الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَهَذِه نُسْخَة تَفْوِيض شرِيف
كتب بِهِ عَن الإِمَام المعتضد بِاللَّه خَليفَة الْعَصْر الْمَوْضُوع لَهُ هَذَا الْكتاب بتفويض نظر الْجَامِع الْجَدِيد بِمصْر للْمقر الناصري مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ كَاتب السِّرّ الشريف بالممالك الإسلامية من إنْشَاء الشَّيْخ الإِمَام عَلامَة الدَّهْر تَقِيّ الدّين بن حجَّة وَهِي
الْحَمد لله الَّذِي جعل التَّفْوِيض العباسي مُتَّصِلا بِمُحَمد وَنفذ أَحْكَام الْخلَافَة الداوودية قَدِيما وحديثا إِلَى أَن تسلسل حَدِيثهَا الْمسند وعضد الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين بمعتضد مَا قَامَ فِي نصْرَة بَيته إِلَّا من هُوَ مؤيد نحمده على أَن أتحفنا من هَذَا الْبَيْت بِكُل أَمِين على الْأمة ورشيد ونشكره على أَن أَقَامَ لَهُ بعد أبي مُسلم أَبَا النَّصْر فأمسى وَهُوَ بأركان الشّرف مشيد
ونشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة تجمع بَين حسن النّظر وَالشَّهَادَة ونشهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الَّذِي هُوَ جَامع شَمل هَذِه الْأمة وقبلتها وسراجها الْمُنِير لِلْعِبَادَةِ صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه
الَّذين تمسكوا بِطيب أَثَره وتبصروا بِحسن نظره صَلَاة تعلى منار الشَّهَادَتَيْنِ فِي جَوَامِع الْكَلم بركتها وَتَعْلُو فِي جَوَامِع الْأَمْصَار بِمُحَمد كلمتها مَا سجع على أفنان المنابر ساجع وغرد وأعلن تَحت العلمين العباسية بِقرب المعتضد من مُحَمَّد وَسلم تَسْلِيمًا
وَبعد فَإِن سجايا الْكَرم فِي آل بَيت النَّبِي مَا بَرحت لعقود المنائح خُلَاصَة وَكَيف لَا وَهُوَ الَّذِي أنزل بأكنافه {ويؤثرون على أنفسهم وَلَو كَانَ بهم خصَاصَة} لَا سِيمَا بَنو الْعَبَّاس فَإِن شجرتهم الَّتِي أَصْلهَا ثَابت وفرعها فِي السَّمَاء نعم الْخلف وَمَا مِنْهُم إِلَّا واثق بِاللَّه ومتوكل على الله ومعتضد بِهِ وَهَذَا غَايَة الشّرف فَمن أَخذ عَنْهُم حَدِيثا فِي أَمر بَيت من بيُوت الله فقد ظفر بِحسن نظر وَفضل جَامع فَإِن الْبَيْت والْحَدِيث لَهُم بِغَيْر مُنَازع فَلَا معبد إِلَّا وَله الطَّرب عِنْد جس عيدَان المنابر بأوصافهم الْمَشْهُورَة وَلَا خَائِف من عصاة الْأمة إِلَّا داس بِسَاط الطَّاعَة فِي جوامعهم وَدخل تَحت أعلامهم المنشورة فَمن قصد
الْقرب إِلَيْهِ فقد فَازَ بأعظم قربَة لَا سِيمَا إِن نهل من سقايتهم نهلة فَإِنَّهُ لم يجد بعْدهَا فِي المناهل منهلا مستعذبا للمحبة وَكَانَ الجناب الْكَرِيم العالي القاضوي الكبيري السفيري الناصري مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ الجهمي الشَّافِعِي صَاحب دواوين الْإِنْشَاء الشريف بالممالك الشَّرِيفَة المحروسة الإسلامية ضاعف الله تَعَالَى نعْمَته هُوَ الرُّكْن السَّامِي فِي قَوَاعِد بيتنا الشريف والمنتصب لرفع علمه العباسي حَتَّى تفيأ كل قَائِل بظله الوريف والملاحظ بِعَين سره الَّذِي هُوَ فِي نسبنا أبدع من بديع النسيب والسر المحمدي مَا برح لبنى الْعَبَّاس فِيهِ حَظّ وَنصِيب والمساعد بعد عمَارَة بيتنا فِي عمَارَة بَيت الله الَّذِي صَار بِحسن نظره قرير الْعين وَلَقَد أبدع فِي إنْشَاء نظمها حَتَّى تحقق النَّاس أَنه أعظم من إنْشَاء نظم الْبَيْتَيْنِ
فَلذَلِك رسم بِالْأَمر الشريف العالي المولوي الإمامي المعتضدي لَا زَالَت تفاويضه الشَّرِيفَة العباسية محروسة بالأسرار المحمدية أَن يُفَوض إِلَى الْمشَار إِلَيْهِ نظر الْجَامِع الْجَدِيد بِمصْر المحروسة وَوَقفه الْمَنْسُوب إِلَى السُّلْطَان الشَّهِيد الْملك النَّاصِر بقى الله تَعَالَى عَهده علما أَنه إِن شَمل نظره
الْجَامِع الْمصْرِيّ فقد مد الله هَذَا النّظر فِي سَائِر الْأَمْصَار وَيعلم أَنه يصير بِحسن مهاجره لموقفه الناصري من أعظم الْأَنْصَار ويحق لهَذَا الْجَامِع أَن يَقُول مَا بَرحت بِمصْر متممسكا من مُحَمَّد بالآثار وَلَقَد هام الْبَيْت الْعَتِيق إِلَى رُؤْيَة هَذَا الْبَيْت الْجَدِيد الَّذِي هُوَ بِالْمَدِينَةِ الآهلة بالجناب المحمدي وَدَار الْخلَافَة وود الْأَقْصَى أَن يكون الْأَدْنَى إِلَيْهِ ليطالع تَفْسِيره الَّذِي يَجْعَل من الْبَحْر اغترافه وَتمنى الْأمَوِي أَن يطير بأجنحة النسْر ليزوجه بعروسه الْعَالِيَة الْمنَار واستصغر تنكز نَفسه عَن مُقَابلَة النَّاصِر وَأحكم الْحَاكِم وَقصر طولون عَن السَّبق فِي هَذَا الْمِضْمَار وَقَالَ الْأَزْهَر هَذَا بِنور النّظر المحمدي أَزْهَر وَقَالَ الْأَقْمَر هَذَا بالطلعة البارزية أقمر فليتلق حَدِيث هَذَا التَّفْوِيض عَن أبي الْفَتْح عَن أبي النَّصْر ويتبرك بِسَنَدِهِ العالي ويملي مَا أَخذه من شَوَاهِد الْمحبَّة عَن المعتضد عَن الْمُؤَيد لَا عَن القالي وليباشر ذَلِك على مَا عهد من أدواته الَّتِي مَا نسبت إِلَى غير الْكَمَال فَإِن الْخلَل لم ينظر إِلَيْهِ بِعَيْنِه من خلال والوصايا كَثِيرَة وَلكنه بِحَمْد الله أَبُو عذرتها وَابْن