الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما المنافع الدينية والتي تعود بالخير الجزيل على أعمال الآخرة فمنها: التفقه في الدين، والاهتمام بشئون المسلمين عموما، والتعاون على البر والتقوى، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله سبحانه، والفوز بما وعد الله به الحجاج والعمار من تكفير السيئات، والفوز بالجنة، وتنزل الرحمة على عباد الله في هذه المشاعر العظيمة. وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:«ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو فيباهي بهم ملائكته فيقول: ما أراد هؤلاء؟ (1)» رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها وقال عليه الصلاة والسلام: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة (2)» متفق عليه. وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه (3)» ، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
* * *
(1) صحيح مسلم الحج (1348، 1348)، سنن النسائي مناسك الحج (3003، 3003)، سنن ابن ماجه المناسك (3014، 3014).
(2)
صحيح البخاري الحج (1773)، صحيح مسلم الحج (1349)، سنن الترمذي الحج (933)، سنن النسائي مناسك الحج (2622)، سنن ابن ماجه المناسك (2888)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 246)، موطأ مالك الحج (776)، سنن الدارمي المناسك (1795).
(3)
صحيح البخاري الحج (1521، 1521)، صحيح مسلم الحج (1350، 1350)، سنن الترمذي الحج (811، 811)، سنن النسائي مناسك الحج (2627، 2627)، سنن ابن ماجه المناسك (2889، 2889)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 248، 2/ 248)، سنن الدارمي المناسك (1796، 1796).
س3: ما ا
لحكم إذا لم يستطع الحاج المبيت في منى أيام التشريق
؟
ج3: لا شيء عليه؛ لقول الله سبحانه وتعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (1) سواء كان تركه المبيت لمرض أو عدم وجود مكان أو نحوهما من الأعذار الشرعية كالسقاة والرعاة ومن في حكمهما.
* * *
س4: ما العبرة التي يخرج بها المسلم عند رميه الجمرات؟
* * *
ج4: رمي جمرة العقبة في يوم العيد ورمي الجمار الثلاث في أيام منى وبمواعيدها
(1) سورة التغابن الآية 16
التي حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم تفيد المسلم في العبرة من وجوه منها:
* أولا: أنها قدوة بأبينا إبراهيم الخليل عليه السلام عندما اعترضه إبليس في هذه المواقف ليحاول إغواءه - مع أن الأنبياء عليهم السلام قد عصمهم الله منه، وهو يعلم هذا - أو إلهاءه عن الامتثال لأوامر ربه وأدائها على وجهها.
* ثانيا: إقامة ذكر الله وإعلانه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله (1)» .
* ثالثا: التقيد بالعدد سبعة له حكمة عظيمة ترمي بسبع حصيات كالطواف سبعا، والسعي سبعا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:«أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر (2)» ، وله سبحانه وبحمده حكم كثيرة فيما يشرعه لعباده قد يعلمها العباد أو بعضها، وقد لا يعلمونها، لكنهم موقنون بأن الله سبحانه حكيم عليم، لا يفعل شيئا ولا يشرع شيئا عبثا.
* رابعا: أن الدين الإسلامي دين امتثال لأمر الله، وأن المسلم مأمور بالعبادة حسب النص التشريعي ولو خفيت عليه الأسرار؛ لأن الله عليم بكل شيء، وعلم البشر قاصر ولا يساوي شيئا إلى جانب علم الله عز وجل.
* خامسا: رمي الجمار يشعر المسلم بالتواضع والخضوع في امتثال الأمر، وفي حالة الأداء، كما أنه يعود الفرد المسلم على النظام والترتيب في المواعيد المحددة والمواظبة على ذلك في ذهابه لرمي الجمار الأولى والثانية ثم الثالثة التي هي جمرة العقبة، ثم التقيد بالحصيات السبع واحدة بعد أخرى، مع الهدوء وعدم الإيذاء للآخرين من فسوق أو جدال، كل هذا يعود المؤمن على تنظيم الأمور المهمة، والعناية بها حتى تؤدي في أوقاتها كاملة.
* سادسا: الاحتفاظ بالحصيات وعدم وضعها في غير مكانها تشعر المسلم بأهمية المحافظة على ما شرع ربه وعدم الإسراف، ووضع الأمور في مواضعها من غير تبذير ولا زيادة أو نقص.
(1) سنن الترمذي الحج (902)، سنن أبو داود المناسك (1888)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 75)، سنن الدارمي المناسك (1853).
(2)
سنن الترمذي الصلاة (453)، سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (1675)، سنن أبو داود الصلاة (1416، 1416)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1169، 1169)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 148).