الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَفِي رِوَايَة إِنَّمَا كتب أَولا هَذَا كتاب من مُحَمَّد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لتميم بن أَوْس الدَّارِيّ إِن لَهُ قَرْيَة حبرًا وَبَيت عينون قريتها كلهَا سهلها وجبلها ماءها وحرثها وأنباطها وبقرها ولعقبه من بعده لَا يحاقه فِيهَا أحد وَلَا يلجه عَلَيْهِم أحد بظُلْم فَمن طَلَبهمْ أَو أَخذ من أحدهم شَيْئا فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ وَكتب عَليّ
وروى الْحَافِظ بن مَنْدَه نَحوه فَصَارَ ذَلِك أسلوبا ينسج على منواله
قلت وَيُقَال إِن الرقعة مَوْجُودَة عَن التميميين بِبَلَد الْخَلِيل إِلَى الْآن فِي رقْعَة أَدَم
وَهَذِه نُسْخَة مقاطعة
كتب بهَا أَبُو اسحاق الصابي عَن الْمُطِيع لله بإقطاع أَرض إقطاع تمْلِيك وَهِي
هَذَا كتاب من عبد الله الْفضل الإِمَام الْمُطِيع لله أَمِير الْمُؤمنِينَ لفُلَان بن فلَان
إِنَّك رفعت قصتك تذكر حَال ضيعتك الْمَعْرُوفَة بِكَذَا وَكَذَا من رستاق كَذَا وَكَذَا من طسوج كَذَا وَكَذَا وَأَنَّهَا أَرض رقيقَة قد نزل عَلَيْهَا الخراب وانغلق أَكْثَرهَا بالسد والدغل وَأَن مثلهَا لَا تتسع يَد اللَّيَالِي للإنفاق عَلَيْهِ وعلب بالاسلة واستخراج سدوده وقفل أرضه وَلَا يرغب الأكرة فِي ازدراعه والمعامل فِيهِ وَإِن أَمِير الْمُؤمنِينَ مقاطعك عَن هَذِه الضَّيْعَة على كَذَا وَكَذَا من الْوَرق الْمُرْسل فِي كل سنة على اسْتِقْبَال سنة كَذَا وَكَذَا الخراجية مقاطعة مُؤَبّدَة مَاضِيَة مقررة نَافِذَة يسْتَخْرج مَالهَا فِي أول الْمحرم من كل سنة وَلَا تتبع بِنَقْض وَلَا يتَأَوَّل فِيهَا متأول وَلَا تعترض فِي مُسْتَأْنف الْأَيَّام مَا اجتهدت فِي عمارتها وتكلفت الْإِنْفَاق عَلَيْهَا واستخراج سدودها وتنقية أراضيها واحتفار سواقيها واجتلاب
الأكرة إِلَيْهَا وَإِطْلَاق البذور والتقاوي فِيهَا وإرغاب المزارعين بتَخْفِيف طسوقها بِحَق الرَّقَبَة ومقاسماتها وَكَانَ فِي ذَلِك توفير لحق بَيت المَال وَصَلَاح ظَاهر لَا يخْتل
وَسَأَلت أَمِير الْمُؤمنِينَ الْأَمر بذلك والتقدم بِهِ والإسجال لَك بِهِ وإثباته فِي ديوَان السوَاد ودواوين الحضرة وديوان النَّاحِيَة وتصييره مَاضِيا لَك ولعقبك وَأَعْقَابهمْ وَمن لَعَلَّ هَذِه الضَّيْعَة أَو شَيْئا مِنْهَا ينْتَقل إِلَيْهِ بِبيع أَو مِيرَاث أَو صَدَقَة أَو غير ذَلِك من ضروب الِانْتِقَال فَإِن أَمِير الْمُؤمنِينَ بإيثاره الْفَلاح واعتماده أَسبَابه ورغبته فِيمَا عَاد بالتوفير على بَيت المَال والعمارة والترفيه للرعية أمرنَا بِالنّظرِ فِيمَا ذكرته واستقصاء الْبَحْث عَنهُ وَمَعْرِفَة وَجه التَّدْبِير وسبيل الْحَظ فِيهِ وَالْعَمَل بِمَا يُوَافق الرشد فِي جَمِيعه فَرجع إِلَى الدِّيوَان فِي تعرف مَا حكيته من أَحْوَال هَذِه الضَّيْعَة فأنفذ مِنْهُ رجلا مُخْتَارًا ثِقَة مَأْمُونا من أهل الْخِبْرَة بِأُمُور السوَاد وأعمال الْخراج قد عرف أَمِير الْمُؤمنِينَ أَمَانَته وديانته وَحكمه
