الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
92 ـ
حديث: فضل على
وسلمان وأبي ذر والمقداد رضي الله عنهم
5 ـ حديث: «إن الله يحب من أصحابي أربعة: عليا وسلمان وأبا ذر والمقداد بن الأسود الكندي (1) » أخرجه الإمام أحمد في المسند في المجلد الخامس، ص351، 356. والترمذي في المجلد الرابع من الطبعة الهندية بشرح المباركفوري صفحة 327 وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من طريق شريك، يعني به شريكا القاضي. وأخرجه ابن ماجه في المجلد الأول صفحة 66، وأخرجه الحاكم صفحة 130 من المجلد الثالث كلهم من طريق شريك القاضي عن أبي ربيعة الإيادي عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكلهم رووه عن شريك عن أبي ربيعة بالعنعنة ما عدا أحمد في إحدى روايتيه، فإن شريكا صرح فيها بأن أبا ربيعة حدثه بذلك. وإسناده ضعيف من أجل أبي ربيعة المذكور فإنه انفرد به وهو منكر الحديث. قاله أبو حاتم الرازي، وصححه الحاكم
(1) سنن الترمذي المناقب (3718) ، سنن ابن ماجه المقدمة (149) ، مسند أحمد بن حنبل (5/351) .
وزعم أنه على شرط مسلم، وأنكر الذهبي عليه ذلك. وقال: إن مسلما لم يخرج عن أبي ربيعة المذكور.. انتهى
وكثيرا ما يصحح الحاكم رحمه الله أحاديث ضعيفة وموضوعه، فلا ينبغي أن يغتر بتصحيحه، وقد أغرب الحافظ ابن حجر في ترجمة المقداد، فحسن هذا الحديث. وليس ذلك بجيد؛ لضعف إسناده بانفراد أبي ربيعة به، ونكارة متنه؛ وإن هذا الحديث لو كان صحيحا لم يخف على الحفاظ من أصحاب بريدة. وعلى فرض صحته فإنه لا مفهوم له؛ لأن الله جل وعلا يحب جميع صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم وأرضاهم، ويحب كل مؤمن ومؤمنة من سائر الثقلين كما قال عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} (1) ، {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} (2)، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (3) وقوله عز وجل:{وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا} (4) وقول عز وجل:
(1) سورة التوبة الآية 4
(2)
سورة آل عمران الآية 146
(3)
سورة البقرة الآية 222
(4)
سورة التوبة الآية 72
{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} (1) إلى أن قال عز وجل: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (2) والآيات في هذا المعنى كثيرة
تنبيه آخر: نقل الحافظ الذهبي كلام أبي حاتم المذكور في شأن أبي ربيعة في الميزان في ترجمة عمر بن ربيعة ص 257 المجلد رقم 2.
(1) سورة الأحزاب الآية 35
(2)
سورة الأحزاب الآية 35
93 ـ وقت القيام للصلاة عند الإقامة
6 ـ خرج البيهقي في السنن من طريق الحجاج بن فروج الواسطي عن العوام بن حوشب عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: كان بلال إذا قال: قد قامت الصلاة. نهض النبي صلى الله عليه وسلم وكبر. وأعله بالحجاج المذكور وذكر أن ابن معين ضعفه. وذكره صاحب الميزان: أعني الحافظ الذهبي رحمه الله. من طريق الحجاج المذكور. وذكر أن ابن معين، والنسائي ضعفاه.. انتهى المقصود.
قلت: وفي السند المذكور علة أخرى. وهي الانقطاع بين العوام، وبين عبد الله بن أبي أوفي؛ لأن العوام لم يسمع منه، ولا من غيره من الصحابة رضي الله عنهم، كما يعلم ذلك من تهذيب التهذيب وغيره.
وبذلك يكون الحديث المذكور ضعيفا؛ لعلتين وهما: الانقطاع، وضعف الحجاج. . وقد ذكره كثير من الفقهاء في أول باب صفة الصلاة، محتجين به على استحباب قيام المأموم عند قول المؤذن: قد قامت الصلاة. ولم يعزه كثير منهم إلى أحد ولا حجة فيه لضعفه.
وبذلك يعلم أنه لا تحديد في وقت قيام المأموم للصلاة إذا أخذ المؤذن في الإقامة فهو مخير في القيام في أول الإقامة، أو في أثنائها أو آخرها. وهو قول أكثر أهل العلم، وأما التكبير فلم يكن صلى الله عليه وسلم يكبر تكبيرة الإحرام، إلا بعد الفراغ من الإقامة، وبعد أن يأمر الناس بتسوية الصفوف، وسد الخلل، كما استفاضت بذلك الأحاديث الصحيحة عنه عليه الصلاة والسلام، وذلك يدل على بطلان هذا الحديث، وعدم صحته.. والله ولي التوفيق.