الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلبه جزيل الثَّوَاب وكريم المآب وَالله تَعَالَى يعين أَمِير الْمُؤمنِينَ على نِيَّته على تعزيز الْإِسْلَام وَأَهله وإذلال الشّرك وَحزبه
فلتعلم هَذَا من رَأْي أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلَا تستعن بِأحد من الْمُشْركين وَأنزل أهل الذِّمَّة مَنَازِلهمْ الَّتِي أنزلهم الله بهَا واقرأ كتاب أَمِير الْمُؤمنِينَ على أهل أعمالك وأشعه فيهم وَلَا يعلم أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنَّك استعنت وَلَا أحد من عمالك وأعوانك بِأحد من أهل الذِّمَّة فِي عمل الْإِسْلَام
قلت ثمَّ لم يزل الْخُلَفَاء بعد المتَوَكل يتداولون كِتَابَة مثل ذَلِك فِي كل زمن ويشددون فِيهِ حَتَّى أَن المقتدر بِاللَّه فِي سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ عزل كتاب النَّصَارَى وعمالهم وَأمر بِأَن لَا يستعان بِأحد من أهل الذِّمَّة وَقتل بعض النَّصَارَى وَكتب إِلَى عماله بهَا
نسخته
عوائد الله عِنْد أَمِير الْمُؤمنِينَ تومى على عَادَة رِضَاهُ
وَنِهَايَة أمانيه وَلَيْسَ أحد يظْهر عصيانه إِلَّا جعله الله عظة للأنام وبادره بعاجل الاصطلام وَالله عَزِيز ذُو انتقام فَمن نكث وطغى وبغى وَخَالف أَمِير الْمُؤمنِينَ وَخَالف مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم وسعى فِي إِفْسَاد دولة أَمِير الْمُؤمنِينَ عاجله أَمِير الْمُؤمنِينَ بسطوته وطهر من رجسه دولته وَالْعَاقبَة لِلْمُتقين
وَقد أَمر أَمِير الْمُؤمنِينَ بترك الِاسْتِعَانَة بِأحد من أهل الذِّمَّة فليحذر الْعمَّال تجَاوز أَمر أَمِير الْمُؤمنِينَ ونواهيه
وَكَذَلِكَ وَقع فِي زمن الْآمِر الفاطمي بالديار المصرية أَمر بِكِتَاب كتاب عَنهُ بإلباس أهل الذِّمَّة الغيار وَإِنْزَالهمْ بالمنزلة الَّتِي أَمر الله تَعَالَى أَن ينزلُوا بهَا من الذل وَالصغَار وَأمر أَن لَا يولوا شَيْئا من أَعمال الْإِسْلَام وَأَن ينشأ فِي ذَلِك كتاب يقف عَلَيْهِ الْخَاص وَالْعَام فَكتب
وأوله الْحَمد لله المعبود فِي أرضه وسمائه والمجيب دُعَاء من يَدعُوهُ بأسمائه
وَهُوَ كتاب طَوِيل قصّ عَلَيْهِم فِيهِ كل نكال
وعَلى ذَلِك جرى مُلُوك الديار المصرية إِلَى أَن كَانَ آخر مَا كتب بِمثل ذَلِك عَن الْملك الصَّالح صَالح بن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون فِي سنة خمس وَخمسين وَسبع مائَة