ومعرفته وَأمره بالمصير إِلَى هَذِه النَّاحِيَة وَجمع أَهلهَا من الأدلاء والأكرة والمزارعين وثقات الْأُمَنَاء والمجاورين وَالْوُقُوف على هَذِه الأقرحة وإيقاع المساحة عَلَيْهَا وكشف أَحْوَال غامرها وعامرها والمسير على حُدُودهَا وَأخذ أَقْوَالهم وآرائهم فِي وَجه صَلَاح وَعمارَة قراح قراح مِنْهَا وَمَا يُوجِبهُ صَوَاب التَّدْبِير فِيمَا التمسته من المقاطعة بالمبلغ الَّذِي بذلته وَذكرت أَنه زَائِد على الِارْتفَاع وَالْكتاب بِجَمِيعِ ذَلِك إِلَى الدِّيوَان ليوقف عَلَيْهِ وَينْهى إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ لينْظر فِيهِ فَمَا صَحَّ عِنْده مِنْهُ أَمْضَاهُ وَمَا رأى الِاسْتِظْهَار على نظر النَّاظر فِيهِ استظهر فِيمَا يرى مِنْهُ حَتَّى يقف على حَقِيقَته ويرسم بِمَا يعْمل عَلَيْهِ
فَذكر ذَلِك النَّاظر أَنه وقف على هَذِه الضَّيْعَة وعَلى سَائِر أقرحتها وحدودها وطافها بمشهد من أهل الْخِبْرَة بأحوالها من ثِقَات الأدلاء والمجاورين والأكرة والمزارعين والأمناء الَّذين يرجع إِلَى أَقْوَالهم وَيعْمل
عَلَيْهَا فَوجدَ مساحة بطُون الأقرحة المزدرعة من جَمِيعهَا دون سواقيها وبرورها وتلالها ومستنقعاتها وَمَا لَا يعْتَمد من أرْضهَا بالجريب الْهَاشِمِي الَّذِي تمسح بِهِ الأَرْض فِي هَذِه النَّاحِيَة كَذَا وَكَذَا جريبا مِنْهَا قراح كَذَا وَكَذَا وقراح كَذَا وَكَذَا وَمِنْهَا الْحصن والبيوت والساحات والقراحات والخزانات وَوجد حَالهَا فِي الخراب والانسداد وتكدر الْعِمَارَة وَالْحَاجة إِلَى عَظِيم الْمعرفَة ومفرط النَّفَقَة على مَا حكيته وشكوته وَنظر فِي مِقْدَار أصل هَذِه الخزانات من هَذِه الضَّيْعَة وَمَا يجب عَلَيْهَا وَكَيْفِيَّة الْحَال فِي ذَلِك
وَنظر أَمِير الْمُؤمنِينَ فِيمَا رَفعه هَذَا المؤتمن المنفذ من الدِّيوَان وَاسْتظْهر فِيهِ بِمَا يرَاهُ من الِاسْتِظْهَار وَوَجَب عِنْده من الِاحْتِيَاط فَوجدَ مَا رَفعه صَحِيحا صِحَة عرفهَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَعلمهَا وَقَامَت فِي نَفسه وَثبتت عِنْده
وَرَأى إِيقَاع المقاطعة الَّتِي التمستها على حق بَيت المَال فِي هَذِه الضَّيْعَة فقاطعك عَنهُ فِي كل سنة هلالية على اسْتِقْبَال سنة كَذَا وَكَذَا الخراجية على كَذَا وَكَذَا درهما صحاحا مُرْسلَة بِغَيْر كسر وَلَا حق حَرْب وَلَا جهبذة وَلَا محاسبة وَلَا زِيَادَة وَلَا شَيْء من جَمِيع الْمُؤَن وَسَائِر التوابع والرسوم تُؤَدّى فِي أول الْمحرم كل سنة حسب مَا تُؤَدّى المقاطعة مقاطعة مَاضِيَة مُؤَبّدَة نَافِذَة ثَابِتَة على مُضِيّ الْأَيَّام وكرور الأعوام لَا تنقض وَلَا تفسخ وَلَا تتبع وَلَا يتَأَوَّل فِيهَا وَلَا يعْتَبر على أَن يكون هَذَا المَال وَهُوَ من الْوَرق الْمُرْسل كَذَا وَكَذَا فِي كل سنة مؤدى فِي بَيت المَال ومصححا عِنْد من تورد عَلَيْهِ فِي هَذِه النَّاحِيَة أَمْوَال خراجهم ومقاطعاتهم وجباياتهم لَا يعتل فِيهَا بِآفَة تلْحق الغلات سَمَاوِيَّة وَلَا أرضية وَلَا يتعطل أَرض
