الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الأحاديث الضعيفة
صفحة فارغة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على
رسول الله وبعد: هذه رسالة مستقلة من
إعداد سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله بعنوان:
(التحفة الكريمة في بيان
بعض الأحاديث الموضوعة والسقيمة)
صفحة فارغة
بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله الذي أكرمنا بدين الإسلام، وجعله أكمل الأديان وحفظ كتابه الكريم بقوله عز وجل:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (1) ويسر له جهابذة نقادا ينفون عنه تحريف الغالين، وتأويل الجاهلين، وانتحال أهل الزيغ والعدوان، وحفظ علينا سنة نبينا صلى الله عليه وسلم بجهود أهل العلم والإيمان، والصدق والإتقان. أوضحوا للأمة صحيح الأحاديث من سقيمها، وحسنها من ضعيفها. وبرزوا في هذا الميدان، ودرسوا أحوال الرجال من نقلة الأخبار، حتى عرفوا الثقات الأثبات، والصادقين من الرواة، من ذوي الحفظ والأمانة، والرواية والدراية، ومن قد يلتبس بهم من المتهمين والكذابين وغيرهم، ممن ساء حفظه، وفحش غلطه للاختلاط أو غيره من الأسباب، فبينوا جميع ذلك نصحا للأمة، وقياما بواجب البلاغ والبيان، فرضي الله عنهم وجزاهم عن عملهم المشكور، وجهادهم العظيم أحسن ما جزى به أهل الإيمان والإحسان، وجعلنا من أتباعهم، والمهتدين بهداهم بمنه وفضله، وهو الكريم المنان.
(1) سورة الحجر الآية 9
أما بعد: فهذه رسالة لطيفة، في بيان بعض الأحاديث الموضوعة والضعيفة، قصدت أن أجمع فيها ما تيسر لي؛ وذلك لأكون فيها على بصيرة ولأنتفع بها أولا، ولينتفع بها من شاء الله من الإخوان. ومن الله أستمد المعونة والتوفيق، وأسأله العون على كل ما يرضيه وينفع عباده إنه جواد كريم.
وقد رأيت أن أجمع ما وقفت عليه من الأحاديث الضعيفة والمكذوبة، مرتبا على حروف المعجم أسوة بأهل العلم في ذلك، وتيسيرا لمعرفة الأحاديث المطلوبة.
وهذا أوان الشرع في المقصود، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
88 ـ أفضل وأشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة
1 ـ «أفضل الناس عند الله منزلة يوم القيامة إمام عادل رفيق، وشر عباد الله عند الله منزلة يوم القيامة إمام جائر» رواه الطبراني في الأوسط من رواية ابن لهيعة ذكره المنذري في الترغيب. .
وابن لهيعة ضعيف، ولا شك أن الإمام العادل الرفيق من أفضل الناس؛ لما في عدله من النفع العظيم، والمصالح الكثيرة للمسلمين وغيرهم.
ولا شك أيضا أن الإمام الجائر من شر الناس؛ لما في جوره وظلمه من المضار الكثيرة على المسلمين.
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (1) »
…
وبدأ بالإمام العادل.
وفي الصحيحين أيضا عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت، وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة (2) »
(1) صحيح البخاري الأذان (660) ، صحيح مسلم الزكاة (1031) ، سنن الترمذي الزهد (2391) ، سنن النسائي آداب القضاة (5380) ، مسند أحمد بن حنبل (2/439) ، موطأ مالك الجامع (1777) .
(2)
أخرجه البخاري في كتاب الأحكام، باب من استرعى رعية فلم ينصح برقم 7150، ومسلم في كتاب الإيمان، باب استحقاق الوالي الغاش لرعيته النار برقم 142.
وفي صحيح مسلم
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله وسلم: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به، اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه (1) » بهذه الأحاديث الصحيحة، يعلم أن الإمام العادل الرفيق من خير الناس، وان الإمام الجائر الغاش للأمة من شر الناس.
وهكذا كل من ولي من أمر الأمة شيئا من أمير قرية، أو مدينة أو وزير أو أي موظف على شيء من أمور المسلمين، له هذا الحكم. فالواجب الحذر والنصح وأداء الأمانة.
والله ولي التوفيق.
(1) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب فضله الإمام العادل وعقوبة الجائر برقم 1828.