزان وزن ألف وَخمْس مائَة وثلاثمائة إِلَى وزن ربع قِيرَاط فَجَعلهَا حديدا ونقشها وَجَاء بهَا إِلَى الْحجَّاج فأعجبه وَعَفا عَنهُ وَكَانَ النَّاس قبل ذَلِك يَأْخُذُونَ الدِّرْهَم الوازن فيزنون بِهِ غَيره وَأكْثر ذَلِك يُؤْخَذ عددا
وَهُوَ أول من نقل الدِّيوَان من الفارسية بالعراق وَمن الرومية بِالشَّام إِلَى الْعَرَبيَّة
وَهُوَ أول من رفع يَده على الْمِنْبَر وَهُوَ أول خَليفَة بخل حَتَّى كَانَ يُقَال لَهُ رشح الْحجر لبخله كَمَا تقدم فِي تَرْجَمته يُقَال إِن بعض أخصائه لامه يَوْمًا على ذَلِك فَقَالَ أما سَمِعت قَول الْقَائِل أجع كلبك يتبعك فَقَالَ أما تخشى يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَن يلوح لَهُ غَيْرك بكسرة فيتركك ويتبعه
أول من اتخذ البيمارستان للمرضى فِي الْإِسْلَام الْوَلِيد بن عبد الْملك بنى بيمارستانا بِدِمَشْق وسبله على المرضى أما مصر فَأول من اتَّخذهُ بهَا أَحْمد بن طولون بناه بالفسطاط وَهُوَ بَاقٍ إِلَى الْآن ثمَّ اتخذ السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب بيمارستانا بِالْقَاهِرَةِ فِي قاعة من قاعات الْقصر أخبر أَنه لَا يدخلهَا النَّمْل وَهُوَ بَاقٍ إِلَى الْآن ثمَّ اتخذ الْمَنْصُور قلاوون البيمارستان الْكَبِير بَين القصرين فأنسى ذكر مَا كَانَ قبله
وَهُوَ أول من أجْرى الرَّوَاتِب على الْقُرَّاء والعميان وَأَصْحَاب العاهات
وَهُوَ أول خَليفَة أَقَامَ ناموس الْملك وَمنع من دُعَاء الْخَلِيفَة باسمه ومراجعته فِي الْكَلَام وَقَامَ بذلك خَطِيبًا فَقَالَ
أَيهَا النَّاس إِنَّكُم كُنْتُم تكَلمُون من قبلي من الْخُلَفَاء بِكَلَام الْأَكفاء تَقولُونَ يَا مُعَاوِيَة يَا يزِيد وَإِنِّي أعطي الله عهدا يأخذني بِالْوَفَاءِ بِهِ لَا يكلمني أحد بِمثل ذَلِك إِلَّا أتلفت نَفسه ثمَّ إِن رجلا قَالَ لَهُ بعد ذَلِك اتَّقِ الله يَا وليد فَإِن الْكِبْرِيَاء لله فَأمر بِهِ فوطئ بالأقدام فأيقظ النَّاس ذَلِك
أول خَليفَة اتخذ الأتراك أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور اتخذ حمادا التركي ثمَّ اتخذ الْمهْدي بعده مُبَارَكًا التركي وَغَيره
وَهُوَ أول خَليفَة جمع لعامل بَين الْحَرْث وَالْخَرَاج جمع بَينهمَا لخَالِد بن برمك بِفَارِس
أول خَليفَة زَاد فِي الْكتب وأسأله أَن يُصَلِّي على مُحَمَّد وَآله هَارُون الرشيد كَمَا تقدم فِي المكاتبات قَالُوا وَكَانَ ذَلِك من أفضل مناقبه
وَهُوَ أول خَليفَة جلس فِي المصائب على الْبسَاط دون أنماط تَحْتَهُ حِين نعي إِلَيْهِ ابراهيم بن صَالح بن عَليّ وَصَارَ إِلَى