المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ طالب كلية الشريعة وطالب العلم الشرعي - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة - ابن باز - جـ ٢٤

[ابن باز]

فهرس الكتاب

- ‌ العلم بأحكام الله تعالى أمر ضروري

- ‌ افتتاحيةمجلة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة

- ‌ لقاء مع طلبة كلية الشريعة

- ‌ طالب كلية الشريعة وطالب العلم الشرعي

- ‌بعض الانطباعات عن المعاهد العلمية

- ‌ حكم من يقللمن شأن القسم الشرعي في التعليم

- ‌ التعلم والتفقهفي الدين واجب إذا تيسر في المدرسة

- ‌ نصيحة لأولياء أمور الطلبة

- ‌ مسألة في فضل التفقه في الدين

- ‌ حكم دراسة الاقتصاد الربوي

- ‌ حكم دراسة النساء للهندسة والكيمياء

- ‌ لا تجوز الدراسة في مدارس مختلطة

- ‌ الاختلاط في الدراسة من أسباب الفتنة

- ‌ مسألة في حكم المدارس المختلطة

- ‌ حكم التعلم في الجامعات المختلطة

- ‌ مسألة في الدراسة المختلطة

- ‌ حكم دراسة الرجل عند امرأة

- ‌ حكم السفر إلى بلاد الكفار للدراسة

- ‌ مسألة في السفرإلى بلاد الكفار من أجل الدراسة

- ‌ حكم حوار اليهود والنصارى في عقيدتهم

- ‌ قيام الطلاب للمدرسين

- ‌ تنبيه حول القيام للمدرس

- ‌ حكم قيام الطالبات للمدرسة

- ‌ ضرب الطالبات لغرض التعليم

- ‌ مسألة فضل نشر العلم

- ‌ نصيحة للطلاب بمناسبة الامتحانات المدرسية

- ‌ كلمة توجيهية للطلاب والطالبات

- ‌ حكم الغش في الاختبارات

- ‌ مسألة في الغش في الامتحان

- ‌ حكم الغش في مادة الإنجليزية

- ‌وصف الأمة بالأمية

- ‌ فضل التفقهفي الدين للعمل به وتعليم الناس

- ‌ موقف طالب العلم من اختلاف العلماء

- ‌ بعض كتب الحديث التي ينصح بها

- ‌ مسألة في العلم

- ‌ طلب العلم مقدم على الجهاد في سبيل الله

- ‌ حكم التفرغ لإفتاء الناس

- ‌ من صفات أهل العلم

- ‌ حكم من يجمع كتبا ولا يقرؤها

- ‌ حكم الاستماع إلى برنامج نور على الدرب في المسجد

- ‌ مسألة حول اعتماد طالب العلم على الكتب دون التلقي من العلماء

- ‌ خطورة الاستطالة في أعراض العلماء

- ‌ جلسات الذكر النسائية

- ‌ حفظ الكتب والمجلاتوالجرائد التي فيها صور

- ‌ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌ الحث على العناية بكتاب الله وتعلمه

- ‌ حرمة القرآن الكريم

- ‌ تفسير سورة الفاتحة وحكم قراءتها في الصلاة

- ‌ تفسير قول الله تعالى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}

- ‌ تفسير قول الله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}

- ‌ معنى الرفث والفسوق والجدال في الحج

- ‌ تفسير قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ}

- ‌ تفسير معاني بعض الآيات الكريمة

- ‌ تفسير قوله تعالى: {يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}

- ‌ تفسير قول الله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ}

- ‌ شرح معنى قوله تعالى:{وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ}

- ‌ تفسير قوله الله تعالى:{لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ}

- ‌ شرح معنى قوله تعالى:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ}

- ‌ تفسير قوله تعالى:{بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}

- ‌ تفسير قوله تعالى:إلا الذين عاهدتم من المشركين

- ‌ تفسير قوله تعالى:{فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

- ‌ تفسير قوله تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}

- ‌ تفسير قوله تعالى:{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى}

- ‌ تفسير قوله تعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}

- ‌ ما مدى صحة قصة الغرانيق

- ‌ تفسير قوله تعالى: {إِلَّا اللَّمَمَ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ}

