الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد (1) » ، والآية المذكورة عامة، هكذا الحديث المذكور وما جاء في معناه عام في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الصلاة وخارجها.. وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا (2) » وصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان، والله ولي التوفيق.
(1) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم 405.
(2)
أخرجه الترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم 483.
168 ـ ما صحة
حديث: "إذا تحيرتم في الأمور فاستعينوا بأهل القبور
"
س: يقول بعض الناس إن الطلب من الميت في القبر جائز بدليل " إذا تحيرتم في الأمور فاستعينوا بأهل القبور " فهل هذا الحديث صحيح أم لا؟
ج: هذا الحديث من الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما نبه على ذلك غير واحد من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه حيث قال رحمه الله في (مجموع الفتاوى) ج1 ص 356 بعد ما ذكره ما نصه:(هذا الحديث كذب مفترى على النبي صلى الله عليه وسلم بإجماع العارفين بحديثه لم يروه أحد من العلماء بذلك، ولا يوجد في شيء من كتب الحديث المعتمدة) انتهى كلامه رحمه الله.
وهذا المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم مضاد لما جاء به الكتاب والسنة من وجوب إخلاص العبادة لله وحده وتحريم الإشراك به، ولا ريب أن دعاء الأموات والاستغاثة بهم والفزع إليهم في النائبات والكروب من أعظم الشرك بالله عز وجل، كما أن دعاءهم في الرخاء شرك بالله سبحانه.
وقد كان المشركون الأولون إذا اشتدت بهم الكروب أخلصوا لله العبادة، وإذا زالت الشدائد أشركوا بالله، كما قال الله عز وجل:{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} (1) والآيات في هذا المعنى كثيرة، أما المشركون المتأخرون فشركهم دائم في الرخاء
(1) سورة العنكبوت الآية 65
والشدة بل يزداد شركهم في الشدة، والعياذ بالله، وذلك يبين أن كفرهم أعظم وأشد من كفر الأولين من هذه الناحية، وقد قال الله عز وجل:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (1)
وقال سبحانه: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (2) وقال عز وجل: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} (3){أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} (4) وقال سبحانه: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} (5){إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} (6) وهذه الآية تعم جميع من يعبد من دون الله من الأنبياء والصالحين وغيرهم، وقد أوضح سبحانه أن دعاء المشركين لهم شرك به سبحانه كما بين أن ذلك كفر به سبحانه في قوله تعالى:{وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (7)
(1) سورة البينة الآية 5
(2)
سورة غافر الآية 14
(3)
سورة الزمر الآية 2
(4)
سورة الزمر الآية 3
(5)
سورة فاطر الآية 13
(6)
سورة فاطر الآية 14
(7)
سورة المؤمنون الآية 117