الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سبحانه: «ادعوا ربكم تضرعا وخفية (1) » . ولأن ذلك أكمل في الإخلاص، وأجمع للقلب على الدعاء، ولما في ذلك من عدم التشويش على من حوله من المصلين والقراء، إلا إذا كان الدعاء مما يؤمن عليه كدعاء القنوت والاستسقاء، فإن الإمام يجهر به حتى يؤمن المستمعون. والله الموفق.
(1) سنن أبو داود الصلاة (1480) ، مسند أحمد بن حنبل (1/172) .
48 ـ
من شروط الدعاء
(1)
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء: من أعظم شروط الدعاء الثقة بالله والتصديق له ولرسوله، والإيمان بأن الله هو الحق ولا يقول إلا الحق، والإخلاص لله سبحانه والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم مع الإيمان بأن الرسول عليه الصلاة والسلام بلغ الحق وهو الصادق فيما يقول.
(1) نشر في جريدة الرياض بتاريخ 25\12\1416هـ. وفي هذا المجموع ج9 ص 359.
وأضاف سماحته: (وأن يأتي بذلك عن إيمان وثقة بالله ورغبة فيما عنده، وأنه سبحانه مدبر الأمور ومصرف الأشياء وأنه قادر على كل شيء سبحانه وتعالى: لا عن شك ولا عن سوء ظن بل عن حسن ظن بالله وثقة به، وأنه متى تخلف المطلوب فلعلة من العلل، فالعبد عليه أن يأتي بالأسباب، الله مسبب الأسباب، وهو الحكيم العليم) .
وقال سماحته: وقد يحصل الدواء ولكن لا يزول الداء لأسباب أخرى جهلها العبد ولله فيها حكم سبحانه وتعالى، وهذا يشمل الدواء الحسي والمعنوي.
الحسي: الذي يقوم به الأطباء من أدوية وعمليات ونحو ذلك.
والمعنوي الذي يحصل بالدعاء والقراءة ونحو ذلك من الأسباب الشرعية.
ومع هذا كله قد يتخلف المطلوب لأسباب كثيرة منها: الغفلة عن الله سبحانه، ومنها: المعاصي ولا سيما أكل الحرام.
واستشهد سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك قالوا: