المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ أسماء الله وفضل من أحصاها - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة - ابن باز - جـ ٢٦

[ابن باز]

فهرس الكتاب

- ‌ فصل في بيان الأذكار المشروعة بعد السلام في الصلوات الخمس

- ‌ فصل في أذكار الصباح والمساء

- ‌ فصل فيما يقال عند دخول المنزل

- ‌ فصل فيما يقال عند الخروج من المنزل إلى المسجد أو غيره

- ‌ فصل فيما يشرع عند دخول المسجد والخروج منه

- ‌ فصل فيما يشرع من الذكر والدعاء عند النوم واليقظة

- ‌ فضل في الأذكار والأدعية المشروعة في ابتداء الشرب والأكل والفراغ منهما

- ‌ فصل فيما يشرعمن الذكر والدعاء عند رؤية البلدة أو القفول منها

- ‌ فضل فيما يشرع من الذكر والدعاء عند الأذان وبعده

- ‌ فصل في مشروعية السلام بدءا وإجابة وتشميت العاطس إذا حمد الله، وعيادة المريض

- ‌ما ورد في النصيحة

- ‌ فضل الذكر

- ‌ شرح حديث: «لله ملائكة سياحون»

- ‌ الذكر بالقلب مشروع في كل زمان ومكان

- ‌ قراءة القرآن في أوقات العمل

- ‌ حديث:"من أراد أن يتقابل مع الله ويناجيه

- ‌ قول:" رب قارئ للقرآن، والقرآن يلعنه

- ‌ حكم سؤال العبد في صلاته إذا مر بآية رحمة أو آية عذاب

- ‌ دعاء الصباح والمساء

- ‌ أذكار تقال بعد صلاة الفجر والمغرب

- ‌ فضل الجلوس للذكر بعد صلاة الصبح

- ‌ حكم تكرار بعض الأذكار بعد صلاة المغرب والفجر

- ‌ مسألة في أذكار المساء

- ‌ حكم إذا تأخرت الأذكار عن أوقاتها

- ‌ مسألة في التسبيح

- ‌ حديث: " سبحان الله عدد ما خلق وسبحان الله مثل ما خلق

- ‌ أسماء الله وفضل من أحصاها

- ‌ لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة

- ‌ حكم من رأى رؤيا يكرهها

- ‌ الأحلام المزعجة

- ‌ من رأى في المنام ما يكره

- ‌ مسألة في الدعاء بعد الفراغ من الصلاة المكتوبة

- ‌ صفة التكبير أيام التشريق

- ‌ التكبير المطلق والمقيد أيام التشريق

- ‌ مسألة في التكبير أيام التشريق وذكر مدته

- ‌ فضل الاستغفار

- ‌ مسألة في فضل الاستغفار

- ‌ حكم الاقتصار في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة (ص) أو (صلعم)

- ‌ الدعاء يشرع في كل وقت وليس من شرطه الطهارة

- ‌ مسألة في الأوراد الشرعية والدعوات الواردة عن النبي وكيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم

