الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنا قال عمرو بن سلمة: فنظر قومي فلم يكن أحد أكثر مني قرآنا لما كنت أتلقى من الركبان، فقدموني بين أيديهم وأنا ابن ست أو سبع سنين (1)» اهـ. باختصار (2).
ومن أمثلة ذلك تفسيره للآية [172 من سورة البقرة]{فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} (3) نجده يعقد المسألة الثانية والثلاثين من مسائل هذه الآية في اختلاف العلماء فيمن كان في سفره معصية كقطع طريق فاضطر إلى الأكل من المحرمات فيذكر أن مالكا حذر ذلك عليه، وكذلك الشافعي في أحد قوليه، ثم يعقب القرطبي على هذا كله فيقول:(قلت الصحيح خلاف هذا، فإن إتلاف المرء نفسه في سفر المعصية أشد معصية مما هو فيه) قال الله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} (4) وهذا عام، ولعله يتوب في ثاني الحال فتمحو التوبة عنه ما كان. . .
وقد لاحظت في بعض المسائل الفقهية التي يذكرها القرطبي تشابها مع المسائل التي يذكرها ابن قدامة في المغنى، فلعل القرطبي استفاد من كتاب المغنى لابن قدامة في نقل بعض المسائل الفقهية؛ لأن ابن قدامة سابق في الوفاة للقرطبي، فابن قدامة متوفى سنة 620هـ. والقرطبي متوفى سنة 671هـ. وهذه المسألة تحتاج إلى تحقيق.
(1) صحيح البخاري المغازي (4302)، سنن النسائي الأذان (636)، سنن أبو داود الصلاة (585)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 30).
(2)
راجع تفسير القرطبي (1/ 353).
(3)
سورة البقرة الآية 173
(4)
سورة النساء الآية 29
3 -
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم
لأبي السعود
* التعريف بمؤلف هذا التفسير:
هو محمد بن محمد بن مصطفى العمادي أبو السعود من علماء الترك المستعربين، مفسر شاعر، ولد بقرب استنبول، سنة 898هـ. ودرس ودرس في
بلاد متعددة، وتولى القضاء في بروسة فاستنبول فالروم أيلي، وأضيف إليه الإفتاء سنة 952هـ، وكان حاضر الذهن سريع البديهة، وحكي عنه أنه يكتب الإفتاء على نسق سؤال المستفتي، فإن كان سؤاله بالشعر أفتاه بالشعر بوزن شعره، وإن كان السؤال بالفارسية أفتاه بها، وكذا إن كان بالتركية أو بالعربية، وقد أشغلته المناصب التي تولاها عن التأليف، فلذا لم يترك لنا إلا مؤلفات قليلة، وكان مهيبا، حظيا عند السلطان، توفي سنة 982هـ. ودفن بجوار أبي أيوب الأنصاري باستنبول. ومن مؤلفاته:
1 -
تحفة الطلاب.
2 -
رسالة المسح على الخفين.
3 -
قصة هاروت وماروت.
4 -
تفسيره: إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم (1).
* التعريف بتفسيره وطريقته فيه:
ذكر أبو السعود في مقدمة تفسيره أنه بعد ما قرأ الكشاف للزمخشري وأنوار التنزيل للبيضاوي رأى أن يؤلف تفسيرا يجمع فيه فوائد هذين التفسيرين ويضيف إليه ما تحصل عليه من فوائد من التفاسير الأخرى، فألف هذا التفسير الذي جلى فيه بلاغة القرآن وإعجازه وأبرزها في أحسن صورة، وهذا مما امتاز به هذا التفسير، يضاف إلى ذلك ذكره للفوائد الدقيقة والحكم البديعة التي دلت عليها الآية والنكت البلاغية النادرة، كما أنه يشير إلى القراءات ووجوه الإعراب ويبين معنى الآية على حسب ذلك دون إطالة، ويعرض للمسائل الفقهية المستفادة من الآية، ويشير إلى آراء أئمة المذاهب من غير استطراد، ويعني بذكر أقوال الحنفية ويرجحها كثيرا.
ولم يستطرد في ذكر الأخبار الإسرائيلية، وإن ذكرها فإنه يصدرها بلفظ روي أو قيل إشارة إلى ضعفها، كما أنه يعني بذكر المناسبات بين الآيات، هذا ويلاحظ عليه ذكره للأحاديث الموضوعة في فضائل السور، حيث ذكر في نهاية كل سورة ما روي
(1) الأعلام للزركلي (7/ 59).