الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
69 ـ
في القرآن والسنة علاج لجميع الأمراض الحسية والمعنوية
(1)
بين سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، وإدارة البحوث العلمية والإفتاء: أن الله جل وعلا ما أنزل داء إلا وأنزل له شفاء علمه من علم وجهله من جهله. وقال سماحته: إن الله سبحانه وتعالى جعل فيما أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة العلاج لجميع ما يشكو منه الناس من أمراض حسية ومعنوية، وقد نفع الله بذلك العلاج، وحصل به من الخير ما لا يحصيه إلا الله عز وجل.
وأوضح سماحته: أن الإنسان قد تعرض له أمور لها أسباب فيحصل من الخوف والذعر ما لا يعرف له سبب بينا. وأكد سماحته: أن الله جعل فيما شرعه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من الخير والأمن والشفاء ما لا يحصيه إلا الله سبحانه وتعالى.
(1) نشر في جريدة الجزيرة يوم 20\12\1416 هـ. ونشر في هذا المجموع ج9 ص411.
وكان سماحته: يرد بذلك على سائل يقول: " زوجتي أصيبت بمرض معين فأصبحت تخاف من كل شيء ولا تستطيع البقاء وحدها، وآخر يقول: أنه يشكو نفس الحالة وذلك أنه لا يستطيع الذهاب إلي المسجد للصلاة مع الجماعة، ويسأل على العلاج حتى لا يلجأ إلى الكهان والمشعوذين ".
ونصح سماحته السائلين وغيرهما: أن يستعملوا ما شرعه الله تعالى من الأوراد الشرعية التي يحصل بها الأمن والطمأنينة وراحة النفس والسلامة من مكائد الشيطان، ومن ذلك كما قال سماحته: قراءة آية الكرسي. وهي قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (1) إلي آخر الآية. ووصف سماحة الشيخ ابن باز آية الكرسي: بأنها أعظم وأفضل آية في كتاب الله عز وجل؛ لما اشتملت عليه من التوحيد والإخلاص لله تعالى وبيان عظمته، وأنه الحي القيوم المالك لكل شيء ولا يعجزه شيء سبحانه وبحمده.
واسترسل سماحته يقول: فإذا قرأ هذه الآية خلف كل صلاة كانت له حرزا من كل شر، وهكذا قرأتها عند النوم.
(1) سورة البقرة الآية 255
واستشهد بما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن «من قرأها عند النوم لا يزال عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح (1) » ودعا سماحته الشخص الخائف إلى قراءة آية الكرسي عند النوم وبعد كل صلاة، وقال: ليطمئن قلبه وسوف لا يري ما يسوؤه إن شاء الله، إذا صدق الرسول عليه الصلاة والسلام فيما قال واطمأن قلبه لذلك، وأيقن أن ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق والصدق الذي لا ريب فيه.
وأكد سماحته: أن الله سبحانه وتعالى شرع أن يقرأ المسلم والمسلمة بعد كل صلاة قل هو الله أحد والمعوذتين وقال سماحته: إن هذا أيضا من أسباب العافية والأمن والشفاء من كل سوء، وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن.
وأشار سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز إلى أن السنة أن يقرأ الإنسان هذه السور الثلاث بعد صلاه الفجر وبعد صلاه المغرب ثلاث مرات، وهكذا إذا أوي إلى فراشه يقرؤهن ثلاث مرات؛ لصحة الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك.
ودل سماحته على أن من يحصل به الأمن والعافية
(1) رواه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده برقم 3275.
والطمأنينة والسلامة من كل شر أن يستعيذ الإنسان بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات صباحا ومساء «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق (1) » موضحا سماحته: أن الأحاديث جاءت دالة على أنها من أسباب العافية.
ودعا سماحته إلى قراءة «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم (2) » ثلاث مرات صباحا ومساء، وقال: لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قالها ثلاث مرات صباحا لم يضره شيء حتى يمسي، ومن قالها مساء لم يضره شيء حتى يصبح.
وأفاد سماحته في إجابته: أن هذه الأذكار والتعوذات من القرآن والسنة كلها من أسباب الحفظ والأمن والسلامة من كل سوء.
ودعا سماحته كل مؤمن ومؤمنه الإتيان بها في أوقاتها والمحافظة عليها، وهما مطمئنان وواثقان بربهما سبحانه وتعالى القائم على كل شيء والعالم بكل شيء والقادر على كل شيء، لا إله غيره ولا رب سواه، وبيده التصرف والمنع والضر والنفع، وهو المالك لكل شيء عز وجل.
(1) صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2708) ، سنن الترمذي الدعوات (3437) ، سنن ابن ماجه الطب (3547) ، مسند أحمد بن حنبل (6/409) ، سنن الدارمي الاستئذان (2680) .
(2)
سنن الترمذي الدعوات (3388) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3869) .