الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولهذا قال تعالى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} (1) يعني الظالمين الجائرين المعتدين المتعدين لحدود الله، وهم الذين توعدهم الله بأن يكونوا حطبا لجهنم، أما المقسطون بالميم من أقسطوا من الرباعي فهؤلاء هم: أهل العدل الموفقون المهديون الذين يعدلون في حكمهم وفي أهليهم وفيمن ولاهم الله عليهم؛ ولهذا قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (2) يعني يحب أهل العدل والاستقامة والإنصاف، ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا (3) » .
(1) سورة الجن الآية 15
(2)
سورة الممتحنة الآية 8
(3)
أخرجه مسلم في كتاب (الإمارة) باب: فضيلة الإمام العادل برقم (3406) .
100 -
تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ}
(1) . . . الآيات
س: أرجو تفسر قوله تعالى من سورة النازعات: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} (2){فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} (3)
(1) سورة النازعات الآية 40
(2)
سورة النازعات الآية 40
(3)
سورة النازعات الآية 41
وما هي الأمور التي تنهى النفس عن الهوى، وهل يكون عمل المرأة من هذه الأمور التي، يجب نهي النفس عنها في حالة عدم احتياجها للعمل ماديا؟
ج: هذه الآية آية عظيمة ومعناها واضح، وقبلها يقول تعالى:{فَأَمَّا مَنْ طَغَى} (1){وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} (2){فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} (3){وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} (4) الآية، أي: خاف القيام بين يدي الله؛ فلهذا نهى نفسه عن هواها المحرم، أي: نهاها عن المعاصي التي تهواها النفس، وهذا هو الذي له الجنة والكرامة، فإن النفس قد تميل إلى الزنا والخمر والربا، وإلى أشياء أخرى مما حرم الله، وتهوى ذلك لأسباب، فإذا وفق الله المؤمن أو المؤمنة لمحاربة هذا الهوى ومخالفته وعدم الانصياع إليه صار هذا من أسباب دخول الجنة. وعمل المرأة لا بأس به إذا كان مباحا أو مشروعا، ولا يترتب عليه شيء من المعاصي كالخلوة بالرجل الأجنبي، أو عصيان الزوج، أو نحو ذلك مما حرم الله عليها.
(1) سورة النازعات الآية 37
(2)
سورة النازعات الآية 38
(3)
سورة النازعات الآية 39
(4)
سورة النازعات الآية 40