- ‌ حديث: «إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء

- ‌مسألة في الصلاةوالسلام على الأنبياء والرسل

- ‌ الأدعية المستجابة

- ‌ حكم الدعاء جماعة بعد الصلاة

- ‌ أفضل الأدعيةالتي يجب على المسلم أن يرددها

- ‌ حكم الدعاء جهرا

- ‌ من شروط الدعاء

- ‌ الأوقات التي تجاب فيها الدعوات

- ‌ حكم قول: أدعو فلا يستجاب لي

- ‌ دعوة الوالد على الولد

- ‌ مسألة في الدعاء

- ‌ حكم الدعاء للفاسقين

- ‌ الاستثناء في الدعاء

- ‌ حكم السجع في الدعاء

- ‌ حكم الدعاء على غير وضوء

- ‌ دعاء ختم القرآن

- ‌ حكم قراءة الدعاء من الورقة أثناء الصلاة

- ‌ الدعاء للمتصدق

- ‌ حكم مسح الوجه بعد الدعاء

- ‌ حكم رفع اليدين في الدعاء

- ‌ مسألة في حكم المداومةعلى رفع اليدين أثناء الدعاء

- ‌ مسألة في رفع اليدين في دعاء خطبة الجمعة

- ‌ مسألة في رفع اليدين عند الدعاء

- ‌ مسألة في رفع اليدين في الدعاء

- ‌ حكم مسح الوجه باليدين بعد الدعاء

- ‌ القراءة على المريض

- ‌ في القرآن والسنة علاج لجميع الأمراض الحسية والمعنوية

- ‌ مسألة في الأذكار

- ‌ كيفية علاج المرض النفسي

- ‌ علاج صرع الجن للإنسان

- ‌ حكم علاج السرطان بالقرآن

- ‌ يجوز التدواي بالأدوية المباحة شرعا

- ‌ مسألة في التداوي قبل وقوع الداء

- ‌ حكم استعمال بخور لطرد الشياطين

- ‌ حكم إحضار أكثر من قارئ للقراءة على المريض

- ‌ مسألة في الرقية

- ‌ ما يقال عن قراءة سورة الزلزلة على المريض والحامل

- ‌ تكرار بعض سور القرآن والأذكار بلا عدد معين

- ‌ بيان أوراد شركية وبدعية

- ‌ حول دعاء الركوب في المصعد

- ‌ حكم السلام بالإشارة باليد

- ‌ ما يقال عند العطاس

- ‌ السنة في وضع اليدفي الصلاة وما يقال بعد الرفع من الركوع

- ‌كتاب الأحاديث الضعيفة

- ‌ حديث: أخروهنمن حيث أخرهن الله

- ‌ حديث: أفضلطعام الدنيا والآخرة اللحم

- ‌ حديث: "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم

- ‌ حديث: فضل علىوسلمان وأبي ذر والمقداد رضي الله عنهم

- ‌ حديث: إذا كثرت ذنوبك فاسق الماء

- ‌ حديث "حبك الشيء يعمي ويصم

- ‌ حديث: علي رضي الله عنه أنه تصدق بخاتمه وهو راكع

- ‌ حديث دفن عيسى عليهالسلام مع النبي صلى الله عليه وسلمبعد نزوله آخر الزمان

- ‌ حديث: "عقوبة تارك الصلاة بخمس عشرة عقوبة

- ‌ حديث "إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي

- ‌ حديث: يا أسماء إن المرأة إذا بلغتالمحيض لم يصلح أن يري منها إلا هذا

- ‌ حديث: «أنا مدينة العلم وعلي بابها

- ‌ حديث: صلاة التسبيح

- ‌ حديث: كيف أنتم إذا غدي عليكم بجفنة

- ‌ حديث: «إذا مشت أمتي المطيطاء»

- ‌ حديث «سب أصحابي ذنب لا يغفر»

- ‌ حديث «الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا»

- ‌ حديث إن الله تعالى لا يقبل صلاه رجل مسبل إزاره

- ‌ حديث:إن أكثر شهداء أمتي أصحاب الفرش

- ‌ حديث:تعشوا ولو بكف من حشف

- ‌ حديث:اطلبوا العلم ولو في الصين

- ‌ حديث: إذا فعلت أمتيخمس عشرة خصلة حل بها البلاء

- ‌ حديث: إذا اتخذ الفيءدولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما

- ‌ حديث: «السخي قريب من الله قريب من الجنة

- ‌ حديث من دخل السوق فقال:لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك

- ‌ حديث: من اغتسليوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام

- ‌ حديث: من غش العرب لم يدخل في شفاعتي

- ‌ حديث: «الصبحة تمنع الرزق

- ‌ حديث: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا

- ‌ حديث: «يا علي أسبغ الوضوء وإن شق عليك ولا تأكل الصدقة

- ‌ حديث: «إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه

- ‌ حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة

- ‌ حديث: «من عمر ميسرة المسجد كتب له كفلان من الأجر

- ‌ حديث: «اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك»

- ‌ حديث: «إذا تزوج أحدكم فكان ليلة البناء فليصل ركعتين»

- ‌ حديث: «إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني»

- ‌ حديث: «أيعجز أحدكم أن يتقدم أو يتأخر…في الصلاة

- ‌ حديث: «إن حسنات الصبي لوالديه أو أحدهما»

- ‌ حديث: «عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين وختنهما

- ‌ حديث عائشة رضي الله عنها أنها أمت نسوة في المكتوبة فقامت بينهن

- ‌ حديث «صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عند قبر الخليل وقبر موسى عليهما السلام»

- ‌ حديث: «كان الله ولم يكن شيء غيره

- ‌ حديث: «من حج أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت

- ‌ حديث: " من صلى في مسجدي هذا أربعين صلاة لا تفوته صلاة دخل الجنة

- ‌ حديث: «من طاف بالبيت خمسين مرة خرج من ذنوبه

- ‌ حديث: فضل الاستغفار عند النوم

- ‌ حديث: «ركعتان بسواك خير من سبعين ركعة بدون سواك»

- ‌ حديث: «لا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث

- ‌ أثر عمر رضي الله عنه في أن الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى تصلي على نبيك

- ‌ حديث: «من عمر مياسر الصفوف فله أجران»

- ‌ حديث «لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد»

- ‌ حديث: «نتر الذكر عند البول»