وَلَا بقصور عمَارَة وَلَا نُقْصَان ريع وَلَا بانحطاط سعر وَلَا بتأخر قطر وَلَا تشرب عِلّة وَلَا حرق وَلَا سرق وَلَا بِغَيْر ذَلِك من الْآفَات بِوَجْه من الْوُجُوه وَلَا بِسَبَب من الْأَسْبَاب وَلَا يحْتَج فِي ذَلِك بِحجَّة يحْتَج بهَا التناء والمزارعون وأرباب الْخراج فِي الالتواء بِمَا عَلَيْهِم وعَلى أَن لَا يدْخل عَلَيْك فِي هَذِه المقاطعة يَد ماسح وَلَا مخمن وَلَا حازر وَلَا مقدم وَلَا أَمِين وَلَا حاظر وَلَا نَاظر وَلَا متتبع وَلَا متعرف لحَال زراعة وَعمارَة وَلَا كاشف لأمر زرع وغلة مَاضِيا ذَلِك لَك ولعقبك من بعْدك وَأَعْقَابهمْ وذريتك وذريتهم أبدا مَا تَنَاسَلُوا وَلمن عَسى أَن تنْتَقل هَذِه الأقرحة أَو شَيْء مِنْهَا إِلَيْهِ بِإِرْث أَو بيع أَو هبة أَو نحل أَو صَدَقَة أَو وقف أَو مناقلة أَو إِجَارَة أَو مُهَايَأَة أَو تمْلِيك أَو إِقْرَار أَو بِغَيْر ذَلِك من الْأَسْبَاب الَّتِي تنْتَقل بهَا الْأَمْلَاك من يَد إِلَى يَد وَلَا ينْقض ذَلِك وَلَا شَيْء مِنْهُ وَلَا يُغير
وَلَا يفْسخ وَلَا يزَال وَلَا يُبدل وَلَا يعقب وَلَا يعْتَرض فِيهِ بِسَبَب زِيَادَة عمَارَة وَلَا ارْتِفَاع سعر وَلَا وفور غلَّة وَلَا زكاء ريع وَلَا إحْيَاء موَات وَلَا إِعْمَال معطل وَلَا عمَارَة خراب وَلَا اسْتِخْرَاج غامر وَلَا صَلَاح سرب وَلَا استحداث غلات لم يجر الرَّسْم باستحداثها وزراعتها وَلَا يعد وَلَا يمسح مَا عَسى أَن يغْرس بِهَذِهِ الأقرحة من النّخل وأصناف الشّجر الْمَعْدُود والكروم وَلَا يتَأَوَّل عَلَيْك فِيمَا لَعَلَّ اصل المساحة أَن تزيد بِهِ فِيمَا تعمره وتستخرجه من الجبابين والمستنقعات ومواضع المشارب المستغنى عَنْهَا إِذْ كَانَ أَمِير الْمُؤمنِينَ قد عرف جَمِيع ذَلِك وَجعل مَا يجب على كل شَيْء مِنْهُ عِنْد وُجُوبه دَاخِلا فِي هَذِه المقاطعة وجاريا مَعهَا
وَأمر أَمِير الْمُؤمنِينَ بِإِثْبَات هَذَا الْكتاب فِي الدَّوَاوِين وَإِقْرَاره فِي يدك حجَّة لَك ولعقبك من بعْدك وَأَعْقَابهمْ
وورثتك وورثتهم وَثِيقَة فِي أَيْدِيكُم وَفِي يَد من عَسى أَن تنْتَقل هَذِه الضَّيْعَة أَو الأقرحة أَو شَيْء مِنْهَا إِلَيْهِ بِضَرْب من ضروب الِانْتِقَال الَّتِي ذكرت فِي هَذَا الْكتاب وَالَّتِي لم تذكر فِيهِ وَأَن لَا يخلفوا إيرادا من بعده وَلَا يتَأَوَّل عَلَيْكُم متأول فِيهِ
فَمن وقف على هَذَا الْكتاب أَو قَرَأَهُ أَو قرئَ عَلَيْهِ من جَمِيع الْأُمَرَاء وولاة العهود والوزراء وَالْكتاب والعمال والمشرفين والمتصرفين والمباشرين فِي أُمُور الْخراج وَأَصْحَاب السيوف على اخْتِلَاف طبقاتهم وتباين مَنَازِلهمْ وأعمالهم فليمتثل مَا أَمر بِهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ ولينفذ لفُلَان بن فلَان وورثته وورثتهم وعقبه وَأَعْقَابهمْ وَلمن تنْتَقل هَذِه الأقرحة أَو شَيْء مِنْهَا إِلَيْهِ هَذِه المقاطعة من غير مُرَاجعَة فِيهَا وَلَا استئمار عَلَيْهَا وَلَا تَكْلِيف أحد مِمَّن يقوم بأمرها إِيرَاد حجَّة بعد هَذَا الْكتاب بهَا وليعمل بِمثل ذَلِك من وقف على نُسْخَة من نسخ هَذَا الْكتاب فِي ديوَان من