- ‌ تفسير سورة التغابن

- ‌ تفسير قوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}

- ‌ تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ}

- ‌ كتب التفسير المفيدة

- ‌ ملاحظات حول كتاب صفوة التفاسير للصابوني وتأويله لآيات الصفات

- ‌ جمع المصحف على حرف واحد

- ‌ تعدد القراءات لا يغير المعنى

- ‌ قراءة القرآن بدون وضوء

- ‌ لا يمس القرآن إلا طاهر

- ‌ لا يمس المصحف، إلا مسلم

- ‌ حكم مس النصراني للمصحف

- ‌ الواجب إتلاف الصحف والأوراق المشتملة على الآيات والذكر بعد الفراغ منها

- ‌ طهارة قارئ القرآن من المصحف واجبة

- ‌ حكم قراءة القرآن للحائض والنفساء

- ‌ حكم قراءة الحائض للأذكار والأدعية

- ‌ هل يسجد للتلاوة من لم يكن على طهارة

- ‌ جواز مس كتب التفسير بدون طهارة

- ‌ الأفضل وضع المصحف مكان مرتفع أثناء سجود التلاوة

- ‌ حكم مس المصحف للصغير

- ‌ حكم مس الكافر لترجمة معاني القرآن

- ‌ حكم مس كتب التفسير من غير وضوء

- ‌ فضل قراءة القرآن بتدبر

- ‌ الحث على قراءة القرآن بالتدبر

- ‌ حكم من ينظر في المصحف دون تحريك الشفتين

- ‌ حكم قراءة القرآن الكريم لمن لا يجيد قواعد اللغة العربية

- ‌ حكم نسيان الآيات

- ‌ الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة

- ‌ من يقرأ القرآن وهو عليه شاق فله أجران

- ‌ المقصود من قراءة القرآن التدبر والعمل

- ‌ الحث على دراسة القرآن وحفظه

- ‌ حكم تعلم تجويد القرآن الكريم

- ‌ لا يجوز الكف عن تدريس القرآن خشية الثناء أو المدح

- ‌ حكم من حفظ للقرآن ثم نسيه

- ‌ الاستماع إلى القرآن عبادة

- ‌ دعوة إلى المساهمة المادية في تحفيظ القرآن الكريم

- ‌ لا يجوز قراءة القرآن الكريم بأجرة للأموات

- ‌ جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن

- ‌ حكم قراءة القرآن للناس بأجرة

- ‌ لا حرج في الاجتماع على تلاوة القرآن

- ‌ حكم قراءة القرآن بصوت مرتفع عند من يصلي

- ‌ حكم رفع الصوت بالقرآن

- ‌ معنى التغني بالقرآن

- ‌ حكم قراءة المصحف بالنظر دون تحريك الشفتين

- ‌ المسر بالقرآن. . كالمسر بالصدقة

- ‌ حكم التكلم بالقرآن بين الناس

- ‌ وضع المصحف في السيارة وغيرها بقصد التبرك

- ‌ حكم تعليق الآيات في المكاتب

- ‌ الجواب عن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

- ‌ هل في القرآن مجاز

- ‌ جواز ترجمة معاني القرآن إلى لغات أخرى غير العربية

- ‌ دواء قسوة القلب

- ‌ علاج الأمراض العضوية بالقرآن

- ‌ حكم وضع المصحف خلف المصلي

- ‌ حكم أخذ المصحف من المسجد

- ‌ حكم كتابة البسملة على الفواتير والوصفات الطبية ونحوها

- ‌ حكم الدخول بالمصحف إلى الحمام وحكم تمزيق الأوراق المكتوب فيها آيات قرآنية

- ‌ لا يجوز امتهان كل ما كان فيه ذكر الله

- ‌ القرآن الكريم يحرق إذا كان متقطعا لا ينتفع به

- ‌ حكم وضع القرآن الكريم على الأرض

- ‌ حكم تقبيل المصحف

- ‌ مسألة في تقبيل المصحف

- ‌ حكم قراءة القرآن على طريقة المغنين

- ‌ تعقيب على فتوىنشرت في جريدة البلاد

- ‌ حكم قول: بلى، عند قوله تعالى: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}

- ‌ التكبير لسجدة التلاوة

- ‌ بيان سجدات القرآن

- ‌ تأكيد سجدة (ص)

