الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واتضح للناس بطلان كيده وأنه ضعيف مخلوق لا يستطيع أن يأتي بالشمس من المغرب بدلا من المشرق، واتضح للناس ضلاله ومكابرته وصحة ما قاله إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
65 -
تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ}
(1)(2)
س: تحدثني نفسي أحيانا بفعل منكر أو قول سوء، ولكني في أحيان محيرة لا أظهر القول أو الفعل، فهل على إثم في ذلك وما المقصود بقوله عز وجل:{لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} (3) الآية؟
ج: هذه الآية الكريمة نسخها الله سبحانه بقوله {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} (4) الآية، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الله عز وجل قال:"قد فعلت" خرجه مسلم في
(1) سورة البقرة الآية 284
(2)
نشر في كتاب (فتاوى إسلامية) جمع محمد المسند ص 71 (قسم التفسير)
(3)
سورة البقرة الآية 284
(4)
سورة البقرة الآية 286
صحيحه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:«إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسنا ما لم تعمل أو تتكلم (1) » متفق على صحته.
وبذلك يعلم أن ما يقع في النفس من الوساوس والهم ببعض السيئات معفو عنه، ما لم يتكلم به صاحبه أو يعمل به، ومتى ترك ذلك خوفا من الله سبحانه كتب الله له بذلك حسنة؛ لأنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك، والله ولي التوفيق.
(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب (الأيمان والنذور) برقم (6171) ومسلم في صحيحه كتاب (الإيمان) برقم (181)
66 -
كيف نجمع بين قوله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} (1) .
وبين قوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ} (2)
س: كيف نجمع بين هاتين الآيتين: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (3) وقوله تعالى:
(1) سورة النساء الآية 48
(2)
سورة طه الآية 82
(3)
سورة النساء الآية 48
{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (1) ، وهل بينهما تعارض؟
ج: ليس بينهما تعارض فالآية الأولى في حق من مات على الشرك ولم يتب، فإنه لا يغفر له ومأواه النار، كما قال الله سبحانه:{إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} (2) وقال عز وجل: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (3) والآيات في هذا المعنى كثيرة.
أما الآية الثانية وهي قوله سبحانه: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (4) فهي في حق التائبين، وهكذا قوله سبحانه:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (5) أجمع العلماء على أن هذه الآية في التائبين، والله ولي التوفيق.
(1) سورة طه الآية 82
(2)
سورة المائدة الآية 72
(3)
سورة الأنعام الآية 88
(4)
سورة طه الآية 82
(5)
سورة الزمر الآية 53