الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تلون التفسير بثقافة المفسرين:
ثم كثر التأليف في التفسير بالرأي والاجتهاد فخرجت تفاسير تلونت بلون ثقافة مؤلفيها، فالعالم بالنحو حشا تفسيره بقواعد النحو وخلافياته كما فعل أبو حيان في تفسيره (البحر المحيط)، وصاحب العلوم العقلية والفلسفية حشا تفسيره بأقوال الفلاسفة ونظرياتهم وفندها ورد عليها كما فعل الفخر الرازي في تفسيره (مفاتيح الغيب)، وصاحب الفقه حشا تفسيره بذكر مسائل الفقه وفروعه وأدلة المذاهب كما فعل القرطبي في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن)، وصاحب القصص والأساطير حشا تفسيره بذكر قصص الأنبياء مع قومهم واستطرد في ذلك كما فعل الثعلبي في تفسيره (الكشف والبيان عن تفسير القرآن)، وهكذا تلون التفسير بعلم من ألف فيه.
* * *
التفسير الموضوعي:
وبجانب تلك التفاسير ظهرت كتب عنيت بدراسة جانب من جوانب القرآن، فأفردته بالبحث والدراسة، وتوسعت فيه وتحدثت عن جزئياته، سميت فيما بعد (بالتفسير الموضوعي)، ففي مقدمة المؤلفين في هذا النوع من الدراسة (قتادة بن دعامة الدوسي)(ت 118هـ). روي أنه أول من ألف في (الناسخ والمنسوخ)، كما ألف أبو عبيدة معمر بن المثنى (ت 210هـ). في مجاز القرآن وكتابه طبع في القاهرة سنة 1954م. وألف أبو عبيد القاسم بن سلام (ت244هـ). في (الناسخ والمنسوخ) أيضا، وكذا أبو داود السجستاني صاحب السنة (ت275هـ). وألف علي ابن المديني شيخ البخاري (ت234هـ) كتابه في (أسباب النزول)، وهو أول من ألف في أسباب النزول في القرآن الكريم، ولكن كتابه لم يصل إلينا (1).
(1) مذكرات في علوم القرآن د. الكومي، د. القاسم (17/ 18).