- ‌ ما الحكمة في تقديم ذكر المال على الأولاد في القرآن الكريم

- ‌ حكم استماع القرآن من النساء

- ‌ حكم قول: صدق الله العظيم عند انتهاء قراءة القرآن

- ‌ حكم قراءة القرآن في أوقات العمل

- ‌ حكم سماع سورة البقرةمن المسجل بدلا من قراءتها في المنزل

- ‌ حكم قراءة القرآن في منزل فيه كلب

- ‌ الأولى ترك التكبيرمن سورة الضحى إلى آخر القرآن

- ‌ حكم إهداء تلاوة القرآن الكريم للآخرين

- ‌ دعاء ختم القرآن لابن تيمية

- ‌ حكم دعاء ختم القرآن

- ‌ استحباب دعاء المسلم عند ختم القرآن

الفصل: ‌ طالب كلية الشريعة وطالب العلم الشرعي

س2:‌

‌ طالب كلية الشريعة وطالب العلم الشرعي

، الكل ينظر إليه نظرة خاصة لحصيلته العلمية، وهكذا ما يفتي به، لكن قد تكون الدراسة منهجية تحصر الطالب في أشياء محددة، فلو كان هناك روافد أخرى تعين طالب العلم الشرعي أكثر، والدلالة عليها تكون ميسرة للطالب بحيث لا تتناقض مع الدراسة المنهجية؟ لكان ذلك أولى فما رأي سماحتكم؟

ج: طالب الشريعة لا شك أن يقتدى به ويحسن به الظن، وهذا مما يوجب عليه الحرص والحذر، فعليه أن يطالع الكتب ويسمع السنة ويذاكر مع إخوانه ومع زملائه، لكن ما دام في الدراسة لا يكثر حتى ينهي الدراسة حتى لا ينشغل فكره بما يضعفه في الدراسة، ولكن مع ذلك كلما تيسر له فرصة طالع المشكل عليه وسأل أهل العلم، ويبحث مع إخوانه وزملائه، ومع بعض الأساتذة، فتكون عنده همة عالية فلا يكتفي بالدروس، لكن على قدر المستطاع حتى يتم وحتى يتخرج إن شاء الله، ثم بعد ذلك يتوسع في المطالعة، فالدراسة في كلية الشريعة ليست كل شيء بل هي تمهيدية، وهكذا الماجستير والدكتوراه ليستا بكافيتين، بل لا بد من مزيد الدراسة بعدهما والمطالعة في كتب أهل العلم،

ص: 23

والعناية حتى يموت الإنسان، وهو مستمر في طلب العلم حتى ولو بلغ مائة سنة.

ص: 24

س 3: يلاحظ على بعض الطلبة أنهم يغلبون جانب العلم على جانب الدعوة إلى الله نرجو توجيه الإخوان في ذلك؟

ج: طالب العلم يجمع بين الأمرين، بين العلم وبين الدعوة، وبين العمل وبين الإصلاح بين الناس والنصيحة، لا يقف عند حد. لكن على قدر طاقته، على وجه لا يشغله عن الواجب، فهو طالب علم، وهو داعية إلى الله وهو ناصح وهو معلم أيضا ومصلح بين الناس يكون له آثار صالحة، طالب العلم خصوصا الطالب في كلية الشريعة وكلية أصول الدين أو في حلقات المشايخ يجب أن تكون عنده همة عالية فلا يقتصر على شيء دون شيء، بل يجتهد في كل خير حسب علمه وقدرته، فهو مع المصلحين ومع الدعاة ومع المعلمين، ومع الناصحين، ومع الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وهكذا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان، يدخلون في كل شيء مما ينفع الناس ولا يتأخرون عن شيء فيه خير للناس، حتى فيما يتعلق بالأمور الأخرى الدنيوية كالطب أو الهندسة أو غير ذلك مما ينفع الناس إذا أمكنهم أن يكون لهم نصيب فيها، بحسب الطاقة والعلم، فلا يشغله عن الأمر الأهم

ص: 24

ما دونه بل يبدأ بالأهم فالأهم حسب الطاقة مع إخلاص النية والصبر، والله ولي التوفيق.

ص: 25

س 4: كيف يمكن أن يحقق طالب العلم الشرعي دوره في المجتمع من إصلاح وتوجيه في المشاكل، على كافة مستويات المجتمع؟

ج: عليه أن يتعاطى المستطاع، يقول الله تعالى:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (1) ويقول سبحانه {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (2) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم (3) » فطالب العلم لا يقف عند حد كما تقدم بل يكون من المصلحين في بيته ومع جيرانه وغيرهم، ومن الناصحين لله ولعباده أينما كان، ويكون من المرشدين في مسجده وفي بيته وفي سفره بالطائرة وفي المطار والسيارة وفي كل مكان، ويكون من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أينما كان بالحكمة والموعظة الحسنة والرفق حسب طاقته، لكن يجب

(1) سورة التغابن الآية 16

(2)

سورة البقرة الآية 286

(3)

أخرجه البخاري برقم (6744) كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، ومسلم برقم (2380) كتاب الحج، باب فرض الحج مرة في العمر.