- ‌ حديث: «اقرءوا على موتاكم سورة يس

- ‌ حديث " لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس

- ‌ الكلام على أثر: «إن من صلى لله أربع ركعات ثم دعا الله فإنه يستجاب له»

- ‌ حديث: «من قرأ بعض سور القرآن عدة مرات لم يتفلت منه»

- ‌ حديث: (السبعة الذين لا يكلمهم الله…منهم ناكح يده)

- ‌ حديث: «اختلاف أمتي رحمة»

- ‌ حديث: «إقامة حد بأرض خير لأهلها من مطر أربعين ليلة

- ‌ حديث: «من غسل ميتا فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ

- ‌ إيراد الحديث الضعيف في المواعظ والرقائق

- ‌ أنواع الحديث الضعيف

- ‌ حديث: «من جلس بعد صلاة الصبح يذكر الله حتى تطلع الشمس

- ‌ حديث: «من زراني بالمدينة محتسبا كنت له شفيعا»

- ‌كتاب الأحاديث الموضوعة

- ‌ الكلام على حديثخالد بن الوليد في سؤاله للنبي عليه الصلاة والسلام عن بضع وعشرين مسألة

- ‌ حديث: «لولا محمد ما خلقتك»

- ‌ نشرة تتضمن أحاديث مكذوبة

- ‌ حديث في الأخذ من اللحية

- ‌ رد على أخبار باطلة ومكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ الكلام على حديثموضوع حول صيحة تحدث في رمضان

- ‌ حديث: «إن الشيطان يلعب بالميت»

- ‌ حديث: "من صلى علي يوم الجمعة مئتي مرة غفر الله ذنبه مئتي عام

- ‌ حديث: "إذا تحيرتم في الأمور فاستعينوا بأهل القبور

- ‌ حديث " من كان اسمه محمدا فلا تضربه

- ‌ حديث: " تعلموا السحر ولا تعملوا به

- ‌ حكم كل ما صدر بياء النداء من الرسول صلى الله عليه وسلمإلى علي رضي الله عنه

- ‌ حديث: "اثنتا عشر ركعة تصليها من الليل والنهار

- ‌ التنبيه على بطلان نشرتين يتداولهما الناس حول حديث مرفوع فيمن تهاون بالصلاة

- ‌ حديث:" التمس لأخيك سبعين عذرا

- ‌ رد على ما كتبه أحد الكتاب في حق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌ حديث:«يوم صومكم يوم نحركم»

- ‌ حديث: "من زار أهل بيتي بعد وفاتي كتبت له سبعون حجة

- ‌ حديث:" من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني

- ‌ حديث: "الغناء زاد الراكب

- ‌ حديث: "من عصاني وهو يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني

- ‌ حديث: " ما رفع مسلم منزله فوق سبعة أذرع إلا قيل له: إلى أين يا فاسق

- ‌ حديث: "لا ربا بين المسلم والحربي

- ‌ حديث: "أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش

- ‌ حديث: "فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد

- ‌ حديث: "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر

- ‌ حديث:"لعن الله الناظر والمنظور إليه

الفصل: ‌ أسماء الله وفضل من أحصاها

(1) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب التسبيح بالحصى، برقم 1282.

ص: 77

28 ـ‌

‌ أسماء الله وفضل من أحصاها

س: ما المقصود بكلمة (أحصاها) في حديث الرسول الكريم عن أسماء الله الحسنى «من أحصاها دخل الجنة (1) » ؟ (2)

ج: الإحصاء يكون بالحفظ، ويكون بتدبر وتعقل معانيها والعمل بمقتضى ذلك؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: «إن لله

(1) صحيح البخاري الشروط (2736) ، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2677) ، سنن الترمذي الدعوات (3507) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3860) ، مسند أحمد بن حنبل (2/267) .

(2)

من برنامج نور على الدرب، الشريط رقم 1500.

ص: 77

تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة (1) » وفي لفظ: «من حفظها دخل الجنة (2) » والمعنى: إحصاؤها بتدبر المعاني والنظر في المعاني مع حفظها؛ لما في ذلك من الخير العظيم والعلم النافع، ولأن ذلك من أسباب صلاح القلب وكمال خشيته لله والقيام بحقه سبحانه وتعالى.

س: سماحة الشيخ قد يتكل الناس على بعض مثل هذه الأحاديث فيعتقد أن حفظ أسماء الله الحسنى دون عمل يكفيه لدخول الجنة؟ (3)

ج: هذا من الفهم الخطأ؛ فأحاديث الترغيب مقصودها حث العباد على العمل بما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم ودعا إليه مثل: «من أحصاها دخل الجنة (4) » في الأسماء

(1) أخرجه البخاري في كتاب الشروط، باب ما يجوز من الاشتراط والثنايا في الإقرار برقم 2736، ومسلم في كتاب الذكر، باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها برقم 2677.

