الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
127 -
حكم نسيان الآيات
س: الأخت م. م. ع. من صنعاء تقول في سؤالها: حفظت جزءا كاملا من القرآن الكريم ولعدم وجود من يسمع لي باستمرار نسيته فهل علي ذنب؟ وهل أعيد حفظه؟ (1) .
ج: ليس عليك إثم إن شاء الله في ذلك، لقول الله تعالى:{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} (2) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني (3) » . ولأن النسيان يغلب على الإنسان ولا يستطيع السلامة منه.
أما ما ورد في ذلك من الوعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو ضعيف.
ويشرع لك أن تجتهدي في حفظ ما تيسر من كتاب الله، ولا سيما حزب المفصل حتى تستطيعي بذلك القراءة في صلاتك
(1) ضمن أسئلة المجلة العربية في 29\5\1417 هـ. ونشر في المجموع ج 9 ص 309
(2)
سورة طه الآية 115
(3)
رواه البخاري في كتاب الصلاة برقم (386) واللفظ له، ورواه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة برقم (889) و (891) و (893)
بما تيسر منه بعد الفاتحة، أما الفاتحة فحفظها واجب، لأنها ركن في الصلاة في كل ركعة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«لا صلاة لمن يقرأ بفاتحة الكتاب (1) » . متفق على صحته. وبذلك يعلم أن قراءتها ركن في الصلاة في الفريضة والنافلة في حق الإمام والمنفرد، أما المأموم فهي واجبة في حقه على الصحيح من أقوال العلماء، وتسقط في حقه بالنسيان والجهل وفيما إذا أدرك الإمام راكعا أو عند الركوع ولم يتمكن من قراءتها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«لعلكم تقرأون خلف إمامكم قلنا: نعم قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها (2) » . أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن حبان بإسناد صحيح، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه؛ ولما جاء في صحيح البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه أتى إلى المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم راكع فركع قبل أن يصل إلى الصف ثم دخل في الصف فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم ذكر له ذلك، فقال له عليه الصلاة
(1) رواه البخاري في الأذان برقم (714) ، وسلم في الصلاة برقم (595)
(2)
رواه أبو داود في الصلاة برقم (701) ، وأحمد في مسند الشاميين برقم (17376) ، وفي مسند البصريين برقم (19690)