الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وأعانكم على كل خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرئيس العام لإدارات البحوث
العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
172 -
ما صحة
حديث: "اثنتا عشر ركعة تصليها من الليل والنهار
"
س: سائلة تقول: إنها معذبة.. لها سؤال لقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اثنتا عشر ركعة تصليها من الليل وتتشهد بين كل ركعتين، فإذا تشهدت في آخر صلاتك فأثن على الله عز وجل وصل الله على النبي صلى الله عليه وسلم، واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات، وقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات، ثم قل: اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك واسمك الأعظم وجدك
الأعلى وكلماتك التامة، ثم سل حاجتك، ثم ارفع رأسك ثم سلم يمينا وشمالا ولا تعلموها السفهاء فإنهم يدعون بها فيجابون» رواه الحاكم، وقال: قال: أحمد بن حرب قد جربته فوجدته حقا، وقال إبراهيم بن علي الديبلي: قد جربته فوجدته حقا، وقال أبو زكريا: قد جربته فوجدته حقا، قال الحاكم: قد جربته فوجده حقا، تفرد به عامر بن خداش وهوة ثقة مأمون، قال المصنف عامر: هذا شيخنا أبو الحسين هو نيسابوري صاحب مناكير، وقد تفرد به عمر بن هارون البلخي وهو متروك منهم أثنى عليه ابن مهدي وحده فيما أعلم انتهى، والسؤال هل هذا الحديث صحيح فإني معذبة للشك فيه؟ (1)
ج: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على رسوله الأمين وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين أما بعد: فإن هذا الحديث ليس بصحيح بل هو موضوع ومكذوب على الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد نبهنا على ذلك من مدة طويلة، وكان صاحب كتاب (الدعاء المستجاب) قد ذكره في كتابه وهو كتاب لا يجوز الاعتماد عليه وصاحبه ليس من أهل العلم؛ ولهذا نبهنا على هذا من مدة طويلة، وبينا أن هذا الكتاب لا يجوز الاعتماد عليه
(1) من برنامج نور على الدرب، الشريط رقم 842.
وأن هذا الحديث موضوع، وقد كتبنا ما أتم الله في ذلك
…
فيجب تنبيه القراء على كذب هذا الخبر وعلى عدم الاعتماد على هذا الكتاب وهو كتاب الدعاء المستجاب، لما فيه من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ولا ينبغي لأحد أن يظن أن هذا الحديث صحيح، بل هو مكذوب وليس بصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه «نهى عن القراءة في الركوع والسجود (1) » ، وهذا فيه قراءة في الركوع والسجود، وعمر بن هارون الراوي كذاب لا يعتمد على روايته، وهكذا من قبله عامر بن خداش، والمقصود: أن الحديث موضوع مكذوب لا يعتمد عليه، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من صلى ثنتي عشر ركعة بنى الله له بيتا في الجنة ـ ثم بينها في رواية الترمذي رحمه الله قال: ـ أربعا قبل الظهر وثنتين بعدها وثنتين بعد المغرب وثنتين بعد العشاء وثنتين قبل صلاة الصبح (2) » ، وهذه الرواتب التي كان يحافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم، ومن حافظ عليها بنى الله له بيتا في الجنة: يصلى أربعا قبل الظهر بتسليمتين، وثنتين بعدها، وثنتين بعد المغرب، وثنتين
(1) صحيح مسلم الصلاة (480) ، سنن الترمذي اللباس (1737) ، مسند أحمد بن حنبل (1/114) ، موطأ مالك النداء للصلاة (177) .
(2)
أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدها برقم 728 والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء فيمن صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة برقم 414.