ص: 25

عليه التثبت وأن يكون على علم وبصيرة فيما يدعو إليه وفيما ينهى عنه ويحذر القول على الله بغير علم؛ لأن ذلك من أعظم الكبائر وقد جعل الله سبحانه القول عليه بغير علم في مرتبة فوق الشرك في قوله سبحانه في سورة الأعراف: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (1) وأخبر سبحانه أن الشيطان يأمر الناس بالقول على الله بغير علم كما قال سبحانه في سورة البقرة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} (2){إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (3) وقال عز وجل في سورة فاطر: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (4) نسأل الله أن يوفق المسلمين جميعا لكل ما يرضيه وأن يعيذهم من القول بغير علم ومن نزغات الشيطان إنه سميع قريب.

(1) سورة الأعراف الآية 33

(2)

سورة البقرة الآية 168

(3)

سورة البقرة الآية 169

(4)

سورة فاطر الآية 6

ص: 26

س5: إذا خرج الترمذي وقال: إسناده ليس بقوي، وكان الحديث في فضائل الأعمال؟ فما رأي سماحتكم.

ج: الترمذي رحمه الله الغالب على تصحيحه وتحسينه أنه جيد، ولكنه قد يضعف بعض الأحاديث وهي عند غيره قوية لكن سندها عنده ضعيف، وقد يحسن بعض الأحاديث ويصححها وهي ليست كذلك عند غيره من أئمة الحديث مثل حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في «المرأة التي دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وفي يد ابنتها مسكتان من ذهب، فقال لها صلى الله عليه وسلم: أتعطين زكاة هذا؟ (1) » الحديث في باب الزكاة وهو عند الترمذي ضعيف؛ لأنه من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب وهو ضعيف أعني المثنى وهو عند أبي داود والنسائي جيد؛ لكونه من رواية بعض الثقات عن عمرو بن شعيب وحكم عليه الحافظ. في البلوغ بأن إسناده قوي، فالمقصود أنه عند أبي داود والنسائي جيد، وحكم عليه الحافظ في البلوغ بأن إسناده قوي، فالمقصود أنه عند أبي داود والنسائي جيد، وأما عند الترمذي فضعيف، لكونه من رواية المثنى بن الصباح كما تقدم، ولديه أحاديث أخرى رحمه الله صححها أو حسنها وهي ضعيفة والمقصود من هذا أنه لا يكفي تصحيحه ولا تحسينه بل لا بد من

(1) سنن النسائي الزكاة (2479) ، سنن أبو داود الزكاة (1563) ، مسند أحمد بن حنبل (2/204) .

ص: 27

مراجعة الأسانيد وكلام أهل العلم في ذلك حتى يكون الطالب على بينة، وهكذا رواية أبي داود والنسائي وابن ماجه والدارمي والإمام أحمد رحمهم الله جميعا يروون الضعيف والصحيح، فإذا سكت أبو داود أو النسائي أو ابن ماجه والدارمي أو غيرهم ممن لم يلتزم الصحة فيما يرويه، فراجع الأسانيد وناقلها إن كان عندك دراية ومعرفة، وإلا راجع كلام أهل العلم كالحافظ في التلخيص، ونصب الراية للزيلعي وفتح الباري وغيرهم ولا تتعجل في التصحيح ولا التضعيف حتى يكون عندك أهلية؛ لأن هذه أمور خطيرة بخلاف الصحيحين فأحاديثهما متلقاة بالقبول عند أهل العلم، وقد صرح أبو داود رحمه الله أنه إذا سكت عن شيء فهو صالح للاحتجاج به عنده، يقول عنه رحمه الله الحافظ العراقي في ألفيته ما نصه:

وما من وهن شديد قلته

وحيث لا فصالح خرجته

يعني الذي فيه وهن شديد يبينه والذي يسكت عنه صالح ولكن ليس على إطلاقه فقد يكون ضعيفا عند غيره وإن كان صالحا عنده كما أوضح ذلك أهل العلم كالحافظ ابن حجر وغيره.

ص: 28