الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أثرها عليه في ملابسه وفي أكله وفي شربه، فلا يكون في مظهر الفقراء، والله قد أعطاه المال ووسع عليه، لا تكون ملابسه ولا مأكله كالفقراء بل يظهر نعم الله في مأكله ومشربه وملبسه. ولكن لا يفهم من هذا الزيادة التي فيها الغلو، وفيها الإسراف والتبذير.
104 -
تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ}
(1) . . . .)
س: أرجو تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} (2){الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} (3){الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} (4){وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} (5) ؟
ج: الآية الكريمة المذكورة على ظاهرها، والويل إشارة إلى شدة العذاب، والله سبحانه يتوعد المصلين الموصوفين بهذه الصفات التي ذكرها عز وجل وهي قوله {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} (6) {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} (7) {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} (8) السهو عن الصلاة: هو الغفلة عنها والتهاون بشأنها، وليس المراد تركها؛ لأن
(1) سورة الماعون الآية 4
(2)
سورة الماعون الآية 4
(3)
سورة الماعون الآية 5
(4)
سورة الماعون الآية 6
(5)
سورة الماعون الآية 7
(6)
سورة الماعون الآية 5
(7)
سورة الماعون الآية 6
(8)
سورة الماعون الآية 7
الترك كفر أكبر، وإن لم يجحد وجوبها في أصح قولي العلماء. نسأل الله العافية.
أما التساهل عنها: فهو التهاون ببعض ما أوجب الله فيها كالتأخر عن أدائها في الجماعة في أصح قولي العلماء، وهذا فيه الوعيد المذكور.
أما إن تركها عمدا فإنه يكون كافرا كفرا أكبر، وإن لم يجحد وجوبها في أصح قولي العلماء كما تقدم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر (1) » . خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، ولقوله عليه الصلاة والسلام:«بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة (2) » . خرجه الإمام مسلم في صحيحه، فهذان الحديثان وما جاء بمعناهما حجة قائمة وبرهان ساطع على كفر تارك الصلاة وإن لم يجحد وجوبها.
(1) أخرجه أحمد في (باقي مسند الأنصار) من حديث بريدة الأسلمي رضي الله عنه برقم (21859) .
(2)
أخرجه مسلم في كتاب (الإيمان) باب: بيان بطلاق اسم الكفر على تارك الصلاة برقم (116، 117) .
أما إن جحد وجوبها فإنه يكفر بإجماع العلماء ولو صلى، أما السهو فيها فليس هو المراد في هذه الآية، وليس فيه الوعيد المذكورة؛ لأنه ليس في مقدور الإنسان السلامة منه، وقد سها النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة غير مرة، كما دلت عليه الأحاديث الصحيحة، وهكذا غيره من الناس يقع منه السهو من باب أولى، ومن السهو عنها الرياء فيها كفعل المنافقين.
فالواجب أن يصلي المؤمن لله وحده، يريد وجهه الكريم، ويريد الثواب عنده سبحانه وتعالى؛ لعلمه بأن الله فرض عليه الصلوات الخمس فيؤديها؛ إخلاصا لله، وتعظيما له، وطلبا لمرضاته عز وجل، وحذرا من عقابه.
ومن صفات المصلين الموعودين بالويل: أنهم يمنعون الماعون، والماعون، فسر بالزكاة، وأنهم يمنعون الزكاة؛ لأن الزكاة قرينة الصلاة، كما قال سبحانه:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ} (1) وقال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} (2)
(1) سورة البينة الآية 5
(2)
سورة البقرة الآية 43