بعد صلاة العشاء، وثنتين قبل صلاة الصبح، هؤلاء الركعات هي التي شرعها الله عز وجل، ورتب عليها ما رتب من الخير العظيم، أما هذه الركعات التي جاءت في حديث عمر بن هارون عند الحاكم فقد عرفت أيتها السائلة أنه حديث موضوع مكذوب، ولا ينبغي لك أن تكوني معذبة، بل كوني مطمئنة، اتقي الله وراقبي الله واعملي بشرع الله، ودعي عنك الوساوس والتعلق بالأحاديث الموضوعة والمكذوبة والضعيفة، ففي ما شرع الله كفاية وغنية، أما ما ابتدعه الناس وما كذبه بعض الناس فيجب الحذر منه والتمسك بالدين ليس بعذاب، بل التمسك بالدين هو الراحة وهو الطمأنينة وهو الخير العظيم المعجل وفي الآخرة أعظم وأعظم؛ لأن الراحة في الآخرة هي أكبر وهي الفوز العظيم، فلا ينبغي أن تكوني معذبة، بل كوني مطمئنة، وكوني مرتاحة بفعل ما شرع الله وترك ما حرم الله والإكثار من ذكر الله وتسبيحه وتهليله واستغفاره والتوبة إليه، وأبشري بالخير ودعي عنك الوساوس والتحرج الذي يوقعك في التعذيب والتعب، ولكن اشرحي صدرك لدين الله وتمسكي بشرع الله، وأكثري من قراءة القرآن ومن ذكر الله وتسبيحه وتحميده واستغفاره والتوبة إليه، واعملي بما شرع الله من العبادات، وأبشري بالخير وأبشري بالراحة والسعادة في الدنيا والآخرة والسعادة والراحة في الآخرة أكبر، رزقني الله وإياك الاستقامة والبصيرة في الدين مع حسن الختام.
173 -
ما صحة حديث (من تهاون بالصلاة عاقبه الله بخمس عشرة عقوبة..) .
س: الأخ: خ. ن. ن - من الرياض أرسل إلينا رسالة ومعها نسخة من ورقة توزع بين الناس، وتتضمن حديثا منسوبا للنبي صلى الله عليه وسلم وفيه:(من تهاون بالصلاة عاقبه الله بخمس عشرة عقوبة) إلى آخر ما جاء في الورقة، ويسأل عن صحة ذلك الحديث (1)
ج: هذا الحديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، لا أساس له من الصحة، كما بين ذلك الحافظ الذهبي رحمه الله في (الميزان) ، والحافظ ابن حجر في (لسان الميزان) ، فينبغي لمن وجد هذه الورقة أن يحرقها، وينبه من وجده يوزعها؛ دفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم من كذب الكذابين.
وفيما ورد في القرآن العظيم والسنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تعظيم شأن الصلاة والتحذير من التهاون بها ووعيد من فعل ذلك ما يشفي ويكفي، ويغني عن
(1) سبق نشرها في هذا المجموع ج 10 ص 277 ونشرت في مجلة الدعوة في العدد (929) بتاريخ 12 \ 5 \ 1404 هـ.
كذب الكذابين، مثل قوله سبحانه:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (1) وقوله سبحانه: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} (2) وقوله سبحانه: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} (3){الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} (4) والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر (5) » خرجه الإمام أحمد، وأهل السنن بإسناد صحيح، وقوله صلى الله عليه وسلم:«بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة (6) » أخرجه مسلم في صحيحه.
وقوله صلى الله عليه وسلم لما ذكر الصلاة يوما بين
(1) سورة البقرة الآية 238
(2)
سورة مريم الآية 59
(3)
سورة الماعون الآية 4
(4)
سورة الماعون الآية 5
(5)
أخرجه أحمد في باقي مسند الأنصار، حديث بريدة الأسلمي برقم 22428، والترمذي في كتاب الإيمان باب ما جاء في ترك الصلاة برقم 2621، والنسائي في كتاب الصلاة، باب الحكم في تارك الصلاة برقم 463، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها برقم 1079.
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب إطلاق الكفر على من ترك الصلاة برقم 82.
أصحابه: «من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف (1) » رواه الإمام أحمد بإسناد حسن.
قال بعض العلماء في شرح هذا الحديث: وإنما يحشر يوم القيامة من ضيع الصلاة مع هؤلاء الكفرة؛ لأنه إن ضيعها بسبب الرئاسة شابه فرعون، ومن ضيعها بسبب الوزارة والوظائف الأخرى شابه هامان وزير فرعون، فيحشر معه يوم القيامة إلى النار، ومن ضيعها بسبب المال والشهوات شابه قارون الذي خسف الله به وبداره الأرض، بسبب استكباره عن اتباع الحق، من أجل ماله الكثير واتباعه الشهوات فيحشر معه إلى النار، وإن ضيعها بسبب التجارة وأنواع المعاملات شابه أبي بن خلف - تاجر أهل مكة - من الكفرة، فيحشر معه يوم القيامة إلى النار.
نسأل الله العافية من حالهم وحال أمثالهم.
(1) مسند أحمد بن حنبل (2/169) ، سنن الدارمي الرقاق (2721) .