(2)

أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب: إن لله مائة اسم إلا واحدا برقم 7392.

(3)

سؤال من برنامج نور على الدرب.

(4)

صحيح البخاري الشروط (2736) ، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2677) ، سنن الترمذي الدعوات (3507) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3860) ، مسند أحمد بن حنبل (2/267) .

ص: 78

الحسنى ومثل: «من صام عرفة كفر الله به السنة التي قبلها والسنة التي بعدها (1) » «والصوم يوم عاشوراء يكفر السنة التي قبله (2) » وأشبه ذلك كله من باب الترغيب في طاعة الله عز وجل، وأن هذا من أسباب المغفرة مع توافر الأسباب الأخرى التي لا تمنع المغفرة، فإذا تعاطى المؤمن أسباب المغفرة، وليس هناك موانع من إصراره على الكبائر أثرت أثرها، وإذا كان موانع صار ذلك من أسباب عدم المغفرة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:«الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر (3) » وفي لفظ: «ما لم تؤت الكبائر (4) » ، ولهذا ذهب جمهور أهل العلم -أي أكثر أهل العلم- إلى أن هذه الأحاديث التي جاءت في فضل كذا، وفضل كذا، فضل الصلاة، وأنها تكفر الذنوب أو الوضوء أو صوم عرفة، أو صوم يوم عاشوراء أو إحصاء أسماء الله الحسنى أو ما أشبه ذلك، كل ذلك مقيد باجتناب الكبائر، بالاستقامة على ما أوجب الله وترك الكبائر، وأن هذه الفضائل وهذه الأعمال من أسباب المغفرة مع الأسباب الأخرى التي شرعها الله عز وجل، ومع السلامة من الموانع التي تمنع المغفرة، وذلك هو الإصرار على

(1) صحيح مسلم الصيام (1162) ، سنن أبو داود الصوم (2425) ، مسند أحمد بن حنبل (5/308) .

(2)

صحيح مسلم الصيام (1162) ، سنن أبو داود الصوم (2425) ، مسند أحمد بن حنبل (5/308) .

(3)

صحيح مسلم الطهارة (233) ، سنن الترمذي الصلاة (214) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1086) ، مسند أحمد بن حنبل (2/400) .

(4)

صحيح مسلم الطهارة (233) ، سنن الترمذي الصلاة (214) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1086) ، مسند أحمد بن حنبل (2/400) .

ص: 79

الكبائر، كما قال الله عز وجل:{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (1) فشرط في هذا عدم الإصرار، والإصرار هو الإقامة على المعصية وعدم التوبة منها، وهو من أسباب عدم المغفرة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

والخلاصة: أن هذه الفضائل وهذا الوعد الذي وعد الله به من أحصى أسماءه الحسنى بدخول الجنة، ووعد من صام يوم عاشوراء أن يكفر السنة التي قبلها، وهكذا في صوم عرفة، وهكذا غير ذلك كله مقيد بعدم الإصرار على المعاصي، وهكذا ما جاء في أحاديث التوحيد، وأن «من شهد أن لا إله إلا الله صادقا من قلبه دخل الجنة (2) » كل ذلك مقيد بعد إقامته على المعاصي، فأما إذا أقام على المعاصي فهو تحت مشيئة الله قد يغفر له، وقد يدخل النار بذنوبه التي أصر عليها ولم يتب، حتى إذا طهر ونقي منها أخرج من النار إلى الجنة.

فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحذر الاتكال على أحاديث الترغيب والوعد، والإعراض عن أحاديث الوعيد وآيات الوعيد، بل يجب أن يأخذ بهذا وهذا، يجب أن يحذر مما حرمه الله من

(1) سورة آل عمران الآية 135

(2)

مسند أحمد بن حنبل (5/229) .

ص: 80

المعاصي، وأن تكون على باله الأحاديث والآيات التي فيها الوعيد، لمن تعدى حدود الله وانتهك محارمه، ومع ذلك يحسن ظنه بربه ويرجوه ويتذكر وعده بالمغفرة والرحمة لمن يعمل الأعمال الصالحات، فيجمع بين هذا وهذا، بين الرجاء والخوف، فلا يقنط ولا يأمن، وهذا هو طريق أهل العلم والإيمان كما قال جل وعلا عن أنبيائه:{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} (1) أي: رجاء وخوفا {وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (2) وقال سبحانه: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} (3) وهكذا أهل الإيمان من أتباع الرسل هم على هذا السبيل يوحدون الله ويخشونه، ويؤدون فرائضه ويدعون محارمه، ويرجونه ويخافونه سبحانه وتعالى.

(1) سورة الأنبياء الآية 90

(2)

سورة الأنبياء الآية 90

(3)

سورة الإسراء الآية 57

ص: 81