الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ج: لا أعلم في هذا شيئا إذا كان ليس فيه تكلف، أما السجع المتكلف فلا ينبغي، لهذا ذم النبي عليه الصلاة والسلام من سجع وقال:«هذا سجع كسجع الكهان (1) » في حديث حمل ابن النابغة الهذلي، لكن إذا كان سجعا غير متكلف فقد وقع في كلام النبي عليه الصلاة والسلام وكلام الأخيار، فالسجع غير المتكلف لا حرج فيه، إذا كان في نصر الحق أو في أمر مباح، وتكرار الدعوات فيما يتعلق بالجنة أو النار وتحريك القلوب، كل ذلك مطلوب شرعا.
(1) أخرجه مسلم في كتاب القسامة، باب دية الجنين برقم 1682 ولفظه: '' إنما هذا من إخوان الكهان من أجل سجعه الذي سجع ''.
56 ـ
حكم الدعاء على غير وضوء
س: في بعض الليالي أقوم من النوم الساعة الثانية ليلا وأدعو الله بما في نفسي دون أن أتوضأ.. ولم أصل نافلة فهل هذا جائز أم لا بد من الوضوء والصلاة معا؟ (1)
ج: لا حرج في الدعاء ولو على غير وضوء بل ولو كنت
(1) نشر في كتاب فتاوى إسلامية لمحمد المسند ج4 ص 175 وفي مجلة الدعوة العدد 1674 بتاريخ 13\9\1419هـ.
جنبا؛ لأن الدعاء لا يشترط له الطهارة وهذا من رحمة الله سبحانه؛ لأن العبد محتاج للدعاء في كل وقت ولكن حصوله مع الطهارة والصلاة أقرب إلى الإجابة ولا سيما في السجود؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء (1) » خرجه الإمام مسلم في صحيحه وبالله التوفيق.
(1) رواه مسلم في كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود برقم 482 واللفظ له، والنسائي في كتاب التطبيق، باب أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل برقم 1137 وأبو داود في كتاب الصلاة، باب الدعاء في الركوع والسجود برقم 875 وأحمد في باقي مسند المكثرين برقم 9165
57 ـ معنى: " وهب المسيئين منا للمحسنين "
س: ما معنى هذا الدعاء: وهب المسيئين منا للمحسنين؟ (1)
ج: معناه الطلب من الله سبحانه وتعالى أن يعفو عن المسيئين من المسلمين بأسباب المحسنين منهم، ولا حرج في ذلك؛ لأن صحبة الأخيار ومجالسهم من أسباب العفو عن المسيء، فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مثل الجليس الصالح كحامل
(1) نشر في كتاب فتاوى إسلامية لمحمد المسند ج4 ص 175، وفي مجلة الدعوة العدد 1674 بتاريخ 13\9\1419هـ.
المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ومثل الجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة (1) » ولكن لا يجوز للمسلم أن يعتمد على مثل هذه الأمور لتكفير سيئاته، بل يجب عليه أن يلزم التوبة دائما من سائر الذنوب، وأن يحاسب نفسه ويجاهدها في الله حتى يؤدي ما أوجب الله عليه ويحذر ما حرم الله عليه، ويرجو مع ذلك من الله سبحانه العفو والغفران، وأن لا يكله إلى نفسه ولا إلى عمله، ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال:«سددوا وقاربوا وأبشروا واعلموا أنه لن يدخل الجنة أحد منكم بعمله، قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل (2) » وبالله التوفيق.
(1) أخرجه البخاري في كتاب الذبح والصيد، باب المسك برقم 5534، ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب مجالسة الصالحين برقم 2628.
(2)
أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل برقم 6467، ومسلم في كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله برقم 2818.