الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والآيات الدالة على وجوب إخلاص العبادة لله وحده وتوجيه الدعاء إليه دون كل ما سواه، وعلى تحريم عبادة غيره سبحانه من الأموات والأصنام والأشجار والأحجار ونحو ذلك كثيرة جدا يعلمها من تدبر كتاب الله وقصد الاهتداء به، وقد جاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحريم الشرك والتحذير منه ما يوافق ما ذكرنا من الآيات الكريمات، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
169 ـ ما صحة
حديث " من كان اسمه محمدا فلا تضربه
…
"
س: قرأت حديثا فما مدى صحته؟ وهو: " من كان اسمه محمدا فلا تضربه ولا تشتمه "(1) .
ج: هذا الحديث مكذوب وموضوع على الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس لذلك أصل في السنة المطهرة، وهكذا قول من قال: من سمى محمدا فإنه له ذمة محمد ويوشك أن
(1) من برنامج نور على الدرب ونشر في هذا المجموع ج6 ص 370.
يدخله بذلك الجنة، وهكذا من قال: من كان اسمه محمدا فإن بيته يكون كذا وكذا، فكل هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة، فالاعتبار باتباع محمد، وليس باسمه صلى الله عليه وسلم، فكم ممن سمي محمدا وهو خبيث؛ لأنه لم يتبع محمدا ولم ينقد لشريعته، فالأسماء لا تطهر الناس، وإنما تطهرهم أعمالهم الصالحة وتقواهم لله جل وعلا، فمن تسمى بأحمد أو بمحمد أو بأبي القاسم وهو كافر أو فاسق لم ينفعه ذلك، بل الواجب على العبد أن يتقي الله ويعمل بطاعة الله ويلتزم بشريعة الله التي بعث بها نبيه محمدا، فهذا هو الذي ينفعه، وهو طريق النجاة والسلامة، أما مجرد الأسماء من دون عمل بالشرع المطهر فلا يتعلق به نجاة ولا عقاب، ولقد أخطأ البوصيري في بردته حيث قال:
فإن لي ذمة منه بتسميتي
…
محمدا وهو أوفى بالخلق بالذمم
وأخطأ خطأ أكبر من ذلك بقوله:
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به
…
سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذا بيدي
…
فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها
…
ومن علومك علم اللوح والقلم
فجعل هذا المسكين لياذه في الآخرة بالرسول صلى الله عليه وسلم دون الله عز وجل، وذكر أنه هالك إن لم يأخذ بيده،